تفاصيل الخبر

إنشاء عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ" كوفيد – 19" في الجامعة الأميركية لتوفير رعاية متطورة طويلة الأمد ومتعددة التخصصات للمتعافين من الفيروس

10/02/2021
إنشاء عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ" كوفيد – 19" في الجامعة الأميركية لتوفير رعاية متطورة طويلة الأمد ومتعددة التخصصات للمتعافين من الفيروس

إنشاء عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ" كوفيد – 19" في الجامعة الأميركية لتوفير رعاية متطورة طويلة الأمد ومتعددة التخصصات للمتعافين من الفيروس

بقلم وردية بطرس

 

مدير قسم الـ"كورونا" في مستشفى الجامعة الأميركية الدكتور عماد بو عقل: هدف العيادة متابعة وضع المتعافين الذين لا يزالون يعانون ضيقاً في التنفس بعد ستة أسابيع من إصابتهم أو من هم بحاجة للأوكسجين

  [caption id="attachment_85698" align="alignleft" width="417"] داخل عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ "كوفيد - 19" في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.[/caption]

 لا يزال العلماء منشغلين بدراسة الأعراض طويلة الأمد الناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي يهاجم مختلف أجهزة الجسم ويخلّف مضاعفات قد تستمر حتى بعد التعافي من المرض، ما قد يجعل عملية إعادة التأهيل تستغرق وقتاً أطول.

انطلاقاً من أهمية رعاية ومتابعة مريض الكورونا بعد الشفاء أعلن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت عن إنشاء عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد -19) Post COVID Care Clinic (PCCC) وذلك في مركز حمدي الزعيم للتليّف الرئوي. بالاضافة الى توفير رعاية مميزة طويلة الأمد متطورة ومتعددة التخصصات للمتعافين من (كوفيد-19)، سيساهم هذا المركز في قيادة العناية والبحوث السريرية في مجال الرعاية الصحية ما بعد الاصابة بالفيروس. ففي ظل استمرار انتشار الجائحة يأتي انشاء عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد-19)، في اطار خطة المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت لمواجهة تفشي الوباء وتقديم الرعاية المستمرة لمرضى الكورونا. قد يحتاج المتعافون من (كوفيد-19) متابعة طويلة الأمد، لاسيما وأنهم يواصلون اختبار العديد من الأعراض على فترات تتراوح بين عدة أسابيع الى عدة أشهر بعد تعافيهم، اذ يمكن للفيروس أن يتسبب بأضرار مزمنة في الرئتين قد تصل الى تليّف رئوي دائم. كما يحتاج هؤلاء المتعافون الى جانب متابعة عمل الجهاز التنفسي الى اعادة تأهيل ودعم نفسي. ستوفر عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد-19) رعاية شاملة وعلاجاً متكاملاً يساعد المتعافين من فيروس كورونا المستجد على التعافي واستئناف حياتهم الطبيعية. ستقدم العيادة الجديدة التقييم الطبي الشامل ومعالجة المضاعفات التنفسية وغير التنفسية لـ (كوفيد-19)، الى جانب التقييم الدوري لوظائف الرئتين على سبيل المثال عبر اختبارات وظائف الرئة واختبار المشي لمدة ست دقائق والتصوير الشعاعي للصدر. كما تقدم العيادة الجديدة خدمات التقييم والاحالة الى اعادة التأهيل البدني والرئوي وذلك حسب حاجة المريض، بالاضافة الى تقييم الاختلال النفسي والاجتماعي وتقديم الدعم النفسي والتقييم الغذائي وتوعية المرضى وتثقيفهم على تمارين التنفس واستعمال الأوكسجين في المنزل والتغذية وما الى ذلك.

وتتضافر جهود العديد من الأقسام الطبية وفريق من الأطباء لتقديم الخدمات في عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد-19)، بقيادة قسم الأمراض الرئوية والعناية المركزة وطب النوم، وتشمل قسم الأمراض المعدية، قسم الطب العائلي، الأطباء والممرضين في مركز حمدي الزعيم للتليّف الرئوي، مختبر وظائف الرئتين، قسم العلاج الطبيعي وفريق اعادة التأهيل الرئوي، قسم الطب النفسي، وقسم التغذية السريرية.

