بقلم عبير انطون
برحابة صدر، فتحت ملكة جمال لبنان للعام 2001 وملكة الجمال الدولي للعام 2002 كريستينا صوايا قلبها لـ<الافكار>. بعفوية تحدثت وبذكاء لا يخلو من تخطيط لمستقبل تنظر اليه بتفاؤل على الرغم من أشواك الطلاق، تريد كريستينا ان تثبت لنفسها أولاً ولغيرها ثانياً انها قادرة على الكثير.
شقت دربها في عالم التمثيل، ومن قبله التقديم وها هي اليوم تركز على الغناء. نشيد <موطني> للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان والذي لحّنه الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934 وكنا قد سمعناه بأكثر من صوت مؤخراً، جعلها عنواناً رئيسياً لأكثر من صفحة فنية. فهل أرادت كريستينا ملكة الجمال فعلاً تحدّي اليسا ملكة الإحساس؟
في الحوار الشيق مع كريستينا كل التفاصيل، بدأنا بالسؤال:
ــ كيف كانت الاصداء على أولى أغنياتك في مشوارك الغناء <أنا دايبي>، كلمات يوسف سليمان وألحان هيثم زياد؟
- بالإجمال، كانت الاصداء إيجابية خاصة وانني لم أقم بحملة تسويقية للأغنية كما يلزم في العادة، فالكلفة من جراء ذلك كبيرة، وكنت اصلاً قد تكلفت لإنتاجها من حيث شراء الكلام واللحن والتوزيع وإنتاج <الفيديو كليب> الخاص بها. انزلت الاغنية على <ارابيكا> وعبرها توزعت، وأشكر عبركم المحطات التي شجعتني ودعمتني كشبكة <يو تي في> و<ارابيكا>، ولقد حصدت الاغنية الاقبال خارج لبنان أكثر من داخله.
ــ هل بحثت عن شركة إنتاج ولم توفّقي؟
- تعرفون ان الإنتاج في أيامنا شحيح جداً، حتى الأسماء الكبيرة في الفن على الساحة لم تعد تلاقي الإنتاج الذي كانت تعرفه قبلاً. فشركة <روتانا> أكبر الشركات المنتجة قلصت عملها الإنتاجي جداً، حتى ان أسماء كثيرة لامعة تركتها. الظروف التي يمر بها عالمنا العربي أثرت جداً. الإنتاج يتطلّب الراحة والبحبوحة واتكال الشركات المنتجة بات على ما تتقاضاه من نسب على الحفلات وليس على إصدار <الألبومات>.
ــ هل وفرت لك أغنية <أنا دايبي> حفلات تحيينها؟
- للصراحة لا، حتى أنا لم أتكل عليها لأدعى الى الحفلات. أسعى لأن تكون لي أقله اغنيتان أو ثلاث أغنيات خاصة بي حتى انطلق في الحفلات. قد أغنّي في حفلات لها طابع معين أو تتمحور حول موضوع معين إلا ان الحفلات الخاصة بي تتطلب <ريبيرتواراً>. بأي حال، بدأت البوادر تظهر، ففي مهرجانات بلدة ضهور شوير لهذا العام ستقام لمناسبة عيد الجيش وإحياء لشهدائه وعائلاتهم مسيرة في البلدة تتوج بحفلة فنية قد أكون من بين المشاركين فيها، فضلاً عن المشاركة في مهرجانات أخرى.
بين <رلى وورد>.. راحت عليّ!
