تفاصيل الخبر

أوراق ثبوتية وجوازات سفر سورية مزورة بتسهيل من امرأة داخل مخيمي صبرا وشاتيلا!

24/07/2015
أوراق ثبوتية وجوازات سفر سورية مزورة بتسهيل  من امرأة داخل مخيمي صبرا وشاتيلا!

أوراق ثبوتية وجوازات سفر سورية مزورة بتسهيل من امرأة داخل مخيمي صبرا وشاتيلا!

 

بقلم علي الحسيني

الشيخ-جمال-حمد منذ اندلاع الحرب في سوريا شكلت بعض المخيمات في لبنان ملاذاً آمناً لعدد غير قليل من <الجهاديين> اما من خلال استعمالها كمحطة لهم للعبور الى سوريا والعراق، واما للاستقرار فيها وجعلها مركزاً دائماً لهم على غرار ما يحصل اليوم في مخيم عين الحلوة.

 

هل أصبح لبنان ملاذاً آمناً للجهاديين؟

 

شكَلت مخيمات لبنان ملاذاً مستقراً وآمناً للاجئين الفلسطينيين لفترة طويلة. فالبعض يسكنه منذ ان ترك الأراضي الفلسطينية منذ ستة عقود، لكن الحرب في سوريا حولت أجزاء من المخيمات الى ملاذ آمن للجهاديين الذين يتوقفون في لبنان في طريقهم الى الجهاد داخل الأراضي السورية ما خلق مناطق محظرة داخل المخيمات نفسها تخشى حتى قوات الأمن الفلسطينية القائمة على منحها الشرعية الدولية وهو الأمر الذي ينذر بمخاطر كبيرة سواء لجهة استقرار هذه الجماعات على الاراضي اللبنانية وبالتالي تمهيد ارضية خصبة لمشروعها المستقبلي القائم على الدعوة الى الجهاد التكفيري تحت مسمى الاسلامي في كل بقاع الارض، او لجهة زعزعة الامن في لبنان من خلال اقامتها دويلات خاصة او مربعات أمنية لا يمكن الدخول اليها الا بإذن من الجماعة نفسها والتنسيق معها حتى ولو كانت الدولة اللبنانية ذاتها.

 

من المخيمات الى جبهات

القتال.. والدفن المؤجل

 

منذ اندلاع الحرب في سوريا اتخذ معظم ابناء المخيمات الفلسطينية في لبنان موقفاً داعماً للثورة في وجه النظام السوري، ولم يتوقف هذا الدعم عند الناحية المعنوية والخروج بتظاهرات منددة بما يتعرض له الشعب السوري، بل تعداه ليصل الى حد الدعم البشري بعناصر تقاتل الى جانب المسلحين ضد النظام حتى وصل عدد الافراد الذين توجهوا الى سوريا الى ما يقارب المئتي شخص معظمهم تتراوح أعمارهم بين الستة عشر عاماً والواحد والعشرين عاماً سقط منهم ما يقارب الثلاثين خلال فترة لا تتجاوز الستة أشهر حتى ان من بينهم من قام بعمليات انتحارية او انغماسية كما تسميها الجماعات المتشددة. فمنهم من استرجعت جثته ودفن داخل المخيمات ومنهم من ظلت على الارض كالفلسطيني أحمد الهيجا الذي ترفض عائلته حتى اليوم إقامة مراسم عزاء له إلا بعد استرجاع ولو جزء من أشلائه، مع العلم ان العائلة تتباهى في السر والعلن بفعل ابنها من دون ان تخشى اي ردود فعل وتعتبره شهيداً لكن مع وقف تنفيذ عملية الدفن واستقبال <المهنئين>.

