تفاصيل الخبر

أربعــــة طـــلاب عـــادوا مـــن واشنـطـــــن بـالـمـيـدالـيــــــة الـبـرونـزيـــــة فــي الـمـسابـقـــــــة الاولـمـبـيــــــــة!

11/08/2017
أربعــــة طـــلاب عـــادوا مـــن واشنـطـــــن بـالـمـيـدالـيــــــة  الـبـرونـزيـــــة فــي الـمـسابـقـــــــة الاولـمـبـيــــــــة!

أربعــــة طـــلاب عـــادوا مـــن واشنـطـــــن بـالـمـيـدالـيــــــة الـبـرونـزيـــــة فــي الـمـسابـقـــــــة الاولـمـبـيــــــــة!

بقلم عبير انطون

2--a

رفع فريق مؤلف من أربعة طلاب ينتمون الى اربع مدارس لبنانية اسم لبنان عالياً بعد فوزهم في مسابقة <الروبوتات> العالمية الأولى التي أقيمت على مدار أربعة أيام من 14 إلى 18 تموز في مدينة واشنطن الأميركية.

 وقد حصل الفريق الذي تم تدريبه في <Student Technology Club> في جامعة رفيق الحريري بإشراف الدكتور بسام مسلم على جائزة <التميز العالمي لألبرت أينشتاين> وحقق المركزالثالث من بين 160 فريقاً يمثلون 160 دولة من ضمنها الولايات المتحدة، الصين واليابان. وأثبت الفريق اللبناني المكون من الطلبة كريم كوثراني من نادي التكنولوجيا ثانوية حسام الدين الحريري، وسام ملاعب وشادي عريضي من Fast and Curious (مدرسة الأرز الثقافية - CCS، وكريم هيمور من نادي Robobuilders في ثانوية سبيل الرشاد ابداعه من خلال روبوت مصمم بشكل متقن ومبتكر.

 <الافكار> التقت باثنين من اعضاء الفريق وسام ملاعب وكريم كوثراني وقد شرحا مهمتهما بالتفصيل وكانا لسان حال زميليهما في الفريق كما كل الشباب المهتمين بتكنولوجيا الغد، والتي اصبحت برأيهما واقعاً لا محال وما على الجميع سوى التعامل معه.

المهمـــــــــــة...

 

 قبل الحديث الى كل من وسام وكريم شرح الدكتور بسام مسلم المشرف على الفريق نوعية المسابقة العالمية، مهمة <الروبوت> الذي أنجزه الطلاب الاربعة، مع تفصيل لدور كل واحد منهم.

يقول مسلم:

- في كل مسابقة، يقوم الطلاب بتصميم روبوت خاص بهم بناء على موضوع معيّن. هذه السنة، تم اختيار تنظيف المياه الملوثة.

 دارت مهمة <الروبوت> حول جمع كرات ملونة تمثل جزيئيات المياه على أن يفرزها بحسب لونها. فكان عليه ان يضع الكرات الزرقاء التي تمثل جزيئيات المياه النظيفة في مكان على مستوى الارض والكرات البرتقالية التي تمثل جزيئيات المياه الملوثة في مكان عال. يحصل كل فريق على مجموع نقاط على اساس عدد الكرات التي سجلها في الهدف. ويفوز في آخر المباراة الفريق الذي حصل على اكبر عدد من النقاط.

قام الطلاب اللبنانيون بتصميم روبوت يقوم بجمع الكرات من ارض الملعب وفرزها معتمداً على حساس الضوء ثم وضع كل مجموعة في مكانها، إما بدفعها للخارج او بقذفها بقوة لإيصالها للهدف العالي.

وقد توزعت مهمة كل طالب على الشكل الآتي:

كريم كوثراني: اهتم ببرمجة <الروبوت> لكي يقوم بالمهمات المذكورة ، فيما قام وسام ملاعب بتركيب <الروبوت> مستعيناً بقطع مخصصة للمسابقة وذلك بمساعدة زملائه في فترة ناهزت الشهر وقام بالتحكم به خلال المسابقة.

اما كريم حيمور فقد ساعد بتركيب <الروبوت> وجمعه والتحكم به أيضاً خلال المسابقة، اما لشادي العريضي فكانت مهمة تجهيز الفريق بالملابس وتزيين مكان وجود الفريق اللبناني في المسابقة. وقد قام أيضاً بالتواصل مع الفرق المشاركة. وقد ابرز الطلبة الفائزون جميعهم وجه لبنان الحضاري من خلال التواصل والتفاعل مع فرق الدول الأخرى واعطوا مثلاً يحتذى به.

