تفاصيل الخبر

انفجار البراكين السياسية بيـن الحريــــري ونصـــر الله!

15/11/2018
انفجار البراكين السياسية  بيـن الحريــــري ونصـــر الله!

انفجار البراكين السياسية بيـن الحريــــري ونصـــر الله!

 

بقلم علي الحسيني

خطاب ناري من نوع <زلزال> أو ربما <رعد> أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال يوم <شهيد> الحزب، أشعل من خلاله الأوضاع وقلب الأمور رأساً على عقب وأعاد من خلاله عقارب تأليف الحكومة إلى المربع الأول بعد تأكيده بأن لا تشكيل حكومة ما لم يتم توزير أحد النوّاب السُنّة المعارضين. والملفت الأبرز في خطاب نصر الله، الرسائل التي وجهها إلى كل من رئيس الحزب <التقدمي الإشتراكي> وليد جنبلاط بالاسم، وحزب <القوات اللبنانية>، وهو ما اعتُبر في القراءة الداخلية، تطور بارز في أخذ الأمور نحو التصعيد، إلا في حال اجتراح حل يُنهي الأزمة الحاصلة، والخروج بحكومة وفاق وطني بأقل الأضرار الممكنة.

 

اجتماع ليلي يُطيح بالتأليف!

 

لم يكن تطيير التأليف الحكومي يحتاج إلى أكثر من اجتماع ليلي في الضاحية الجنوبية. الداعي إلى الوليمة السياسية، هو بالطبع حزب الله، أمّا المدعوون فهم أعضاء كتلة <اللقاء التشاوري> أو ما بات يُعرف بنوّاب <سُنّة حزب الله> وقد تم الإتفاق خلال اللقاء الذي عُقد منذ شهر تقريباً أو أكثر بقليل على تطيير الحكومة من خلال وضع عقدة توزير أحد نوّاب السُنّة المعارضين، وقد تكفّل النائب عبد الرحيم مراد برمي العقدة خلال إطلالة متلفزة أوحى خلالها أن <اللقاء التشاوري للسنة المستقلين>، توجهوا للرئيس المكلّف سعد الحريري ليمثلهم في الحكومة العتيدة، وقد أراد مراد من خلال الإيحاء هذا، ضرب مجموعة عصافير بحجر واحد، كالقول ان الكرة أصبحت في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري وأن أي إفشال لعملية التأليف هو سببها.

الأنكى من <لعبة> تطيير عملية التأليف، أن حزب الله ذهب إلى الترويج لاحصاءات مغلوطة تتعلّق باحتساب عدد الأصوات التي نالها حلفاؤه في <سُنّة المعارضة> في الانتخابات النيابية الأخيرة، فزعم وفق معادلته وحساباته الخاصة، أن مجموع ما نالوه مجتمعين، يُساوي ما نسبته 40 في المئة من نسبة أصوات السُنّة في لبنان ككل. لكن ما استند اليه الحزب في حساباته، يعود إلى ركونه لبعض الاحصاءات الانتخابية المغلوطة طبعاً، والتي اعتبر من خلالها أن <مظلومية> بحق الحلفاء أدت إلى منعهم من حقهم. فترويج الحزب بأن حلفاءه الستة حصدوا ما نسبته 40 في المئة من أصوات السُنة عموماً، تدحضه الوقائع المبنيّة على كل الاحصاءات الرسمية وغير الرسمية، والتي تُبيّن أن مجموع ما حصده هؤلاء، لا يتجاوز الـ 9 في المئة، وهذا ما تُثبته أيضاً، الأرقام التي نشرتها <الدولية للمعلومات> ومعظم وسائل الاعلام الرسمي والخاص، ما يظهر أن الحزب ارتكز في عملية التعطيل، على أرقام وهمية عادت وانقلبت على حلفائه وكشفت حجم تمثيلهم بالجملة والمفرّق.

 

إحصاءات وتساؤلات!

