تفاصيل الخبر

انسحابنا من طاولة الحوار أمر وارد إذا لم يكن الاستحقاق الرئاسي أولوية

18/09/2015
انسحابنا من طاولة الحوار أمر وارد  إذا لم يكن الاستحقاق الرئاسي أولوية

انسحابنا من طاولة الحوار أمر وارد إذا لم يكن الاستحقاق الرئاسي أولوية

SAM_7732لبّت الكتل النيابية دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لعقد مؤتمر للحوار الوطني يناقش 7 بنود أساسية بدءاً من الاستحقاق الرئاسي، وقد عقدت حتى الآن جلستان كانتا عبارة عن إعلان نيات ومواقف على أمل أن تتسم باقي الجلسات بالجدية والدخول في عمق المشاكل وتشخيصها وصولاً إلى وضع الحلول والتفاهم عليها. فهل يمكن التوافق في ظل الانقسامات والخلافات أم أن هذا الحوار هو مجرد تمرير للوقت بانتظار الحلول الإقليمية والدولية التي اعتاد عليها لبنان؟!

<الأفكار> التقت عضو كتلة <المستقبل> الدكتور عاطف مجدلاني المشارك في الحوار إلى جانب رئيس كتلة <المستقبل> الرئيس فؤاد السنيورة وحاورته في هذا الخضم بالإضافة إلى كل شؤون الوضع الداخلي بدءاً من السؤال:

ــ تشارك في مؤتمر الحوار إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة فهل تأمل منه خيراً أم هو مجرد تمرير للوقت لا أكثر وهو أشبه بحوار الطرشان كما يصفه البعض؟

- الأمر متوقف على النيات <فحسب نياتكم ترزقون>. ونحن نيتنا صافية تكمن في الوصول إلى تفاهم واتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لأننا نرى أن الفراغ في سدة الرئاسة يؤدي بالبلاد إلى الويلات على كل الصعد بدءاً من الشلل في مجلس النواب وتوقف التشريع والتخبط الحكومي والتعطيل وصولاً إلى الانهيار الاقتصادي ما قد يؤدي إلى الانهيار المالي الخطير لا سمح الله إذا لم يتم تدارك الأمور لاسيما وأن الأوضاع الاقتصادية والمالية على شفير الهاوية، ولذلك نحن نشعر بخطورة هذا الفراغ وبضرورة انتخاب الرئيس بأسرع وقت ممكن. وواضح هنا تماماً أن قوى 14 آذار ليست بقادرة على إيصال مرشحها الدكتور سمير جعجع ولا قوى 8 آذار بقادرة على إيصال مرشحها العماد ميشال عون وبالتالي إذا استمر كل فريق بالتمترس وراء موقفه فلن نصل إلى نتيجة ونحن كقوى 14 آذار ننوي الوصول إلى نتيجة وتفاهم على رئيس.

 

صفاء النيات هو الأساس

ــ هل هذا ممكن من ضمن الحوار القائم؟

- ممكن إذا صفت النيات.. ونحن سبق وأعلنا قبل الحوار كقوى 14 آذار أننا على استعداد للتفاهم، وحتى أن الدكتور سمير جعجع نفسه أبدى الرغبة بالانسحاب إذا حصل تفاهم على رئيس وفاقي أو توافقي. ولذلك نحن نأمل أن يوصلنا هذا الحوار إلى النتيجة المطلوبة.

ــ هناك 7 بنود في الحوار وأولها الاستحقاق الرئاسي، حتى هناك خلافات بين طرفي 8 و14 آذار حول أولوية كل بند. ماذا لو لم يتم التفاهم على البند الرئاسي وهل تصل الأمور بكم إلى الانسحاب من طاولة الحوار أم تنتقلون إلى مناقشة البنود الأخرى؟

- الرئاسة بالنسبة لنا بند أول وبند أخير، وإذا لم نتفق على رئيس للجمهورية فلا أهمية وقيمة للبنود الأخرى. فالأوضاع الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية والمالية والسياسية والأمنية لم تعد تحتمل المزيد من الفراغ الرئاسي، والبلد يتجه نحو الخراب إذا لم يتم انتخاب رئيس. ولذلك فإنتخاب الرئيس هو الممر الإلزامي والأساسي لوقف التعطيل ولبدء النهوض ولانتظام عمل المؤسسات الدستورية. وواضح أن كل الحلول لا بد أن تمر بانتخاب الرئيس. ونحن نشدد على الوصول إلى التفاهم وإذا لم يتم التوافق فكل الاحتمالات واردة بما في ذلك انسحابنا من جلسات الحوار، والآن لا أعرف القرار الذي سيتخذ لكن آنذاك سيكون لكل حادث حديث والأمور مفتوحة على كل الخيارات بما في ذلك الانسحاب.

