تفاصيل الخبر

أصناف من التفاح تشفي من الأمراض وتحل مكان الطبيب والصيدلية!

14/10/2016
أصناف من التفاح تشفي من الأمراض وتحل مكان الطبيب والصيدلية!

أصناف من التفاح تشفي من الأمراض وتحل مكان الطبيب والصيدلية!

 

 بقلم طوني بشارة

اكرم-شهيب-----A  

بدأت زراعة التفاح في المناطق اللبنانية في الخمسينات من القرن السابق، وانتشرت بشكل كبير لتصبح زراعة رئيسية خصوصاً في المناطق الجبلية، وقد اشتهرت في الأسواق العالمية بجودتها العالية، لكن ما لبثت أهميتها أن تراجعت بسبب قدم الأصناف المزروعة وإنخفاض إنتاجيتها، وتشتّت الحيازات الزراعية وصغر حجمها خصوصاً في مناطق جبل لبنان، مما أدّى إلى ارتفاع كلفة الانتاج وعوائق في التسويق.

والمتتبع لواقع قضية التفاح، يلاحظ ان هذه الزراعة ولوقت قريب كانت تحتل المركز الثاني بعد زراعة الحمضيات لناحية حجم الإنتاج الذي يبلغ حوالى 150 ألف طن سنوياً حسب الإحصاءات المتوافرة لدى وزارة الزراعة، أمّا لناحية التصدير، فنسبة تصدير التفاحيات لا تتعدّى الـ12إلى 15 بالمئة من مجمل الانتاج، وأهم البلدان المستوردة هي مصر والسعودية والكويت، وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار التفاح في لبنان حوالى 9411 هكتاراً أي ما يعادل 4.16 بالمئة من المساحة المخصّصة لزراعة الأشجار المثمرة، وتتركّز هذه الزراعة في محافظات جبل لبنان والبقاع والشمال، وفي بعض بلدات الجنوب (خصوصاً قضاء جزّين).

أصناف التفاح في لبنان

كما يلاحظ أن معظم أصناف التفّاح اللبناني تنتمي من حيث فترة النضوج إلى الأنواع المتوسطة (تقطف في منتصف أيلول/ سبتمبر) والمتأخرة (تقطف في بداية تشرين الأول/ أكتوبر) والمتأخرة جداً (تقطف في تشرين الثاني/ نوفمبر)، بينما لا نجد بينها الأصناف الباكورية جداً (التي تنضج في تموز والتي تناسب زراعتها المناطق التي ترتفع من 600 إلى 900 متر عن سطح البحر)، ولا الأصناف الباكورية التي تنضج من أواخر تموز (يوليو) حتى منتصف آب (أغسطس) (التي تناسب زراعتها معظم مناطق زراعة التفاح التقليدية في لبنان).

 أمّا أهم أنواع التفاح المزروعة في لبنان فهي:

ــ <غولدن دليشيس>: يقطف في منتصف شهر أيلول (سبتمبر)، حسّاس على مرض الرمد ومتوسط المقاومة لأمراض التبقّع واللفحة النارية، وأبرز الأصناف المحسّنة التي تشتق منه: Supreme - Smoothe - Golden B - Belgolden Lysgolden.

ــ <ريد دليشيس>: يقطــف في بداية تشرين الثاني (نوفمبر)، حسّاس على مرضي التبقّع والمنّ القملي، مقاوم للرمد، ومن أصنافه المحسّنة: Scarlet spur - Super chief - Topred - Red chief - Early red one.

ــ <غراني سميث>: صنف جديد يقطف في بداية تشرين الأول (أكتوبر)، حسّاس على التبقّع واللفحة النارية، وأبرز الأصناف المحسّنة التي تشتق منه صنف Early smith.

ــ <فوجي>: صنف جديد يقطف في بداية تشرين الأول (أكتوبر)، حسّاس على مرض التبقّع واللفحة النارية، وأبرز أصنافه المحسّنة التي تشتقّ منه: Red fuji - Sun fuji.

ــ <غالا> صنف متوسط من حيث فترة النضوج يقطف خلال شهر آب (أغسطس)، متوسط المقاومة للأمراض، وأبرز الأصناف المحسّنة التي تشتق منه Royal - Mondiale - Galaxy.