ــ ماذا عن التمثيل وقد لمعت فيه بدور قصير لكنه بارز في مسلسل <وأشرقت الشمس>، هل السبب يعود الى عدم طلب المنتجين لك؟
- لست أدري ما هي الأسباب على الرغم من الاعتراف شبه الجامع بموهبتي من خلال دوري في مسلسل <وأشرقت الشمس>. لا ألوم أحداً. لقد عرض عليّ دور مباشرة بعده في مسلسل لمنى طايع أيضاً هو <عشق النساء>، إلا انه مع تغيير الجهة المنتجة تغير كل الفريق وفازت بدور البطولة الممثلة ورد الخال بدلاً من رلى حمادة. كان من المفروض ان ألعب دور بنت رلى حمادة إلا ان فارق السن المطلوب بيني وبين الممثلة ورد الخال، بعدما حظيت بالدور، حال دون ذلك. صحيح ان ورد أكبر مني بنحو عشر سنوات إلا اننا نتمتع بطول فارع ما يعطينا عمراً أكبر، وبالتالي لا يظهر فارق السن جيداً بيننا، فكان ان خسرت الدور من دون أي حسرة. فأنا من المؤمنات بالقول: <لا تكرهوا شيئاً لعله خير لكم..>، أثناءها انشغلت بأمور أخرى وعرض علي مسلسل ثانٍ..
ــ اي مسلسل ثانٍ طرح عليك؟
- طُلبت لمسلسل <صبايا> في موسمه الجديد إلا ان العرض لم يناسبني واعتذرت عنه.
ــ اي من الادوار التي شاهدتها على الشاشة لفتتك وتمنيت لو لعبتها من رؤيتك الخاصة؟
- لم يلفتني أي دور، فلكل ممثل شخصيته وروحه. المهم ان يعطي الممثل من قلبه حتى تصدقه الناس فيكون مقنعاً وطبيعياً.
ــ صرحت بأن أجر الممثل في لبنان لا يطعم خبزاً..
- صحيح، ولهذا لا يمكن الاتكال عليه. الفن كله بجوانبه كافة لا يمكن ان يتكل عليه لأنه قد يكون جاحداً، لهذا تجدونني أسعى دائماً لأن يكون لي مجالي الخاص في الاعمال.
ــ في الازياء تحديداً؟
- ليست الازياء وحدها علماً انني افتتحت <بوتيكاً> باسمي عند ساحة ساسين في الاشرفية وهناك <لاين> أو مجموعات أطلقها باسمي وأخرى بحسب الطلب. كذلك فإن لي مشاريع في مجالات أخرى، بينها اننا ندرس الآن مع أكثر من شريك تقليص الزحمة في مواقف السيارات، وذلك بالتعاون مع الدولة عبر استثمار أراضٍ للبلديات، ويمكن فيها اعتماد الطرق الميكانيكية للسيارة لإيصالها الى صاحبها من دون ان يكون فيها.
أنا وطوني.. والأسرار
ــ تحدثت عن عدم اعتمادك على الفن، ونعرف ان لك مع طليقك المقدم التلفزيوني والرياضي المعروف طوني بارود أكثر من استثمار مشترك. ألا تتكلين على ذلك ايضاً؟
- كل ما كان بيني وبيني طوني من أعمال تم فصله. كنا سوياً في المطعم وبعت الحصص كلها. لم نعد شريكين بأي شيء على الإطلاق.
ــ حتى اليوم لم تظهر جلياً الاسباب التي دفعتك، أنتِ طوني الى الطلاق. هل ستبوحان بها يوماً ما؟
- على الإطلاق. عندما خرجنا من حياتنا معاً دفنّا كل أسرارها.
ــ أثير الكثير من الشائعات حول طلاقكما وطالتك الأقاويل العديدة؟
- ما من خبر صحيح فيها على الإطلاق. كل ما اشيع <لقلقة> و<طق حنك>، هناك من سوّق أخباراً كاذبة وانني تركت الاولاد الخ.. هذا كله محض اختلاق. زوجوني من هذا، وأدخلوني في علاقة حب مع ذاك.. وكله من نسج الخيال. أنا وطوني اتفقنا على التفاصيل كافة، حتى اننا نزلنا في سيارة واحدة الى المحكمة لإتمام معاملات الطلاق. لم يكن القرار عشوائياً ولا ابن ساعته، ونحن حاولنا معالجة الأمور ووصلنا الى طريق مسدود.
ــ هل تشعرين بندم أو بغصة <تسرّع> معينة؟
- إطلاقاً، نحن أصدقاء وعلاقتنا جيدة.
