تفاصيل الخبر

انتشار الأخبار الكاذبة في زمن الأزمات وتداعياتها والسبيل للحد من انتشارها في المجتمع

05/08/2020
انتشار الأخبار الكاذبة في زمن الأزمات وتداعياتها والسبيل للحد من انتشارها في المجتمع

انتشار الأخبار الكاذبة في زمن الأزمات وتداعياتها والسبيل للحد من انتشارها في المجتمع

 

بقلم وردية بطرس

  [caption id="attachment_80015" align="alignleft" width="516"] الأخبار الكاذبة.. حذار من الترويج لها[/caption]

إن صناعة ونشر الأخبار الزائفة ليست وليدة اليوم، بل يقترن تاريخها بتاريخ الأخبار نفسها، على سبيل المثال في نهاية القرن التاسع عشر انتشر مصطلح "الصحافة الصفراء" وهو تجسيد لمفهوم الأخبار الزائفة، حيث تقوم على مبدأ تضخيم الحقائق والمبالغة فيها او محاولة تشويهها، وفقاً لمصالح معينة تكون إما ضد أشخاص معينين أو مصالح سياسية او اقتصادية او حتى مجتمعية، وأًعيد مصطلح الأخبار الزائفة الى الواجهة في السنوات الأخيرة... وتعد فترة الأزمات التي قد يمر فيها مجتمع ما أنسب وأفضل بيئة تترعرع فيها الأخبار الزائفة وتنمو فيها الشائعات كما يحصل منذ بداية جائحة "الكورونا "حيث رأينا عدداً كبيراً من المنشورات المتضمنة لأخبار زائفة، بما فيها فبركة وبلاغات رسمية ومؤسساتية لإيهام المتلقي باصدار هذه المؤسسات لقرارات ومستجدات جديدة.

فلماذا انتشرت الأخبار الزائفة في الفترة الأخيرة ؟ وما هي تداعياتها ؟ وكيف السبيل للحد من انتشارها في مجتمعنا ؟

 "الأفكار" تحدثت مع المدرب في مجال الصحافة الاستقصائية والتحقق من المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي داوود ابراهيم وهو استاذ محاضر في عدد من الجامعات بقضايا التحقق من المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً مع المستشار في الاعلام الرقمي بشير تغريني.

 

داوود إبراهيم والترويج للأخبار الكاذبة

ونسأل الأستاذ داوود ابراهيم عن سبب انتشار الأخبار الكاذبة في لبنان فيقول:

- بداية هناك مشكلة تتعلق بالتسمية بين "Fake News" و "Misinformation" او "Disinformation" فاستخدام الأخبار الزائفة عادة هو موقف من الوسائل الاعلامية اي اتهام لوسائل الاعلام بأنها تروّج الأخبار الكاذبة اذ يستخدم الكثيرون الأخبار الكاذبة للتصويب على المؤسسات الاعلامية، والمشكلة أن المؤسسات الاعلامية تقع بفخ الأخبار المضللة وترتكب ذلك بالترويج عن قصد او غير قصد. والمشكلة التي يواجهونها ان "Misinformation" موجودة بسبب كثرة الأخبار التي أصبحت متاحة للجميع، حالياً أفضل استخدام "Fake news" كتعبير مع أننا نقول استخدموا تعبير "Misinformation" لسبب ان وسائل الاعلام لا تقوم بالجهد المطلوب منها، ولا تكون هي المنصات لتصويب الأمور لا بل على العكس أصبحت منصات لترويج هذه االأخبار بسبب طبيعة هذه الأخبار. بما يتعلق بالصحافة الصفراء. ففي الماضي عندما كان يجد القارىء ان صحيفة معينة تنشر أخباراً ليست حقيقية بل فقط للاثارة ، كان يأخذ موقفاً منها ويمتنع عن شرائها. تاريخياً وقع الكثيرون بمغالطات أو كتبوا أموراً بهدف الترويج لموقف سياسي معين مبني على أخطاء أو فيه تضليل. ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي أصبح الناس ينشرون هذه الأخبار ومن الصعب ضبط انتشارها، بالتالي الأخبار لم تعد تُنشر عبر وسائل الاعلام بل عبر مجموعات "واتساب" او "فيسبوك" او "تويتر"، حيث ينشرها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من دون التحقق منها. في يومنا هذا يعتبر كل مواطن نفسه أنه مصدر أخبار بدون ان تكون لديه القدرات والمعرفة بصناعة الخبر، وهو ينشر ما يريده على منصته أحياناً عن سبق اصرار وترصد وأحياناً عن عدم معرفة. و"Influencers" او المؤثرون الذين لديهم الآف المتابعين يجدون أن الأخبار المضللة او الكاذبة تأتي بتفاعل وردود فعل أكثر،  لذا يشاركونها على صفحاتهم حتى لو كانت غير صحيحة. ففي مواقع التواصل الاجتماعي يحظى الخبر الجدّي والرصين بتفاعل ولكن الخبر المثير يجلب ردود فعل وعاصفة هوجاء والمطلوب التفاعل سواء كان الخبر سلبياً ام ايجابياً. وهذا ما يعتمده البعض من خلال نشر هذه الأخبار لأنها أخبار مثيرة وغريبة. ووصلنا الى مرحلة ان غالبية الأشخاص المؤثرين يعملون في المجال الاعلامي، وعندما ينشرون هذه الأخبار تحظى بالصدقية، وهنا الأزمة الحاصلة: أخلاقيات العمل الاعلامي بمواجهة الانتشار والشعبوية وتحقيق "الريتنغ" الأعلى للأخبار. ولقد انتقل ذلك من الأفراد الى المؤسسات الاعلامية اذ رأت المؤسسات أن هذه الأخبار ذات العناوين الجذابة التي أحياناً لا تكون صحيحة تجذب القراء والمتابعين. لهذا ذكرت في بداية الحديث ان الاعلام يتحمل مسؤولية كبيرة وأنه يجب ان يواجه هذه المشكلة لكي يصوّب أدائه. للأسف أصبح الاعلام يتنافس على الاثارة وليس على أداء دوره كما يجب.