ــ <بريبورن>: صنف متأخر جداً من حيث فترة النضوج، يقطف في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، متوسط المقاومة للأمراض، أبرز أصنافه المحسّنة صنف Braestar.

والمؤكد أن جميع الأصناف المذكورة يمكن حفظها في البرادات مدة 8 أشهر، وأن عدداً كبيراً من المزارعين بدأوا منذ سنوات تجديد بذور الأشجار، فقطعوا المعمّر منها وزرعوا بديلاً عنها مؤصّلاً من عدة أنواع، أبرزها <الأميركي> و<الدوبل رايت> و<الغولدن الياباني> وغيرها من الأنواع الأخرى الجديدة، لأن سعرها في السوق الاستهلاكية أفضل بينما الأصناف التقليدية تأتي في المرتبة الثانية.

ايلي-كيروز----B

صرخة المزارعين

 

واللافت أيضاً أن الطرق الحديثة لزراعة بساتين التفاح اختلفت تماماً عمّا كانت عليه في الخمسينات، ففي ذلك الحين كان عدد الأشجار حوالى 40 في الدونم، أما اليوم فأصبح يراوح ما بين 60 و120 شجرة، وبالطبع لا يمكن إعتماد هذه الكثافة بعدد الأشجار ما لم نستعمل أصول تطعيم مناسبة للمسافات القريبة، ما يعني أن الأصول التي كانت تستعمل في الماضي يجب أن تستبدل بأصول أخرى.

لكن للأسف وبالرغم من أهمية هذا القطاع، فقد علا منذ فترة قصيرة صراخ مزارعي التفاح الذين أكدوا ان هذا القطاع بات يعاني من إرتفاع كلفة الإنتاج من جهة، ومن المنافسة في الأسواق المحليّة والعربية، وتقاعس الدولة عن تمويله وتأمين برادات لحفظه من جهة ثانية، ناهيك عن التأثير السلبي لعوامل المناخ وظهور أصناف جديدة مرغوبة أكثر من الأصناف اللبنانية القديمة، ومن ثم لا يمكننا ان ننسى تقاعس بعض الدول المستوردة لسبب او لآخر عن استيراد التفاح اللبناني لاسيما مصر .

أزمات عديدة بات يعاني منها هذا القطاع الذي يعتبر مورد عيش أساسياً لآلاف العائلات في لبنان، للاطلاع عليها ولمعرفة الحلول الممكن اعتمادها قابلت <الأفكار> القيمين على الموضوع .

 

الحويك ومسؤولية وزير الزراعة

  

رئيس <جمعية المزارعين اللبنانيين> أنطوان الحويك اعتبر أن مسؤولية حل مشكلة موسم التفاح تقع على وزير الزراعة، وأشار إلى أن الحل الوحيد والسريع لإنقاذ ما تبقى من موسم التفاح هو ان تدفع الدولة ولمدة 4 أشهر الكلفة الكاملة لشحن التفاح، او ان تعمد الى دفع تعويض مالي معين عن كل صندوق تفاح، وتابع الحويك:

- كما أطالب بإعادة فرض الرسوم الجمركية على التفاح المستورد من أوروبا، وإذا اضطر الأمر منع استيراده، علما أن لبنان يستورد سنوياً ما بين 1000 و2000 طن تفاح من إيطاليا.

الحويك والمستويات الثلاثة لمعالجة

تفاح-في-البراد-----2أزمــــــة التفــــــاح

 

واستطرد الحويك:

- ان أزمة كساد الموسم الزراعي تستوجب العمل على ثلاثة مستويات، وقد اقترحنا منذ العام 2006 تنفيذ قانون إنشاء <المصرف الوطني للإنماء الزراعي> الصادر عام 1994 ليعطي المزارعين قروضاً تكون ضمانتها الإنتاج، وهذا لا يمكن أن يحصل مع المصارف التجارية التي تعطي المزارعين قروضاً لوضع انتاجهم في البرادات ريثما تتحسن الأسعار. وبالنسبة للتصدير، فإن <جمعية المزارعين> كانت قد تقدمت باقتراح قانون في العام 2002 لإنشاء غرف زراعية مستقلة تهدف إلى إنشاء معامل لا تبغي الربح لتصنيع الانتاج الزراعي لحساب المزارعين في فترات الكساد، كما أكد الحويك أنه وعلى الرغم من موافقة الأحزاب اللبنانية على إنشاء <المصرف الوطني للإنماء الزراعي> والغرف المستقلة للزراعة وصدورها في البيان الوزاري عام 2009، الا أن بعض الإعتراضات منعت إقرارها، كما تم رفض مشروع شراء عبارات لمصلحة دعم الشاحنات التي تنقل بواسطة العبارات بشكل احتكاري وغير شفاف.

