بقلم عبير انطون
هو فتى الشاشة الجميل، والموهوب، والمستقل. مستقل بحبّ عن اسمين كبيرين لهما بصمتهما في عالم التمثيل اللبناني هما الزوجان الفنانان جورج شلهوب وإلسي فرنيني. يورغو شلهوب البارع في التراجيديا كما في الكوميديا، يستحق الاكثر بعد ولو انه لا ينتظر الا فرصة ما وراء البحار البعيدة.. في <قلبي دق> آخر مسلسلاته دقت له القلوب، وفي <سرايا عابدين> المصري لمع كالشهب في دور <الدكتور ارنست> الذي لا يليق الا به..
ماذا يقول يورغو عن الفن اليوم؟ ما الذي قصده بقوله <ما زلنا مسرح مدرسة>؟ هل فعلاً أجره بين الاعلى لبنانياً؟ ما الذي كشفه لنا وهو لا يزال في طورالمشاورات؟ ولماذا هو عاتب على النقابات الفنية؟
في لقاء <الافكار> الممتع معه الاجوبة كافة.
وسألناه بداية:
ــ في موقعك على <الانترنت> كتبت: يورغو شلهوب ممثل ومخرج. في الاولى عرفناك نجماً لامعاً. ماذا عن الثانية ومتى سنرى عملاً يحمل توقيعك كمخرج؟
- على صفحتي؟!.. غريب.. لست انا من فتحها.. بأي حال، لقد درست التمثيل والإخراج، وأنا مخرج في الظل، ترون احيانا مشاهد في مسلسلات امثل فيها اكون من ساهم برسمها على نحو كبير.
ــ يقال ان اي مخرج لا يسمح بالتدخل في عمله؟
- معي، بلى. عندما أرى خطأ في الإخراج أشير اليه، أو انني أسعى لتعديل بعض الأمور في ما أراه أفضل. انا أملك الذوق، وأملك الخبرة الطويلة وهي اليوم باتت توازي عشرين عاماً.
ــ هل تدخلت في إخراج غادة دغفل لمسلسل <قلبي دق> مؤخراً؟
نعم ومع كامل احترامي لغادة، تدخلت نوعاً ما لأنني كنت حريصاً جداً على هذا العمل وتقبلت ملاحظاتي لمصلحته.
من أين الفكرة؟ !..
ــ لماذا كنت حريصا لهذا الحد، هل لأنك دخلت به السباق الرمضاني حيث المسلسلات العربية الضخمة؟
- حرصي هذا مرده الى النص الذي عشقته . لكثرة ما أقرأ من نصوص بت أستهتر بها وأقول في نفسي: <ابدأ حتى ترى متى ترمي الاوراق جانبا..>. في <قلبي دق> قرأت الحلقة الاولى ولم أستطع سوى إكمال الحلقات الخمس التالية. لقد كتبت كارين رزق الله ورقها بشكل رائع حتى انني اتصلت بها وسألتها: <من أين سرقت الفكرة؟>، كذلك أنا حريص على اسمي وتاريخي الفني ولا يقال لي <لا> خاصة في لبنان.. كلمتي كلمة (يقولها يروغو بابتسامة). نجاحاتي كبيرة منذ بداياتي وأخشى ان ينعكس سوء التنفيذ سلباً على العمل ككل عندما ارى الخطأ ولا أتدخل..
ــ أعطنا مثالاً على سوء تنفيذ <علقت فيه>؟
- مسلسل <علقة بالعيلة> الذي شاركت فيه وتمنيت لو انني تدخلت مثل <قلبي دق>. لقد كتب نصه عبودي الملاح بشكل رائع وإحساس جميل، ولو قدر له ان ينفذ بالطريقة الصحيحة لوازى نجاح <قلبي دق> وأكثر، الا ان تنفيذه جاء دون المستوى المطلوب، واعتبر نفسي مخطئاً في لأنني لم اتدخل الا بدوري. فقد استلم تنفيذه إنتاجيا رامز الحاج، صديق يقيم في كندا، ولا يعرف كثيراً عن الطبيعة اللبنانية ويومياتها. وكان بين اخطاء هذا المسلسل أيضاً ان البطل الذي لعبت دوره لا يظهر سوى في مشاهد معدودة في الحلقات الخمس الاولى و يزداد ظهوره تصاعدياً بدءاً من الحلقة الثامنة في حين ان مجموع حلقاته 13. للأسف ما كان يجب ان نخسر كاتباً ومنتجاً مثل عبودي الملاح في هذا المجال..
هذا هو السخيف
ــ تكلمت عن نص <قلبي دق> فيما اعتبره بعض النقاد بسيطاً حتى لا نقول سخيفاً..