وسائل الإعلام وضرورة تحمل مسؤوليتها

[caption id="attachment_80017" align="alignleft" width="333"] داوود إبراهيم_ وسائل التواصل أصبحت منصات لترويج الأخبار الكاذبة كحال الصحافة الصفراء[/caption]

* برأيك ما مدى الضرر الذي يسببه انتشار الأخبار الكاذبة، وما هو دور الاعلام في هذا الخصوص؟

- المشكلة الكبيرة ان هناك وسائل اعلام لغاية الآن تصدق أن نشر الخبر بسرعة هو سبق صحافي لذا تسارع بنشر تغريدة او "بوست" على" الفيسبوك" من دون التحقق منه، ففي الماضي كنا نقول إننا رأينا او سمعنا بكذا في نشرة الأخبار على التلفزيون لنعطيها صدقية  أكثر، ولكن المشكلة الآن ان التلفزيون يأتي بها من مواقع التواصل الاجتماعي التي سبق ان رأيناها، وعندما نتوجه الى وسائل الاعلام للتحقق من صحة الخبر نجد بأنها نشرت التغريدة نفسها فيتبيّن لاحقاً ان الخبر غير صحيح. شيئاً فشيئاً بدأنا نفقد ثقتنا بالاعلام على اعتبار انه مثل المنصات، بالتالي على وسائل الاعلام تحديداً في العالم العربي ان تتحمل مسؤوليتها.

وعن أهمية التحقق من الأخبار يشرح:

- في كل دول العالم يقع الاعلام بفخ الأخبار الكاذبة ولكن وسائل الاعلام العالمية شكلت خليات أطلقوا عليها اسم (خلية للتحقق من الأخبار) اي أصبح لديها فريق عمل للتحقق من الأخبار. مثلاً في لبنان لم يعد المراسلون هم المصدر الأول للأخبار ، طبعاً هناك مراسلون ومراسلات في المؤسسات الاعلامية ولكن لم يعد هناك مراسلون في المناطق، وبالتالي "البوست" او التغريدات التي تصل من المناطق تنشرها وسائل الاعلام دون الحاجة لتوظيف أشخاص كمراسلين لأن الأخبار التي تصل أكثر مما يحتاجون اليها، أي لم تعد المسألة البحث عن الخبر بل غربلة الخبر وتبيان الحقيقي منها من غير الحقيقي. ففي معظم الدول المتقدمة أصبح في كل صحيفة خلية للتحقق من الأخبار تقوم بدورها ولديها سياسة معينة تحدد عما اذا كان الخبر يستحق التحقق منه أو مثلاً عدم اضاعة الوقت بالبحث عن موقف او رأي سياسي. اما عندنا في لبنان فمعظم وسائل الاعلام ليس لديها ذلك وأغلبها انتقلت من المطبوعة الى المواقع الالكترونية بدون ان يكون لديها معرفة عن سوقها الجديد وجمهورها الجديد، وأعمار جمهورها. للأسف غالبية وسائل الاعلام في لبنان تعمل بعقلية الصحافة المطبوعة نفسها. للأسف لم يدركوا أهمية غربلة الأخبار. وللأسف لغاية الآن لدينا وسائل اعلام تتعاطى مع أخبار "الاونلاين" بأنها مبنية على تعاطيها مع المطبوعة اذ ينتظرون القصص في المطبوعة ليعيدوا نشرها على الموقع الالكتروني.

* لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بنشر المعلومات والأخبار كما يحصل منذ بداية جائحة "الكورونا" ولكن أحياناً تثير الخوف والهلع بنشر الأخبار الكاذبة المتعلقة بالفيروس ، فكيف يحمي الناس أنفسهم من ذلك؟

- الآلية نفسها التي كنا نتعامل بها مع وسائل الاعلام، مثلاً بالنسبة إليّ فإذا خسرت وسيلة اعلامية صدقيتها لا أعد اشاهدها او غالباً لا اخصص وقتاً لقراءة أخبارها، والأمر نفسه بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، اذ لا شك أننا استفدنا من مواقع التواصل الاجتماعي من حيث نشر المعرفة، حيث ليس هناك شيء سلبي بالمطلق، المشكلة هي كيفية استخدام اي وسيلة،  فمثلاً اذا قام الاعلامي باستضافة محلل ويعرف مسبقاً انه سبق أن أخطأ بتحليلاته وقال أموراً مغلوطة عن قصد فالمنطق يقول لا يجب استضافته مرة أخرى، ولكن المشكلة الحقيقية تتعلق بالسلوكيات اذ ما يحصل هو انه لو يعرف مسبقاً بأن ما يقوله الضيف يرضيه ويرضي توجهاته السياسية فينشره لمجرد ارضاء الذات. للأسف هذا الأمر يدفع هذا النوع من الأخبار للانتشار لأنها ترضينا. مثلاً اذا تحدثنا عن لبنان فهناك انقسام سياسي كبير في البلد، فاذا نُشر خبر يرضي فريق سياسي معين يسارع أتباع هذا الفريق لنشره لأنه يحقّق لهم كسب المعركة حتى لو كان الخبر غير صحيح، اذ عندما تُطلق شائعة فيحتاج الأمر لوقت لتصويبها لأن الناس يقرأون الخبر الأول وليس التصويب، اي يتفاعلون مع الخبر حتى لو كان كاذباً لأن الجمهور المضاد سينشر الخبر بكثرة وسيُبنى عليه وبالتالي يجب على وسائل الاعلام العربية والاقليمية ان تعمل على اعادة صياغة هيكيليتها وان تشكّل خلية داخل المؤسسة للتحقق من الأخبار، وأن يخضع العاملون في تلك المؤسسات للتدريب في هذا المجال ، بحيث يكون هناك تدريب متاح مجاناً "أونلاين". كما ان هناك أدوات كثيرة للتحقق من الأخبار وهي مجانية. كما نقدر ان نعتمد آلية للتحقق من الفيديوهات، أو نقدر ان نقوم بالبحث عن أخبار من خلال محركات البحث عما اذا هي موجودة بالفعل على المواقع ام لا. ونقدر أحياناً ان نتحقق من المواقع نفسها التي تنشر تلك الأخبار ولمن تتبع تلك المواقع ومن يمولها الى ما هنالك...

 

 بشير تغريني وتداعيات الأخبار الكاذبة

[caption id="attachment_80016" align="alignleft" width="445"] بشير تغريني_ وسائل التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين ويجب أن نعرف كيف نستخدمها بطريقة تفيدنا وليس العكس[/caption]

ونسأل المستشار في الاعلام الرقمي الأستاذ بشير تغريني:

* ما هي تداعيات انتشار الأخبار الكاذبة في مجتمعنا اللبناني؟

- كانت الأخبار الكاذبة موجودة ولكن تبين ان كثرة استخدامها في الآونة الأخيرة هو نتيجة ملازمة الناس بيوتهم مع بداية جائحة "الكورونا"، لذا أصبحوا يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من السابق، وبالتالي عدم انشغال الناس بأعمالهم خلال فترة اغلاق البلد جعلهم يلتجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي أكثر لتمضية الوقت وهذا ساهم بأن يقعوا في فخ الأخبار الكاذبة، وراحوا يتبادلون الأخبار وينشرونها عن قصد او عن قلة معرفة، وهذه هي المشكلة الكبيرة فإذا كان الشخص يقوم بذلك عن قصد فهو يروّج لجريمة أكبر، واذا كان عن قلة معرفة فهو يروّج لجريمة لكنه لا يعرف أنه يشترك فيها. ومن تداعيات الأخبار الكاذبة هي أن بعض الأشخاص يقومون بنشر أخبار كاذبة لتبرئة سمعة زعيم معين او للضرر بأشخاص معينين. لطالما كان هناك أشخاص يقومون بتلفيق الأخبار والشائعات ويتناقلونها بين الناس واليوم انتقلوا الى مواقع التواصل الاجتماعي لينشروها في منصاتهم حتى لو كانت أكاذيب وغير صحيحة. هذا النوع من الأشخاص موجود في حياتنا ومجتمعنا حيث يفبركون الأخبار ويقومون بترويجها عبر "الواتساب" وغيرها... وعلى سبيل المثال قام الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" بمحاكمة "تويتر" لأنها اتهمته بترويج الأخبار الزائفة بما يتعلق بالانتخابات الرئاسية. والأخطر من ذلك ليس الأخبار الكاذبة بل هناك أخبار كاذبة مرفقة بصوت مسجل اذ يقوم الشخص بذكر أسماء أشخاص فيلحق الأذى بهم.

وعن اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي في ظل البطالة يقول:

- الكثيرون ممن خسروا أعمالهم في لبنان في ظل جائحة "الكورونا" والأزمة الاقتصادية، أصبحوا يشعرون بالضجر فلجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يغيب عن البال ان مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة للناس حيث بات كل شخص يظن نفسه صحافياً ويقدر ان ينشر ما يشاء. مثلاً اذا نظرنا الى "تويتر" نلاحظ ان هناك منشورات وآراء لأشخاص تظنين أنهم محللون وهم ليسوا كذلك، اذ للأسف تجدين شخصاً لم يدرس الصحافة او العلوم السياسية ولكنه يعتبر نفسه محللاً سياسياً فيطل على مواقع التواصل الاجتماعي ويحلّل ما يشاء. وللأسف قد يكون الشخص سمع خبرية من جاره او شخص ما وقام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

* بالنسبة للصور فكيف يُعرف بأنها مفبركة؟

- المصدر ثم المصدر، أهم ما في الأمر المصدر، اذ من غير المقبول ان نتلقى خبراً مع العلم أن لديه التطبيق على هاتفه فكيف لم يصله الخبر من المحطة التلفزيونية، هنا يجب ان يتحقق من الأمر وأن يلجأ الى موقع المحطة للتأكد بدل تبني خبر وصل من شخص ما. عندما يصل أحدهم خبر سيئ لماذا لا يتحقق من الخبر فلا يحتاج الأمر سوى لبضع دقائق للتحقق؟. مثلاً اليوم ينشر أحدهم بأنه قد توفي 5 أشخاص مصابين بـ "الكورونا" في مستشفى معين فنتساءل  هنا: كيف لديه علم بالأمر بينما الاعلام لم يعلم بذلك ولم ينشر هكذا خبر؟،  بالتالي يجب ان نستخدم المنطق في هذا الخصوص بدل الاسراع بنشر خبر غير صحيح او من مصدر غير معروف.

التأكد من صحة الخبر قبل تداوله على المنصات

 وعن أهمية التأكد من صحة الخبر قبل تداوله يقول:

- اجمالاً الأشخاص الذين ينقلون الأخبار على "تويتر" او غيرها بطريقة صحيحة يعرفون هذه الأمور ولا يقعون في فخ "الريتنغ". كما ان الشخص نفسه كقارىء فاذا أراد ان يقرأ خبراً ما فليس عليه ان يدخل الى حساب صديقه مثلاً ليطلع على الخبر، اذ بامكانه العودة الى المصدر نفسه ويقرأه ، حيث يكون المصدر احياناً منحازاً لطرح معين. ويجب ان يكون الصحافيون حيادين وأن يتأكدوا من صحة الخبر قبل نشره في المؤسسات الاعلامية او على صفحاتهم، كما يجب ان نستعين بمواقع رسمية اذا وصلتنا أخبار عبر الـ"واتساب" وما شابه قبل ان نتداولها مع الآخرين وعلى منصاتنا.

