تفاصيل الخبر

اسـرائـيــــــل ــ حــــــــزب الله...  والـحـــرب الـمـلعـونــــة الـتــي يـتـجـنـبـهــــا الـطـرفــــــان!

16/12/2016
اسـرائـيــــــل ــ حــــــــزب الله...   والـحـــرب الـمـلعـونــــة الـتــي يـتـجـنـبـهــــا الـطـرفــــــان!

اسـرائـيــــــل ــ حــــــــزب الله...  والـحـــرب الـمـلعـونــــة الـتــي يـتـجـنـبـهــــا الـطـرفــــــان!

 

بقلم علي الحسيني

تموز-ومحرقة-الدبابات----6  

هي حرب باردة واقعة اليوم بين اسرائيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى، فالحزب الغارق في الحرب السورية، لا يوفر من جهته فرصة الا ويستغلها بهدف تنمية قدراته العسكرية والتزود بأحدث الاسلحة المتطورة ليوم يبدو انه واقع لا محالة. من جهتها اسرائيل التي تستغل انشغال الحزب في حربه خارج الحدود، لا توفر هي الاخرى فرصة من اجل التعرض له بضربات متنقلة داخل الاراضي السورية وعند حدود لبنان الشرقية، ولو ان الضربات تلك لم تؤد حتى اليوم الى النيل لا من قوة الحزب العسكرية ولا من اصراره على المضي في تلك الحرب التي يكتسب منها خبرات قتالية عالية قد يستفيد منها في ذلك اليوم الموعود.

 

تحضيرات اسرائيلية

 

خلال الفترة الماضية، نشرت إسرائيل ما قالت إنه خطة اعدها الجيش الإسرائيلي تحت اسم <مدى آمن>، لمواجهة سيناريو محاولة حزب الله التوغل إلى الداخل الإسرائيلي والسيطرة على مستوطنات. وترتكز هذه الخطة على المسارعة لسحب نحو 78 الف مستوطن ضمن مدى 4 كلم، في حال نشوب الحرب أو توفر انذار استخباراتي مسبق في ساعات ما قبل الحرب. وقد اتت هذه الخطوة ضمن ورشة عمل يقوم بها الجيش الاسرائيلي لحماية العمق والتخوم، ادراكاً منه أن مروحة التهديدات لم تعد تقتصر على مجال دون آخر بما فيها عمليات التوغل الى الداخل الإسرائيلي. ومع أن الخطة يغلب عليها الطابع التكتيكي والعملاني لكنها تنطوي على رسائل وأبعاد تتصل برؤية جيش العدو لقدرات حزب الله وخططه وتصميمه والمدى الذي يمكن أن يبلغه في أي مواجهة مناورة-اسرائيلية-بالقرب-من-الحدود-مع-لبنان----4لاحقة.

الهدف من هذه الخطة ايضاً، ان اسرائيل لا توفر مناسبة الا وتعلن من خلالها استعدادها الدائم لأي طارئ او تصعيد مُحتمل والتذكير بأنها تملك خطة دفاعية لمواجهة التهديد الذي يمثله تطور خبرات حزب الله، وتطور قدراته الاستراتيجية والتكتيكية بفعل مشاركته في الحرب على الاراضي السورية. ويترافق مع الخطة حملة اعلامية في الداخل الاسرائيلي تعبر عن هواجس المواطنين وتحديداً سكان المستوطنات الواقعة عند الحدود مع لبنان، من احتمال تمكن مجموعات من حزب الله، من التسلل الى مناطقهم، وفي الوقت نفسه ومن اجل رفع معنويات مواطنيها، تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية بين الفينة والأخرى، نشر تقارير حول استعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة حالة اندلاع مواجهة عسكرية مع <حزب الله>، أو محاولة الحزب تنفيذ عملية داخل الحدود الإسرائيلية.