- السخيف هو من ينتقد بهذه الطريقة. وهل كل النقاد يصلحون فعلاً للنقد؟ هناك ازمة توصيفات في احاديثنا وكتاباتنا. انا أرى الاخطاء في العمل اكثر من النقاد انفسهم، وأعرف نقاط الضعف تماماً من دون ان يشير اليها ناقد أو غيره، و كنت احياناً في المونتاج أقفز في ارضي وأنتف شعري.. فاسمحوا لنا، ولا ينظّرنَ علينا أحد. كارين بنت النص بشكل درامي ممتاز وكذلك الشخصيات الا انه احياناً لا يمكن معالجة بعض الظروف والتفاصيل.
ــ ابرزها ضعف الإنتاج؟
- نعم هذا طبعاً من ضمنها، اذ لم ترصد ميزانية كبيرة للعمل، وتم إنتاجه في ظروف صعبة وهذا ما يؤثر على الإضاءة والصورة الى ما هنالك. ولا يمكن ان ننسى ضغط الوقت اذ تم اللجوء الى تصوير بعض المشاهد على طريقة اللقطة الواحدة <وان شوت> في مشاهد كانت بحاجة لتقطيع الخ.. ومع هذا كله احتل المسلسل المراتب الاولى من حيث نسبة المشاهدة في عز السباق الرمضاني مع نتاج يوازي مجموعه ما يوازي إنتاج حلقة واحدة من المسلسلات التي عرضت بالتزامن معه.
ــ لنبقَ بعيدين عن نسب المشاهدة لان هذه مع مسلسلات رمضان باتت <وجهة نظر> وكل يدعي ان مسلسله هو الاول.
- أبداً، النتيجة كانت واضحة على الارض وما أقوله ليس ادعاءً.
يونيفرسال.. وأكثر!
ــ هل كنت تشاهد نفسك في <قلبي دق> ام تتابع المسلسلات الاخرى وتراقب أعمال الزملاء؟
- كنت أشاهد نفسي طبعاً وعندما كان ينتهي المسلسل انتقل الى شاشة قناة <الجديد> حيث كان يعرض مسلسل <أحمد وكريستينا> وفيه والداي السي وجورج. من المسلسلات الاخرى تابعت مشاهد متفرقة من <24 قيراط> و<تشيللو>، حتى يوسف الخال لم أرَ ما الذي قدمه، أحب ان أعرف ماذا يقدمون. للصراحة أنا لست متابعا جيدا للمسلسلات العربية. هناك حلقات من مسلسلات اميركية اتابعها بشغف بينها، <BREAKING BAD> و<GAMES OF THRONES>.. مثل هذه المسلسلات تشدني للمتابعة. شاهدوا التمثيل والإخراج والإنتاج كيف يكون.
بانتظار الفرصة
ــ كيف وجدت <احمد وكريستينا>؟
- جيد. لم أشاهده كله وعندما نجد ضعفاً في مكان ما يعود السبب للإنتاج فهذا لا يمكن الغاء تأثيره على العمل ككل.
ــ هل انت بانتظار فرصة يستحقها يورغو شلهوب بعد وتجعله يلمع أكثر وأكثر؟
- فرصة؟ في العالم العربي؟ أنا بانتظار شركة <يونيفرسال> أو شابه.. هذه هي الفرصة التي اتمناها. مشاركة عالمية خارج العالم العربي الذي أثبت اسمي فيه بشكل كبير. مع محبتي الكاملة وطموحي بأن نتطور، وعلى الرغم كل النجاحات التي حققها الممثل اللبناني، فأنا أقول أحياناً اننا لا زلنا <مسرح مدرسة> أمام ما يعرض عالمياً.
ــ حتى في بطولة عربية أو مسلسل مشترك ضخم الإنتاج؟
تعرفون امرا؟ مع <قلبي دق> تيقنت ان الانتشار العربي يمكن ان يكون من قلب المسلسل اللبناني المحلي. لا يسعكم ان تتخيلوا كمّ الاتصالات والرسائل الهاتفية التي تلقيتها من فلسطين والاردن والامارات ومن استراليا وكندا وفرنسا ما فاجأني حقا من حيث تأثير هذا المسلسل ونجاحه في تحقيق قاعدة شعبية كبيرة لي..
ــ المخرج السوري سيف الدين سبيعي يعتبر الممثلات والممثلين اللبنانيين <على قدهم>. ما رأيك بما عبر عنه؟
- ان قال هذا حقاً وسمعت بأنه نفاه، فإنني اجيبه بأننا لسنا بحاجة الى ان نبرهن له شيئاً، ولسنا بحاجة لشهادته التي اخذناها من كل العالم العربي.
ــ هل صحيح ان يوسف الخال هو الوحيد الذي خرق لائحة البطولات العربية المشتركة؟
- نعم وهو يستحق. نجح وبرافو عليه. يوسف طوّر نفسه وعمل على تحسين أدائه وهو موهوب.
ــ وغيره من الممثلين وانت بينهم ايضاً طورتم أنفسكم ولم تحظوا بالفرص عينها..
