تفاصيل الخبر

إنه مروان حمادة فاقرأوه!

10/08/2018
إنه مروان حمادة فاقرأوه!

إنه مروان حمادة فاقرأوه!

 

بقلم وليد عوض

 

وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة (79 سنة) ليس واحداً من رجالات بعقلين وكفى. بل هو سيرة سياسية صحافية يطوي اللغات ولا تطويه... وقد ورث من والده السفير الراحل محمد علي حمادة لباقة الكلمة وذكاء الابتسامة والقدرة على التواصل مع جميع الناس. وأول زواج له كان من إحدى الموظفات المسلمات في المجلس الوطني للسياحة الذي كان برئاسة الوزير السابق الشيخ حبيب كيروز، ثم تزوج من ديبلوماسية وكاتبة لامعة، وله رعاية خاصة لابنه كريم ولكن هذه الرعاية لم تمتد الى جعل الابن يحتل المنصب العالي في الدولة.

وكان مروان حمادة رئيساً لتحرير النسخة الفرنسية من نشرة <لبنان 77> الصادرة عن المجلس الوطني للسياحة، فيما أعطيت رئاسة تحرير النسخة العربية لرئيس تحرير <الأفكار> وليد عوض. وكان مروان حمادة متأثراً بزعامة كمال جنبلاط الذي كان من زمان الرئيس فؤاد شهاب من أقطاب حكومة الرئيس صائب سلام، وكان يتابع خطوات كمال جنبلاط مثلما يتابع إحدى الدراسات الجامعية فكان من الجرأة وقوة الرأي بحيث شارك زمان ربيع 1977 في مأتم الصحافي الكبير الراحل سليم اللوزي الى جانب الرئيس سليم الحص ورئيس تحرير <الأفكار> وكان عدد المودعين لا يتجاوز العشرة أشخاص.

وما تأثر مروان حمادة بانسان كما تأثر بالصحافي الكبير الراحل غسان تويني زوج اخته ناديا حمادة. وقد رعى غسان تويني مواهب الشاب مروان حمادة فأعطاه مكتباً في الطابق الأعلى لمبنى <النهار> في شارع الحمراء، ثم أعد له مكتباً في عمارة <النهار> عند ساحة الشهداء. وجعل الوصول إليه خاضعاً لحرس الدار، وقد احتفظ لمكتبه بالمديرة رينيه بابا دوبولوس، وكانت هي مفتاح الطريق الى مروان حمادة، ومضرب المثل في الوفاء.

وليس هذا كل شيء عن مروان حمادة. فقد تأثر الرجل ولا يزال بالزعيم الوطني وليد جنبلاط، مثلما تأثر بوالده كمال جنبلاط، ولا يغرب عن باله كيف وضع كمال جنبلاط رأسه بين يديه في مجلس وزراء قصر <اليونيسكو> حيث كان مقر المجلس، وأجهش بالبكاء، وكان هذا كافياً ليرفع الرئيس فؤاد شهاب يده ويقول لوزراء الدولة: ليكن له ما يريد!

وما يريده كمال جنبلاط كان ترفيع رتبة عدد من الأساتذة في الجامعة اللبنانية والتعليم الثانوي، فيما أكثر الوزراء لم يكونوا في باب الموافقة على هذا الترفيع.

ويوم الجمعة الماضي استضاف وزير التربية مروان حمادة في احتفال داخل قصر <اليونيسكو> العشرة الأوائل في الشهادات الرسمية مع رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق، وبلغ عدد المتفوقين في الامتحانات 143 متفوقاً.

إلا ان المتفوق الأول في كل هذا الاحتفال كان مروان حمادة نفسه، وعلى رأسه أرزة لبنان وإن كانت باقية في الخفاء ولم تظهر!