تفاصيل الخبر

"أنتينات" جنبلاط تستشرف المستقبل والتوجه هو للتعاون والانفتاح!

16/09/2020
"أنتينات" جنبلاط تستشرف المستقبل والتوجه هو للتعاون والانفتاح!

"أنتينات" جنبلاط تستشرف المستقبل والتوجه هو للتعاون والانفتاح!

  [caption id="attachment_81162" align="alignleft" width="214"] رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط يقدم للرئيس "إيمانويل ماكرون" الورقة الاصلاحية لحزبه[/caption]

لطالما رصدت "أنتينات" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مجريات الأحداث قبل وقوعها الأمر الذي جعله خبيراً في الاستشراف عن بعد في كثير من المحطات التي شهدتها الحياة السياسية اللبنانية منذ السبعينات وتحديداً منذ تسلم الزعامة الدرزية بعد اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط. وتعلق الأوساط السياسية كثيراً على ما "يقرأه" جنبلاط من أحداث قبل أن تقع ويبنى عليها مواقفه. اليوم يقف جنبلاط في حيرة من مجريات الاحداث لاسيما بعد الزيارتين اللتين قام بهما الرئيس الفرنسي "ايمانويل ماكرون" الى لبنان بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، واللقاء الموسع الذي عقده في المرتين المتتاليتين مع رؤساء الكتل النيابية ودعوتهم الى التعاطي بواقعية مع الاحداث اللبنانية للخروج بالبلاد من المأزق الذي وقعت فيه، اقتصادياً ومالياً، ثم امنياً (بعد جريمة التفجير..) وصحياً... وسياسياً. لم يعد جنبلاط يكثر من "تغريداته" شبه اليومية، وصار يختار المناسبات بعناية تماماً كما يختــــار تعليقاته خصوصاً بعدمـــا بلغــه ان السفارة الفرنسية في بيروت تـــرصد مثل هذه "التغريدات" وتنقلها بالخط المباشر المفتوح بين بيروت وقصر الاليزيه لتستقر على مكتب السفير "ايمانويل بون" ومن ثم على مكتب الرئيس "ماكرون" الذي يتلقى يومياً تقريراً عن المواقف السياسية في لبنان، كيف لا وهو الذي اصبح "عراب" الحل السياسي المنتظر والذي يفضي الى تشكيل حكومة جديدة. قرأ جنبلاط بعناية ان المرحلة الآن ليست مرحلة الرئيس سعد الحريري لاعتبارات عدة، فنصحه بألا يقبل التكليف خلافاً لما كان "حليفه" الرئيس نبيه بري يريد، وذهب الى عين التينة شارحاً المعطيات التي لديه، ثم الى "بيت الوسط" بعدما لمس ان موفده النائب وائل ابو فاعور لم ينقل بدقة رسالته الى الحريري وهو يثنيه عن قبول عرض التكليف- قال جنبلاط للرئيس الحريري: "بلاها يا شيخ سعد هذه المرة.... مش رح فيك تشتغل مع عون وجماعته"- فهم الحريري الرسالة وكان الموقف في اختيار الدكتور مصطفى اديب لترؤس الحكومة العتيدة. وما لم يقله جنبلاط للحريري مبرراً طلبه، قاله لمقربين وخلاصته ان المرحلة الراهنة ليست مرحلة الحريري سعودياً واميركياً على حد سواء، ذلك ان "انتينات" جنبلاط رصدت عدم وجود "حماسة" سعودية لتولي الحريري الحكومة، وكذلك الامر بالنسبة الى الاميركيين وذلك لألف سبب وسبب، تختصر كلها بمقاربة الحريري للعلاقة مع "حزب الله". في السابق اعطى جنبلاط حكومة الرئيس حسان دياب فترة سماح دافع خلالها عن اداء بعض وزرائها وانتقد البعض الآخر، الا انه عندما شعر ان رياح دياب تجري على عكس ما تشتهي السفن، استشرف سقوط الحكومة وخروج دياب من