 

وبحسب النتائج الرسمية، حصل حلفاء حزب الله أي <النوّاب الستة> على الأصوات التفضيلية السنية الآتية: فيصل كرامي: 6564، جهاد الصمد: 10114، عبد الرحيم مراد: 10640، عدنان طرابلسي: 11425، قاسم هاشم: 3504، الوليد سكرية: 1053، أي ما مجموعه 43300 صوت تفضيلي سني من أصل 481680 هو المجموع العام للأصوات التفضيلية السنية في كل الدوائر، أي ما يعادل بالنسبة المئوية: 8.9 في المئة. وهنا لا بد من توجيه سؤال الى حزب الله: من أين جاء بنسبة الـ 40 في المئة؟ ومن هي الجهة الفعلية التي زودته بها وأدخلته في متاهات كان في غنى عنها لاسيما وأنها بعيدة كل البعد عن الاحصاءات الرسمية؟.

وفي السياق أيضاً، يسأل مصدر معني بتشكيل الحكومة، كيف يحق لستة نوّاب بينهم نائبان حضروا خلال الإستشارات النيابية مع <التكتل الوطني> التابع للمردة، أن يُطالبوا بوزيرين، بينما تكتل <الجمهورية القوية> (القوات اللبنانية) المؤلف من خمسة عشر نائباً بالكاد يحصلون على أربع وزارات قد لا تكون بينها وزارة سيادية كوزارة الأشغال التي يُطالب بها <التكتل الوطني> المعطوف عليه نائبان سُنّيان هما، كرامي والصمد. والأبرز، أن النوّاب الستة لم يصلوا الى الندوة البرلمانية بفعل أفكار منظمة ولا برؤية سياسية موحدة ولا ببرنامج عمل متكامل، بل الهدف الوحيد وراء ترشيحهم، كان تقليص حجم كتلة الرئيس الحريري و<الحرتقة> عليه وعلى إنجازاته. واليوم تبيّن أن ما يجمعهم، هو فقط الخصومة مع الحريري.

 

بين حزب الله وخصومه!

بالعودة إلى خطاب السيد نصر الله الأخير، فهو كان حذّر جنبلاط وجعجع من الكلام عن أن حزب الله يعطّل تشكيل الحكومة، داعياً جنبلاط إلى إعادة ضبط أجهزته اللاقطة لعدم القول إن إيران تقف خلف التعطيل. فلا يحق لجنبلاط القول إن حزب الله يعطّل التأليف الحكومي قبل مرور أربعة أشهر مثيلة للأشهر الأربعة التي استغرقها الاشتراكي في التفاوض على حصّته. ولا يحق لجعجع اتهام حزب الله بالتعطيل قبل مرور خمسة أشهر مثيلة للأشهر التي فاوضت فيها القوات على حصّتها. فحزب الله حسب نصر الله لم يقل إن الاشتراكي والقوات اللبنانية أخّرا تشكيل الحكومة، ولكن بمجرّد <تضامنه مع اخوة له حتى فتحوا النار باتجاه ايران وسوريا> واتهموا الحزب بالتعطيل. لكن حزب الله كما قال نصر الله تواضع منذ البداية كي تتشكّل الحكومة ولو أراد التعطيل لكان لديه الجرأة الكافية بقول ذلك بكل صراحة.

رئيس الحزب <التقدمي الإشتراكي> وليد جنبلاط رد على نصر الله عبر <تويتر> لكن من دون وجود نيّة لديه بفتح جبهة معه ولا بين جمهور الحزبين. قال جنبلاط: يا سيد حسن. في هذه اللحظة في فرنسا يؤكد الرئيس الفرنسي <ايمانويل ماكرون> والمستشارة الالمانية <أنجيلا ميركيل> على المصالحة بعد مئة عام من اندلاع الحرب العالمية الاولى، مضيفاً: اتوجه اليك كمواطن عادي من أجل التأكيد على الحوار على نقطة واحدة فقط في منع الانهيار الاقتصادي والجوع بعيداً عن الصواريخ وإيران وسوريا. كما رد رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع على نصر الله في تغريدة قائلاً: بما يتعلق بحديث السيد حسن نصر الله بالأمس فهو غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً.

