تفاصيل الخبر

”انــد اكـشــن“... أراده أصـحـابـــه فـيـلـمــــاً شـبـابـيــــــاً لـكـســـر الـروتـيـــن فــي الأفـــلام اللـبـنـانـيــــة!  

10/03/2017
”انــد اكـشــن“... أراده أصـحـابـــه فـيـلـمــــاً شـبـابـيــــــاً  لـكـســـر الـروتـيـــن فــي الأفـــلام اللـبـنـانـيــــة!   

”انــد اكـشــن“... أراده أصـحـابـــه فـيـلـمــــاً شـبـابـيــــــاً لـكـســـر الـروتـيـــن فــي الأفـــلام اللـبـنـانـيــــة!  

بقلم عبير انطون

2

من عنوانه بالانكليزية <اند أكشن>، أراد القيمون عليه تمييزه بما يدل على نمط سريع يحفز المشاهد على حجز بطاقة للتعرف اليه. الفيلم الشبابي بامتياز من انتاج شركتي <g&jproduction> و<ECS> للتوزيع السينمائي ويضم باقة منوّعة من النجوم جاؤوه من ميادين الشهرة المختلفة في الفن والغناء والرياضة، وفي مجال كتابة السيناريو والإنتاج والإخراج ايضاً. الـ<جوقة> الشبابية نبضت فيه بقلب واحد فجاء العمل يشبههم ويستحق تصفيق وتشجيع التجربة الاولى.

<الافكار> دخلت مع بطلته لورا خباز ومنتجه جورج بو منصور كواليس الفيلم الذي بدأ عرضه في الصالات الاسبوع الماضي..

 <اند أكشن> فيلم كوميدي رومانسي موسيقي يعتبره القيمون عليه الاول من نوعه في لبنان. فيه تجتمع الكوميديا مع التراجيديا، وهو يطرح قضية اجتماعية بأسلوب واقعي غير متكلّف على وقع موسيقى وأغنيات جميلة تلعب هي ايضاً دوراً بطولياً، كتبها ولحنها انطوني توما، الشاب الذي برق نجمه في برنامج <ذي فويس> الفرنسي، ولمع رقصه في برنامج <الرقص مع النجوم> فتوّج بلقب الموسم الثالث. في <اند اكشن> كان التحدي الاول لانطوني كتابة أغنيات باللهجة اللبنانية العامية وتلحينها بالأسلوب الذي عرفت به.

 يشارك انطوني في الفيلم بدور <شربل> الشاب <الفوضوي الضائع> كما يصفه، والذي لا يريد سوى تحقيق أحلامه رافضاً استلام شركة والده لأنه يعتبرها دفنا لطموحاته، وهو لا يبالي بصديق عمره أحمد ( لاعب كرة  السلة اسماعيل أحمد) الذي يترك أهله وبلده ليساعد <شربل> في الشركة من دون ان يهتم الأخير لتضحياته. أنطوني السعيد بتجربته التمثيلية الاولى، يعوّل على حكم المشاهدين خاصة ان الشخصية لا تشبهه <فأنا منظّم وأعرف ما أريد>، ويبدو انه نجح في نيل الإعجاب مع الإعلان عن احتلال الفيلم المرتبة الاولى في الاسبوع التاسع من العام 2017 بعد اطلاقه في العشرين من شهر شباط/ فبراير الماضي.

 وتدور قصة الفيلم الذي اخرجه <دافيد اوريان> حول <نايا> ( شيرين الحاج) وهي فتاة تتعرض للظلم لكن صديقتها <ريتا> ( لورا خباز) تقف الى جانبها وتساعدها على تخطي صعابها ومواجهتها، وتلتقيان بالشابين <شربل> و<احمد>، فيلعب تهور <ريتا> دوراً بإثارة مشاكل جمة.

فما الذي فعلته <ريتا> وماذا تقول عن دورها؟

4- <ريتـــــــا> كانت تجربـــــة حلــــــوة وصعبـــــة في الــــــوقت عينــــــه، تقــــــول لــــــورا خبـــــــاز لـ<الأفكــــــار>:

- لقد كمنت صعوبة الخطوة في القلق من الانزلاق الى الهفوات والاخطاء خاصة وان عناصر العمل من الممثلين الى المنتج والمخرج وكاتب النص هم جدد، فخشيت من التراجع خاصة ان النجاح في المسرح مع جورج ( خباز) كبير ويعطيني كممثلة رضى ذاتياً جمّاً. لا أنكر انني ترددت في البداية بعض الشيء، لأنها خطوتي الاولى في السينما ولم أظهر عبر مسلسلات تلفزيونية منذ مدة، إلا ان النتيجة جاءت على قدر الآمال، وقد ساعد في نجاح الفيلم أيضاً أشخاص لهم باع طويل في الفن من جورج دياب الى فيفيان انطونيوس وميراي بانوسيان وغيرهم.

