تفاصيل الخبر

أربعون المطران الياس عودة الزاهر على الدوام !

03/05/2019
أربعون المطران الياس عودة الزاهر على الدوام !

أربعون المطران الياس عودة الزاهر على الدوام !

 

بقلم وليد عوض

 

دخل متروبوليت بيروت للروم الأورثوذكس المطران الياس عودة ربيعه الاربعين وهو في سدة مطرانية بيروت منذ نيسان (ابريل) من العام 1980. ونيسان يعني الربيع والزهر التي تمهد لسنابل وثمار الخير، فالمطران عودة هو أيضاً زهر بيروت العاصمة الإلفة والمحبة وجمع الأوصال والدعوة الى الخير وكلمة السواء.

 والجليل المحترم المولود في أنفه الشمالية عام 1941 والحاصل على إجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية، وإجازة في اللاهوت من معهد القديس <فلاديمير> في نيويورك الاميركية، رُسّمَ كاهناً سنة 1969، وخدم رعية <يانكرز> في نيويورك، واصبح نائبَ عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند، ثم وكيلاً بطريركياً في دمشق الى ان رُسّمَ أُسقُفاً سنة 1980، وانتُخبَ بعدها متروبوليتاً ولا يزال أطال الله في عمره. وهو تعلق ببيروت التي لم يتركها يوماً وبقي مع ابنائها في الأيام السوداء نافخاً الأمل في نفوسهم ومبعداً اليأس عنهم، وكان حاضراً لقول كلمة الحق حتى في وجه كل سلطان جائر، وكان الحكيم والمرشد والمنارة وصوت الحق والعقل في عتمة الليل والظلم. دافع عن رعيته وأبناء بيروت وعن حقوقهم، وشد أواصر اللحمة والوئام بينهم، ودافع عن الوطن الذي مزقته الحروب العبثية، وكان حاضراً على الدوام بكل مواقفه وعظاته ليبعد أيدي الشر عن العاصمة، وشرع ببناء ما تهدم في كاتدرائية القديس جاورجيوس والمستشفى الجامعي، ليبني بعدها جامعة القديس جاورجيوس في بيروت.

وبالأمس كانت عظته لمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية الشرقية في كاتدرائية بيروت كما كانت كل سنة مفعمة بالوجع على وطنه وشعبه، وحدد موطن الداء، وقال بالفم الملآن بأن اللبنانيين يرزحون تحت أثقال الحياة، وما عادوا قادرين على احتمالها لأنهم أصبحوا مهددين بلقمة عيشهم ومستقبل أولادهم، وقد استنزف جيوبهم التراجع الاقتصادي والضرائب وغلاء المعيشة واليوم يخيفونهم بتقليص رواتبهم، وكل هذا يحصل لأننا نفتقد العدل ولا نعمل بهدي النور والصدق والشفافية، ولأن المحبة غابت والايمان تقلص والأخلاق انحطت وصارت الأنانية تحكم والمصلحة تغلب وغابت مفاهيم الدولة والسلطة والقانون وصار الفساد قاعدة والهدر مسموحاً ومن يعقد الصفقات ممدوحاً ولم يعد الضمير صاحياً عند بعض من ارتكبوا المحرمات، معتبراً انه على الشعب ان يطيع مدبريه أي رؤسائه لكن الرؤساء يغفلون انهم سوف يعطون حساباً في اليوم الأخير ان لم يحفظوا الأمانة التي أعطيت لهم.

 وكم كان هذا الجليل المحترم حكيماً عندما حدد بوصلة الخلاص، وقال ان المطلوب القليل من الكلام والكثير من الجدية والعمل والانصراف الى العمل الجدي في اطار المؤسسات والعمل على وقف استباحة الدولة وقوانينها وانتفاضة حقيقية والوصول الى اصلاح سياسي وإداري، داعياً إلى إعلان حال طوارئ اقتصادية على ان يتعهد الجميع بجعل الأخلاق والنزاهة ثقافة وأمانة وليعلنوا الولاء للبنان وحده لا لسواه.

فكل التحية والاحترام والتقدير لهذا الناسك الذي لم يتوان طوال أربعين عاماً عن رفع صوت الحق والدعوة الى المحبة والوئام وزرع الامل في النفوس وبلسمة الجروح على أمل ان يبقى كشهر نيسان يزهر الخير والجمال.