 

<هآرتس> تتجنب حزب الله

في هذا السياق نشرت صحيفة <هآرتس> مطلع الاسبوع تقريراً لمراسلها العسكري <عاموس هرئيل>، جدد فيه القول ان التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله غير معني في المرحلة الحالية بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، ولكن وفي الوقت نفسه، فإن الجيش يواصل استعداداته تحسباً لنشوب مواجهة عسكرية سواء نتيجة لخطة مسبقة أم كتحصيل حاصل لرد فعل اسرائيلي على عملية حدودية أو اشتباك موضعي على الحدود مع حزب الله. وأشار <هرئيل> إلى الخطوات الإسرائيلية الجديدة، الى جانب ما سبق، مع نشر خطط منظمة مثلاً لإخلاء سكان المستوطنات الحدودية، كاشفاً أن الجيش الإسرائيل، ووفق تعليمات قائد المنطقة الشمالية للجيش نائب رئيس الأركان الجنرال <أفيف كوخافي>، قاد خطة لبناء تحصينات في البلدات الحدودية.

ولفت الى أن سلطات الجيش الاسرائيلي قامت بتثبيت عراقيل هدفها اعاقة تقدم قوات أو خلايا لحزب الله باتجاه البلدات الحدودية، لتنفيذ سيناريو يتعلق بمحاولة احتلال بلدات وراء الحدود، ولو لبعض الوقت، وأخذ دفاع-جوي-متطور-بيد-حزب-الله------1أسرى من الجيش، وربما أيضاً من المستوطنين ويعود هذا التخوف الى كلام كان أطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، دعا من خلاله عناصره الى التحضر ليوم قد تطلب منهم قيادتهم الدخول الى الجليل.

ويذكر في هذا الصدد انه سبق وكشفت الصحف الإسرائيلية، قبل عدة أشهر عن قيام الجيش الاسرائيلي منذ الصيف الماضي بعمليات لتجريف الأحراش في السفوح الحدودية مع لبنان، ووضع صخور كبيرة لمنع تحرك سيارات جيب باتجاه الحدود. كما ذكرت الصحف الإسرائيلية أن هناك خططاً لإخلاء عشرات آلاف سكان المستوطنات الحدودية ونقلهم في حال اندلاع حرب ومواجهة عسكرية، الى بلدات في وسط إسرائيل أو فيمنطقة بحيرة طبريا.

وأشارت <هآرتس> في تقريرها، إلى ان الحديث يدور عن نحو 78 ألف إسرائيلي يعيشون في البلدات الحدودية مع لبنان، موضحة ان تقديرات إسرائيلية لا تستبعد أن ينسخ حزب الله تجربة حركة <حماس> في العدوان الأخير على قطاع غزة، بعدم الاكتفاء بإمطار اسرائيل بصواريخ تصل العمق الإسرائيلي، لإحداث ضربة معنوية في الحرب النفسية مع إسرائيل، وإنما أيضاً استخدام قذائف الهاون ذات المدى القصير والتي ألحقت خلال العدوان على غزة، أضراراً وخسائر كبيرة بالمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع. وبيّنت الصحيفة وجود 22 بلدة لا تبعد أكثر من 1-2 كلم عن الحدود اللبنانية مما يضعها في مرمى القذائف.

 

التهدئة الهشّة

 

من المعروف ان بين حزب الله واسرائيل حكاية من العداء التاريخي والعقائدي اذ يجمع المراقبون السياسيون من كل الاتجاهات بأن اية عملية تهدئة ابدية في المنطقة لا يمكن ان تكتمل فصولها من دون موافقة هذين الطرفين، ما يعني ان الصراع بينهما مستمر الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا. ومن هنا يُعبر طرفا النزاع بشكل يومي عن هواجسهما تجاه بعضهما البعض، لكن الوقائع الميدانية اليوم عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية تقول بحسب التقارير الغربية الوافدة، انه لو قُدر لهذين الطرفين عقد صلح دائم بينهما، لكانت المنطقة هي الاجمل على الاطلاق في الشرق الاوسط. ولكن كل هذا الكلام المُنمق، سرعان ما يذوب كالملح عند النظر الى التحضيرات الميدانية التي يُجريها طرفا النزاع استعداداً لمعركة مُحتملة قد تمتد شرارتها من داخل الاراضي السورية.

في الاسبوع الماضي اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي <أفيغدور ليبرمان> بصورة غير مباشرة بمسؤولية إسرائيل عن عمليات تحول دون تهريب أسلحة مطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، وجاء تصريحه بعد أن اتهمت دمشق الجيش الإسرائيلي بقصف مطار المزة العسكري في دمشق بصواريخ أرض-أرض انطلاقاً من الجولان المحتل حيث قال في لقاء مع دبلوماسيين أوروبيين في القدس، إن إسرائيل تعمل بالدرجة الأولى من أجل حماية أمن مواطنينا والدفاع عن سيادتنا والحيلولة دون تهريب الأسلحة المطورة والمعدات الحربية وأسلحة الدمار الشامل من سوريا إلى حزب الله، مؤكداً في الوقت عينه ان بلاده لا تنوي التدخل في الحرب الأهلية بسوريا، لكن مهما سيكون النظام السياسي المستقبلي في سوريا، فلا يمكن لإيران والأسد أن يكونا جزءاً من الحل.