ونظراً الى حداثة هذا المرض، لا يزال الطابع المحدد والطبيعة الدقيقة لهذه الأثار الطويلة الأمد غير واضحة. وستعتمد عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد-19) نهجاً شاملاً لتلبية الرعاية الضرورية لمساعدة المتعافين من (كوفيد-19) على استعادة صحتهم وسلامتهم. ويلتزم فريق الأطباء والممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت بتقديم أفضل مستوى ممكن من الرعاية للمرضى والتي تعكس شعارهم (نكرّس حياتنا من أجلكم).

الدكتور بو عقل وأهداف إنشاء عيادة الرعاية

 

 فما هي أهداف عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ (كوفيد-19) التي  أنشئت حديثاً في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت؟ ومن يحتاج للرعاية والمتابعة بعد الشفاء من الكورونا؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها (الأفكار) على مدير قسم الكورونا في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الإختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة الدكتور عماد بو عقل وسألناه بداية:

* لماذا تم انشاء عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ (كوفيد-19)؟ وما هي أهدافها؟

- أولاً عند تزايد حالات الاصابة بالكورونا في لبنان خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وأيضاً حالات خطيرة ولو بنسبة معينة، لاحظنا المضاعفات تطول لدى بعض المتعافين ولو بنسبة صغيرة ولكنها تستدعي الانتباه والمتابعة. ثانياً أصبحت هناك متابعة لمرضى الكورونا بعد الشفاء على المستوى العالمي وليس عندنا في لبنان لأن هذا الفيروس جديد علينا جميعاً.  وبما أن الرئتين أكثر الأعضاء التي تتأثر عند الإصابة بالكورونا انطلقت فكرة إنشاء مركز متخصص في مركز حمدي الزعيم للتليّف الرئوي لأنه في هذا المركز لدينا كل الأدوات اللازمة لاختبارات وظائف الرئة وأيضاً اختبارات قدرة الجسم على التعامل مع الأوكسجين، وأيضاً بحال كانت هناك حاجة لبرامج إعادة تأهيل للرئتين. إذاً كل هذه الأمور متوافرة في مركز حمدي الزعيم للتليّف الرئوي إذ بالنهاية نحاول أن نقوم بإعادة تأهيل للرئتين شبيهة بأمراض الرئتين ومن هنا بدأت الفكرة. ثم اتضح الأمر بأن هناك أعضاء أخرى تتضرر أكثر ألا وهي الأعصاب، انطلاقاً من هنا تحدثنا مع أطباء الاعصاب في المركز اذ تعاقدنا مع طبيبين لنحوّل اليهما كل الحالات. وطلبنا من الاختصاصيين أن يظلوا على اتصال معنا لأننا نحتاج لعدد معين من الاختصاصيين وهم أطباء القلب والغدد. إذاً الأطباء الموجودين في المركز هم اختصاصيون في الرئتين. بداية يتوجه المريض الى فحص Functionality لنرى اذا ما انخفض الأوكسجين أم لا. ثانياً تطرح ممرضة متخصصة بهذا الموضوع أسئلة عدة على المريض اذ تحاول أن تحدد الأعضاء التي ممكن أن تكون متأثرة، وبهذه الحالة يصبح لدينا فكرة عامة قبل أن نبدأ بمقابلة المريض. هناك إتفاق ضمن هذا المركز بين كل أعضائه وطبعاً هم اختصاصيون في الأمراض الصدرية وأيضاً اختصاصيون في أمراض القلب وغيرها، إذ لدينا في الطب ما يُعرف بـ Screening Test وهي فحوصات تُجرى للشخص حتى إذا لم يكن يشكو من شيء، إذ عندما يأتي إلينا نعطيه استمارة أسئلة ليجيب عنها من أجل فحص التركيز والأعصاب، من ثم نخضعه لفحص قياس الأوكسجين، وقدرة التحمل على المشي لكي تعطينا فكرة عامة، فاذا كان يشعر بألم في صدره نحوّله الى طبيب القلب او نخضعه للفحوصات لنرى كيف سنساعده. أكثر الناس الذين يستفيدون من هذا المركز هم الأشخاص الذين كانوا بحاجة للأوكسجين بعد مشي محدود إذ يدخلون الى برنامج إعادة تأهيل الرئتين.

