تفاصيل الخبر

إسرائيل تدعو في عقيدتها الى قتل «الغوييم» التي تُصنّف وفق المنطق الصهيوني بــ«الحيوانات»..

08/04/2016
إسرائيل تدعو في عقيدتها الى قتل «الغوييم»  التي تُصنّف وفق المنطق الصهيوني بــ«الحيوانات»..

إسرائيل تدعو في عقيدتها الى قتل «الغوييم» التي تُصنّف وفق المنطق الصهيوني بــ«الحيوانات»..

بقلم صبحي منذر ياغي

0da9dd83-31f0-46ef-a1fb-2cadb99bf6e6--2

     عشرون عاماً على مجزرة قانا في الجنوب اللبناني التي حصلت في 18 نيسان / ابريل من العام 1996 على أيدي القوات الاسرائيلية، وما زالت دماء الضحايا وصمة عار على جبين الصهاينة، وقد أحدثت هذه المجزرة ردة فعل واسعة النطاق على الصعيدين المحلي والعالمي.. ومجزرة قانا لم تكن الوحيدة في التاريخ الصهيوني المليئة صفحاته بالاخبار عن عشرات المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق العرب، فكانت هذه المجازر مختصر تاريخ اسرائيل التي ما زالت لليوم ترتكب المجازر والقمع والقتل بحق العرب من سكان الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ذكرى مجزرة قانا تفتح الباب واسعاً للعودة الى الوراء، الى الذاكرة السوداء، في استعادة لذكريات مريرة عن مجازر اسرائيل بحق الفلسطينيين والعرب.

 

مجرزة قانا

QanaApril---3

الزميل الباحث بلال شرارة امين العلاقات الخارجية في مجلس النواب، عمد الى تأريخ المجازر الاسرائيلية في كتابه (قانا واخواتها) ويروي عن هذه المجزرة الرهيبة، ويقول: <عندما اشتد القصف الاسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية أثناء عدوان <عناقيد الغضب> في نيسان/ ابريل 1996، لجأ الاهالي الى مواقع قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان للاحتماء تحت المظلة الدولية، وتحول موقع قانا للقوات <الفيدجية> العاملة في جنوب لبنان مركزاً للاجئين.. ويصف بلال شرارة وقائع هذه المجزرة بقوله: <... عند الساعة الثانية والدقيقة العاشرة من بعد ظهر يوم 18 نيسان/ ابريل 1996، اطلقت مرابض مدفعية اسرائيلية بعيدة المدى عيار 185 ملم متمركزة داخل الاراضي اللبنانية المحتلة 17 قذيفة، بعضها ينفجر قبل ارتطامه بالارض بسبعة أمتار على موقع للقوات <الفيدجية> في بلدة قانا والقرى والبلدات المجاورة وجلهم من النساء والاطفال والنساء والمسنين>.

 وأضاف: <نتج من حفلة الإعدام الجماعية هذه بنيران المدفعية الاسرائيلية مذبحة بشرية أودت بحياة 107 مواطناً بينهم ما لا يقل عن 33 طفلاً، وقد اختلطت اشلاؤهم بعضها ببعض، واحترقت أجساد آخرين، مما حال دون التعرف إليها بسبب تفحمها الكامل.. ومن بين الشهداء عائلات بأكملها وقد نقلت وسائل إعلام صورة هذه المجزرة الفظيعة التي أذهلت العالم ببشاعتها ودمويتها>.

مجازر.. قبل قيام اسرائيل

ووفق الكاتب اسماعيل عزام ان المجازر الإسرائيلية بدأت بحق الفلسطينيين قبل إعلان قيام دولة إسرائيل، فقد ارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني، مذابح بشعة، تبقى من أكثرها هولاً مذبحة دير ياسين التي شهدها غرب القدس يوم 9 نيسان / أبريل 1948، وقد نفذتها الجماعتان الصهيونيتان: <الإرغون> و<شتيرن>. وأتت هذه المذبحة بعد أسبوعين فقط من توقيع معاهدة سلام بين أهالي القرية ورؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، في خرق واضح للأعراف الحربية، بل إن مقاتلي بلال-شرارة---4<الإرغون> و<شتيرن> نفذوا العملية ليلاً والسكان نيام، ورغم بسالة المقاومة، فالتعزيزات التي وصلت للقوات الصهيونية من القيادة جعلتها تحكم قبضتها على هذه القرية، ففجّرت كل منازلها وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لتكون الحصيلة ما بين 250 و360 ضحية. ولم تكتفِ العناصر الصهيونية بالقتل، بل تجاوزته للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهن. وقد بنى الصهاينة قرية جديدة على أنقاض القرية القديمة التي احتُلت منذ تلك السنة، كما أطلقوا أسماء مقاتلي <الإرغون> على شوارعها، عرفاناً لما قدّموه من ترويع للفلسطينيين تسبّب في نزوح الكثيرين منهم عن قراهم خوفاً من تكرار المجزرة.