صو-----3اريخ-ياخونت-المضادة-للسفن-تسلمها-حزب-الله-من-روسيا  

هواجس متزايدة في الداخل الاسرائيلي

 

في الداخل الاسرائيلي ولحظة اشتعال الحرائق التي اجتاحت مناطقهم منذ اسبوعين، تساءل هؤلاء عما كان ليحدث لو تزامنت الحرائق مع مواجهة حزب الله، وأكد الاسرائيليون أن قيام حزب الله باستهداف إسرائيل بصواريخ سيؤدي إلى اندلاع حرائق أضخم من تلك التي اجتاحتها في الأيام الماضية، وبأن النيران ستشتعل في الأحراش الجافة، إذا ما تزامن استهدافها بصواريخ الكاتيوشا مع رياح عاصفة.

ومع هذا، فإن اسرائيل تجهد بدورها كي لا تنشب الحرب المقبلة مع حزب الله، لكنها في الوقت نفسه، ترى أن حزب الله، المشغول في الحرب الدائرة في سوريا غير معني في هذه المرحلة بالتدحرج أيضاً إلى حرب، لكنه معني بل مندفع لمنع استباحة الساحة اللبنانية مهما كانت الأثمان. على ذلك بات خارج الجدال إسرائيلياً على الأقل، أن ردعاً متبادلاً يحكم الأفعال ويجنب لبنان مغامرات إسرائيلية من شأنها أن تفضي إلى حرب، وهو واقع لم تعد إسرائيل تجد حرجاً بالإقرار به. ومع ذلك، وجدت تل أبيب ما يشغلها في مرحلة ما قبل الحرب، وهو ما يعرف إسرائيلياً باستراتيجيا المعركة بين الحروب وعمادها منع حزب الله من امتلاك، أو تعاظم امتلاك سلاح نوعي من شأنه أن يُدفّع إسرائيل أثماناً باهظة إن نشبت الحرب. وبغض النظر عن الجدوى والفائدة المحققة، الترجمة العملية لهذه الاستراتيجيا، وجدت تعبيرها في الساحة السورية عبر شن ضربات مركزة ومدروسة جيداً ومتباعدة زمنياً تقلص من إرساليات السلاح النوعي من سوريا وعبرها إلى حزب الله في لبنان.

 

ماذا عن تحضيرات حزب الله؟

 

الراسخون في علم حزب الله ومقاومته، يدركون جيداً ان عينه الساهرة على الجنوب لم تنم مرة رغم انشغاله في الحرب السورية والتي تحولت الى اولوية بالنسبة اليه، ومع هذا يؤكد المتابعون لحركة سير تسليح الحزب انه اصبح اليوم يمتلك مجموعة متنوعة من الاسلحة المتطورة وإلى حدود تمكنه من الصمود لفترة طويلة من دون حصوله على مزيد من الأسلحة، وهو المعروف عنه بأنه يتخذ من الجبال والوديان اماكن لتخزين السلاح، ومع هذا، فهو لا يزال يعتمد بشكل كبير على نوعية الصواريخ التي كان يطلقها على اسرائيل أثناء الحرب الأخيرة، يضاف الى ذلك ما يحكى عن سلاح نوعي في حوزته يمكن ان يقلب اي معادلة حرب لصالحه. وعلى سبيل المثال لا الحصر فيما يتعلق بالاسلحة النوعية التي يمتلكها الحزب، يمكن ملاحظة مدى تقدم نوعية الصواريخ المضادة للدروع لديه اليوم بعدما احال صاروخ كورنيت الى التقاعد بعد ان قام بمهامه على اكمل وجه خلال حرب تموز (يوليو) حيث كان يومها، العنوان الابرز لمحرقة الدبابات الاسرائيلية في وادي الحجير.