المستقبل للروبوت..

وسام ملاعب يعرف <الافكار> عن نفسه:

- أنا ابــــن بلــــــدة بيصـــــور في الثامنـــــة عشرة من عمري وتلميذ في ثانوية الأرز. أشارك منذ خمس سنوات في مسابقات <الروبوتكس> وقد سبق وفزنا ببطولة العالم للعام 2015 التي اقيمت في <سانت لويس> في الولايات المتحدة الأميركية وكنا قد شاركنــــا فيـــــه مــــن ضمـــــن تحديـــــات ضمت 80 فريقاً.

وأضاف:

- هذه السنة اتصل بنا الدكتور بسام مسلم من <جامعة رفيق الحريري - المشرف> وقد سبق له أن سمع بإنجازاتنا وذلك حتى ننضم الى المنتخب اللبناني الذي يشكله والذي أراد به الإشتراك لهذا العام بجائزة <التميز العالمي لألبرت أينشتاين>. وتعتبر هذه المسابقة للروبوت أولمبية إذ يشترك فيها منتخب من كل بلد حول العالم وبهذا تشكل الفريق الذي ضمني إلى كريم حيمور وكريم كوثراني وشادي العريضي...

واستطرد:

- انجذبت إلى عالم <الروبوتكس> من خلال أخي الذي سبقني إليه. (يقول وسام، بعربية مطعمة ببعض الكلمات الانكليزية>: وكنت أراقبه وزملاءه باهتمام لما يعملون على مشاريع مماثلة. كما أن والديّ شجعاني جداً، علماً أنهما بعيدان نوعاً ما عن المجال إذ إنهما اختارا الهندسة بنوعيها في الديكور وفي الزراعة.

1--aولما سألناه عن المناهج المدرسية اللبنانية واخذهـــــا بالاعتبــــــار اهتمامــــــات الشباب في هــــــذا المجــــــال وعددهــــــم الى تزايــــــد، قال وسام:

- بالنسبة إلى المناهج اللبنانية، فهي للأسف بعيدة عن هذا العالم، لا ترى ما هو ابعد من المكتوب على اللوح وما هو مقرر في البرنامج، فلا تشجع فعلياً. نحن نهدر الكثير من الوقت في دراسة النظريات والأمور الفلسفية الى ما هنالك، بعيداً عن الاختصاصات التي نحبها ونتوجه اليها مستقبلاً، الا انني اتفهم أيضاً في الوقت عينه أن مجال <الروبوتكس> والتكنولوجيا لا يجذب جميع التلامذة.

ويزيد وسام:

- من جانبي، لقد ضحيت وزملائي في المشروع بالكثير من وقتنا بعد المدرسة وقد اضطررنا حتى إلى التنازل عن الحصول على علامات أعلى في بعض المواد، ولم يكن لدينا الوقت الكافي للإنجاز فكثفنا اللقاءات والاجتماعات للعمل والتنفيذ الذي استغرق 16 يوماً فقط ذلك أننا كنا في خضم الإمتحانات الرسمية.

يرى وسام الذي يدخل هذا العام سنته الجامعية الأولى في هندسة الميكانيك في الجامعة الأميركية في بيروت أن المستقبل سيكون لعالم <الروبوتكس> في جميع المجالات. وعلى الرغم من السيئات التي قد يولدها من بطالة في اليد العاملة وحلوله مكان الآدميين في الكثير من الصناعات والاعمال فإنه سيجتاح عالم الغد اذ بدأت كبريات الشركات الصناعية من مولدات وماكينات وسيارات وغيرها تعتمده للدخول في تصاميمها، شيئاً فشيئاً. إلا أن هذا التطور لن تستطيع أن تقف في وجهه أية قوة ما سيتطلب من الآن وصاعداً مهارات أكبر واكثر حرفية في أية صناعة أو مجال.اما الايجابيات فلا يغفلها وسام من حيث تحسين الإنتاج وجودته وتطويره وطبعاً تقليص مساحة الخطأ فيه.

يتمنى وسام لو أنه يستطيع السفر للتخصص في مجال التكنولوجيا، <الروبوتكس> تحديداً، وهو الاختصاص الذي لا يزال مفقوداً في لبنان. السلطات اللبنانية الرسمية أثنت على الفريق والانجاز الذي حققه وقد تلقوا التهنئة لدى وصولهم إلى المطار حاملين الجائزة البرونزية، وذلك من قبل الوزير جبران باسيل ووزير التربية السابق الياس أبو صعب، فشدوا على يدهم للمثابرة والابداع، الا ان أية منحة دراسية لم تمنح لأيٍ من أعضاء الفريق، فالمطلوب منهم الاستمرار في رفع إسم بلدهم عالياً والاتكال على أنفسهم، ويعِّزُ على وسام أن لا وسائط أو بيئة مشجعة لموهبتهم.