ــ وماذا عن القرار الصادر عن الحكومة والقاضي بدفع مبلغ 5000 ليرة كتعويض للمزارعين عن كل 20 كلغ تفاح؟ وكيف ستجري هذه العملية؟

- هذا الامر يعتبر انتصاراً للمزارعين وسيقوم الجيش بمسح كافة بساتين التفاح كما سيحصي الأشجار بحسب عمرها ويقدر عندئذ الإنتاج، وبعد ذلك ستقوم <الهيئة العليا للإغاثة> بدفع التعويضات للمزارعين حسب العدد المقدر للصناديق الموجودة لدى كل مزارع.

وتابع الحويك:

- نسجل للتاريخ ان دعم موسم التفاح الذي حصلنا عليه عام 2003 كان بــ5 مليارات دولار، اما اليوم فإن قرار الدعم هو بـ40 ملياراً أي 8 مرات ما تم دعمه سنة 2003 .

شهيب: السبب الرئيسي لمشكلة التفاح هو اقفال الحدود

وبدوره وزير الزراعة اكرم شهيب أكد تضامنه ودعمه الكامل للخطوات التي إتخذها المزارعون، وشدد على ان السبب الأول لمشكلة التفاح هو إقفال الحدود اللبنانية ــ السورية وارتفاع كلفة النقل براً، فقبل إندلاع الحرب السورية كانت كلفة نقل التفاح الى العراق عبر الشاحنات تقدر بنحو 4000 دولار، أما اليوم فقد وصلت إلى أكثر من 10000 دولار، مما أدى إلى تراجع عملية الشحن براً الى الدول العربية، وهناك أيضا مشكلة تداعيات التغير المناخي وموجة البرد والثلج التي ضربت الموسم ناهيك عن إصابة ما يقارب الـ20 بالمئة من إنتاج التفاح اللبناني الذي يتراوح بين 156 و160 ألف طن سنوياً بمرض التبقع الذي يخفض سعر المبيع، مع العلم ان حجم الاستهلاك المحلي للتفاح يتراوح سنوياً بين 60 الى 70 الف طن.

انطوان-الحويك------4 

شهيب ومسؤولية الوزارة

 

وتابع شهيب:

- ونحن كوزارة نسعى الى إيجاد حلول لهذه المشكلة عبر <الهيئة العليا للإغاثة> للتعويض على المزارعين الذين تضررت مواسمهم، ومن بين هذه الحلول أقر تعويض مالي بقيمة 5000 ل.ل عن كل 20 كيلو تفاح، وهذا القرار تم التوافق عليه من قبل الجهات المسؤولة، وهنا لا يمكننا ان نتجاهل ايضاً مشكلة أخرى يعاني منها قطاع التفاح ألا وهي ان 70 بالمئة من محصول التفاح الصالح للأكل يتم تصديره الى مصر، وهذه الصادرات تواجه تراجع سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأميركي مما حمل المصدرين تكاليف أكبر وخفّض بشكل كبير من أرباح المزارعين، والحكومة بصدد إيجاد حل لهذه المشكلة أيضاً، وهنا أؤكد بأن الوزارة تضع ملف تصريف الإنتاج اللبناني من التفاح وتصديره في رأس أولوياتها، وهي تقوم أيضا بسلسلة محاولات لتأمين تغطية كلفة تبريد الموسم غير المباع، كما اننا نقوم بمساعٍ لدى مؤسسة <كفالات> بغية إعادة جدولة قروض بعض المزارعين لدى المصارف للتخفيف عنهم وتأجيل بعض المستحقات المالية المترتبة عليهم.

