تفاصيل الخبر

اسرائيل تدخل على خط الأزمة اللبنانية..وسعي لإقصاء حزب الله!

07/11/2019
اسرائيل تدخل على خط الأزمة اللبنانية..وسعي لإقصاء حزب الله!

اسرائيل تدخل على خط الأزمة اللبنانية..وسعي لإقصاء حزب الله!

بقلم علي الحسيني

على هامش الحراك الثوري الذي يجري في الشارع اللبناني وعلى الحد الفاصل من ذهاب المنطقة بأثرها، إلى الإشتعال وسط تزايد حدة التوتر الإقليمي، ترتسم علامات وملامح الخوف في لبنان من استغلال إسرئيلي للوضع القائم وبالتالي جر لبنان إلى حرب أو معركة باعتبار انها فرصتها المناسبة لتوجيه ضربة إلى حزب الله وسط الإنشغال الدولي الحاصل بالإضافة إلى الزعزعة السياسية التي يمر بها البلد في ظل إنتفاضة الشارع التي دخلت اسبوعها الثالث وسط غياب فعلي لحكومة موحدة يُمكن أن تتخذ قرارات مناسبة من شأنها أن تُطمئن المواطن وأيضاً المُجتمع الدولي الذي بات بدوره ينظر إلى لبنان، وكأنه بؤرة لاستيلاد الأزمات أو بلد ميؤوس منه لم تعد تنفع معه حتى الصدمات الإيجابية ومنها تلك التي حاول الرئيس سعد الحريري فعلها من خلال استقالته.

 

شروط اسرائيلية ورسالة جوية.. وحزب الله يرد!

على أبواب تأليف حكومة جديدة بديلة عن حكومة الرئيس الحريري الذي أعلن استقالته الاسبوع الماضي بعدما وصلت الأمور في البلاد إلى درجة عالية من الإحتقان، سواء بين السلطة والشعب أو بين الشعب نفسه، ثمة أسئلة دولية كثيرة بدأت تُطرح حول الدور الذي سيؤديه حزب الله في أي حكومة مرتقبة في ما لو سقطت خيارات أو الدعوات إلى تأليف حكومة <تكنوقراط>. وسط هذا الإنشغال الدولي وتحديداً الاميركي، دخلت إسرائيل على خط النقاش نفسه مشترطة على الدول الغربية الكبرى ربط أي مساعدة لإيجاد حلول للازمة السياسية ــ الاقتصادية في لبنان، بوجوب العمل على إضعاف قوة حزب الله وإبعاده عن مستويات القرار والتأثير، ومعالجة تنامي قدراته الصاروخية الدقيقة التي تشكل تهديداً نوعياً لإسرائيل. بالإضافة إلى ربط اسرائيل بين ما يجري في لبنان من تظاهرات واحتجاجات في الشارع، وبين وجود الحزب في السلطة. من هنا جاءت مطالبتها او نوع من شروط فرضتها على المجتمع الدولي، تضمن لها بأن مجيئ أي حكومة مهما كانت تركيبتها، بأن تتخذ على عاتقها نزع سلاح الحزب كضمانة أولية لأمن لبنان.

التوتر الذي تحاول اسرائيل إشعاله من خلال استغلالها إنشغال الدولة اللبنانية بترميم بنيتها السياسية والاقتصادية والمالية على وجه التحديد، عمدت منذ أيام إلى القيام بعملية استفزاز جوية من خلال تسييرها طائرة من دون طيّار في بلدة النبطية مخترقة المجال الجوي اللبناني الذي أصبح بالنسبة اليها، مجرد خط وهمي لا وزن له في القانون ولا في هيئات وتشريعات الأمم المتحدة. وبما أن الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله، كان قد حذّر في خطاباته الاخيرة من أنه لن يسمح بعد الأن بعبور الطائرات الإسرائيلية المسيّرة للأجواء اللبنانية وأن الحزب سيتعامل معها كما يجب، فقد أكد <الحزب> في بيان استهداف الطائرة التي خرقت أجواء الجنوب بالأسلحة المناسبة مما أدى الى إسقاطها. وبدوره قال الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً مضاداً للطائرات انطلق من لبنان تجاه إحدى طائراته المسيرة لكنه لم يصبها. لكن متحدثاً باسم هذا الجيش، أكد في بيان لاحق أن طائرة إسرائيلية مسيرة أسقطت قرب بلدة النبطية بجنوب لبنان.

التلازم بين الجو والأرض!

 

في جميع الأحوال، لا يمكن راهناً فصل ما قام به حزب الله من خلال استهدافه لطائرة الإستطلاع الإسرائيلية فوق جنوب لبنان، عن تلك التحركات الميدانية الحاصلة في معظم المناطق اللبنانية، من هنا اعتبر البعض أن صاروخ <الحزب> الجوي، هو أيضاً رسالة أرضية أراد تمريرها لكل من سيحاول نصب فخ له من خلال الحراك الشعبي. وفي هذا السياق، يؤكد مصدر مقرب من حزب الله لـ>الأفكار> أن الحزب ومن خلال إسقاطه الطائرة الإسرائيلية، إنما قام بواجبه الأخلاقي وما يُمليه عليه عمله المقاوم الذي سار عليه منذ مطلع الثمانينات. هذا أولاً، أما في ما يتعلق بالوضع الداخلي والتظاهرات وتحديداً تلك الاخيرة التي تقوم بها جهات معروفة، الحزب يعلم أن ثمة دوراً لدول عديدة في الأزمة الحاصة وهذا شيء عبّر عنه السيد نصرالله بكل وضوح، والدور هذا يتماهى مع بعض الدعوات في الداخل لجهة محاصرة حزب الله وحتى السعي إلى إخراجه من أي حكومة جديدة.