* بكل دول العالم رأينا ان الأخبار الكاذبة انتشرت أكثر من السابق ولكن ما سبب انتشارها في لبنان بشكل واسع؟

- طبعاً تركيبة الشعب اللبناني والعربي تشي بأنه يتلهى بأخبار الآخرين، أما في الغرب فالناس منشغلون بأمور أخرى مثل الرياضة وغيرها.  وفي لبنان فالناس لديهم الآن متسع من الوقت في ظل وباء "كورونا" والبطالة، اذ يجب الا ننسى ان نصف الشعب اللبناني عاطل عن العمل، كما لا يزال الناس يلتقون على فنجان قهوة ويقضون وقتاً بتبادل الأحاديث والأقاويل وهذا الأمر غير شائع في الغرب، وفي يومنا هذا انتقل ذلك الى مواقع التواصل الاجتماعي بينما في الخارج فالناس لا يهتمون بأخبار الآخرين.  فاللبناني معتاد ان يعيش على هموم غيره وأخبار الآخرين وانتقل ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

* للأسف أحياناً نجد أشخاصاً يمتلكون الخبرة او مؤسسات ينشرون الأخبار دون التأكد منها..

- المحرر يقع بهذا الخطأ، اليوم يظنون أنهم كلما نشروا الخبر بشكل أسرع كلما كانوا الأوائل او السباقين، وأحياناً يكون المحرر على عجلة فلا يتأكد من الخبر ويرفق الخبر بالمصدر الذي حصل عليه وبأن الخبر من مصدر موثوق فيقع بالخطأ. 

* وماذا عن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي فهل بدأوا يبحثون عن مصدر الخبر للتأكد من المعلومة بسبب كثرة انتشار الأخبار الكاذبة؟

- هذا صحيح لأن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وقعوا بهذه المشكلة وصدقوا تلك الأخبار، وبالتالي باتوا يتأكدون من صحة الخبر من خلال تصفح المواقع الكترونية أكثر ومعرفة مصدر الخبر. ولكن ما يحصل ان هناك أشخاصاً منحازون لمواقع تابعة لأحزاب سياسية وبالتالي كل ما يُنشر في تلك المواقع يصدقونها لأنها ترضي توجهاتهم السياسية... اذا كانت الأخبار الكاذبة تطاول أشخاصاً معينين فهذا يسبب لهم ضرراً نفسياً وأحياناً أكثر من ذلك اذ يصل الأمر الى ضرر مادي ومعنوي، اذ قد يخسر عمله او مهنته، وبالتالي الأمر ليس سهلاً، اذ يشيرون الى الأشخاص بأسمائهم مما يسبب لهم الأذى. مثلاً اذا كان أحدهم مصاباً بالـ "كورونا" يقومون بنشر اسمه فيبتعد عنه كل الناس وهذا أمر غير مقبول. أما بخصوص السياسيين فليس هناك ضرر سواء كان لدى السياسي صدقية ام لا  لأن المتابعين على صفحته سيبقون على تواصل معه، وهذه مشكلة كبيرة، اذ كل ما يروج له السياسي يصدقه متابعوه، لا بل أكثر من ذلك حتى لو قام السياسي بتكذيب الخبر لاحقاً سيظلون يصدقونه.

* ما المطلوب مع انتشار الأخبار الكاذبة؟

- المطلوب من الناس التنبه لهذا الأمر، فاذا كانوا يريدون تمضية وقت مسل فلما لا ولكن ليس على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الانستغرام" و "التويتر" والـ "فيسبوك"، اذ هناك الكثير من الأمور يمكن الاطلاع عليها على الانترنت وهو أساس التواصل الاجتماعي وذلك من خلال قراءة مقالات او أبحاث، وليس بالضرورة ان يتصفح الشخص يومياً صفحات الآخرين على "الفيسبوك" و"الانستغرام" ويتابع حسابات الناس طوال الوقت بدل الاستفادة من المعلومات. ويجب ان نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة صحيحة وان نتابع أشخاصاً ذا صدقية، ونقرأ أخباراً نعرف انها غير منحازة لطرف معين. فالتواصل الاجتماعي  سيف ذو حدين ويجب ان نعرف كيف نستخدمه بطريقة يفيدنا وليس العكس.