إذاً، جهود ومساعٍ عديدة يقوم بها السياسيون وقادة الأحزاب لتصريف انتاج التفاح اللبناني، محاولين التمثل بالرئيس شمعون الذي استدعى السفير الأميركي <مالكنتوك> في ظل كساد موسم التفاح آنذاك ليعلمه بقراره الرامي الى بيع موسم التفاح للاميركيين، فرفض السفير باعتبار ان بلاده مصدرة للتفاح، فأجابه شمعون: <بإمكانكم أخذ التفاح الى الاسطول السادس في المتوسط واذا وجدتم فيه فائضاً ارموه في البحر>، فعاد السفير واعتذر من الرئيس شمعون مؤكداً ان لا حاجة لهم للتفاح اللبناني، عندئذ طلب شمعون من مرافقه ان يتصل بالسفير السوفياتي، فتفاجأ السفير الأميركي واستدار نحو شمعون قائلاً: <فخامة الرئيس قررنا ان نشتري التفاح اللبناني>.

ولكن هل ستنجح مساعي من يحاول التمثل بشمعون؟

أبي رميا والمؤسسات المانحة

 

فعضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سيمون أبي رميا شدد على أهمية الحل الذي طرحه التكتل لمعالجة مشكلة تصريف محاصيل التفاح في لبنان، معتبرا انه حل سريع وعادل وممكن، وشرح الاقتراح قائلاً:

- على المؤسسات الدولية المانحة والتي تعنى بملف النازحين السوريين شراء محاصيل التفاح لهذه السنة وتوزيعها عليهم، خاصة وأن هذه المؤسسات توزع المساهمات المالية بهدف تغطية نفقات الوجبات الغذائية للنازحين.

واعتبر ابي رميا أن <هذا الحل هو الأسرع والأضمن لمحاصيل التفاح ويجب الإسراع ببت الحلول المقترحة لكي لا يداهمنا الوقت ويتلف المحصول>.

التيار-ومحاولة-بيع-التفاح------5وأكد أبي رميا تضامنه مع المزارعين، وقال:

- تضامننا معهم لا يقتصر فقط على الكلام، بل أننا نطرح الحلول السريعة وغير التعجيزية والتي تشكل حلاً متكاملاً لمشكلة تصريف الانتاج في حال تم إعتماده من قبل الحكومة والوزارات المعنية.

 

كيروز: التفاح هو الضامن لبقاء اهل الجرد في قراهم

 

وبدوره أكد النائب ايلي كيروز اهتمام رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ومتابعته الموضوع، معتبراً أن <زراعة التفاح تشكل المصدر الرئيسي لتأمين حاجات الأهالي>، وقال كيروز:

- إن زراعة التفاح تشكل في منطقتنا المصدر الرئيسي للعيش ولتأمين حاجات الأهالي، ولا يخفى على احد إن مواسم التفاح هي التي تبقي الناس في هذه الجبال القاسية، وتؤمن لهم مستلزمات البقاء والصمود، وتحول دون الهجرة واليأس من الأوضاع العامة في البلاد.

وأضاف كيروز:

- أؤكد على أقصى الإهتمام الذي نوليه كحزب ونواب وإتحاد وبلدية بهذه المسألة، ولقد بادرنا منذ أشهر، وخاصة رئيس الحزب الذي إستأثر هذا الهم بحيز واسع من إهتماماته، الى القيام بكل الاتصالات اللازمة، داخليا وخارجيا، في محاولة لإنقاذ أحد أبرز القطاعات الانتاجية اللبنانية، فنحن نمرّ في أزمة اليوم بسبب عدم تصريف موسم التفاح، والأهالي على أبواب فصل الشتاء والمدارس والجامعات، ومواسمهم تنتظر تأمين أسواق خارجية للتصدير إتقاء لكارثة اجتماعية واقتصادية.

وتابع كيروز:

- في حال عدم إيجاد أسواق خارجية، تقدمنا باقتراح الى رئيس الحكومة لدعم موسم التفاح لهذه السنة فقط، بمبلغ خمسة دولارات أميركية لكل صندوق، ليستطيع الناس الصمود في أرضهم ومنعاً لموجات جديدة من النزوح، وقد تم التوافق على دعم كل 20 كيلو تفاح بـ5000 ليرة بدلاً من 5 دولارات، علماً أن الحكومة اللبنانية سبق لها أن دعمت العديد من القطاعات في ظروف مختلفة، فلا بد أن توفر الدعم لموسم التفاح الذي يمثل زراعة وطنية تساهم في بقاء اللبنانيين في أرضهم وقراهم.