 

حزب الله في أزمة ام نعمة؟

مصادر مقربة من حزب الله، تؤكد لـ<الأفكار> أن البعض يريد أن يمنع النواب السنة المستقلين من الحصول على حقهم تحت عنوان أنهم سنة حزب الله أو سنة 8 آذار أو سنة المحور الإيراني السوري أو أنهم السنة الداعمين للمقاومة، وعليه فلا يتوقعن أحد أن يتخلى الحزب عن هؤلاء الذين يحرمون من حقهم ويعاقبون لأنهم معه ويدفعون ثمناً في السياسة لأنهم يؤيدونه، ومن لديه شك في هذا الأمر، فلينظر إلى تاريخ الحزب وممارساته منذ العام 1982 والتي تقول انه ما تخلى عن أحد تحالف معه. وتجدد تأكيدها بأن موقف الحزب النهائي رهن بما يقرره النواب السنة المستقلين، سواء تمسكوا بتوزير احدهم او وافقوا على تسمية شخصية وسطية او تراجعوا عن مطلبهم لسبب ما. وتوضح ان حزب الله لا يحل محل هؤلاء في ما يقررون ولا حول اي صيغة يتفاوضون، ولا يحل أحد محل الرئيس المكلف، وان الحزب يعطي للقضية طابعها الوطني وليس المذهبي

او الطائفي خلافاً لمحاولات بعض القوى الداخلية النفخ في بوق التحريض المذهبي السني- الشيعي والباس القضية

لباساً غير وطني.

موقف حزب الله من حلفائه السُنّة وذهابه الى حد تعطيل تأليف الحكومة، يرى فيه خصومه السياسيون محاولة للخروج من مآزقه السياسية وأبرزها العقوبات الدولية التي فُرضت على إيران، وبطبيعة الحال سيكون من أكثر المتأثرين سلباً بهذه العقوبات. يقول أحد أبرز صقور ما يُعرف بـ <14 آذار>، إن حزب الله يعمل على تأخير ولادة الحكومة لأسباب تتعلق بالوضع الصعب الذي يمر فيه مع الداعم الإيراني وتحديداً لجهة العقوبات المفروضة عليهما ووضعهما على لائحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابع دعمهما المادي. ويُضيف: إن الحزب الذي يمر بكل الأزمات هذه، لن يمنح جوائز عشوائية لا لسعد الحريري ولا لحليفه الرئيس العماد ميشال عون الذي نفذ صبره من مماطلة حزب الله في تشكيل الحكومة وهو ما يعتبره ميشال عون أنه ضربة قوية لعهده خصوصاُ وأنه كان وعد جمهوره المسيحي واللبنانيين بشكل عام، بأن عهده سيكون من أفضل العهود على الإطلاق، لكنه حتى اليوم لم يف بأي وعد قطعه، والسبب هو مماطلة وتسويف حزب الله.

ويختم المصدر بالقول: ويبقى الأهم، هو البحث عن أسباب تعثر الحكومة العراقية مع الإنجازات التي يحققها التحالف العربي في اليمن وضرب حزب الله من خلال نصر الله أول من أمس، لأي أمل بتأليف الحكومة، عندها ستجد ان العقوبات الأميركية على إيران، هو المسبب الأساسي لكل هذه العراقيل، وهذا يعني أن النظام الإيراني مستعد اليوم للقيام بأي خطوة انتحارية، للخروج من عزلته. ونتمنى أن لا يذهب حزب الله بهذا الإتجاه أيضاً.

بو عاصي: المعايير ليست مناطة

بنصر الله أو غيره!

