تفاصيل الخبر

استمرار تبعثر قرار الدول العربية قد يُفقد العرب فرصة ادارة ”الأونيسكو“ بعد أكثر من 70 عاماً على انشائها

12/05/2017
استمرار تبعثر قرار الدول العربية قد يُفقد العرب  فرصة ادارة ”الأونيسكو“ بعد أكثر من 70 عاماً على انشائها

استمرار تبعثر قرار الدول العربية قد يُفقد العرب فرصة ادارة ”الأونيسكو“ بعد أكثر من 70 عاماً على انشائها

aoun veraعلى رغم ان انتخاب مدير عام جديد لمنظمة <الأونيسكو> الدولية سيتم بعد أشهر داخل مقر المنظمة في <الأونيسكو>، فإن <حماوة> المعركة الانتخابية بدأت تظهر بوضوح بين الدول التي قدمت مرشحين لخلافة المديرة العامة الحالية <ايرينا بوكوفا> التي كانت تطمح لخلافة الأمين العام السابق للأمم المتحدة <بان كي مون>، قبل أن تحسم الدول الكبرى الخلافة للأمين العام الجديد <أنطونيو غوتيريس>.

وفيما تجهد الدول المعنية بعملية الترشيح لتأمين وصول مرشحها لهذا المنصب الدولي المميز، فإن لبنان الذي يعتبر معنياً نظراً لوجود مرشحة رسمية له هي السيدة فيرا خوري لاكويه لا يزال يتعاطى مع هذا الملف من باب <رفع العتب>، فلا اتصالات مع دول عربية وأجنبية لدعم الترشيح، ولا رسائل الى رؤساء الدول الصديقة والشقيقة للحصول على تأييدها، حتى ان السفراء العرب والأجانب في بيروت يتابعون من خلال وسائل الإعلام الاتصالات الجارية حول الانتخابات المرتقبة في الأونيسكو من دون أن يُطلب منهم من الادارة اللبنانية أي موقف من بلدانهم يعزز وضع المرشحة اللبنانية التي حققت خلال المقابلات التي أجراها المجلس التنفيذي للمنظمة قبل أسبوعين مع المرشحين الرسميين، حضوراً لافتاً نظراً لخبرتها في عمل المنظمة كونها كانت مساعدة مندوب دولة <سانتا لوتشيا> في <الأونيسكو> رجل الأعمال اللبناني جيلبير شاغوري.

 

مواقف عربية مبعثرة

هذا الواقع أثارته السيدة خوري لاكويه الأسبوع الماضي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال زيارتها له في قصر بعبدا، والتي طلبت خلالها دعماً لبنانياً كبيراً نظراً لاقتراب موعد الحسم في <الأونيسكو> لاسيما وان التنافس يشتد بين مرشحين من كل من مصر (وزيرة الثقافة السابقة مشيرة خطاب) والعراق (السفير صلاح الحسناوي) وقطر (الوزير السابق محمد عبد العزيز الكواري) في وقت لم تتوصل فيه القمة العربية التي انعقدت في الأردن خلال شهر آذار (مارس) الماضي الى توحيد الترشيح العربي حتى تتعزز قدرة الدول العربية على أن تكون احداها في الموقع الأبرز في <الأونيسكو>، ما جعل مواقف الدول العربية مبعثرة الأمر الذي قد يفقدها فرصة فوز احداها بالمنصب.

وفي هذا السياق، أبدت مصادر ديبلوماسية لبنانية اعتقادها بأن تشتت الموقف العربي سيكون السبب الأبرز لخسارة الموقع الدولي، يضاف إليه الدخول الفرنسي المباشر في المعركة الانتخابية بعد تقديم وزيرة الثقافة الفرنسية <أودري أوزلاي> ترشحها للمنصب، نظراً لما لبلادها من دور كونها تستضيف مقر المنظمة، وستضع باريس ثقلها لتأمين وصول مرشحتها التي ستكون في الخريف المقبل، موعد اجراء الانتخابات، خارج الحكومة الفرنسية بعد تشكيل حكومة جديدة مع انتهاء ولاية الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند>. ولعل ما يعزز المخاوف العربية من خسارة هذا المنصب كون المرشح الصيني <كيان تانغ> قد يصبح خارج اللعبة بعد الاعتراضات التي قُدمت لترشحه كونه يعمل مديراً عاماً مساعداً للتربية داخل المنظمة وطُلِب منه الاستقالة من مركزه قبل الترشح لأنه يمكنه الاستفادة من وجوده في المنظمة ليعزز حظوظه ويدعم حملته من الداخل.

امكانية توحيد الموقف العربي؟

 

وعلى رغم التباين في الموقف العربي حيال دعم مرشح واحد، فإن المصادر الديبلوماسية المطلعة على سير الاتصالات تتحدث عن امكانية لتوحيد الموقف العربي علماً ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة، خصوصاً مع المرشح السعودي غازي القصيبي الذي كان قرار من جامعة الدول العربية بدعمه. لكن الحظ لم يحالفه، ثم تكرر الأمر نفسه في العام 2009 مع الوزير المصري فاروق حسني، الذي فشل أيضاً في الانتخاب وقيل في المرتين ان عدداً من الدول الأعضاء في الهيئة الناخبة اعترضوا في حينه على ما سموه <محاولة فرض العرب مرشحاً واحداً> على الدول. ويعتقد العاملون على امكانية التوصل الى اتفاق بأن الانتخاب الذي يتم على مراحل يمكن أن يفرز واقعاً يجعل العرب يقفون خلف مرشح واحد في الدورات الثانية وما بعد وان كانت المجموعات العربية لا تزال تتمسك بمواقفها بين مؤيد لمرشح منطقة الخليج (القطري الكواري) ومصر والعراق ولبنان.

وتندرج في هذا الإطار التحركات التي يقوم بها مندوب لبنان الدائم لدى <الأونيسكو> السفير خليل كرم بالتنسيق مع مندوب الجامعة العربية في باريس السفير بطرس عساكر من أجل توحيد الموقف العربي على مرشح واحد لضمان فوز الدول العربية بالمنصب الذي يعتبر حقاً للعرب هذه المرة بعد أكثر من 70 عاماً على انشاء المنظمة التي لم يتول مديريتها العامة أي عربي.

والى ان يحل موعد الدورة الأولى للانتخابات في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل والتي يفترض أن تفرز احجام المرشحين الذين يمكنهم الفوز والتنافس، فإن المعطيات المتوافرة لدى المصادر الديبلوماسية المتابعة لاسيما بعد المقابلات التي أجريت، تشير الى تصدر 4 مرشحين هم المرشح الصيني (بعدما أخذ إجازة من عمله حتى يكون حيادياً) والمرشحات الفرنسية واللبنانية والمصرية، فمن سيكون الفائز؟