تفاصيل الخبر

انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية متعذر قبل تفاهم عون – الحريري وحديث عن «التزامات محددة » طلبها زعيم «المستقبل »!

02/05/2014
انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية متعذر قبل تفاهم عون – الحريري وحديث عن «التزامات محددة » طلبها زعيم «المستقبل »!

انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية متعذر قبل تفاهم عون – الحريري وحديث عن «التزامات محددة » طلبها زعيم «المستقبل »!

الجلسات مهددة بعدم اكتمال نصاب الثلثين إذا لم تتبدل المواقف...

hariri-aoun  

كيف تبدو الصورة في الرابية بعد تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية وسط حديث تنامى خلال الأسبوعين الماضيين عن أن لا نصاب قانونياً في ساحة النجمة ما لم يكن فوز رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون برئاسة الجمهورية مضموناً؟

ما كادت الجلسة الأولى لمجلس النواب تنتهي بعدم فوز أي من المرشحين المعلنين الاثنين: رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومرشح النائب وليد جنبلاط وجبهة النضال الوطني النائب هنري حلو، حتى كانت أوساط العماد ميشال عون وعدد من وزرائه ونوابه يتحدثون عن أن <التفاوض الجدي> قد بدأ فعلياً بعد جلسة 23 نيسان/ أبريل الماضي، وان كل ما سبق كان <تحمية> للسباق الحقيقي الذي قد يستغرق التحضير له أسابيع يخشى ان تتجاوز موعد 25 أيار/ مايو الجاري، أي نهاية ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان...

معادلة الرابية: تفاهم... وانتظار

والذين زاروا الرابية خلال الأيام الماضية لاحظوا أن العماد عون ما زال على <تفاؤله> وما كان يقوله قبل أربعة أسابيع ومنذ بدء الاستحقاق الرئاسي، لا يزال هو هو من دون اي زيادة أو نقصان، وذلك انطلاقاً من واقعين اثنين:

الأول ان العماد عون <متفاهم في العمق> مع حلفائه ولاسيما حزب الله على مسار <اللعبة الرئاسية>، وهو مطمئن بالتالي الى أن قوى 8 آذار بكل مكوناتها (حتى الرئيس نبيه بري) ملتزمة تأييده عندما يصبح التصويت جدياً، وهي تركت له الباب مفتوحاً على مصراعيه ليقود حملته الانتخابية وفق التوقيت الذي يراه مناسباً، والاستراتيجية التي يعتبر أنها تحقق في النهاية الهدف المنشود، لذلك لم يصدر عن اي فريق في 8 آذار أي موقف يوحي بأن العماد عون ليس خياره الرئاسي..

أما الواقع الثاني، فينطلق من ان <الجنرال> لا يزال ينتظر موقفاً <نهائياً وحاسماً> من الرئيس سعد الحريري يكمّل ما سبق ان بحثه الرجلان خلال لقائهما الباريسي قبل أشهر، وبالتالي فإن عون يريد أن يعطي لزعيم <التيار الأزرق> الوقت الذي يريده لتحديد موقفه النهائي واستكمال الاتصالات التي يجريها داخل تياره وفي الخارج، ولاسيما مع القيادة السعودية التي تتواصل من جهتها مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين وإيرانيين وروس للبحث في مواضيع كثيرة تدهمها الاستحقاقات الاساسية، بينها الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