ويتابع:

- أما الهدف الثاني من المركز فهو حقيقة أبعد من الشخص نفسه، اذ هناك ما يُسمى Local Expertise أو تنمية اختصاصيين، ولا سمح الله إذا ارتفعت الاصابات كثيراً نصبح مجهزين ونعزز خبرتنا بهذا الموضوع لكي لا يبقى الأمر ناتجاً عن قراءة إنما ناتجاً عن خبرة محلية، أضف الى ذلك نقدر أن ننتج أرقاماً لبنانية مثلاً أن نعرف نسبة المصابين بالكورونا في لبنان الذين لديهم مشاكل؟ وهل يعانون من قلة التركيز ومن القلق؟ وإذا الدواء الذي استعمل في الخارج يستفيد منه الناس في لبنان؟ أي مثل سجل يسمح لنا أن نعطي أرقاماً بالحالات عند اللبنانيين.

[caption id="attachment_85697" align="alignleft" width="375"] الدكتور عماد بو عقل: الفيروس بعد التعافي يخرج من الجسم ولكن الجرح الذي يتركه في الشريان من الممكن أن يتسبّب بجلطة بعد أسبوع.[/caption]

* ليس جديداً على المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت إذ أنه سبّاق في الكثير من الأمور العلمية والطبية فالى أي مدى يشكل ذلك دعماً لكم كأطباء لتقديم أفضل رعاية لمرضى الكورونا خصوصاً أنه فيروس جديد حيّر العلماء والخبراء؟

- كأطباء قررنا أن هناك حاجة لنؤسس مركزاً متخصصاً للرئتين ما بعد الشفاء من الكورونا، وبدورها الجامعة الأميركية شجعت وسهلّت الأمر، لاسيما أن لدى المستشفى مركزاً متخصصاً بالتليّف الرئوي، وهناك ممرضة متخصصة بالموضوع والفحوصات اللازمة بما يتعلق بقدرة الرئة على تحمّل الأوكسجين أو برنامج اعادة تأهيل الرئة فهذه كلها موجودة، ولكن المهم أن نطبقها بطريقة مع هذا المرض الجديد. طبعاً وجودي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية يسهّل عليّ هذه الأمور لأن هناك أطباء وممرضين مدربين متعاقدون مع المستشفى مع خلق مراكز متخصصة لأنه بالنهاية نحن مركز نتعامل مع الأمور التي تتطلب الاختصاصات. لذا عندما أطلقت الفكرة جاء الجواب سريعاً بالدعم اللازم سواءً من حيث الإدارة او المكان أو المعدات.

من سيستفيد من عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بكورونا؟

* ومن سيستفيد من عيادة الرعاية ما بعد الإصابة بـ (كوفيد-19)؟

- لقد بدأ المركز حديثاً، في الأسبوع الثاني من العام الجديد 2021، والأشخاص الذين سيستفيدون من هذه العيادة هم المتعافون من الكورونا ولكنهم لا يزالون يعانون من ضيق شديد في التنفس تقريباً بعد مرور ستة أسابيع من بداية الإصابة بالفيروس أو أنهم لا يزالون بحاجة للأوكسجين وبالتالي يحتاجون الى برنامج إعادة تأهيل الرئتين. ربما بعد شهرين سيصبح لدينا أرقام عن نسبة الأشخاص الذين سيستفيدون من البرنامج لأن عملية اعادة تأهيل هدفها تسريع التأهيل، وعادة نقوم باعادة تقييم بعد ثلاثة أشهر. وفريق الدراسات ينظر الى المدى الزمني فهو ليس تحسناً سريعاً لأن هذا الفيروس يسبب تلّيفاً رئوياً وبالتالي يكون الشفاء بطيئاً.