ــ وهل تعتقد أنه يمكن لبننة هذا الاستحقاق من داخل طاولة الحوار أم أن الأمر أصبح مرتبطاً بالوضع الإقليمي وينتظر التفاهمات الإقليمية والدولية، حتى أن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط شكّك في جدوى الحوار وقال إنه يلزمنا دوحة 2 أو جزيرة في أي خليج ما؟

- مع الأسف هذا صحيح لأن هناك فريقاً لبنانياً لديه ارتباط عضوي خارجي ولا يستطيع اتخاذ قرار داخلي في موضوع الرئاسة، فيما قرارنا نحن محلي داخلي لبناني ولا أحد يعطل هذا القرار، لكن الفريق الآخر هو الذي يعطل لارتباطه بالخارج. وصحيح أن لدينا مرشحاً لكننا لسنا منغلقين على أنفسنا ولا نقول إن هذا المرشح أو لا أحد بل الفريق الآخر هو من يقول <هذا مرشحنا أو لا أحد>.

 

مقولة القوي بطائفته ساقطة

ــ تعني بكلامك العماد عون، لكن أوساط التيار تقول إنه الأكثر تمثيلاً نيابياً وشعبياً في الوسط المسيحي وتظاهرة 14 أيلول (سبتمبر) الجاري أثبتت ذلك. ولذلك من حقه أن يكون رئيساً أسوة بممثلي العصب السني والشيعي نبيه بري وسعد الحريري. بماذا ترد؟

- هذه مقولة سقطت، أولاً بوجود الرئيس نبيه بري في سدة رئاسة المجلس مع العلم أنه ليس الفريق الأقوى شيعياً مع احترامنا ومحبتنا وتقديرنا له، لكن التفاهم الشيعي هو الذي أوصل الرئيس بري إلى سدة الرئاسة الثانية، وكذلك الأمر في قوى 14 آذار ولا سيما في الوسط السني فهو الذي أوصل الرئيس تمام سلام إلى سدة الرئاسة الثالثة رغم أن الرئيس سلام ليس الأقوى في الوسط السني وبالتالي فلا تجوز المقارنة هنا ناهيك عن أن الرئيس نجيب ميقاتي سبق وأختير رئيساً للحكومة ولم يكن الأقوى سنياً، وهذا بغض النظر عن أن رئيس الحكومة يستقيل أو يُقال في أي لحظة كما حصل مع الرئيس سعد الحريري عندما استقال أكثر من ثلث الحكومة وفرط عقد حكومة الحريري. ونحن نريد رئيساً قوياً لكن كما يقول دولة الرئيس فؤاد السنيورة: نريد رئيساً يستعمل القوة الناعمة التي تجمع وتجذب ولا تفرق. وسبق أن قال رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل أن لا أحد من فريقي 8 أو 14 آذار بقادر على إيصال مرشحه وطرح بالتالي انتخاب رئيس توافقي، لا بل قال بكل صراحة إنه غير مستعد لتعطيل البلد كرمال الشيخ أمين الجميل المطروح إسمه ليكون رئيساً. فهذا موقف متقدم جداً وعلى الآخرين أخذ العبرة منه. وهنا أحيي الشيخ سامي على هذا الموقف المتقدم، ولذلك لدينا إمكانية للاتفاق على شخص يكون المرشح للرئاسة.

ــ هل هذا ممكن دون مؤتمر خارجي وبرعاية خارجية؟

- طبعاً هذا ممكن إذا صفت النيات وإذا قرر حزب الله فك هذه العقدة التي تربطه بالخارج ويعمل للتفاهم الداخلي.

جدية جلسات الحوار

ــ ما الذي استوقفك في جلسات الحوار وما هو انطباعك الشخصي عنه؟

- الجلسة الأولى كانت جيدة رغم الإشكال الصغير الذي حدث بين الشيخ بطرس حرب والعماد ميشال عون، فقد كانت جلسة هادئة وجدية وكل الأفرقاء أعادوا التذكير بمواقفهم المعلنة السابقة وبالتالي كانت الجلسة للاستماع إلى مواقف كل طرف. ونأمل أن تستمر الجلسات على هذا المنوال ونناقش بكل جدية المسائل المطروحة لاسيما الاستحقاق الرئاسي. ومن المفروض أن يتم تحديد خارطة طريق للوصول إلى انتخاب رئيس وإما التفاهم على مواصفات هذا الرئيس على أن يكون الأصلح للبنان.