والواقع أن تصويت نواب 14 آذار عموماً ونواب <المستقبل> خصوصاً الدكتـــــور ســـــمير جعجــــــع لم يفـــــــاجئ  العمــــــاد عـــــون ولا أحدث عنده ردود فعل سلبية لأنه كان يتوقع أن تكون الجلسة الانتخابية الاولى <جلسة تسديد دين> تيار <المستقبل> للدكتور جعجع، للانتقال بعد ذلك الى <المربع الثاني>، وهو البحث عن مرشح جدي للرئاسة الذي يعتبر العماد عون نفسه الوحيد الذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة. وفي هذا السياق، تقول مصادر التيار الوطني الحر ان احتمال اكتمال  النصاب في الجلسات الانتخابية المقبلة يبقى شبه معدوم، ما لم يتم الاتفاق على انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، علماً ان <الجنرال> مستعد لانتظار <الوقت المعقول> ريثما يبلغه الرئيس الحريــــري موقفه النهائي، وهو لأجل ذلك لم يــــــــعتبر أن وقـــــوف الحريــــــري الى جانب جعجع في الجولة الانتخابية الأولى <سقوطاً> للتفاهم الذي أُرسيت خطوطه العريضة بين العماد عون والرئيس الحريري مباشرة في باريس، ثم مداورة عبر ممثلي الطرفين. وترفض مصادر <التيار> الاستنتاج الذي روّج له البعض من أن التفاهم بين <الرئيسين> عون والحريري عاد الى نقطة الصفر، وتؤكد في المقابل أن خطوط الاتصال مستمرة بين الرجـــــلين وان كان عون يقيّم بدقة وبعمق الإشارات التي ترد إليه عن اجتمـــــاعات يقودها الرئيس الحريري في الرياض وباريس مـــع قيــــاديين لبنانيين وعرب وأجانب، كان من بينهم الاســــبوع الماضي <المرشح التوافقي> الابرز الوزير السابق جــــان عبيد الذي زار السعودية وعقد لقاءات مع الحريري ومع مسؤولين سعوديين أبقاها طي الكتمان وفقـــــاً للاستراتيجية التي يعمل عبيد من خلالها على إدارة معركته الرئاسية.

عون يريد <شراكة الأقوياء>

وفي قناعة المصادر العونية نفسها، ان لا مناص من التفاهم بين عون والحريري إذا أريد للاستحقاق الرئاسي ان يمر في أقرب وقت ممكن، لاسيما وان من أسس التفاهم غير المعلن بين الجانبين رغبة عونية ضمنية في ان يعود الرئيس الحريري الى بيروت ويترأس أولى حكومة عهده <الرئيس عون> لتكريس مقولة <شراكة الأقوياء> من مختلف الطوائف في إدارة شؤون لبنان، طالما ان مواقع السلطة في لبنان موزعة بين الموارنة (رئاسة الجمهورية) والشيعة (رئاسة مجلس النواب) والسنة (رئاسة مجلس الوزراء)، بالتنسيق مع الشريك الدرزي الرابع الذي يحرص النائب وليد جنبلاط على أن تكون هو أيضاً شراكته <كاملة غير منقوصة>، وهذا ما دفعه الى ترشيح النائب هنري حلو وهو يعلم أن حظوظه في الفوز موازية لحظوظ الدكتور سمير جعجع!

هيل-جعجع  

وعلى الرغم من أن مصادر في <المستقبل> قد أوحت بأن التفاهم بين العماد عون والرئيس الحريري لم يشمل بشكل حاسم الملف الرئاسي، وان الحريري <لم يعد عون بشيء» وان العماد عون <لم يطلب أصلاً شيئاً من الحريري>، إلا أن مصادر الرابية تتحدث بكثير من الجدية عن ان ما تم التفاهم عليه بين <الرئيسين> بدأ من الملف الحكومي ليصل الى ضرورة تأمين نصاب الجلسات الانتخابية، ومن ثم تحقيق <تطور نوعي> في الملف الرئاسي، لاسيما وان عون يطرح نفسه مرشحاً وفاقياً وليس مرشح فريق 8 آذار تحديداً، لاسيما وانه ميّز مراراً في العلاقة بين تياره وقوى 8 آذار مكتفياً بوصفها بـ<الحليفة>. وما أكد على كونه <المرشح الوفاقي القوي>، تضيف المصادر نفسها، هو انفتاحه على الجميع، لاسيما على الفريق السني الذي لم يكن على وئام معه خلال السنوات الماضية، إلا أنه أعاد النظر في قراءته للحراك السياسي المفروض في ما خص الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً وأنه <المرشح المسيحي الأقوى> الذي ينفتح على <الزعيم السني الاقوى> الذي يرغب في استعادة حضوره السياسي والعملي في الشراكة الوطنية اللبنانية من خلال عودته الى السرايا الكبير رئيساً للوزراء في العهد الجديد، وهذا الامر لن يتحقق عملياً إلا من خلال التعاون مع عون.