ــ وولداكما <ديا - ماريا> و<جيو> ألا يسعيان الى إعادة اللحمة بينكما للعودة كما كنتما ثنائياً جميلاً؟ وهل يعيشان مع والدهما؟
- يعيشان بيننا نحن الاثنين. في البداية، سألانا عن الأسباب، وابنتي لم تفهم حينئذٍ معنى الطلاق فكانت تسألني: لماذا لا تتزوجين بابا من جديد؟ الآن فهما الأمور وحياتهما بيننا طبيعية جداً، لا بل اهتمامنا بهما أضحى مضاعفاً وكذلك مسؤوليتنا عنهما ويملكان من كل شيء اثنين بدل الواحد.
وتضيف كريستينا:
- نحن أعلنّا انفصالنا للصحافة بعد ثلاثة أشهر على انفصالنا الحقيقي. انفصلنا في آخر حزيران/ يونيو الماضي وقد حصلنا على أوراق طلاق رسمية. عدم النزاع بيننا ساعد على تفهّم الأولاد لقرارنا.
ــ من أحب الثاني أكثر: طوني أم أنتِ؟
- لا يمكنني الإجابة. لقد تزوجنا وكنا عاشقين، ولم أكن أرى أمامي حتى انني لم أرد على أهلي.
ــ هل كانا يعارضان زواجك بطوني؟
- لم يريدا ان أتزوج في سن مبكرة.
ــ نشعر ان طوني لا يزال مغرماً بك حتى الآن..
- أكثر من شخص يقول لي ذلك. ليس بالضرورة! لا أعرف.. لا أعتقد. لو كان كل طرف متمسكاً بالآخر جداً لكنا دخلنا في نزاعات..
ــ في حلقتك المصورة مع وسام صباغ من برنامجه <خدني معك> عبر محطة <أو تي في> وصلتك باقات من الورود الحمراء من شخص مجهول. هل يمكننا ان نكشف عنه اليوم؟
- (تضحك من قلبها).. دعوني أعرف أنا أولاً من هو .. حتى الآن لا أعرف اسم المرسل. وهذه ليست المرة الاولى التي أتلقى فيها الورود الحمراء بهذه الطريقة. أحياناً، أكون في مناسبات اجتماعية مختلفة وتصلني هذه الورود فجأة ومن دون اي دليل على هوية مرسلها.
ــ ربما أرسلها طوني لك..
- (بضحكة عالية تجيب).. اف..اف.. مش هالقد.
أحلم بـ<ميوزيكال>..
ــ بالعودة الى التمثيل، هل تشعرين بغصة إذ ليس لكِ اي دور وسط الشهر الرمضاني درامياً؟
- ربما .. كان من المفترض ان أشارك في عمل مصري، إلا ان إنجازه للشهر الفضيل في هذا العام لم يتحقق. قد تشاهدونه في السنة المقبلة. جل ما أستطيع قوله ان موضوعه لذيذ. هو عمل مشترك بين لبنان ومصر العب فيه دور شخصية لبنانية مع مجموعة صبايا مصريات. انا بانتظار <السكريبت> النهائي لأنهم يجرون تعديلات على دوري فيه .
ــ اي من العالمين من الأصعب اقتحامه: الغناء ام التمثيل وأين تكون المنافسة أكبر؟
- الاثنان صعبان. عالم الـ<شو بزنس> لم يعد يحمل البركة كما في السابق وقد دخلته المحسوبيات والمصالح والاسرار.. انه حقل ألغام، العبور فيه ليس سهلاً!
ــ علامَ تركزين اليوم: الغناء أم التمثيل أم التقديم وكنت قد بدأت في مجاله اصلاً؟
- سأركز في هذه المرحلة على الغناء ولن أهمل التمثيل. في النهاية، هما يكملان بعضهما.
ــ ألا تخشين من الضياع في حمل <سبع بطيخات>؟
- التميز بمواهب متعددة والتمتع بإظهارها لا يعنيان حمل سبع بطيخات والضياع بينها. التقديم ايضاً مرحب به، فأنا أحب عالمه. أهوى الترفيه بجوانبه المختلفة.