وتُعتبر مجزرة دير ياسين باكورة المجازر الاسرائيلية التي ارتكبها الصهاينة ضد المواطنين العرب، والتي قال عنها المفكر البريطاني <ارنولد توينبي>: <كانت من الاعمال الشيطانية التي ارتكبها اليهود بحق العرب والفلسطينيين في الدرجة الاولى مجزرة دير ياسين، وهي قتل 250 رجلا وامرأة وطفلاً، وقد أدى ذلك الى هروب جماعي وفوري ومفاجىء للسكان العرب... وكرّت بعد ذلك سبحة المجازر الاسرائيلية.

 

مذابح بالجملة

انتفض سكان مدينة اللد القريبة من رام الله على الغطرسة الإسرائيلية، فما كان من الوحدات الصهيونية التابعة لقوات <البلماخ> الخاصة بمنظمة <الهاغاناه> إلا أن اجتاحتها في 11 تموز / يوليو 1948، وأخرجت جميع الرجال الذين تتجاوز أعمارهم الـ 16 سنة لتعدمهم بالرصاص الحي، وبعد ذلك بدأت تطلق الرصاص على كل من يتحرك، فكان أن أخذت الجثث تتناثر في الشوارع.

ولم يكن الجيش الإسرائيلي أقلّ وحشية من العصابات الصهيونية، وإن مجزرة خان يونس شاهدة على دموية هذا الجيش، ففي الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، اجتاحت القوات الإسرائيلية محافظة خان يونس بقطاع غزة، وقتلت أكثر من 500 فلسطيني (هناك من يصل بالرقم إلى شهداء-مجزرة-الحرم-الابراهيمي-1994--11600).

ومن المجازر الاسرائيلية المروعة التي يحفظها التاريخ مجزرة كفرقاسم التي حصلت في 29/10/1956، عندما عمدت القوات الاسرائيلية الى اعتقال حوالى 47 رجلاً وطفلاً وامرأة في بلدة كفرقاسم ونقلتهم بسيارات شحن الى اطراف البلدة، ووضعوا هناك أمام جدار وأُطلق الرصاص على قسم منهم، وقُتل القسم الاخر بإغماد رؤوس الحراب في أجسادهم والضرب بالهراوات.

وفي رأي الزميل  بلال شرارة ان مذبحة كفرقاسم كانت لمنع العرب من ان يتحركوا خلال العدوان الثلاثي على مصر، في مناطق يعتبرها الجيش الاسرائيلي خطوطه الخلفية. في تلك الايام ضاعت اخبار تلك المجزرة بين اخبار العدوان الثلاثي، واتجهت افكار معظم الذين عرفوا بها الى اعتبارها من العمليات التي تستهدف طرد بقية السكان العرب على غرار مذبحة دير ياسين ومذبحة قبيه وغيرهما... >. ففي 8/10/1990، ارتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة الحرم القدسي الشريف التي سقط خلالها 23 شهيداً، وأكثر من 300 جريح. وفي 25/2/1994، اقدم طبيب في الجيش الاسرائيلــــي من اصل اميركي يدعى <باروخ غولد شتاين> وهو يرتدي زي الجيش الاسرائيلي على ارتكاب مجزرة ضد المصلين العرب في الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وأدت المجزرة الى استشهاد 54 وإصابة 270 بجروح.

صبرا-وشاتيلا---6المجازر الإسرائيلية في لبنان

 

وحسب دراسات وأبحاث في هذا المجال، إن المجازر الإسرائيلية في لبنان بدأت عام 1948 بمجزرة <مسجد صلحا> الجنوبية عندما جُمع الأهالي في مسجد البلدة وطُلب منهم إدارة وجوههم إلى الحائط وبدأ إطلاق النار عليهم من الخلف، فتحول المسجد الى حمام دم. وتقع قرية صلحا في هضبة مطلة على بلدة بنت جبيل، وهي إحدى القرى السبع اللبنانية التي ضمتها إسرائيل. وبعد ذلك استمرت المجازر.

والزميل هيثم زعيتر عدد المجازر الاسرائيلية التي ارتُكبت في لبنان ومنها:

- مجزرة <حولا> التي ارتكبتها إسرائيل عام 1948 وأودت بحياة 90 لبنانياً. آنذاك هاجمت قوات إسرائيلية بلدة حولا فجر 31/10/1948، بقيادة <مناحيم بيغن> على رأس فرقة من <الهاغاناه>، وقامت باعتقال النساء والرجال وعمدت إلى إعدام الرجال والمسنين، وتم دفن العشرات في قبور جماعية حيث قتلوا، ثم نُقلت جثثهم إلى مقبرة يُطلق عليها اليوم اسم <تربة الشهداء>، وذلك بعد فترة من توقيع اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل.

