تفاصيل الخبر

إرتفاع ”البرودة“ بين ”المستقبل“ و”القوات اللبنانية“ تعوضه معراب بالانفتاح على الجميع بمن فيهم حزب الله!

05/02/2016
إرتفاع ”البرودة“ بين ”المستقبل“ و”القوات اللبنانية“ تعوضه معراب بالانفتاح على الجميع بمن فيهم حزب الله!

إرتفاع ”البرودة“ بين ”المستقبل“ و”القوات اللبنانية“ تعوضه معراب بالانفتاح على الجميع بمن فيهم حزب الله!

Samir_Geagea_Press_Confr-Photo-_Aldo_Ayoub-6_resize_122547   في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين <القوات اللبنانية> وتيار <المستقبل> برودة تجاوزت موجة الصقيع التي ضربت لبنان الأسبوع الماضي، يتوقف كثيرون عند المواقف التي حرص رئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع على اعلانها عبر وسائل إعلام سعودية كثفت من اللقاءات معه بعد اعلانه عن تبني ترشيح رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية... فبعد المقابلة التي أجرتها محطة <العربية>، أطلّ <الحكيم> في مقابلة صحافية مع جريدة <الشرق الأوسط>، وبعدها مع جريدة <الرياض> وثمة معلومات تتحدث عن مقابلات أخرى عبر وسائل اعلام سعودية على الطريق... ويقول مطلعون على مسار الاتصالات القائمة مع الدكتور جعجع، ان العلاقة بينه وبين المملكة العربية السعودية لا تزال متينة وهو لم يلتقط أي إشارة، مباشرة كانت أو غير مباشرة، تدل على <انزعاج> سعودي من دعمه ترشيح العماد عون. وينقل زوار معراب عن جعجع قوله إن الموقف السعودي سيتوضح خلال <أيام قليلة> وهو لن يختلف عن المواقف السعودية المعلنة دائماً والتي تظهر فيها الرياض <احتراماً> لإرادة اللبنانيين وخياراتهم، ما يؤكد ان ما يُنشر من حين الى آخر عن <فيتو> سعودي على هذا المرشح أو دعم سعودي لذاك المرشح، لا يتجاوز كونه اجتهادات وتحليلات لا تستقيم مع حقيقة الموقف السعودي الذي سيتبلور لاحقاً.

   غير ان ما ينقله زوار معراب عن <الحكيم> لا يلقى لدى تيار <المستقبل> الصدى الايجابي الذي يريده رئيس <القوات اللبنانية>، ما جعل التواصل بين جعجع و<التيار الأزرق> ورئيسه شبه معدوم، من دون أن تظهر في الأفق أي رغبة لإعادة ترميم العلاقة من جهة، أو لإحياء اللقاءات التشاورية بين أركان وقوى <14 آذار> من جهة ثانية خصوصاً ان ثمة من يرى في <المستقبل> ان عملية الترميم ستواجه صعوبات نتيجة الخلاف الجذري بين <المستقبل> و<القوات> حول الخيار الرئاسي. وبدا من خلال ما ينقل عن قياديين في <المستقبل> ان التباين في وجهات النظر بين <التيار الأزرق> و<القوات> لم ينتج فقط من موقف معراب من ترشيح عون، بل أتى نتيجة تراكمات يوردها مصدر <مستقبلي> يتحدث عن <تفرد القوات> في اتخاذ مواقف من قضايا أساسية عالقة من دون التشاور مع <المستقبل> ومنها على سبيل المثال لا الحصر، المشروع الارثوذكسي لقانون الانتخابات النيابية والحوار مع العماد عون وما يُعرف بـ<اعلان النيات> وصولاً الى <رحلات> جعجع الخليجية التي عرف بها <المستقبل> من وسائل الاعلام. و<ينبش> القيادي <المستقبلي> في ملفات الماضي ليتحدث عن ان جعجع تفرد بترشيح قواتيين للمقاعد النيابية الخاصة بـ<14 آذار> قبل أن يتقرر التمديد للمجلس النيابي وذلك من دون التنسيق مع <المستقبل> أو الحلفاء في <14 آذار>، وكأن لا همّ لها سوى الحصول على مقاعد نيابية ولو كان ذلك على حساب حلفائها.

   في المقابل، فإن زوار معراب يلاحظون ان الدكتور جعجع ليس في وارد الدخول في سجال مع حلفائه في تيار <المستقبل> أو غيره من قوى <14 آذار>، وهو أبلغ الى كثيرين انه يدرك ان اتفاقه مع العماد عون سيعود بالفائدة على المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموماً بمن فيهم الحلفاء، وهو لذلك غير راغب في الرد على ما يصله من رسائل وذلك بهدف المحافظة على لبنان الذي لا يمكن أن يتم من دون مشاركة جميع الأطراف الأساسيين ومكونات الشعب اللبناني، خصوصاً ان المتغيرات المتسارعة في المنطقة تفرض تحصين الساحة الداخلية من خلال الالتقاء عند قواسم مشتركة <مستقبلية> من حين الى آخر، لاسيما وانه <مرتاح> لردود الفعل على ترشيحه العماد عون علماً ان التفاهم مع <الجنرال> يتجاوز ــ في رأي جعجع ــ الاستحقاق الرئاسي ليطاول مسائل أساسية تتعلق بمستقبل لبنان وبدوره في محيطه وخصوصاً أهمية التعايش المسيحي ــ الاسلامي فيه في مواجهة التمدد الارهابي والتطرف. وأشار جعجع ان الاتفاق مع العماد عون لا يعني معاداة <المستقبل> فلا هو يريد ذلك، ولا العماد عون في هذا الوارد أيضاً، في وقت تقوم استراتيجية <القوات> في هذه المرحلة على الانفتاح على الجميع بما في ذلك حزب الله الذي يلتقي مع <القوات> ومع العماد عون في الكثير من النقاط العشر التي وردت في بيان جعجع بتأييد عون. ويضيف ان الظرف الراهن يفرض <تسويات> داخلية ومصالحات وصولاً الى تحالفات وطنية لا تستثني أحداً وذلك بهدف المحافظة على لبنان الذي لا يمكن أن يتم من دون مشاركة جميع الأطراف الأساسيين ومكونات الشعب اللبناني، خصوصاً ان التغيرات المتسارعة في المنطقة تفرض تحصين الساحة الداخلية من خلال الالتقاء عند قواسم مشتركة بدلاً من زيادة أجواء التوتر والانقسام.