 

<جهاديون> في مخيمات بيروت

 وتزوير أوراق رسمية

 

لا إحصاءات مؤكدة حتى الساعة عن أعداد <الجهاديين> الذين تمكنوا من دخول بعض مخيمات بيروت رغم وجود إجماع بين المؤسسات الامنية اللبنانية على ان عدداً غير قليل من هؤلاء توافدوا الى مخيمات بيروت وتحديداً الى مخيم برج البراجنة ومخيم صبرا وشاتيلا. وهنا تؤكد المعلومات ان الأجهزة الامنية اللبنانية تقوم برصد عدد من الاشخاص داخل هذين المخيمين منذ فترة ثلاثة اشهر وتحديداً منذ بدأ حزب الله يشد الخناق حول القلمون السورية وحصارها الذي بلغ جرود عرسال، وقد تمكنت من تحديد أماكن إقامة بعضهم من بينهم نساء يقمن بدور الوسيط بينهن وبين جهات اسلامية متشددة تنتشر بين مخيمات البقاع وتحديداً مخيم عرسال ويقمن بمدهم بالمال وبجوازات سفر سورية وعراقية مزورة، وقد قام جهاز أمن لبناني رسمي بتوقيف سيدتين منذ شهرين تقريباً اعترفتا بتزويد هؤلاء الاشخاص ببعض المال وأوراق ثبوتية مزورة ضمن مخطط يهدف الى إيجاد بيئة حاضنة لهم داخل المخيمات، وفعلاً تمكنت مجموعة داخل مخيم صبرا وشاتيلا يقودها شخص يدعى حسن عبد الساتر الملقب بأبو الوليد سوري الجنسية، من تجنيد بعض الاشخاص من داخل المخيم سوريين وفلسطينيين وحثهم على توسيع أنشطتهم وجمع التبرعات تمهيداً لتشكيل خلايا نائمة داخل بيئتهم بانتظار ساعة إعلان الجهاد في كل متشددون-داخل-مخيم-برج-البراجنةلبنان، وقد تمكنت القوى الامنية من كسر هذه الحلقة وتفكيكها من خلال القاء القبض على بعض أفرادها وإخضاعهم للتحقيق.

ماذا عن دور حزب الله؟

 

تسريبات من داخل أروقة حزب الله تؤكد ان متشددين اسلاميين تمكنوا من الدخول الى مخيمي البرج وصبرا وشاتيلا ، وهذان المخيمان يقعان على مسافة قريبة جداً من الضاحية الجنوبية خصوصاً مخيم البرج الذي تتداخل فيه الابنية والشوارع مع منطقة البرج ومحيطها. وتشير المعلومات الى ان عدداً من المتشددين وصولاً الى مخيم البرج من مخيم عين الحلوة بعدما نزحوا اليه من القلمون وجرود عرسال بقيادة شخص يدعى محمد علي ناصر فلسطيني الجنسية كان قد شارك في حروب عدة مثل افغانستان مع تنظيم <القاعدة> ثم الى جانب ابو مصعب الزرقاوي في العراق. ويعمل جهاز الامن في حزب الله على معلومات مفصلة حول هذه العناصر وأماكن وجودها داخل المخيمات بالإضافة إلى أسماء زوجاتهم وأبنائهم وأرقام هواتفهم، كما كلف بعض الذين يعملون لصالحه داخل المخيمات المذكورة بالتقاط صور لهم والأماكن التي يتجمعون فيها.

خشية حزب الله

ما يخشاه حزب الله اليوم هو تمدد هذه المجموعات الى خارج المخيم وافتعال مشاكل مع بيئته بهدف جره الى معركة في الداخل اللبناني يمكن ان تلهيه عن معاركه في سوريا. والاخطر من ذلك كله فإن معلومات كانت وصلت الى جهاز الامن المضاد في الحزب تؤكد دخول عدد من عناصر <جبهة النصرة> الى مخيم صبرا كانت مقربة من أمير القلمون في الجبهة ابو مالك التلة، لكن من دون ان تفيد هذه المعلومات عن تحركات او نشاطات لهذه العناصر أقله لغاية اليوم. ومن باب الاحتياط ايضاً وجمع معلومات اكثر حول العناصر الاسلامية داخل المخيمات كافة في لبنان وتحديداً في عين الحلوة، قام حزب الله مؤخراً بزرع مكاتب لسرايا المقاومة داخل المخيمات بحجة العمل السياسي، لكن طبيعة عمل هذه العناصر هي امنية محض الهدف من ورائها جمع اكبر عدد من المعلومات حول العناصر المتشددة التي تدخل الى المخيم وتخرج منه للقتال في سوريا.

