تفاصيل الخبر

”أصحــــاب تلاتـــي“... هـــذا مـــا تعـيـشــــه نساؤنـــــا!

19/01/2018
”أصحــــاب تلاتـــي“... هـــذا مـــا تعـيـشــــه نساؤنـــــا!

”أصحــــاب تلاتـــي“... هـــذا مـــا تعـيـشــــه نساؤنـــــا!

بقلم عبير انطون

a 

في اكبر صالونات التجميل في بيروت الذي يديره رجل الاعمال <رامي الاحمر> (وسام صليبا) تجتمع كل من <سمر> (ريتا برصونا) المادية و«سارقة الرجال>، <ريما> (رانيا عيسى) المغرمة والقلقة من ابنها وحماتها و<جنى> (رولا بقسماتي) الزوجة والام الساعية للكمال، وتعيش كل منهن مشكلة شائكة يديرها المخرج ايلي السمعان عبر شاشة الـ <ام تي في>.

انطلق المسلسل بحلقاته الاولى منذ أيام ويلاقي صدى جيدا لخفة ظل <الأصحاب تلاتي> والتفاعل مع ما يعشنه، فماذا في المسلسل وكواليسه؟

 

آية طيبا: <ما عم روح لبعيد>!

كاتبة النص هي الممثلة آية طيبا التي تلعب دورا لافتا في مسلسل <محرومين> الجاري عرضه حاليا فتعيش مع زوجها صراعاً كبيراً سببته الظروف وانعدام ثقة هذا الزوج بنفسه وبها وبالحياة كلها، فما الذي جاء بآية الى عالم الكتابة؟

مع سعادتها بالاصداء الايجابية للحلقات الاولى نسألها بداية:

ــ كيف ولد <أصحاب تلاتة>، ولماذا <المذكر> في العنوان طالما انهن سيدات ثلاث؟

- طلب مني المنتج مروان حداد كتابة مسلسل عن ثلاث نساء في منتصف الثلاثينات، اطرح فيه ما تعيشه كل واحدة منهن، وكانت الفكرة ان اجمعهن في صالون <Luxury & Beauty> احد اهم صالونات التجميل في بيروت، وهي فكرة ما سبق ان طرحت. أما العنوان بصيغة المذكر فلأنه خفيف على السمع علماً انني قرأت انتقادا بشأنه ولو اردت ان اسميه بغير ذلك لكنت فعلت.

وأضافت:

- ذكرنا الصالون بفيلم <سكر بنات> للمخرجة نادين لبكي وهناك اكثر من فيلم اجنبي يجمع بطلاته في صالون للتجميل... الفكرة لم تطرح من خلال مسلسل، والصالون هو الاطار العام، والمعالجة مختلفة. لقد تعرف المشاهد في الحلقة الاولى على الشخصيات وعلم ان جريمة ربما حدثت، والمسلسل برمته سيكون <فلاش باك> لما حصل، فتروي النساء الثلاث القصة بعد ان يطلبن الى التحقيق، وهذه العودة الى الماضي هي اصعب من حيث الكتابة فيما لو تسير الأحداث بسياقها الزمني الطبيعي. اراد مروان حداد دما جديدا في الكتابة، وذلك بعدما سمع عن النص الجميل لمسلسل <50 ألف> والذي سيعرض على شاشة الـ<ام تي في> الشهر المقبل فور الانتهاء من مسلسل <محرومين>. لقد شاهد اصدقاء بعض الحلقات من <50 ألف> واشادوا به جدا وهو ايضا من النوع الكوميدي الخفيف.

ــ أنت مجتاحة لشاشة الـ<ام تي في> اذاً كتابة وتمثيلا على مدى الاشهر المقبلة؟

- تضحك آية وتجيب: نعم وطلبوا مني كتابة جديد لهم ايضا.

ــ قبل ان اعود الى <أصحاب تلاتة> ما هذا الثنائي الجميل الذي شكلته مع الممثل ايلي متري في <محرومين> عن زوجين لا ينجبان وينفصلان ويحدث ان تحمل الزوجة الخ... لقد لفتما النظر كثيرا في ادائكما؟

ــ هذا الكلام سمعته ايضا من ممثلة صديقة لي حيث قالت لي: ستشكلين مع ايلي ثنائيا لامعاً وربما الابرز في <محرومين>.