ــ البعض يقول إن نتائج الحوار ستقتصر على تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب لا أكثر، فيما قانون الانتخاب وقانون الجنسية سيؤجلان لأن اللجان تدرسهما ولا يجوز أصلاً كما يرى البعض إقرار قانون انتخاب في ظل الفراغ الرئاسي الذي لن يتم التوافق حوله. فماذا تقول أنت؟

- لا شك أن قانون الانتخاب لا بد أن يؤجل حتى انتخاب الرئيس، وهذا رأينا كتيار <مستقبل> لأنه لا يجوز أن يقر في غياب الرئيس مهما كان هذا الرئيس. وهنا نقلل من صلاحيات الرئيس، حتى أن هذه الصلاحية المعنوية التي يستطيع ممارستها نحاول بإقرار قانون الانتخاب نزعها منه. والأهم من ذلك لا أعتقد أن هناك مصلحة للبنان في تطبيع العمل التشريعي والتنفيذي بشكل عادي في ظل الفراغ الرئاسي وإلا فهذا معناه أن البلد تسير بدون رأس وهو رئيس الجمهورية.

ــ حتى تشريع الضرورة؟

- هذا أمر آخر ونحن معه لأنه لا يمكن وقف أمور الناس الحيوية والحياتية والضرورية مثل القروض والمساعدات والهبات والرواتب وأمور أخرى. فهذه تساعد البلد على الاستمرار بانتظار انتخاب الرئيس وبالتالي فالأولوية عندنا هي انتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر، ومن بعدها تجتمع قوى 14 آذار وتتخذ القرار المناسب بشأن قانون الانتخاب وتشكيل حكومة وما إلى ذلك.

ــ هل فريق 14 آذار متفق على مسلمات هذا الحوار أم أن هناك خلافاً لا سيما وأن القوات اللبنانية لم تشارك في هذا الحوار؟

- لا بد أن هناك تفاهماً داخل 14 آذار ولا يوجد أدنى شك في ذلك، والتنسيق موجود مع كل مكونات 14 آذار بما في ذلك القوات.

 

النفايات وخطة شهيب والتخويف

ــ أول نتائج الحوار كانت إقرار خطة النفايات لكنها اصطدمت برفض من البلديات المعنية ومن بعض الحراك المدني والجمعيات البيئية. فما البديل في نظركم أم أن خطة الوزير أكرم شهيب لا بد أن تنفذ؟

- هناك إشكالية في هذا الموضوع. فالحراك المدني لم يرفض الخطة كلياً وتحدث عن ثغرات فيها، ومع ذلك لم يقدم البديل عن هذه الخطة. والوزير أكرم شهيب ضليع في مشاكل البيئة بعدما سبق أن تسلّم وزارة البيئة ولديه معلومات واستعان بخبراء بيئيين وبأناس مختصين ونشطين في شؤون البيئة وبأهل الخبرة والكفاءة وكانت هذه الخطة التي تعتبر أفضل الممكن، ولا نقول إنها خطة مثالية لا سيما بالنسبة للفترة الانتقالية لفترة سنة ونصف السنة أولاً، وبالنسبة للخطة المستدامة. ومع الأسف هناك أفرقاء سياسيون ناقشوا الخطة داخل الحكومة وأبدوا ملاحظات عليها وأخذ ببعض ملاحظاتهم ولكن بعد ذلك اعترضوا على الخطة، وهذا موقف غريب ما يدفعنا للقول إن هؤلاء هم الذين يحركون جماعاتهم في وجه المطامر. فهذه الاعتراضات سياسية بامتياز لأن الحراك المدني ليس هو الذي اعترض على المطامر وأماكنها، بل مجموعات تنتمي إلى أفرقاء سياسيين. ومع الأسف حصل غش للناس وتخويف من المطامر مع أن العكس هو الصحيح لأن المطامر العشوائية هي التي تشكل خطورة كونها خزاناً للأمراض وللميكروبات وبالتالي لا تجوز مقارنة أي مكب عشوائي بالمطامر الصحية حيث لا يجوز أن يتحول لبنان كله إلى مكب عشوائي فتكثر الأمراض وحالات الإسهال والحساسية والأمراض الأخرى، وبالتالي علينا تنفيذ الخطة بأسرع وقت ممكن رغم الاعتراضات لأن لا بديل عن هذه الخطة، والوزير شهيب منتفح على الجميع وهو مستعد لنقاش أي ملاحظات خاصة وأنه إنسان ديموقراطي ومنفتح وحريص على الرأي الآخر ويحترمه ولديه خبرة كبيرة في الشأن البيئي وهو أبدى استعداده للقاء من يريد في مجمع <البيال> لمناقشته حول الخطة، وهذا أسلوب ديموقراطي بامتياز لم يقم به أي وزير آخر.