ــ نصل الآن الى نشيد <موطني> الذي طبق الآفاق مؤخراً بعد مرور 81 عاماً على كتابته. ما حكاية <موطني> معك، وهل صحيح انك أطلقتِ النشيد في تحدٍ لـ اليسا بعدما غنّته بصوتها؟
- على الإطلاق. لا أعرف العناوين الصحافية التي تطرح الأمور بهذا الشكل بقصد استدراج القراء وهي ليست صحيحة على الإطلاق. بكل صراحة، منذ مدة، نبحث، أنا أنا ومدير أعمالي ألكس جابر عن أغنية وطنية أو تراثية أغنيها بصوتي. بعد إطلاق اليسا لنشيد <موطني> الذي غناه العشرات قبلها وقبلي، صودف انني كنت في ستوديو الملحن احسان المنذر ومعنا الملحن هيثم الزياد. قالوا لي: جرّبي غناءها، وكان ذلك الأمر تحدياً لنفسي فقط. لطالما انشدناها ايام المدرسة. دخلت مع عزف لإحسان المنذر على البيانو وسجلنا وكان توزيعاً جديداً يبدأ نشيداً حماسياً ثم يدخله الإيقاع ومن بعده الاداء الناعم الذي يحمل الحنان والاحساس.
ــ قيل انك شددت على حرف الطاء للغمز من قناة اليسا التي طالتها الانتقادات بسبب لفظها المخفف لهذا الحرف بالذات، فبدت وكأنها <موتني>..
- اليسا تبقى ملكة الإحساس والاداء والرقة. هي نجحت لأنها اختارت اللون الذي يليق بها وبنبرة صوتها التي لا يمكن ان تكتسب بل تولد مع الشخص. شهرتها لم تأتِ من عبث بل من معرفة تامة لما يليق بها. أما بالنسبة للفظي لحرف الطاء، فأنا ألفظه كما حرف <الصاد> بقوة منذ بدايتي للقراءة حتى انني كنت أسعى الى تلطيف لفظي لهذين الحرفين وأنا أقدم البرامج.
ــ من أدى أغنية <موطني> بشكل أفضل: انتِ ام اليسا؟
- الآذان اذواق. ولكل ما يهوى سماعه.
ــ نحن على قاب قوسين من شهر رمضان الفضيل والمسلسلات تملأ شاشاتنا، ماذا ستتابعين؟
- هناك أكثر من مسلسل للمتابعة. سيضيع المشاهد. لقد كنت سعيدة بأنني كنت جزءاً من رمضان للعام الماضي في إعادة مسلسل <غزل البنات> وهو من نوع كوميدي خفيف.
ــ بين نجماتنا اللبنانيات لهذا العام سيرين عبد النور نادين نسيب نجيم، من تلفتك في ادائها أكثر؟
- لكل ممثلة طابعها وتميزها. في لبنان عدد كبير من الممثلات اللواتي أثبتن موهبتهن من ورد الخال الى نادين نسيب نجيم ونادين الراسي وسيرين عبد النور طبعاً، ولا أنسى ماغي ابو غصن التي تجذبني جداً في الادوار الكوميدية.
ــ ومع ممثلينا من الشباب، من تتخيلين دوراً ناجحاً لك معه ضمن ثنائية جميلة؟
- انّ طولي قد يفرض أسماء معينة، إلا اذا اقتضى الدور ان يكون الشريك أقصر مني.. لنفكر بيوسف الخال أو كارلوس عازار مثلاً.
ــ اذا طلب منك التمثيل في مسلسل شرط الإقامة في مصر، هل توافقين؟
- أكيد، ما من مشكلة.
ــ وما جديدك على صعيد الغناء وعرفنا انك تحضرين عملاً جديداً مع الملحن هيثم الزياد؟
- هناك أغنية مصرية معه فيها الإيقاع، وأخرى مع الملحن اسلام علي وهي مصرية ناعمة تثير الشجن.
ــ وأمنيتك الاخيرة؟
- احلم بـ<ميوزيكال> كبير فيه الغناء والرقص والتمثيل يرضي مواهبي كلها التي أعمل على صقلها وتطويرها بشكل مستمر.