- <لا تحركشوا>.. عائلة الخال من يوسف الى ورد ومهى بيرقدار أحبهم جداً. مهى عندما شاهدتني في مسرحية <عمتي نجيبة> هنأتني وقبلتني كأنني يوسف ابنها. انا أعزهم ووفقهم الله.
ــ لقد شكلت مع ورد ثنائياً ناجحاً جداً، ومؤخراً مع كارين رزق الله. مع ايتهما يرتاح يورغو بشكل اكبر أمام الكاميرا؟
- لم اجد يوماً في الصحافة الاجنبية أسئلة تفاضلية هكذا بين ممثلة واخرى. <ما حلو هالسؤال>! حتى ولو كان لي رأيي الخاص فإنني لن اجيب عنه. المقارنة ليست مستحبة.
ــ ما دمت تكلمت عن عائلة الخال، يعرف الجميع ان لوالديك تاريخاً فنياً عريقاً، لكن متى كان هذا النجاح عبئاً عليك في إثبات نفسك وقدراتك؟
- كان ذلك في مسؤولية البدايات، الا انهما جعلاني أتكل على موهبتي لأنجح. والدي لم يقم يوماً باتصال يدعمني فيه بناءّ على اسمه ولما دخلت التخصص في التمثيل كانت الدراما اللبنانية في الحضيض. فسألاني <لوينك رايح>؟
ــ هل تندم لأنك اخترت التمثيل مهنة؟
- لا اندم على شيء الا انه كان بإمكاني الدخول فيها مع اختصاص موازٍ في مجال آخر.
ــ اي حقل كنت ستختار؟
- احب الطب والبيولوجيا. كذلك فإنني كنت أرغب ان أصبح كابتن طيران. تقدمت لأكون طياراً في طيران الشرق الاوسط وخضعت للفحص الجسدي ونجحت الا انني تراجعت. قلت سادخل التمثيل وأكون نجماً في هوليوود واقود طائرتي الخاصة. (ضاحكا).
ويكمل يورغو: انا ايضاً أحب البحر وعشت على البحر مدة طويلة وعمي قبطان فيه لكن، وكما دائماً في الملاحم اليونانية، يقع البطل في قدره وأنا قدري التمثيل.
ــ ماذا عن السينما، اين أنت منها؟
- لقد قدمت فيها فيلم <مشوار> وبنات عماتي وبنتي وأنا ونحن الآن بصدد التحضير لفيلم بدأت بكتابته كارين رزق الله.
ــ ستنقلون المسلسل <قلبي دق> الى الشاشة الكبيرة؟
- أبداً، هو موضوع مختلف تماماً وكارين تعمل عليه وسوف يكون من نوع الرومانس- كوميدي، قد يبدأ عرضه في فترة الاعياد المجيدة أو ما بعدها بقليل.
ــ وفي المسلسلات؟
- هناك مشاورات لجزء ثانٍ من <قلبي دق>.
ــ وفي المسلسلات العربية؟
- سافرت وعقدت اجتماعات لعمل لا يمكنني القول بأنه نهائي بعد، وهناك ما عرض علي ولم يعجبني مطلقاً.
ــ لم يكن بمستوى <سرايا عابدين> الذي تلعب بطولته يسرا ومن لبنان كارمن لبس؟
- في هذا المسلسل دخلت كضيف لكن بقوة، وبدور مشغول بطريقة حلوة. انا <الدكتور ارنست> القبضاي منذ أول إطلالة له والذي سيتسع دوره في الجزء الثاني.
ــ هل تختلف المعاملة مع الممثل في مصر عنها في لبنان؟
- نعم. هناك احترام كبير يبدونه للممثل هناك دون ان يطلبه، في لبنان يفرضه الممثل فرضاً.
ــ في مسلسل <أحمد وكريستينا> لعب وسام صليبا دور البطل احمد وكانت النصيحة التي قدمها له والده <سيف البحر> الفنان غسان صليبا من شقين: العمق في العمل وعدم إهمال الجانب المادي. هل توافقه في هاتين النصيحتين؟
- غسان صليبا هو ابن المهنة وقد قدم فيها كل ما هو عميق ورفيع المستوى و يجب مراعاة هذا الامر بالطبع. اما بالنسبة للجانب المادي، فيجب على الفنان ألا يتنازل. هذا ما خرب مهنة التمثيل. بعض الممثلين رخصوا المهنة. نحن نصعد بهم من حيث مستوى الأجر وهم يهبطونه. لا الوم احدا وللممثلين ظروفهم وعائلاتهم، الا انني ألوم الطامعين بأكثر من دور في اكثر من مسلسل ويقبلون باي ثمن. هناك ايضاً خطأ من النقابة.. عفوا، النقابات وهي ثلاث ومنقسمة. أسعار النقابة تعود الى عشرين عام خلت، وهذا غير مقبول!
ــ هل صحيح انك بين النجوم اللبنانيين الاعلى أجراً؟
- صحيح. وأنا اتقاضى ما استحق بعد 22 عاماً في المهنة التي أعطيها كل ما أملك من قوة وطاقة وشغف.