جولاني-اهم-الوية-الجيش-الاسرائيلي----5اكثر العارفين بأن حزب الله لن يحتاج، في اي حرب مقبلة الى رفد جبهات القتال على جبهة الجنوب بمقاتلين يستقدمهم من محاور القتال في سوريا، هم الاسرائيليون، فالجهوزية العالية للحزب على المحور ليست مرتبطة بالواقع العسكري الذي يمثله داخل سوريا. ويُجمع المحللون والباحثون الصهاينة على ان حزب الله اليوم هو غير حزب الله عام 2006، اذ يقول المعلق العسكري لموقع <والاه> الاسرائيلي، ان الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون مختلفة كلياً عن حرب تموز (يوليو) قبل عشر سنوات، ويقول ان المعركة المقبلة ستكون بالنسبة لاسرائيل اصعب بكثير من حرب لبنان الثانية، فحزب الله طوّر قدراته في المجالات كافة، وهو يواصل تراكم قدراته ويعزز ترساناته الصاروخية، بعد ان قام بتحديثها وادخال منظومات كاسرة للتوازن الذي كان قائماً، من خلال امتلاك منظومات صاروخية استراتيجية عالية الدقة، وتراكم الخبرات القتالية التي اكتسبها من خلال مشاركته العسكرية في القتال في سوريا وتحقيق انجازات تصب في مصلحة نظام الرئيس بشار الاسد والحلف الايراني ـ السوري المدعوم من روسيا. ويلفت الى ان لدى حزب الله بنك اهداف بالمصالح الاكثر حيوية، والذي يمثل استهدافها ضربة موجعة لاسرائيل، مع الخشية من ان يكون الحزب يمتلك منظومة صواريخ مضادة للطيران وصواريخ بامكانها ان تعطل حركة المروحيات العسكرية في المعركة، كل ذلك يجري وسط مخاوف من قدرات حزب الله في مجال الاسلحة البحرية، كصواريخ ياخونت الروسية.

أرق اسرائيلي

تؤرق الحرب المؤجلة مع حزب الله إسرائيل وتدفعها الى وضع خطط هجومية ودفاعية لمواجهة التهديدات. وعلى رغم انشغال حزب الله في القتال في سوريا فقد رصدت صحيفة <يديعوت أحرونوت> استعدادات يقوم بها الطرفان من اجل مواجهة الحرب القادمة. ففي رأي المعلق العسكري <في رون بن يشاي>، فإن سيناريو حرب ثالثة مع لبنان ماثل دائماً في اذهان القادة العسكريين، واي هجوم تشنه إسرائيل على لبنان يمكن ان يتطور الى مواجهة شاملة اذا قرر الحزب الرد عليه. ويشير <بن يشاي> الى ان مقاتلي الحزب الذين لم يذهب جميعهم الى سوريا حيث بقى الجزء الاكبر في جنوب لبنان يقومون بجمع المعلومات عن الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر، ويتمتعون بثقة كبيرة في النفس نتيجة السلاح المتطور الذي زودهم به الإيرانيون، وهم اليوم اكثر قدرة على منع الجيش الإسرائيلي من اختراق الاراضي اللبنانية، ويعدون له العديد من المفاجآت.

وفي رأي الكاتب ان تزايد الاستعدادات للحرب المقبلة هو حصيلة القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني قبل سنة والذي يهدف الى ردع الجيش الاسرائيلي عن القيام بضربات موضعية بين الفينة والاخرى ضده. وقد شهدت السنوات الماضية عدداً من الهجمات التي قامت بها إسرائيل من دون تحمل مسؤوليتها علناً ضد عمليات انتقال السلاح من سوريا إلى الحزب، ومنع تعاظم قدرات الحزب العسكرية. وتدخل هذه الضربات في عقيدة الجيش الإسرائيلي ضمن ما يسميه معركة بين الحروب. ولفت الى ان لبنان وسوريا باتا اليوم يشكلان جبهة واحدة، واي احتكاك مع اي منهما يمكن ان يؤدي الى مواجهة واسعة، مثل الهجوم الذي وقع مطلع هذا العام قرب القنيطرة واستهدف مسؤولين عسكريين في الحزب، بينهم جهاد مغنية وضابط كبير في الحرس الثوري. وبالاستناد الى <يشاي> فإن الجيش الإسرائيلي استعد حينها لامكان نشوب مواجهة واسعة النطاق، وان قائد المنطقة الشمالية <أفيف كوخافي> كان على وشك اعطاء قواته الاوامر بالتصدي لأي رد، وشن هجوم مضاد ضد لبنان. ورغم العملية التي شنها حزب الله في منطقة مزارع شبعا واستهدفت دورية للجيش الإسرائيلي وادت الى مقتل جنديين يومها، فإن الحذر وسرعة حركة الجنود أديا الى تفادي سقوط خسائر اكبر، وسمحا لكل من إسرائيل والحزب بضبط النفس واعتبار ان المسألة انتهت عند هذا الحد، ولن تتطور الى مواجهة.