 

وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال النائب بيار بو عاصي يرد على نصر الله بتأكيده أن القوات اللبنانية لم تعطل الحكومة 5 أشهر، وهي ليست مولجة بتشكيل الحكومة ككل الأفرقاء، فهذه مهمة الرئيس المكلف، الذي تفاوضنا معه لفترة طويلة. فالقوات اللبنانية فاوضت فقط، ولم تعطل، ومفاوضاتها كانت ضمن المسافة الزمنية، التي كانت متاحة لها من الرئيس المكلف. وعندما يقول السيد نصر الله ان القوات استفادت من الوقت الضائع، فهذا الكلام لا يستقيم لا بالسياسة ولا لخدمة الدولة والمواطن. فإما يحق لكل المكونات أن تفاوض، لأن هذا حقها، أو نبتعد عن هاجس استمرار الدولة ومؤسساتها، التي تعد مصدر الاستقرار الأساسي في البلد.

ورفض ما أوحى به نصر الله بالتعطيل، إذا لم يصل إلى النتيجة التي يرغب فيها، معتبراً أن المعايير ليست من أعمال نصر الله أو غيره، فهي مناطة فقط بالرئيس المكلف، وقال: لا يمكن أن نحكم البلد إذا لم نتصرف بعدل ونحترم ما يقره الدستور، لكل مكون في هذا البلد، والدستور منح الرئيس المكلف صلاحيات يجب احترامها، كما لا ينبغي الضغط عليه لتشويه الصلاحيات الدستورية. فالعدالة واحترام الدستور هما فقط ما يسمحان ببناء البلد. والمُلاحظ أن حزب الله يريد ان يكون تمثيله أكبر وأوسع، وهو يريد حجماً آخر في لبنان والمنطقة، ومن هنا يحاول بشدة أن يوسع بقعته خارج طائفته.

الحريري يرفض شروط نصر الله!

 

خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في <بيت الوسط> مساء الثلاثاء الماضي، حمّل الحريري حزب الله المسؤولية بتعطيل تشكيل الحكومة، وقال: <هناك حقيقة يجب أن تقال من دون قفازات، وهي أن تأليف الحكومة اصطدم بحاجز كبير يسميه البعض حاجز نواب سنّة الثامن من آذار، ولكني أراه أكبر من ذلك بكثير، وهو ما عبّر عنه بصراحة الأمين العام لحزب الله، وهو قرار من قيادة الحزب بتعطيل تأليف الحكومة. وشدد على انه رفض طرح توزير النواّب السنة المعارضين رفضاً نهائياً منذ بداية الطريق، وقال: <قلت للحزب وللجميع أن هذا الأمر لا يمكن أن يمر>. ولفت إلى أنه <إذا كان الحزب متمسكاً بهذا القدر بتمثيل هؤلاء لكان باستطاعته أن يسمي أحدهم ولكنه لم يفعل>.

ورداً على اتهام نصر الله له بالتحريض الطائفي والمذهبي، رفض الرئيس الحريري رفضاً قاطعاً مثل هذا الاتهام، وقال: أنا لا أقبل من أحد أن يتهم سعد الحريري بالتحريض الطائفي والمذهبي، لأن هذه ليست مدرسة رفيق الحريري ولا سعد الحريري ولا تيار <المستقبل>. وحين نقول ان <المستقبل> تيار عابر للطوائف نكون نعلن الحقيقة بالممارسة وليس بالتنظير على الآخرين، لأن المدارس والأحزاب الطائفية والمذهبية معروفة في البلد ولا أحد فوق رأسه خيمة. وختم: أنا أبو السنّة في لبنان وأنا أعرف أين هي مصلحة أهل السنّة في لبنان، وكيف أحمي السنّة وكيف أدافع عن قضاياهم. السنّة طائفة أساسية في البلد، ولا يمكن أن تكون في أي ظرف طائفة ملحقة بأحد أو بحزب أو بمحور، ونحن لا نقبل أن يكون هناك طغيان من السنّة على المصلحة الوطنية، لكن لا يمكن أن نقبل بطغيان أي طائفة على السنة وعلى مصلحة البلد.