المخيمات على فوهة بركان

 

ليست فردية ولا عفوية ولا عابرة هذه الاشتباكات التي تقع بين الحين والآخر داخل المخيمات الفلسطينية والتي تحصل بمجملها بين مجموعات اسلامية توصف بالمتشددة وبين فصائل اخرى تعبر عن خيارات ومرجعيات دول مستقلة على رأسها السلطة الفلسطينية واحياناً كثيرة بين هؤلاء المتشددين انفسهم الذين ينتمون الى جهات ودول مختلفة لا تتقارب لا في التوجهات ولا في الفكر او المنهج.

مصادر امنية أكدت عبر <الافكار> ان كل هذه الاشتباكات الجانبية المتنقلة بين مخيم وآخر ليست سوى تطور أمني خطير يدل بخلفياته وأبعاده الأمنية والسياسية على ان ما يجري يأتي في سياق محاولات الإرهابيين التكفيريين ومشغليهم من قوى اقليمية لتوتير الساحة اللبنانية. واشتباكات عين الحلوة الاخيرة وما يجري في مخيم صبرا وشاتيلا بين الحين والآخر تأتي بعد تضييق الخناق على الجماعات هذه في سوريا والتي كان آخرها في الزبداني وبعد الإنجازات والضربات الأمنية النوعية التي وجهها الجيش اللبناني إلى الخلايا الإرهابية التكفيرية النائمة في أكثر من منطقة لبنانية.

وشددت المصادر على أن هذا المخطط مرتبط بجهات إقليمية مسؤولة بشكل مباشر عن تحريك المجموعات المتشددة داخل المخيمات التي شهد معظمها في الآونة الاخيرة تراجعاً مشبوهاً للفصائل الفلسطينية التي لم تبادر حتى الآن بشكل جدي وحاسم للتصدي لتلك الجماعات التي ازدادت عدة وعديداً وإمكانيات عسكرية على مرأى ومسمع كل الفصائل الفلسطينية المعنية بأمن واستقرار المخيم حتى من دون ان تتمكن الدولة اللبنانية من الحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبل لبنان خصوصاً وان كل فصيل من هؤلاء المتشددين ينتمي الى جهة محددة من دون ان تكون هناك مرجعية واحدة لهم يمكن التفاوض معها حول مستقبل هذه الجماعات وما تمثله من خطر على لبنان.

رايات-داعش-في-عين-الحلوة

الفصائل في مخيم البرج تطرد استراليا <داعشياً>

مصدر امني فلسطين في مخيم برج البراجنة كشف لـ<لافكار> أن الفصائل الفلسطينية طردت منذ فترة قريبة شخصاً أجنبياً من المخيم كان يعقد حلقات دروس متطرفة ويسعى لتجنيد الشباب لصالح تنظيم <داعش>، وذلك التزاماً بالاتفاق بين القوى والفصائل الفلسطينية من جهة والدولة اللبنانية من جهة أخرى، الذي يقضي بتطويق اي حركة قد تضر بأبناء المخيمات.

وتابع المصدر <لقد رصد يومئذٍ وجود شخص يحمل جنسية اجنبية يقيم في حي الاكراد المحاذي لمخيم برج البراجنة، كان يسعى لتشكيل خلايا لصالح <داعش> في سوريا. والاجنبي هو الشيخ عبد الحليم الملقب بـأبو حفص ويحمل الجنسية الأسترالية، وكان يتولى مهام إعطاء دروس في الفكر المتطرف داخل المخيم من خلال تنظيم حلقات سرية تروج لتنظيم <داعش> وقد بدأ حينئذٍ باستقطاب الشباب ودفعهم للقتال إلى جانب متشددين آخرين في سوريا>.

 