حزب-الله-في-الوديان----2 

جولة على الحدود

 

وخلال جولة قام بها الكاتب على الحدود مع لبنان لمس الاستعدادات التي يقوم بها الجيش لمواجهة الحرب المقبلة. ورأى ان مسار هذه الحرب ونتائجها سيتحددان وفقاً لسيناريو كيفية بدء المواجهة وتوقيتها. وفي رأيه إن الجيش الإسرائيلي سيضطر في هذه الحرب الى مواجهة ثلاث مشاكل رئيسية: الأولى تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية والمواقع الحيوية لقصف صاروخي كثيف ومركز ودقيق أكثر من الماضي، واحتمال سقوط نحو 1200 صاروخ يومياً مما سيؤدي الى دمار وخسائر بشرية كبيرة الى ان يستطيع الجيش اسكات مصادر القصف. والمشكلة الثانية، محاولة الحزب اجتياز الحدود وخطف رهائن وقطع طرق مواصلات رئيسية شمال إسرائيل من اجل ارباك الجيش الإسرائيلي وتحقيق صدمة للوعي. اما المشكلة الثالثة احتمال تعرض المستوطنات الإسرائيلية القريبة من السياج الحدودي لقصف كثيف.

ومن اجل مواجهة هذا كله، يعد الجيش العدة لخطط هجومية جديدة ستؤدي الى تقليص خطر صواريخ الحزب وتمنع قيامه بعملية توغل في الاراضي الإسرائيلية. ونتيجة لذلك من المحتمل ان تشهد الحرب المقبلة مناورة برية كبيرة وسريعة تتوغل خلالها قوات إسرائيلية كبيرة داخل الاراضي اللبنانية خلال بضعة ايام، يجري خلالها اخلاء المستوطنات الإسرائيلية في الشمال من السكان. ونقل الكاتب عن قائد لواء الدفاع الاقليمي ان الحزب ليس بحاجة الى أنفاق لان الطبيعة الطوبوغرافية للمنطقة تسمح بعملية توغل من دون حاجة لانفاق. وقال ان الاستخبارات الإسرائيلية لم تكشف وجود انفاق مع لبنان حتى الآن. وفي مطلق الاحوال فإن الخبرة القتالية التي راكمها مقاتلو الحزب حتى الآن من خلال مشاركتهم في الحرب الدائرة في سوريا هي مصدر قلق حقيقي للقادة العسكريين الإسرائيليين.

 

مفاعل ديمونا هدف

الحرب المقبلة

 

في الحرب المقبلة، يتوقع الصهاينة، وبالاستناد الى تقديرات الجيش الاسرائيلي، ان يكون اليوم الواحد من القتال، حافلاً بالصواريخ، حيث ان للحزب القدرة على اطلاق الف صاروخ يومياً نحو فلسطين المحتلة بمدى يصل الى حدود الـ 45 كلم، واطلاق خمسين صاروخاً يومياً بمدى يصل الى 250 كلم، واطلاق عشرة صواريخ يومياً بمدى يصل حتى مفاعل ديمونا النووي. ويأسف الصهاينة كونه في حرب لبنان في تموز (يوليو) 2006، كانت قيادتهم السياسية والعسكرية تتخبط في مأزق الحرب والهزائم التي لحقت بجيشهم، فيما كان نصرالله يواكب كل التفاصيل المتعلقة بمواجهات الحرب ويحضر مع المقاتلين، عبر شاشة يتلو منها وقائع الحرب وسير المعارك، اضافة الى الحرب النفسية التي خاضها ضد كل اسرائيل التي كانت تنتظر خطاباته التلفزيونية لتتبصر الحقائق التي كان جنرالات الحرب الاسرائيليين يخفونها عنها.