ويقول المصدر: في ما يتعلق بإسقاط الطائرة، هناك رسائل عدة منها: الأولى مرتبطة بالمسار الذي بدأ منذ إستهداف طائرات الإستطلاع الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية، حيث بدأ الحزب عسكرياً مسار تقييد حركة طائرات الإستطلاع في لبنان، وهو وفق مصادر مطلعة مسار مستمر ومتصاعد تدريجياً. والثانية للتأكيد ان الحزب لا يزال جاهزاً لفتح إشتباك عسكري مع إسرائيل بغض النظر عن إنشغالاته الداخلية. كما ان هناك رسالة موجهة للأميركي ترتكز بشكل أساسي على أن الحزب سعى في اللحظة التي تتسلل فيها الفوضى إلى لبنان للقول بأن هذه الفوضى لن تؤدي إلى تآكل قدرته بل على العكس ستمكنه في ظل تشقق الإستقرار السياسي إلى التصرف بعيداً عن الإعتبارات الداخلية التي كانت تكبله، ولعل إستخدام سلاح صاروخي وليس تقنيا لإسقاط الطائرة خير دليل. ومن هذا كله، يمكن الذهاب الى أمر أساسي وهو أن حزب الله وجه رسالة للخارج قبل الداخل، أنه مهما بلغ حجم الحكومة الجديدة أو شكلها او نوعيتها، ومهما رفع البعض سقف مطالبه خصوصاً لجهة الأحجام، فإن أي نقاش يتعلق بسلاحه، هو خارج البحث مهما كبرت الظروف أو صغرت.

نقاش إسرائيلي حول الوضع اللبناني!

 

تدور اليوم في اسرائيل نقاشات على مستوى عال تتعلق بالوضع اللبناني ووضع فرضيات حول مدى أو صغر كبر الأزمة التي تُحيط به وإلى أين يُمكن أن يذهب في حال طال عمر الأزمة، فهل سيفرض حزب الله سيطرته ميدانياً على غرار ما حصل في السابع من أيار (مايو) العام 2008؟ سؤال تطرحه إسرائيل على طاولة البحث، واللافت أنه ترافق مع تصريحات لمسؤولين اسرائيليين كبار في وزارة الخارجية، يُشيرون إلى مواصلة حزب الله تحويل الصواريخ الموجودة في حوزته إلى صواريخ دقيقة، إضافة إلى مشروع آخر يرتبط بالانتاج الذاتي ضمن مشروع تصنيع الصواريخ الدقيقة. وأعرب هؤلاء عن قلق بلادهم من واقع تسلّم الحزب مراكز مهمة في الدولة من خلال الحكومة الجديدة. وفي رأيهم أن الموضوع يستأهل التفكير فيه ملياً من المجتمع الدولي والذهاب فوراً إلى مزيد من العقوبات عليه وعلى كيانات ترتبط بعلاقة معه.

بدورها ذكرت صحيفة <إسرائيل اليوم> أن رسالة تل أبيب نقلت عبر ممثلي الخارجية إلى القوى المعنية بالوضع في لبنان، وفي مقدمها أميركا وفرنسا، وأيضا في لقاءات مع مسؤولين أميركيين زاروا إسرائيل في الأيام القليلة الماضية. ونقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة أن إسرائيل طلبت ربط أي مساعدة دولية لإنهاء الوضع المتأزم في لبنان بأن تلتزم الحكومة اللبنانية منع تنفيذ <مشروع دقة الصواريخ>، وعلى أي جهة دولية تسعى إلى مساعدة لبنان في تشكيل حكومة جديدة وتحقيق الاستقرار فيه أن تشترط التزام هذه الحكومة بالعمل ضد مشروع دقة الصواريخ. واللافت كان تقرير القناة 13، أن رسالة تل أبيب للدول الكبرى جاءت قبل أسابيع، عبر توجيهات صدرت من الخارجية الإسرائيلية لسفرائها في الدول المعنية، والتي بدأت فعلا تصل إلى دوائر القرار في العواصم المختلفة، حتى قبل بدء الاحتجاجات في لبنان.

وذكر تقرير القناة أن هذه الرسائل جاءت رغم وجود تحذير من أن التدخل الإسرائيلي أو التصريحات العلنية حول الاحتجاج في لبنان ستكون له نتائج نقيضة، لكن لا شك أنه إذا تقلص تأثير حزب الله على الحكومة في بيروت، فسيسهل ذلك على الدول (الكبرى) مساعدة لبنان.