ــ لم يأخذ ايلي متري الفرصة التي يستحقها بعد وامكانياته مميزة. اليس ذلك؟

- صحيح. ربما لانه يتجه اكثر الى العمل السينمائي. هو ممثل شاطر واحببت احساسه. هناك مشهد <ماستر سين> من اربع صفحات، صورناه بلقطة واحدة وهو المشهد الذي يطلب فيه مني في بيت اهلي ان أقوم بفحص الـ<دي ان آي> للتثبت منهوية الطفل لشكه بأنه والده. ولشدة ما تأثرت توقفت للحظات لا استطيع ان اكمل فاعتقد المخرج بانني نسيت الكلمات.

ــ ما الذي يميز كتابتك حتى اصبحت مطلوبة بشكل سريع؟

- ربما بنائي على الواقع. في <اصحاب تلاتي> اختيار النساء وتصرفاتهن وما يتعرضن له... كل ذلك واقعي. فهناك المطلقة التي لا تحب الزواج ولا انجاب الاطفال، وهي تصطاد رجلا يكبرها بسنوات ليصرف عليها، ومن ناحية اخرى <تصاحب> رجلا صغير السن لتلبية رغباتها الجنسية، وقد بات ذلك موضة في مجتمعنا اليوم و<ما عم روح لبعيد>. وهناك الارملة التي يريد ابنها في عامه الثالث عشر ان يكون رجل البيت، فتخضع مرغمة لارادته لخوفها من ان يتركها ولقلقها من حماتها التي تهددها باخذه منها، فهي ممنوعة من ان تتطلع او تفكر برجل، ولما تريد ان تبدأ حياة جديدة مع جار وسيم شاب جديد يدخل الحي وتبادله الاعجاب، ستعيش صداما مع ابنها. وتبقى الثالثة التي تعيش في الظاهر حياة مثالية مع زوج يحبها ويلبي طلباتها ويعتني بالعائلة والاولاد لتكتشف لاحقاً ان له حياة اخرى من خلف الستارة. هذه المواضيع الشائكة اعالجها بطريقة فكاهية من خلال احداث خفيفة وطريفة.

ــ بعض المؤلفين يتحسس من سؤاله عن رسالة ما من خلال عمله، هل انت منهم؟ وان لم يكن كذلك فما هي رسالتك من خلال المسلسل؟

- لا لست منهم، والرسالة امررها مع الحل لها حتى بطريقة غير مباشرة ويمكنكم مراقبة ذلك في الحلقات المقبلة.

ــ ما الذي اتى بك الى عالم التمثيل والكتابة وكنت بعيدة عنهما؟

 - بعيدة كل البعد. لقد تخصصت في ادارة الاعمال الا انني اكتب منذ اعوام طويلة، ولي في السوق كتابان باللغة الانكليزية كما انني اؤلف الافلام والقصص. كتابي الاول واقعي تماما وهو يتناول بالاحداث والوقائع ما عاشته سيدة من تعنيف استمر 12 عاما من قبل زوجها، وأتطرق الى دور عائلتها والمجتمع تجاهها وفيه لم اغير سوى الاسماء. اما كتابي الثاني فيندرج في اطار الخيال العلمي وتدخل فيه الماسونية ايضا.

وبعد العودة من رحلة كتابيها تضيف آية:

- جئت الى عالم التمثيل بالصدفة ولم افكر به يوما. كنت اعمل في السفارة الفرنسية في بيروت الى ان شاهدني فيها في العام 2010 منتج تركي، فعرض علي تقديم برنامج من تركيا وعنها، وكانوا يقومون بكاستينغ في مختلف انحاء العالم العربي فوقع الاختيار علي. تركت عملي وسافرت لمدة عام ونصف العام قدمت في خلالهما البرنامج، ولما وقفت امام الكاميرا قلت: هذا ما اريد ان اقوم به في حياتي.

ــ ما كان محور هذا البرنامج؟

- كان برنامجاً ثقافياً رياضياً ويشتمل على مجموعة من المنوعات وذلك لتعريف العالم العربي بشكل خاص على مناطق لا يعرفونها في تركيا. بعد عودتي الى لبنان صودف ان كنت في زيارة الى المنتج زياد شويري ادعوه فيها لتوقيع كتابي، فكانت في مكتبه الممثلة كارمن لبس، واول ما رأتني قالت له: <خليها تمثل معنا> وكانوا حينذاك يستعدون لتصوير مسلسل <العائدة>. اجبتهما للتو: <ما دخلني بالتمثيل> الا انني اخذت الدور وكرت السبحة.