السرايا، فأصدر حكمه عليها من خلال "تغريدتين" كانتا كافيتين ليفهم حلفاء جنبلاط الممثلين في الحكومة ان زعيم المختارة سحب دعمه لحكومة دياب وبات يشجع ذهابها احتجاجاً على ادائها، خصوصاً في الشأن المالي. وعندما ظهرت "نغمة" استقالة نواب من المجلس النيابي والتي افتتحها النائب السابق مروان حمادة العضو في "اللقاء الديموقراطي"، اشارت "مراصد" جنبلاط ان الوقت ليس وقت "البطولات الوهمية"، وان الاستقالات لن تغير في الواقع السياسي شيئاً، فطلب من نوابه عدم التصرف مثلما فعل حمادة، لكن النائب هنري حلو خرج ايضاً من الصف ولحق بزميله مروان حمادة... ويومها قال جنبلاط ان حمادة وحلو ليسا في الحزب التقدمي الاشتراكي بل في "اللقاء الديموقراطي" وفي استطاعتهما اتخاذ الموقف الذي يريدانه في مسألة حساسة مثل بقائهما في المجلس النيابي او خروجهما منه!. "ماكرون" و"حزب الله" ولعل اكثر من ادرك "الحاسة السادسة" عند جنبلاط كان الرئيس "ماكرون" الذي شعر ان جنبلاط "يستغرب" عدم اتصاله به كما فعل مع غيره من الزعماء اللبنانيين، فتم الاتصال ووافق جنبلاط على تسمية الدكتور مصطفى اديب الذي لا يعرفه... يحرص جنبلاط على علاقة المختارة التاريخية مع الفرنسيين متماهياً مع ما كانت عليه علاقة والده كمال جنبلاط، يقابل الفرنسيون الود بمثله، ويؤيد وجوب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن وهو لم يحسم خياره في المشاركة مباشرة بالحكومة الجديدة لكنه تعهد لـ"ماكرون" بتسهيل التأليف وعمل الحكومة. موقف "الاشتراكي" لا يزال هو ذاته الذي ابلغه للرئيس المكلف يوم الاستشارات النيابية لا نريد ان نسمي ولكن لــــدى الطائفة كفاءات كثيرة يمكـــن ان تختـــار من بينهــــا. ورغم تأكيد "الاشتراكي" ان الرئيس المكلف لم يفاتحهم بشأن مشاركتهم في الحكومة ولم يطلب منهم اسماء، الا ان الثابت ان الطائفة الدرزية ستتمثل بوزير لن يكون بعيداً عن جنبلاط او خصماً له على اي حال. يعرف جنبلاط ان دوره وحضوره مصانان بفعل تحالفه المتين مع بري الذي يعمل على اشراكه مباشرة في الحكومة، وعلاقته مع "حزب الله" مستقرة ايجاباً والتنسيق قائم ومستمر بين ابو فاعور ومسؤول وحدة التنسيق في "حزب الله" الحاج وفيق صفا لاسيما في الشق الامني من العلاقة. من خلال بري يتابع جنبلاط مستجدات الحكومة وهو لم يفتح خط تواصل مع الرئيس المكلف ولا خط تواصل بينه وبين عرابي تشكيل الحكومة اي الحريري ونجيب ميقاتي. السياسي الذي تلتقط راداراته السياسية أبعاد الموقف على الساحة الدولية واستتباعاً المحلية يدرك ان الاميركي لن يهادن في مواجهته ضد "حزب الله" ولكن يرى ان الاولوية اليوم لمعالجة الوضع المالي والاقتصادي ولذا كان نداؤه الاخير للاميركيين وغيرهم: "دعكم من الصواريخ في الوقت الحاضر". لا يريد تخريب مبادرة الفرنسيين وهو ينتظر تركيبة الحكومة وما يرشح من اسماء ليحدد مستوى التمثيل وحجمه. عملياً بات يتعاطى جنبلاط مع التطورات على القطعة وبالمفرق. في اي حال، من الواضح ان جنبلاط صار المؤشر لأي توجه مستقبلي، وصار السياسيون يرصدون ما يقول ليبنوا عليه. مرة جديدة لا يريد جنبلاط ان يخطىء..."الانتينات" موجهة صوب باريس هذه الايام ومنها يستشرف المرحلة المقبلة!.