 

حزب الله وخصومه!

 

يؤكد بعض زوار الضاحية الجنوبية ان مفتعلي الازمة الحقيقيين يتوزعون بين محورين داخلي وخارجي هدفهما الاوحد استهداف الحزب وضرب مشروع المقاومة في الشرق الاوسط تمهيداً لاسقاطها وتعطيل اي فاعلية لها في وجه اسرائيل التي تغلغلت في العالم العربي الى حدّ كبير.أما عن عدم زيارة أي وفد من حزب الله الرئيس ميشال عون لحل العقدة، يقول الزوار <لا يحاولنّ احد اللعب على وتر العلاقة بين رئيس الجمهورية والحزب، فهي امتن مما يتصورها البعض.

في المقابل، ثمة من يعتبر أن حزب الله بدأ منذ استنهاض عُقدة تمثيل نواب <سنّة 8 آذار> بالحديث، عبر أوساطه ومصادره، عن أن> القوات> من جهة أخرى، و<الإشتراكي> أوقفا تشكيل الحكومة لأشهر، فيما وجّهت أوساطه أيضاً الأسبوع الفائت، إنتقادات للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد تحرّكه على الخطّ الحكومي في اتّجاه قصر بعبدا من جهة، وحزب الله من جهة أخرى خلال توجيه رسالة الى الحزب مع المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، واعتبار مصادر الحزب أن الراعي لم يتحرّك عندما كانت <القوات> تُعطّل، فيما تحرّك بعدما ظهرت عرقلات من باب حزب الله.

وانطلاقاً ممّا ذُكر، كيف ستنتهي هذه المعضلة؟ وعلى أي شاكلة سيكون الحل؟ وعلى حساب من؟ قراءات تقول بأن الحل ربما يكون في 8 آذار 2019، نظراً لرمزية هذا التاريخ بالنسبة الى حزب الله، فيكون الحزب بذلك شفى <غليله> بإثبات وجود داخلي لا ينحصر فقط بالـ <القوات> و<الإشتراكي> من جهة، وجعل الرئيس الفرنسي <إيمانويل ماكرون> يزور لبنان في شباط 2019، ويجري لقاءات غير مضمونة النتائج مع سلطة غير واضحة المعالم، في انتظار سلّة مفاوضات إيرانية - دولية مطلوبة من قِبَل طهران. لكن كل هذه الاستنتاجات والتحليلات، لا تُغيّر من واقع صعب يشي بأزمة إقتصادية صعبة، لن يقدر لا حزب الله ولا غيره من بقية السياسيين اللبنانيين على حلها في حال إنفجر تحوّل رغيف المواطن إلى <كبش> محرقة.

بين حارة حريك و<بيت الوسط>!

 

حتى الساعة لا وسيط يعمل على خطي حارة حريك و<بيت الوسط>، فالطريق غير سالك لمن ليس لديهم خبرة فن تدوير الزوايا، ومن هذه النقطة تحديداً المحت مصادر سياسية لـ<الافكار>، أن ثمة حلاً يُمكن ان يخرج الى النور قد يلقى قبول لدى الأطراف المتخاصمة على التوزير. ويقوم هذا الحل على توزير النائب أسامة سعد على ان يكون من حصّة رئيس الجمهورية ويتخلله منح كارت من فئة <إرضاء> للرئيس الحريري. والأهم هو في تأكيد المصادر بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اطلع على هذا الحل ولم يُبد أي اعتراض عليه، لكن من دون أن تشير إلى تبنيه له.

أمّا في حال ظل تعنّت الجميع على حاله، فهذا سيُعيدنا حتماً إلى قصيدة محمود درويش.. ستنتهي الحرب، ويتصافح القادة، وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب، وأولئك الاطفال ينتظرون والدهم البطل، لا أعلم من باع الوطن، ولكنني رأيت من دفع الثمن.