وقد شهدت بلدة <حولا> مجزرة ثانية عام 1967، وذهب ضحيتها 5 قتلى من النساء. كما ارتكبت إسرائيل مجزرة <حانين> في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1967، بعد حصار للقرية دام 3 أشهر، ثم قامت باقتحام القرية وأقدمت على قتل السكان بالفؤوس ونهب محتويات المنازل وإشعال النار فيها. ومجزرة <يارين> عام 1974، حيث عمدت قوة عسكرية إسرائيلية إلى التسلل باتجاه البلدة، فنسفت 17 منزلاً وقتلت 9 مواطنين، ومجزرة <عيترون> جنوبي لبنان التي وقعت في 17/5/1975، ومجزرة <الأوزاعي> عام 1978، ومجزرة <راشيا> عام 1978 حيث قتلت المدفعية الإسرائيلية 15 لبنانياً كانوا ملتجئين الى كنيسة البلدة، و<مذبحة كونين> عام 1978، ومجزرة <عدلون> في الجنوب عام 1978، ومجزرة <الخيام> عام 1978 حيث هاجمت فرقة من جيش لبنان الحر المتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي آنذاك قرية الخيام، وارتُكبت مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 100 شـــــخص، ومجـــزرة <العباسيـــــة> عـــــــام 1978، ومجــــــــزرة <سحمـــــر> عـــــــام 1984.

بنت جبيل: سوق الدم وساحات الانتفاضات

 

تحت هذا العنوان روى بلال شرارة: <... أن بنت جبيل كانت هدفاً لنيران المدفعية الاسرائيلية، وكذلك هدفاً لعمليات التسلل الصهيوينة الغادرة التي تستهدف منازل المواطنين وممتلكاتهم، الى ان بلغ العدوان ذروته صبيحة يوم الخميس 21/10/1967. ومن المعروف ان سوق الخميس في بنت جبيل هي احدى الأسواق الشهيرة في الجنوب، وربما قانا-2006----5كانت أكبرها حتى العام 1948، اذ كان الناس يتقاطرون اليها من عمق الجنوب وعمق فلسطين>.

ويضيف شرارة: <في صبيحة ذلك اليوم العادي، تساقطت القذائف الاسرائيلية بسرعة، بحيث لم تدع مجالاً للناس للاحتماء... . بعد لحظات من توقف القصف، بدت ساحة السوق وكأن زلزالاً ضربها، وقد سقط جراء هذه المجزرة الدموية 23 شهيداً إضافة الى 30 جريحاً، وبدت البسطات مقلوبة والمحال مهجورة>..

صبرا.. وشاتيلا

    

    في صبــــــاح السابــــع عشـــر مـــــن أيلول/ سبتمبر عام 1982، استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت على مجزرة من أكثر الفصول دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد... صدر قرار تلك المذبحة برئاسة <رافايل إيتان> رئيس أركان الحرب الإسرائيلي و<آرييل شارون> وزير الدفاع آنذاك في حكومة <مناحيم بيغن>. وكانت مجزرة صبرا وشاتيلا من أبشع المجازر التي شهدها العصر.. وقد خلّفت المذبحة جدلاً كبيراً، وأنشأت إسرائيل لجنة تحقيق أقرّت بمسؤولية وزير الدفاع الإسرائيلي <آرييل شارون> عمّا وقع، كما وُجِهت الاتهامات في الجانب العربي إلى إيلي حبيقة، قائد الميليشيات اللبنانية التابعة لحزب الكتائب اللبناني، دون أن يتم تأكيد ذلك بشكل رسمي.

ويعتبر شرارة ان عام 1985 يتصف  بأنه عام المجازر الاسرائيلية في لبنان من برج رحال، ودير قانون النهر، طير دبا، بدياس الى عربصاليم، صير الغربية، معركة، وبئر العبد الزرارية، النبطية، اقليم التفاح، حصرون، الدوير، جباع كوثرية السياد، بنت جبيل، عيناتا ياطر، شقرا، صفد، قبريخا، مجدل سلم، وبرعشيت...  وحسب شرارة <ان هذا العام يمثل الوحشية الاسرائيلية بصورتها الدموية، حيث اننا اثناء البحث لم نسجل الوقائع التي تقتصر على تدمير المنازل والاجراءات التعسفية وحتى اصابة مواطنين بجراح... مجزرة-كفر-قاسم---7واكتفينا بالتركيز على المجازر...>.

 

مجزرة قانا 2

 

ومن المجازر الاسرائيلية الشهيرة مجزرة قانا الثانية التي حدثت في 30/7/2006 أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي عُرف بـ<حرب تموز، وسقط خلالها حوالى 55 شخصاً، عدد كبير منهم من الأطفال الذين كانوا في مبنى مكون من ثلاث طبقات في بلدة قانا حيث انتُشلت جثث 27 طفلاً من بين الضحايا الذين لجؤوا إلى البلدة بعد أن نزحوا من القرى المجاورة.

مسلسل المجازر الدموية الصهيونية بحق لبنان والعرب لا يتوقف، انه جزء أساسي من صلب العقيدة الصهيونية التي تدعــــــو الى قتـــــــل <الغوييــــم> اي الشعـــــوب الاخـــــرى غـــــير اليهوديــــــة والتي تُصنّف وفق المنطق الصهيوني بـ<الحيوانــــــات>، والـــــرد يبقى دومـــــــاً بمزيـــــد مـــن التضـــــــامن العـــــــربي، وبالإعداد لمواجهــــــة عـــــــدو شرس لا يؤمــــــن بأبسط حقوق الانسان، وبالايمان فعلاً أن <ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغير القوة>.