إشارات دولية للبنان تنذر بوجود مخاطر

في العموم يوجد قلق دبلوماسي كبير حيال الوضع الامني الشاذ في لبنان وتحديداً داخل المخيمات بشكل عام وفي مخيم عين الحلوة بشكل خاص والذي بدأ يمد أشقائه في مخيمات بيروت ببعض المتشددين الفارين من أرض المعركة في سوريا. وهذا الخوف هو محور أساسي للقاءات ومشاورات جارية في كواليس الأروقة الدبلوماسية تنادي في لقاءاتها الدائمة مع المسؤولين المعنيين في الدولة اللبنانية، وبناء على معلومات إستخباراتية وأمنية تمتلكها في أن المخيمات قد تصبح ملجأ للجماعات الإرهابية التكفيرية، وتطالب اجهزة الدولة بوجوب معالجة الأوضاع الأمنية المتفلتة قبل أن تصبح الأمور خارج السيطرة أو بالحد الأدنى قبل أن تصبح أثمان المعالجة للأوضاع الشاذة باهظة الأكلاف على الدولة اللبنانية وعلى الجيش اللبناني وعلى الوجود الفلسطيني في لبنان خصوصاً أن تلك الأحداث المتنقلة بين المخيمات حملت في طياتها العديد من المؤشرات الخطيرة التي تدل على تنامي قوة وحضور الحالة التكفيرية الإرهابية المحركة من قبل قوى خارجية تريد الزج بمخيمات لبنان في قلب لعبة الصراعات الملتهبة الجارية على أكثر من ساحة اقليمية.

رايات <داعش> في المخيمات

الاشكال الذي كان وقع منذ فترة داخل مخيم صبرا وشاتيلا بين عناصر قيل انها تنتمي الى حركة <أمل> وحزب الله وبين عناصر متشددة، كانت وقعت على خلفية زرع أحد أبناء المخيم راية لتنظيم <داعش> على شرفة منزله، الأمر الذي أشعل الغضب في نفوس بعض المحسوبين على <أمل> وحزب الله خصوصاً اولئك الذين يسكنون في حي فرحات حيث الاغلبية من الطائفة الشيعية. لكن وبعد تدخل القوى الامنية واللجان المسلحة جرى تطويق الحادث الذي أسفر عن سقوط جريحين لم تكن حالتهما خطرة. لكن ما حصل ينبئ بمزيد من التفلت الذي ينتظر هذه المخيمات سيما وان النفوس ما زالت مشحونة بين جهتين كل منهما تعتبر ان الحرب التي تخوضها في سوريا مقدسة.

داخل-عين-الحلوةمن صبرا الى عين الحلوة

من صبرا وشاتيلا الى عين الحلوة وتحديداً حي الطوارئ حيث معقل الاسلاميين المتشددين تتوحد اعلام داعش المرفوعة على اعمدة الانارة وعلى شرفات المنازل ومآذن الجوامع بالإضافة إلى صور زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الى جانب صور زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن. هنا يقول ابو جبريل: في المرة الأولى من توجهي الى سوريا بقيت هناك ثلاثة أشهر ثم عدت الى المخيم بعد أن تعرضت للإصابة، وهكذا كنت أذهب وأعود في كل مرة الى ان فرض الجيش وحزب الله حصاراً كاملاً على الجرود التي تؤدي الى الداخل السوري، وبما انني مطلوب من الأمن اللبناني فقد كنت أقوم بعبور نقاط التفتيش سواء عند مدخل المخيم او خارجها بهوية مزورة وتعديلات بسيطة في مظهري مثل حلق اللحية او تسريحة شعر تتماشى مع موضة الشباب.

وقال: أنا أجاهد في سبيل الله وكنت آمل بشكل يومي ان يمنحني الله الشهادة التي يتمناها كل مسلم مكلف، وهناك العديد من الاخوة ما زالوا حتى اليوم يجاهدون في سوريا اما بشكل جماعي او انفرادي حتى ان من بينهم من هو متزوج ولديه اولاد بعمر الشباب لانهم جميعاً يؤمنون بقضية الجهاد وبأن حزب الله والنظام السوري معتديان على شعبنا الآمن.

حمد: عبرتنا بن لادن

خلال لقاء مع رجل الدين المتشدد في عين الحلوة جمال حمد يشير الى ان <هناك تعاطفاً من قبل الفلسطينيين في مخيمات لبنان مع جبهة النصرة والدولة الاسلامية <داعش>، لكن كعمل تنظيمي لا وجود معلن للنصرة او الدولة الاسلامية في المخيم. ويصف تجمع <الشباب المسلم> الذي يرئسه بأنه تجمع فسيفسائي للشباب الجهادي، فهذا زعيم تنظيم <القاعدة> الشيخ اسامة بن لادن الذي قتل على أيدي الاميركيين، ملياردير تخلى عن ثروته ليسكن في مغارة، وبالتالي هو مثال يحتذى في الجهاد>.