أين الصبايا؟

 امثال وسام كثيرون وبينهم صبايا عديدات بمهارات عالية في المجال. هؤلاء تغيبن عن المنتخب الوطني هذه المرة <الأمر الذي يعتبره وسام نقطة ضعف للفريق <فالوقت كان ضاغطاً جداً و<الصبايا كان يمكن ان يلهونا> يقول مبتسماً، او ان يأخرونا في السفر..

 <الروبوت> الذي عنه فاز الفريق يرتع مختالاً اليوم في جامعة <رفيق الحريري للتكنولوجيا> في المشرف وهو ليس بالوزن الثقيل (حوالى 10 كلغ) اذ يمكن حمله والانتقال به. وأجمل ما في المسابقة برأي وسام انها شكلت تحدياً عالميـــــاً جديـــــداً له ولزملائه.  كذلك فهي لم تعتمد على <الروبوت> الاكثر كلفة <مين حط مصاري اكتر بيربح> بل على فعالية الجهاز وعمله وامكانية استخدامه.

كريم.. والبرمجة

 والى كريم كوثراني الذي اهتم ببرمجة <الروبوت> لكي يقوم بالمهمات المطلوبة منه توجهنا فعرف لـ<الأفكار> عن نفسه:

انا من ضيعة المروانية في الجنوب، عمري 17 عاماً واتعلم في مدرسة حسام الدين الحريري في صيدا. منذ صغري أهوى تركيب الآلات، ولطالما دفعتني حشريتي الى استكشاف طرق عملها وقد دعمني اهلي وشجعوني جداً في هذا المجال.

بالنسبة لبرمجة <الروبوت> الذي اشترك فيه الفريق اللبناني بالمسابقة العالمية فإن هذه لم تتطلب وقتاً كبيراً يشرح كريم، ذلك ان <الروبوت> يعمل بحسب تحكم السائق به، فبرمجنا المقابض <المسكات> التي يستخدمها السائق للتحكم به.

3--aالصعوبـــــة كمنت بالنسبـــــة لكـــــريم والفريــــــق في برمجـــــة الـ<color sensor> <اي مستشعـــــر الألــــــوان> حتـــى يمكـــــن <الروبــــــوت> من قراءتهــــــا بالطريقــــــة الصحيحة.

 ونسأله عن الفريقين والبلدين اللذين استحقا المرتبتين الاولى والثانية وعن تميزهما عن الفريق اللبناني فيجيب كريم بأن قارة اوقيانا هي التي فازت بالمرتبة الاولى فيما حصدت تونس الجائزة الثانية، <وقد تميزوا عنا بأمور معينة كانت افضل في <الروبوت> الذي تقدموا به>.

وعن ضرورة ادخال علم <الروبوتكس> الى المناهج اللبنانية يؤكد كريم انه يتمنى ذلك حتى نبرز للعالم اجمع صورة جديدة وحديثة عن لبنان تناقض الصورة المنتشرة عنه، فنؤكد انه بلد يمكن ان يكون بين الافضل في هذا المجال اذا ما توافر الدعم من مختلف النواحي.

 وعن تخصصه المستقبلي والذي بات على قاب قوسين أو أدنى ينهي كريم بالقول:

 - انوي التخصص في الهندسة الميكانيكية علما ان اختياري ليس نهائياً بعد، انما الاكيد انه سيكون في مجال يتعلق بـ<الروبوتكس>. قد افكر بالسفر للتخصص في الخارج وهذا أيضاً امر غير محسوم. حالياً، لا اعمل على مشروع جديد ، الا انني سبق وشاركت في اكثر من مسابقة بينها مسابقات <vex> و<SUMO> واتمنى ان امضي قدماً في مسابقات وتحديات جديدة..

يشكر كريم كما الفريق كله جامعة الرئيس الحريري التي أمنت لهم جميع الوسائل التي تطلبها عملهم وفتحت أبوابها أمامهم للإنجاز كما أنهم يشكرون رجل الأعمال اللبناني انطوني ستيفان، مدير عام <Cornerstone Holdings> الذي ساهم في تمويل تكلفة سفر الطلبة واقامتهم في واشنطن والشركة كانت راعية لعملهم واتاحت لهم فرصة السفر والاشتراك والفوز.