 

أميركا أول السباقين.. وجواد نصرالله أبرزهم!

 

بدا بارزاً، أن أوّل السباقين الى تشديد الخناق حول لبنان وليس فقط حول حزب الله، هي الولايات المتحدة الاميركية حيث نقلت وكالة <رويترز> ليل الخميس ما قبل الفائت عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، قررت تجميد 105 ملايين دولار من المساعدات العسكرية للبنان، وذلك في إجراء يأتي بعد يومين من استقالة حكومة البلاد. وقال هؤلاء المسؤولين إن الخارجية الأميركية أبلغت الكونغرس أن مكتب الميزانية في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي قررا تجميد هذه المساعدات العسكرية للبنان، والتي كانت تهدف إلى تعزيز الأمن في البلاد.

وفي ما يتعلق باستهدافها لإيران وحزب الله، فقد استهدفت أميركا ما وصفته كيانات وأفرادا داعمين لأنشطة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ووضعتهم على قوائم الإرهاب، وفرضت عقوبات عليها. ومن ضمن الأسماء المصنّفة على لائحة داعمي الإرهاب نجل أمين عام حزب الله حسن نصرالله، جواد نصرالله، إلى جانب لبنانيين آخرين هم محمد عبد الهادي فرحات، عدنان حسين كوثراني ويوسف هاشم. وتقول الخارجية الأميركية أن جواد نصرالله وإلى جانب عضويته في إحدى الوحدات الخاصة، فهو يعمل في الإعلام الحربي التابع لحزب الله، ويتولّى مهمة الإشراف على توزيع الصور الرسمية لوالده لوسائل الإعلام، فضلاً عن تزويده بالأخبار الصحافية، وهو قليل الظهور إعلامياً. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية جواد نصرالله على لائحة الإرهابيين العالميين إلى جانب قياديين في حركة حماس وحزب الله، هم صالح العاروري وخليل يوسف محمد حرب وهيثم علي طبطبة، من ضمن برنامجها <المكافآت من أجل العدالة>، مع اتّهامهم بتقديم الدعم لإرهابيين في العراق وسوريا وتمويل تنظيمات إرهابية.

 

المقارنة العسكرية بين اسرئيل وحزب الله!

منذ فترة أورد مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأميركي جانباً من القدرات، التي تعتمد على الردع الصاروخي بصورة كبيرة بين حزب الله وإسرائيل. فتبين أن الجيش الإسرائيلي يحتل المرتبة رقم 17 عالمياً، وإجمالي عدد جنوده 615 ألف جندي بينهم 445 ألفاً في قوات الاحتياط. وتبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية 19.6 مليار دولار، وتضم القوات الجوية الإسرائيلية 595 طائرة حربية بينها 253 طائرة مقاتلة، إضافة إلى 253 طائرة هجومية، و146 مروحية بينها 48 مروحية هجومية. وفي ما يتعلق بالسلاح، يمتلك الجيش الإسرائيلي 2760 دبابة، وأكثر من 6500 مدرعة، إضافة إلى 650 مدفعا ذاتي الحركة و300 مدفع ميداني، ويوجد في الجيش الإسرائيلي 150 منصة إطلاق صواريخ متعددة. كما يمتلك الأسطول الإسرائيلي 65 قطعة بحرية بينها 6 غواصات، و3 كورفيت، و37 سفينة دورية.

أمّا بما يتعلق بـحزب الله، فيؤكد المركز بأن قدراته قدرات العسكرية تفوق القدرات، التي يعرفها العالم عنه، مشيراً إلى قول وزير الخارجية الأميركي <مايك بومبيو>، في شباط (فبراير) الماضي، بأن قدرات حزب الله في تزايد مستمر. وأورد مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية تقريراً عن قدرات <الحزب>، قال فيه، إنه يعد أضخم قوة عسكرية، خارج إطار الجيوش النظامية، في العالم، مشيراً إلى أنه يمتلك ترسانة هائلة من المدفعية الصاروخية، إضافة إلى صواريخ باليستية، ومضادات للطائرات، وأسلحة مضادة للدبابات إضافة إلى القذائف المضادة للسفن، وقال إن حزب الله يعرض قدراته الصاروخية على أنها وسيلة الردع الأولى في مواجهة إسرائيل، سواء في أية مواجهة خاطفة، أو في حرب طويلة الأمد. وأورد رسماً توضيحياً يرصد جانباً من قدرات الحزب الصاروخية، التي تشمل ترسانة صاروخية تضم صواريخ هجوم أرضي أبرزها صواريخ <فاتح وزلزال>، وسكود <بي وسي>. وذكر المركز أن حزب الله كان يمتلك 15 ألف صاروخ وعددا كبيرا من المركبات الصغيرة التي تحمل صواريخ غير موجهة، في عام 2006، مشيرا إلى أنه أطلق خلال الحرب، التي استمرت 34 يوما مع الجيش الإسرائيلي، نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل. وختم بتأكيد أنه <منذ ذلك الحين زادت قدرات حزب الله الصاروخية، حسب التوقعات، التي تقول إن ترسانته الصاروخية تضم 130 ألف قذيفة متنوعة.