ــ لماذا لم تشاركي تمثيلا في <أصحاب تلاتة>؟

- افضل ألا اكون بطلة ما اكتبه بل ضيفة شرف فيه. سأطل في اطار <ظهور خاص> في الحلقة 28... لا زلنا في طور التصوير وسيمتد المسلسل لـ70 حلقة.

ــ ما الانتقادات التي سمعتها عما عرض من حلقات حتى اليوم؟

- انا سعيدة بانها ايجابية حتى الآن من دون ان ادخل في التفاصيل التقنية، وقد فرحت بلفتة من نجوم معروفين اتصلوا بي للتهنئة على الفكرة المحبوكة بشكل ذكي، وهي لبنانية مئة بالمئة في حوار سلس ومن دون فذلكة.

1ــ هل كتبت الدور لوسام صليبا تحديدا بدور <رامي الاحمر> رجل الاعمال الناجح في المسلسل؟

- لا، لانه لم يجر اختيار الممثلين الا بعد ان اصبحت في وسط الكتابة.

ــ وتمثيلا اين ستكونين؟

- بغير مسلسل <50 الف> العب دوراً جميلا في المسلسل السوري <وردة شامية> وهو اول عمل سوري لي، وسيعقبه ان شاء الله مسلسل جديد فيها ايضا إلا انه لا يمكنني الحديث عنه قبل التوقيع عليه لكنه على نار حامية.

 

رولا بقسماتي: استقالة... فاتصال

الى رولا بقسماتي ننتقل ونبارك لها دخولها عالم التمثيل فنسألها:

ــ من كاميرا التقديم الى كاميرا التمثيل، كيف حدثت الخطوة ومن رشحك للدور؟

- رشحني اليه القيمون على شركة <مروى غروب> منتجة المسلسل. لقد تقدمت باستقالتي من تلفزيون <المستقبل> مباشرة على الهواء، وبعد ان ودعت المشاهدين اتصل بي المنتج مروان حداد قائلا: <صرتي فاضية> ولا بد انك قادرة على التمثيل... في المسلسل الجديد دور لك.

ــ هل كنت في الجو او تمهدين له؟

ــ على الاطلاق، علماً انه سبق ولعبت دورا بسيطا في فيلم <فرصة عيد> مع نادين الراسي وريتا بارصونا حيث شخصت فيه دور الصديقة لنادين، وكان دورا ثانويا يتناسب ووقتي الضيق، وقد جرت الامور بسرعة كبيرة.

ــ انتن ثلاث نساء في الصالون، هل تركت لك حرية اختيار واحدة منهن ام حدد دورك بشكل مسبق؟

- كان لكل ممثلة ما يناسب شخصيتها. انا الأهدأ بينهن، متزوجة وربة لعائلة واولاد... أحمل مسؤولية، ومريضة بالنظافة والنظام الى حد الهوس بهما.

ــ انت معتادة على الكاميرا، ما كانت صعوبات التمثيل؟

- صحيح انني معتادة على الكاميرا بعد مشوار تلفزيوني طويل، والتواصل مع الناس عبرها يكسر حاجز الخوف، الا ان التواصل في التمثيل غير مباشر ولا تلمسين ردة الفعل بشكل آني، من هنا تضعين كل ما بوسعك في كاراكتير الشخصية، فتخرجين تماما من نفسك، بعكس التقديم الذي تقدمين فيه نفسك. لكل من المجالين نكهته المختلفة وقد احببت التمثيل. الصعوبات واجهتها في الحلقات المتقدمة من المسلسل والتي لم يتم عرضها بعد، فالامور الفكاهية والنمط الكوميدي سيتخلله ما هو درامي وموجع... فـ«جنى> تلك الشخصية المرحة والتي تتطلع الى الحياة بإيجابية ستعرف الاسى أيضا، وللصراحة تخوفت من المواقف الدرامية فانا بطبعي لست <دراماتيكية> وقريبة من رؤية <جنى> للحياة الا ان الشخصية ستمر بمواقف صعبة، وقد ساعدني المخرج على الدخول في جوها بالعمق. وهذه التقلبات لم تكن سهلة.

ــ زوجك في المسلسل جوزيف حويك كان شريكاً في تقديم <عالم الصباح>. هل سهّل ذلك من المهمة؟

- أنا وجوزيف اصدقاء في التلفزيون وخارجه، والكيمياء الموجودة بيننا سهلت بالطبع علينا كثنائي وقد شكل ذلك اضافة لاداء كل منا.