ــ هل تطرح علامات استفهام حول الحراك المدني الذي بدأ بالنفايات وانتهى بإسقاط النظام واليوم بدأ يتحدث عن منطقة الوسط و<سوليدير> و<زيتونة باي> وما إلى ذلك؟

- الحراك الشعبي يخطئ بحق نفسه لأنه لم يعد حراكاً سلمياً تحت سقف القانون بشكل حضاري وراقٍ ما يحول هذا الحراك إلى فوضى، وهذه نقطة سلبية تسجل ضد هذا الحراك الذي يجب عليه أن يتحرك بطريقة سلمية تجبر الحكومة على قبول رأيه والاستماع إليه، وما يقوم به لن يوصله إلى هدفه بل سينعكس سلباً عليه ولذلك أنصحه بتغيير أسلوبه والتعاطي بطريقة حضارية مع مطالبه.

ــ يقال إن <المستقبل> وضع فيتو على إسم العميد شامل روكز عندما طرح موضوع اختيار 12 عميداً لرتبة لواء بينهم روكز لحل أزمة التعيينات. فهل هذا صحيح؟

- أبداً لا نضع <فيتو> على أحد لكن لا نريد للجيش أن يتسيس ولا نريد تخريب الجيش، وفي النتيجة لسنا أعلم بأوضاع الجيش أكثر من قيادته التي على ما أعلم ترفض هذا الاقتراح وبالتالي حدّدنا مواقفنا على أساس موقف قيادة الجيش في أي موضوع يخص الجيش.

ــ حوار <المستقبل> وحزب الله في نسخته الثامنة عشرة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي يكرّر نفسه. فهل هو مفيد لتخفيف الاحتقان فقط أم أنه يساهم في حل المشاكل السياسية والأمنية العالقة؟

- نحن نؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل المشاكل بين اللبنانيين ولا يوجد سبيل آخر غيره، وألا يبقى الشارع هو الحكم بينهم، ولذلك لا نريد هذا الأمر لأن الشارع والعنف يؤديان إلى الخراب والدمار وهذا الحوار يخفف الاحتقان في البلد.

واستطرد قائلاً:

- نحن نحاول أن نحافظ على الإنجازات العمرانية التي تحققت بعد الحرب خاصة في وسط بيروت، فهي العاصمة التي تعتبر قبلة السياح العرب والأجانب، الذين أبدو إعجابهم بالعمران في بيروت، ولا بد بالتالي من الحفاظ على هذه المكاسب وعلى الرسالة التي أراد إطلاقها دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبر إعادة بناء بيروت وإعمارها والحفاظ على الأماكن التراثية بمساعدة مختلف المجموعات الدينية لا سيما ما يتعلق بالمقرات الدينية في قلب العاصمة. وهذه الإنجازات التي قام بها الرئيس الشهيد أعادت لبنان إلى الخارطة العالمية ولا بد من الحفاظ عليها ونرفض المس بها أو تخريب هذا الوجه الحضاري لبيروت. ولذلك نحن مؤمنون أن الحوار هو السبيل الوحيد للمحافظة على إرث رفيق الحريري والسبيل لحل مشاكلنا. ولذلك نحن مستمرون في الحوار مع حزب الله الذي أعطى نتائج إيجابية أولها تخفيف الاحتقان في الشارع كما قلنا وهذا ما ذكره الرئيس سعد الحريري عندما قال إن هناك ربط نزاع مع حزب الله لكن لا بد من الجلوس معه لدرء الفتنة ولتخفيف الاحتقان ولمحاولة الوصول بالبلد إلى شط الأمان، وهذا لا يعني أننا متفقون مع حزب الله في موضوع سلاحه وتدخله في سوريا، لكن هذه مواضيع ربط نزاع متروكة لأجواء حوارية أخرى.