تفاصيل الخبر

انتفاضة فريد مكاري!

24/03/2017
انتفاضة فريد مكاري!

انتفاضة فريد مكاري!

 

بقلم وليد عوض

makkari- 

ما كل النواب مثل نائب رئيس البرلمان وابن ساحل الكورة فريد مكاري (70 سنة).

لقد انتفض الرجل مرة واحدة ظهر الأربعاء الماضي واتهم نواب حزب الكتائب الأربعة سامي الجميّل رئيس الحزب وايلي ماروني ونديم الجميّل وسامر جورج سعادة بخلق خبر تشويشي على سلسلة الرتب والرواتب على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث اضطره الأمر الى إلغاء جلسة إقرار السلسلة لعدم اكتمال النصاب.

وعند الناس شعور بأن في مجلس النواب من يناقض مصالحهم، ويستوطي حائطهم ولا يحفلون بلقمة عيشهم، وقد دلل سامي الجميّل على ذلك بسرد حكاية ثماني شركات أعفتهم اللجان المشتركة من دفع المتأخرات، وتبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار.

ولم يقل سامي الجميّل من أين يمكن استرداد المال المدفوع للمشاريع الانشائية، بل ترك الأمر مشكوكاً. مما اضطر فريد مكاري الى البوح بالأسماء دون أن يتناول الموضوع من طرف خفي.

وفريد مكاري ابن بلدة انفة عاش على طول الخط بين الناس. قد يقصر أحياناً وقد يصيب، ولكنه في الحالتين يحمل هموم الناس، وأحلام ذلك الفلاح الذي يضرب بمعوله الأرض ليحول اليباس الى خضرة والرمل الى ذهب. وفريد مكاري كذلك هو الانسان الذي يحمي خريجي الجامعات، ويقضي يومه في بيروت للبحث عن وظائف لخريجي هذه الجامعات، على أساس ان دور النائب ليس تمثيل منطقته بل كل لبنان في أعمال المجلس النيابي وبذل كل ما يستطيع لكي يحتضن الوطن لكفاءات أبنائه، ولم يدر يوماً في خلد فريد مكاري، وهو نائب رئيس مجلس نواب، أن يطلب الحقيبة الوزارية، كما فعل نائب رئيس المجلس السابق ايلي الفرزلي، بل جعل النيابة ممراً لكفاءات أبناء الوطن.

في ود فريد مكاري أن لا يرى من نافذة سيارته في الصباح جموع المصطفين أمام أبواب السفارات طلباً لتأشيرة خروج، والحصول على وظيفة، بعدما جف بحر الوظائف في لبنان وامتنعت فرص العمل على خريجي الجامعات. ووحدها النهضة الاقتصادية تتكفل باحتضان خريجي الجامعات وتوزيعهم بين المصارف والشركات والدولة حين يدعو مجلس الخدمة المدنية الى طلب موظفين.

وفي ود فريد مكاري أن يتصلب الشاب اللبناني في أرضه، ولا يجعل السفر هدفاً كما هي العادة هذه الأيام، لأن نصف الشباب اللبناني أصبح خارج لبنان بكل أسف. وزوار بلدان الخليج أو استراليا أو كندا كثيراً ما يلتقون الشباب اللبناني، وكأن لبنان صار لبنانين: لبنان الداخل ولبنان الخارج.

وفريد مكاري، حسب معلوماتي، لم يكن متحمساً لخوض هذه الانتخابات، بل كان يفكر في الابتعاد عنها، كما فعل نائب بيروت المهندس محمد قباني، إلا ان ضغوط الناس في انفة وأرجاء الكورة عطلت له هذه النية، واكتشف ان المقعد النيابي تضحية، مثل منصب الضابط في الجيش، تطلبه الوظيفة أكثر مما يطلبها، مثل الرئيسين فؤاد شهاب واميل لحود.

وقد ضمن فريد مكاري مقعده النيابي منذ الآن، وضمن معه سمعة برلمانية بفضل أخطاء حزب الكتائب، إذا كان ما حصل خطأ في خطأ!