ــ انت عروس وام جديدة ايضا. هل وجدت تشابها بين ما تعيشينه كزوجة وام على الشاشة وبين حياتك العادية وما الذي نقلته منها الى الشخصية؟

- في الاوقات الحلوة في المسلسل تكون <جنى> هي رولا السعيدة في بيتها ومع عائلتها، وهنا ترونني في قمة طبيعيتي لانني اعيش فعلا ما اجسده دون تصنع، ومن الطبيعي ان تنعكس السعادة التي اعيشها في بيتي راحة علي، فأتقن دوري.

ــ هل سعادتك في التمثيل ستسرقك من التقديم؟

- سأتوجه الى الفرصة الحلوة بغض النظر عن المجال الذي تأتي منه. احب ان اجرب، وهذا الدور مع مروان هو دور بطولة وسيشكل بالنسبة الي محطة اختبار لادائي ولردود فعل الجمهور، كما انني ساشاهد نفسي على الشاشة واحكم. بالنسبة للتقديم، فانه وفور استقالتي من تلفزيون <المستقبل> عرض علي برنامج صباحي شبيه بالبرنامج الذي كنت اشارك في تقديمه، فارتأيت ان استريح لفترة لانني اريد ان اعود بما هو جديد ومختلف، علما انني كنت متوجهة الى عالم مختلف تماماً عن عالم الاعلام، فانتقل الى عمل خاص بي بعيدا عن التلفزيون.

 

رانيا عيسى... اختبار الحماة!

صديقة <جنى> في الصالون هي <ريما> الممثلة رانيا عيسى. مشاركتها في<أصحاب تلاتي> تأتي بعد ادوار تحسب لها في مسلسلات <وين كنتي>، <أدهم بيك> و<زوجتي أنا>. استراحتها في <بريك> التصوير اخذناها منها وسألناها اولا:

ــ هل حان وقت <اللايت> بعد ادوار درامية متلاحقة؟

- يمكن القول بانني اعود به الى قواعدي، فأنا بطبعي مرحة وقد استمتعنا الى أقصى حد في خلال التصوير، اما شخصية <ريما> فتعيش اوقاتا صعبة مع ابنها، بشكل خاص بالتزامن مع علاقة الحب التي تنسجها مع جارها. قضية <ريما> هي قضية الكثيرات من النساء الارملات او المطلقات اللواتي يحملن مسؤولية تربية ولد بهذا العمر لوحدهن، فهي ترضخ له في البداية لكن المواقف ستتبدل بعد ذلك، وانها بحمايتها له وخوفها من أن تفقده ربما تؤثر سلباً على شخصيته، فهناك خيط رفيع بين خوفها عليه وايذائها له بهذه التربية التي تجعله غير معني بمشاعرها كامرأة.

وبعد برهة تزيد رانيا:

- انا ام لولدين صبي وبنت، وما اعيشه في المسلسل افكر به ويجعلني اتساءل عن طريقة تعاملي مع ابني عندما يصبح بعمر المراهقة.

ــ ما المختلف في نص آية طيبا برأيك؟

- كنت اعرفها كممثلة وتفاجأت بتميزها اذ لا تشبه النمط السائد وتلاحظون تقطيع مشاهدها على الطريقة الاميركية، فضلا عن سلاسة السيناريو وعدم التكرار الممل.

ــ ومن حيث الفكرة؟

- لا افكار جديدة تماما في مسلسلاتنا وافلامنا خاصة في عالمنا العربي، اذ لا امكانيات لدينا للمسلسلات البوليسية وافلام المافيات وغيرها، فالانتاج الضخم الذي تتطلبه هذه غائب ولا بد لافكارنا ان تكون بما هو متاح لنا انتاجياً، والاختلاف يكمن في المعالجة.

ــ بم تشبهك <ريما> في المسلسل؟

- فيها الكثير مني ومن عفويتي. فأنا <مفشكلة> مثلها تماما بمعنى انني لا التقط شيئا الا واوقعه من يدي، ولما اعيش ذلك في الشخصية اتذكر نفسي في البيت. قبل اقل من شهر كنت في <لوس انجلوس> ومعي تذكارات احملها لاحباء لي، فاوقعتها ارضا و«راح اللي راح>. من ناحية اخرى فانا كما <ريما> ام ومسؤولة، لكن الفارق بان حماتي تعيش في اميركا ولا تتدخل ابدا بشؤوننا زوجي وأنا، لذلك لم اختبر فعليا معنى القلق منها ومن تصرفاتها، ومن الجيد بان شخصية <ريما> سمحت لي بهذا الاختبار!