تفاصيل الخبر

  استمرار الشلل الحكومي يهدد التمثيل الديبلوماسي لتعذر بت طلبات ترشيح السفراء الجدد في لبنان!  

14/08/2015
   استمرار الشلل الحكومي يهدد التمثيل الديبلوماسي  لتعذر بت طلبات ترشيح السفراء الجدد في لبنان!   

  استمرار الشلل الحكومي يهدد التمثيل الديبلوماسي لتعذر بت طلبات ترشيح السفراء الجدد في لبنان!  

Christina-Markus-Lassen     تبدي مصادر ديبلوماسية عربية وأجنبية في بيروت قلقها من انعكاس التجاذبات السياسية التي تحول دون اتخاذ مجلس الوزراء قرارات والاكتفاء بمناقشة المواضيع الملحة من دون البت بها، على حركة اعتماد الديبلوماسيين العرب والأجانب الذين يفترض أن يخلفوا زملاء لهم انتهت مهلة عملهم في لبنان وانتقلوا الى مواقع أخرى. وتشير هذه المصادر الى ان الحل الموقت الذي اعتمدته حكومة الرئيس تمام سلام بعد شغور موقع الرئاسة الأولى والمتعلق بقبول أوراق اعتماد الديبلوماسيين الجدد في لبنان، قضى بأن <يقبل> مجلس الوزراء مجتمعاً اعتماد هذا السفير أو ذاك منعاً لحصول فراغ في السلك الديبلوماسي المعتمد في لبنان على أن يكون السفير المقبول اعتماده سفيراً معيناً في لبنان في انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتولى <قبول> أوراق اعتماد السفير الجديد. إلا ان حصر المداولات في مجلس الوزراء بموضوعي الآلية والتعيينات الأمنية، ومواضيع طارئة مثل النفايات وغيرها، حال دون عرض الكثير من طلبات الاعتماد على مجلس الوزراء، الأمر الذي أوقع البعثات الديبلوماسية في حيرة من أمرها ما جمّد بعض التسميات الديبلوماسية، وارتضى البعض الآخر بأن يمارس السفير مهامه على أساس <القائم بالأعمال> وليس السفير <المعين> في بيروت.

 

سفيرا الاتحاد الأوروبي وألمانيا ينتظران!

eemmanuel-bonne  

    وتقول المصادر نفسها، ان السفير الفرنسي الجديد في بيروت <ايمانويل بون> كان آخر سفير حصل على موافقة مجلس الوزراء خلفاً للسفير <باتريس باولي> وهذا ما سيمكنه من ممارسة عمله بعيد وصوله بداية الأسبوع الجاري الى بيروت، في حين بقيت طلبات ترشيح لسفراء آخرين معلقة بعد الشلل الذي أصاب مجلس الوزراء، ومن بينها سفراء الاتحاد الأوروبي الذي سمى السفيرة <كريستينا لاسن> خلفاً للسفيرة <أنجيلينا ايخهورست> التي غادرت بيروت نهائياً في نهاية الشهر الماضي. وكان من المفترض أن تتسلم السفيرة <لاسن> مهامها في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، إلا ان مفوضية الاتحاد الأوروبي تدرس حالياً ما إذا كانت ستقبل بأن تكون <لاسن> قائمة بالأعمال ريثما يبت مجلس الوزراء طلب <قبولها> سفيرة في بيروت، أم تتريث في المجيء الى حين يُحسم أمر تسميتها. والى أن يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فإن القائم بأعمال سفارة الاتحاد الأوروبي في لبنان البولوني <ماتشي غولوبينسكي> هو الذي يتولى المسؤولية الديبلوماسية راهناً.

   كذلك فإن الحكومة الألمانية أرسلت طلباً باعتماد سفير جديد لها في بيروت وصل قبل أسبوعين، لكن الشلل الذي أصاب مجلس الوزراء، جعل القرار معلقاً حتى إشعار آخر، في وقت تتريث فيه دول غادر رؤساء بعثاتها لبنان عائدين الى بلدانهم، في تسمية سفراء جدد في انتظار عودة الحركة الطبيعية الى مجلس الوزراء بعد الشلل الذي أصابه على صعيد اتخاذ القرارات.

   وإذا كان لبنان <يتفهم> مواقف الدول التي تتريث في تعيين سفراء لها في بيروت، فإن ثمة مراجع ديبلوماسية تتخوف أن يواجه لبنان معاملة بالمثل من بعض الدول التي تطبق القواعد الديبلوماسية بدقة، بحيث يخشى أن تطلب هذه الدول اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل فيضطر لبنان إذ ذاك الى خفض مستوى تمثيله في هذه الدول الى درجة قائم بالأعمال بدلاً من السفير ما يؤثر على مستوى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وأبدت المراجع نفسها اعتقادها عن ان بإمكان لبنان أن يجد <مخارج> لهذه المشكلة المستجدة، إذا ما كانت المعطيات تؤشر الى ان الشلل الحكومي سيطول، من مثل اعتماد صيغة <الموافقة الاستثنائية> بالنسبة الى قبول ترشيح السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية، كي لا يتأثر العمل الديبلوماسي سلباً نتيجة التجاذبات السياسية المستمرة على أكثر من صعيد.

 

gebranbassil2تعميم ملتبس!

 

   الى ذلك انشغلت الأوساط الديبلوماسية والسياسية في أبعاد التعميم الذي وجهه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى رؤساء البعثات الديبلوماسية والقنصلية ومديري الوحدات محذراً إياهم من المشاركة في أي نشاط أو ندوة أو زيارة إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة، ملوحاً بتطبيق القوانين المرعية الإجراء في حق المخالفين. وأشارت الأوساط الى ان التعميم قد يبدو من حيث الشكل واقعياً وضرورياً، إلا انه من حيث الواقع يبدو خارجاً عن المألوف وصعب التحقيق بدليل وجود سفراء لهم انتماءات سياسية وحزبية ويشاركون في النشاطات التي تقوم بها مراجعهم السياسية والحزبية، ومنهم من يلقي خطباً ويطلق مواقف تخرج عن إطار العمل الديبلوماسي المعتمد، ويحظى هؤلاء بتغطية مرجعياتهم السياسية والذين في موقع المسؤولية، ما يصعب <المساس> بهم أو توجيه ملاحظات لهم.

   ووضعت الأوساط نفسها تعميم الوزير باسيل في إطار <الحرب الباردة> القائمة بينه وبين عدد من السفراء في الإدارة المركزية ومن السفراء الذين أتوا من الخارج لتمضية إجازاتهم الصيفية مع عائلاتهم، إضافة الى <الخلاف المزمن> بين الوزير باسيل والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة والذي برز جلياً على السطح خلال المؤتمر الاغترابي الذي نظمه الوزير باسيل ولم يشرك في التحضير له المدير العام جمعة وعدد من معاونيه.