تفاصيل الخبر

”اوباما“ سيترك العالم والمنطقة بحاجة إلى تدخل عسكري أميركي مباشر!

09/09/2016
”اوباما“ سيترك العالم والمنطقة  بحاجة إلى تدخل عسكري أميركي مباشر!

”اوباما“ سيترك العالم والمنطقة بحاجة إلى تدخل عسكري أميركي مباشر!

بقلم خالد عوض

اوباما

ليست مصادفة أن يحصل كل هذا الاستفزاز للأميركيين في <قمة العشرين> التي انعقدت منذ أيام في مدينة <غوانزهو> الصينية. في البداية لم يكن مرحّبا في المطار بكل الطاقم الصحافي الذي واكب الرئيس الأميركي <باراك أوباما> على متن  طائرة <الأير فورس وان> مما اضطر الرئيس الأميركي إلى استخدام السلم الخلفي للطائرة، ثم قام الرئيس الفيلبيني بتهديد <اوباما> بسبّه مباشرة إن هو تعرض لقضية الحرب الشرسة التي تقودها الفيليبين ضد المخدرات مما دفع الوفد الأميركي إلى إلغاء الاجتماع المقرر بين الرئيسين. كذلك الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان <معقداً>، إذا صح الوصف، وفشل الطرفان في التوصل إلى تسوية بالنسبة لسوريا. حتى الحليف التركي <رجب طيب اردوغان> خرج من اللقاء مع <اوباما> بكلام يدل على اختلاف حقيقي في المسار السوري بدءاً من توصيف الأكراد في سوريا حيث أن<اردوغان> يعتبرهم ارهابيين بينما الأميركيون يعتبرونهم قوة حليفة في مواجهة <الدولة الإرهابية في العراق والشام>.

فهل أن زعماء العالم يتصرفون على أساس أن <باراك اوباما> راحل بعد أشهر ولا فائدة من أي اتفاق معه أم أنه طفح كيل العديد من الدول من عدم الوضوح وعدم الحسم في السياسة الأميركية الخارجية في عهد <اوباما>؟ مزيج من الإثنين على الأرجح ورسائل بالجملة إلى المرشحين الرئاسيين <هيلاري كلينتون> و«دونالد ترامب> حتى يتحضر جيداً الفائز منهما إلى الروزنامة الخارجية. فتركة <اوباما> الدولية لا يمكن البناء عليها كثيراً والأمثلة على ذلك كثيرة.

في جنوب شرق آسيا ما زالت الصين تبني الجزر الاصطناعية الواحدة تلو الأخرى حتى أصبح العدد المحصى حتى اليوم سبع جزر كل واحدة منها تقلق كل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. في سوريا تبدو الحرب في بدايتها مع توطيد للدور الروسي والإيراني وحتى التركي بشكل منفصل تماماً عن الآمال الأميركية. حتى الدولة الإرهابية وخليفتها البغدادي ومعهما بشار الأسد، سيكونون في السلطة عندما يرحل <اوباما>. في العراق وأفغانستان حيث ورث <اوباما> فشل سلفه <بوش>، الفوضى هي سيدة الحال. القضية الفلسطينية عادت إلى نقطة الصفر مع استمرار الاستيطان الإسرائيلي وانحسار الأمل بحل الدولتين وزيادة تعجرف <نتنياهو> وفرقته. في اليمن، حيث من المفروض أن تدعم الولايات المتحدة حلفاءها الخليجيين، ترجمت إيران التخاذل الأميركي بمزيد من الدعم وتهريب السلاح للحوثيين. أما المشهد الأوكراني فيرسم بدقة كيف تراجعت الولايات المتحدة عن كل تهديداتها السابقة برفع مستوى العقوبات على روسيا إن هي لم تتراجع عن احتلالها للجزء الشرقي من البلد.

باختصار أدت سياسة <اوباما> إلى إضعاف <الهيبة> الأميركية الخارجية. أحد أهم أسباب ذلك هو تردد الرئيس الأميركي في استعمال القوة التي هي مصدر السلطة. عندما تكون للولايات المتحدة قواعد عسكرية في ٦٣ دولة أي في ثلث دول العالم وحوالى ربع مليون عسكري موزعين فيها، فمن الصعب فهم كل هذا الضعف الذي أصاب السياسة الأميركية الخارجية التي اتسمت في عهد الرئيس الأميركي الحالي بسياسة تقطيع الوقت بأقل الأضرار الممكنة.

من الصعب أن يستمر ذلك مع أي من المرشحين الآتيين. حتى لو فازت السيدة <كلينتون> فسيكون مطلوباً منها أن تخلع قفازات القطن التي التصقت بيدي <اوباما> على مدى ثماني سنوات. فعدم القيام بأي شيء جون-كيريأصبح يوازي الخسارة.

كل هذا يعني أن سنة ٢٠١٧ التي ستحمل رئيساً جديداً للبيت الأبيض ستكون بداية لتغيير حقيقي في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الخارجية، وأنه من دون استخدام القوة العسكرية فلن يكون من السهل إحداث أي تغيير. لذلك سيكون اسما وزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع المقبلين بالنسبة لدول العالم أهم من اسم الرئيس.

المهم أن لا يكون <اوباما> أو <كيري> جزءاً من الجسم الاستشاري الخارجي للإدارة الأميركية المقبلة لأنهما تفننا في جعل العالم كله وخاصة العالم العربي واحة لرمال متحركة من النزاعات بين أطراف متعددة تتنازع بكل قوة في هذا الموضوع أو هذا الزقاق في سوريا مثلاً وتتحالف بالمطلق في أمر آخر أو زاروب محاذ للأول. هذا الحال هو مرآة حقيقية لأسلوب <اوباما> و<كيري> في إدارة شؤون العالم.

على أمل أن يفهم وزير الخارجية الأميركي المقبل الشرق الأوسط ولبنان جيداً حتى لا نضيع لثماني سنوات أخرى.