تفاصيل الخبر

أرسل الرئيس الأسد نداء استغاثة الى الرئيس «بوتين » فكان الإنزال الجوي الروسي في اللاذقية!

18/09/2015
أرسل الرئيس الأسد نداء استغاثة الى الرئيس «بوتين » فكان الإنزال الجوي الروسي في اللاذقية!

أرسل الرئيس الأسد نداء استغاثة الى الرئيس «بوتين » فكان الإنزال الجوي الروسي في اللاذقية!

poutine ماذا يحيك الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> لسوريا من ثوب سياسي وعسكري؟ كل الدلائل تشير الى أن <الكرملين> في سبيل الإمساك بالوضع السوري سياسياً وعسكرياً، ورغم بيانات التكذيب الروسية للإنزال العسكري الروسي من الجو في ميناء اللاذقية وبلدة <جبلة> في جبال العلويين وهي بلدة مرشحة لتكون مقر القاعدة العسكرية الثانية الى جانب ميناء طرطوس، فكل وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية تؤكد صحة الإنزال العسكري الروسي في اللاذقية.

وهذا المرصد السوري لحقوق الإنسان برئاسة رامي عبد الرحمن، وهو مرصد موضوعي له صيته السياسي الحسن، يعلن نزول مئات المستشارين العسكريين والخبراء الروس منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري في محافظة اللاذقية، غربي سوريا، والمعقل الرئيسي لنظام بشار الأسد، ومهمتهم توسيع مطار <حمامين> العسكري لاستقبال طائرات ومعدات من الوزن الثقيل عبر إنشاء عدد من المدارج، إضافة الى توسيع مطار الحميدية الواقع في مدينة طرطوس، المعقل الآخر للنظام السوري.

ولأن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تشير الى بناء قاعدة عسكرية روسية متقدمة في اللاذقية، فقد اتصل وزير الخارجية الأميركي <جون كيري> بنظيره الروسي <سيرغي لافروف> تليفونياً وأبلغه مخاوف الإدارة الأميركية من هذه التحركات الروسية في اللاذقية وطرطوس. وذكرت وكالة أنباء <فرانس برس> أنها رصدت عشرات العربات الروسية المصفحة لنقل القوات المقاتلة ومعها عشرات الجنود الروس وبيوت عسكرية جاهزة.

وأعلنت واشنطن أن أقمارها الصناعية كشفت وجود سبع عربات روسية مصفحة من طراز <ت 90> لحماية القاعدة العسكرية الروسية في اللاذقية. وحسب مسؤول أميركي قابلته وكالة <فرانس برس> هناك، أن الجنود الروس يعدون بالمئات والبيوت العسكرية الجاهزة قادرة على استيعاب ألف وخمسمئة شخص.

 

<لافروف> ينفي

putin-assad  

إلا أن وزير خارجية روسيا <سيرغي لافروف> نفى كل إنزال عسكري روسي في اللاذقية، ولكنه اعترف بأن هناك طائرات روسية قد هبطت في مطار اللاذقية حاملة مساعدات إنسانية وتجهيزات عسكرية التزاماً بالمعاهدة الموقعة مع السلطات السورية.

ورداً على صور <سالفي> بالسر للنزول العسكري الروسي، قال الوزير <لافروف> إن هذه الصور كشفت بأن الجنود الروس الذين نزلوا هناك صغار السن ولكنهم مدربون كخبراء عسكريين لتدريب جنود الجيش السوري على استخدام الأسلحة الروسية الجديدة، ولم ينزلوا المطار كمقاتلين.

وبصورة رسمية لا ظل للحضور العسكري الروسي، إلا في ميناء طرطوس حيث تسمح لبواخرها أن ترسو وتتزود بالمؤن، وليس على متنها نصف دزينة بحارة، وأن روسيا موجودة عسكرياً منذ أكثر من أربعين سنة. وهكذا يقول <آرنو دوبيان> مدير المرصد الفرنسي الروسي. وأن هناك منذ العام 1971، عام ثورة الرئيس حافظ الأسد، عشرات الجنود الروس، وليس المئات، وجلّهم من المستشارين العسكريين المكلفين بالتدريب والاستعلام، وطبيعي أن يكون لروسيا في الغرب السوري محطة استعلامات مقرها اللاذقية، ومن خلالها يتم التدريب على استخدام نظام الدفاع ضد الصواريخ، وهو النظام الذي باعته لدمشق.

والحافز الأساسي للوجود الروسي في سوريا، ليس المصالح الاقتصادية، وكفى، بل الانتشار في المياه الدافئة للبحر الابيض المتوسط، وبهذه الاستراتيجية - كما يقول الخبير الجغرافي الفرنسي <فابريس بلانش> مدير مجموعة الابحاث والدراسات عن البحر الابيض المتوسط، والشرق الأوسط، وبهذه الاستراتيجية تواجه روسيا المنظمات الإرهابية التي استولت على أجزاء مهمة من الشمال السوري المقابل لتركيا وأولها طائرة-روسية<جبهة النصرة> التابعة لمنظمة <القاعــدة> وتملك الإمكانات للتحرك ضد محافظة اللاذقية مهد الرئيس الأسد، عبر بلدة قرداحة.

استغاثة الأسد

ويذكر الخبير الجغرافي الفرنسي <فابريس بلانش> أن نصف سكان اللاذقية هم من السنّة، وهذا ما يشجع <جبهة النصرة> على الترصد لهذه المحافظة. ويقول الخبير الجغرافي الفرنسي نفسه إن بشار الأسد أطلق مع آخر تموز/ يوليو  الماضي نداء استغاثة الى كل من حليفيه إيران وروسيا، على أساس أن تجهيزات القوى التكفيرية تكاد تفوق تجهيزات الجيش السوري.

ويبدو أن نداء الاستغاثة قد فعل فعله، وأصبحت أجواء اللاذقية مرتعاً للطائرات الروسية، ويقول <آرنو دوبيان> من المرصد الفرنسي السوري، ان الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> لن يسمح بانهيار نظام بشار الأسد، لأن ذلك سيمس بالصدقية الروسية في الصميم ورصيدها كدولة حماية في المنطقة، دون أن يغفل عن احتمالات انتقال عدوى الإرهابيين في سوريا الى بلاد القوقاز.

ومن أجل تفادي سقوط نظام الرئيس الأسد، أرسلت روسيا مؤخراً الى سوريا ثلاث سفن حربية من ميناء <نوفوروشيل> عند البحر الأسود، عبر مضيق <البوسفور> وقد جرى التقاط صورها عند هذا المضيق بكل سهولة.

وتركز روسيا الآن على تحركات تنظيم <داعش> الإرهابي لإبعاده عن أي مغامرة عسكرية في اللاذقية، وكذلك على <جبهة النصرة> حليفة تنظيم <القاعدة>. وبحسب الخبير الجغرافي الفرنسي، ستستمر روسيا في دعم ومساندة النظام السوري، وقد لا يكون الهدف هو بشار الأسد شخصياً، بل الدولة السورية، لأنها الحصن الباقي ضد المنظمات الإرهابية، وهي في هذا المجال تعمل جاهدة لتحييد الموقف الأميركي وعزله عن أي تدخل عسكري ضد هذا النظام.