الحريري: مطلوب التزامات محددة

وما يؤكد صحة المعلومات حول استمرار التواصل بين <الرئيسين> عون والحريري، نقلته مصادر مطلعة في تيار >المستقبل> بأن العماد عون ينتظر موقف الرئيس الحريري لدعمه في ترشحه لرئاسة الجمهورية، وان الحريري ينتظر بدوره اجوبة من عون حول <التزامات محددة> حيال مسائل دقيقة يريد الحريري وفريقه السياسي معرفة موقف العماد عون منها، وهي كانت محور نقاش بين معاوني الرجلين اللذين ينتظران أيضاً - وفقاً للمصادر نفسها - جلاء الغموض الذي يلف الأجواء الإقليمية والدولية والذي لن ينقشع إلا بعد اتضاح مسار الاستحقاقات الرئاسية في كل من سوريا ومصر والعراق، إضافة الى مصير الملف النووي الإيراني موضع البحث مع الاتحاد الاوروبي والولايات  المتحدة الاميركية.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر ديبلوماسية لـ<الأفكار> ان الصورة لا تزال <ضبابية> لدى المراجع المؤثرة في الخارج والتي لا تملك بعد تطوراً واضحاً للاستحقاق الرئاسي اللبناني باستثناء استمرار التأكيد على المواقف المعلنة و<الثوابت> التي تتصف بالعموميات، في وقت يحتاج فيه الوضع في لبنان حالياً الى وضوح أكثر، والتزام جدي في إيجاد المخارج الضرورية لعدم إطالة أزمة <الفراغ الرئاسي> إذا لم يتم التوصل الى حل عملي قبل 25 أيار/ مايو الجاري.

لا تدخل خارجياً قبل حزيران

sleiman-2  

وتضيف المصادر الديبلوماسية ان الدول المعنية بالملف اللبناني بشقه الرئاسي منهمكة بالأحداث الاقليمية الراهنة، لاسيما في سوريا ومصر والعراق والسعودية، وهي تتمنى ان يصل الافرقاء في لبنان الى <تسوية> في ما بينهم تؤمن لهم انتخاب رئيس ينقذ الرئاسة من الفراغ المحتوم. لكن هذه الدول ستضطر الى التدخل، ولو متأخرة بعض الشيء، إذا ما وجدت ان امكانية التفاهم بين اللبنانيين متعثرة، إلا أن ذلك التدخل لن يحصل حتماً الا بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان، لأن الانشغال

بالانتخابات السورية سيستمر الى ما بعد 3 حزيران/ يونيو الموعد المحدد لهذه الانتخابات، وكذلك الانتخابات الحصرية التي لن تظهر نتائجها إلا في الأسبوع الأول من شهر حزيران/ يونيو أيضاً، فيما ستتبلور نتائج الانتخابات العراقية حكومياً في  الشهر المقبل. وعليه تتوقع المصادر الديبلوماسية نفسها ان يستمر «الاخذ والرد> في لبنان إذا لم يتم التوافق على مرشح واحد لأن النصاب لن يكتمل في مجلس النواب قبل هذا الاتفاق.. وإذا اكتمل فلكي تتكرر الصورة نفسها ولا يخرج من صندوق الاقتراع اسم الرئيس العتيد للجمهورية.

ثمة من يدعو الى <رصد> تحركات السفير الاميركي في بيروت <ديفيد هيل>، والمستشار الرئاسي الفرنسي <ايمانويل بون> وحركة الطيران بين بيروت والرياض، وزيارات السفير الروسي في بيروت <فلاديمير زاسبكين>... لأنها قد تحمل الأجوبة المناسبة عن <المعطيات> المنتظرة و<الالتزامات المحددة> المطلوبة من العماد عون..وسط هذه المعطيات، انشغلت الاوساط السياسية اللبنانية بمتابعة كلام صدر عن وزير من تكتل التغيير والاصلاح قال فيه ان ثمة معطيات ستدفع قوى 8 آذار الى ايصال العماد عون الى قصر بعبدا، وان التفاهم بينه وبين الرئيس الحريري سيكتمل فصولاً عاجلاً أم آجلاً بدعم عربي اقليمي ودولي، فهل بالغ الوزير في تفاؤله.. ام ان <المعطيات> التي تجعل العماد عون متفائلاً هي نفسها التي أشار إليها الوزير؟!