الجسم يحارب الفيروس إلا بحال كانت المناعة ضعيفة

* بعدما يُشفى المريض من الكورونا هل يخرج الفيروس من الجسم تماماً؟

- عندما يُصاب الشخص بالكورونا يخرج الفيروس من الجسم، الا بحالات استثنائية عندما تكون مناعة الشخص ضعيفة جداً. وحتى اذا كان الشخص قد أدخل الى المستشفى وشفي من الكورونا يكون الفيروس قد خرج من الجسم. عندما يدخل الفيروس الى الجسم يحاربه الجسم ويخرج منه عادة تقريباً بين 10 و 14 يوماً إذا كان المرض خفيفاً وبشكل استثنائي الى 20 يوماً إذا كان المرض شديداً مما يستدعي ادخاله الى العناية الفائقة، ولكن بعد مرور 10 أيام وعادة يبدأ من اليوم السابع، مع العلم أن الجسم يحارب الفيروس ولكن المرحلة تطول وممكن أن تستمر لأسابيع وممكن أن نرى عواقبها لمدة أشهر، ولكن الفيروس يكون قد خرج من الجسم، وطبعاً من خلال تواصلنا مع المصابين بالكورونا يبدي المريض استغرابه كيف أنه على الرغم من مغادرته المستشفى منذ شهر مثلاً لا يزال يحتاج للأوكسجين. الجواب هو أن هذا الفيروس جديد وطريقة محاربة الجسم له تؤدي الى مضاعفات وأحياناً لها عواقب طويلة المدى، الفيروس يكون قد خرج من الجسم ولكن الجرح الذي يتركه في الشريان ممكن أن يتسبّب بجلطة بعد أسبوع، أو ممكن أن يحتاج للأوكسجين. اذاً التعافي يكون بطيئاً.

* ما المطلوب بعد الشفاء من الكورونا إذ أحياناً نرى أن البعض يتساهل مع الأمر مع العلم أن الاصابة بالفيروس للمرة الثانية ستكون أشد خطورة؟

- لن أتحدث عن الشخص الذي يُصاب بالكورونا للمرة الثانية لأنه لا تزال الأعداد قليلة في هذا الخصوص، ولكن بدأ الحديث الآن عن تحوّر الفيروس كما يحصل في جنوب أفريقيا، ولكن لا يزال الموضوع جديداً وليس هناك الكثير من المعطيات... فلنتحدث عن نوعين من الأشخاص الذين يتعافون من الكورونا: أولاً الشخص الذي يتعافى من الكورونا يتحسن شيئاً فشيئاً اذ نطلب من الشخص ألا يأتي الى العيادة في الشهر الأول بعد اصابته لأن نسبة كبيرة من الناس يُشفون كلياً، لا شك أننا نعاين الجميع ولكن يُستحسن أن نرى الأشخاص الذين هم بحاجة للمتابعة. اذاً أول شهر نسبة عالية من مرضى الكورونا يشفون من المرض خصوصاً الذين لم يُدخلوا الى المستشفيات. لكن الأشخاص الذين لديهم أعراض مزعجة بعد مرور ستة أسابيع من الاصابة، ويشعرون بضيق في التنفس عند المشي او الشعور بالتعب وقلة التركيز، عليهم أن يقصدوا عيادة الرعاية ما بعد الاصابة بـ (كوفيد-19) لمتابعة حالتهم. النوع الثاني اذا كان المريض قد تحسن ولكن ظهر شيء جديد يحتاج لاعادة تقييم وهذا أيضاً من الضروري ان يقصدنا أو ان يعاينه طبيبه مع العلم أنها أقل من أول حالة ذكرناها هنا، فاذا لم يتحسن وضعهم بشكل كاف لأنه أحياناً يحصل أمر جديد أي نرى أشخاصاً عادوا الى بيوتهم وهم بحال جيدة او لم يحتاجوا لمسيّل الدم من ثم يشعروا بألم فيحصل معهم مشكلة في القلب وفي بعض الأحيان تحصل رجفة صغيرة بالأعصاب او تظهر طفرة جديدة. 

* ولماذا تستمر فقدان حاسة الشم والتذوق حتى بعد الشفاء من الكورونا؟

- نحن نتابع هذه المشكلة مع العلم أنه لغاية الآن ليس لدى المتعافي حل سوى أن ينتظر بعض الوقت لاستعادة حاستي الشم والتذوق.