 وعما اذا كان ترددها ناجماً عن خوف من ألا يوازي النجاح على الشاشة النجاح على الخشبة تقول لورا:

-  انه بالإمكان النجاح في الاثنين معاً، مقدمةً مثل اخيها جورج. ففي المجال الاول لا زالت الشاشات تعيد للمرة المئة ربما مسلسل <عبدو وعبدو> حتى حفظه الناس غيباً، وفي السينما حصد اكبر الجوائز بينها مجموعة عن فيلم <غدي> مثلاً.

 وتزيد لورا قائلة:

- في الواقع تخوفت من سوء تقديري للخطوة اذا ما فشلت، وأنا لا امتلك خبرة جورج في الحياة الفنية اذ ان كل فنان معرض لسوء تقدير في حياته المهنية، وقد تخونه رؤيته للأمور. الحمد لله لم يحصل ذلك وردة فعل الجميع مشجعة او اقله حتى الآن لم اسمع اي ردة فعل سلبية خاصة من قبل الاصدقاء الذين انا على ثقة من انهم لو وجدوا خللاً ما كانوا ليخفونه عني.

 وعما اذا ما تدخل جورج في اختيارها لدورها اجابت لورا بالنفي، حتى انه لم يقرأ النص وأكدت انه تابعه كما جميع المشاهدين، اما الانتقادات المحقة التي اسرّ بها اليها في البيت، فهي طلبت ان نتوجه اليه بهذا السؤال مكتفية بالقول انه اثنى على تمثيلها وهو راض عنه.

ونسأل لورا: لو لم تكوني اختاً لجورج خباز، هل كنا سنراك في مجال آخر مختلف تماماً؟

5 فتجيب لورا:

- لا أعرف، وعادة لا أحب الاجابة عن اسئلة افتراضية. فهذا واقعي، تربيت في عائلة تحب الفن، ومنذ صغري وأنا ارى أخي يمثل ويقلد ويكتب ولطالما أردت ان أكون مثله، وقد شكل بالنسبة لي المثال الأعلى.

وعن متعة المسرح واذا كانت لا توازيها اية متعة أخرى كما يؤكد معظم العاملين في حقله، لا تخرج لورا كاستثناء من القاعدة، فهي ايضاً تفضل المسرح وردة الفعل المباشرة، مؤكدة ان المتعة التي يشعر بها الممثل في وقوفه على الخشبة لا يمكن ان يعرف ماهيتها الا من جربها، فهي لا تقارن.

هذا الشعور في العروض المسرحية الحية، قد تلاقيه على الشاشتين الفضية والذهبية ردة الفعل التي اصبحت مباشرة هي ايضاً على اي مسلسل او فيلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي باتت منبراً للتعبير عن المديح او الـ<التهجم> او الانتقاد، فنجد ان سياق المسلسل يترافق مع تعليقات المشاهدين الآنية. في هذا الصدد تقول لورا:

- الأمر مختلف عن ردة الفعل المباشرة على الخشبة، كذلك فانا لست من الناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي. اليوم اقوم بالأمر بعض الشيء لأنه بات يدخل في عملية التسويق للعمل الا انني لست من متابعاته الدائمات، وهنا لا يمكن الا ان اشكر كل من شجعني بعد مشاهدته عرض الفيلم وطبعا هناك من لم يحب واحترم رأيه.

 

وموسيقى..

6وننتقل الى الجانب الموسيقي من الفيلم، واذا ما كان الجمهور اللبناني في عز <الطوشة> التي يعاني منها في أكثر من مجال مستعداً لفيلم يتضمن العديد من الاغنيات، قالت لورا:

- الجمهور مستعد للمشاهدة والاستماع حين يقدم له المنتوج الجيد، ونظلمه عندما نعتقد انه يمكن ان يمرر الاخطاء او ألا ينتبه لها، وأنا سعيدة بانه بات يتوجه بأعداد كبيرة الى الافلام اللبنانية بعد أن رممت الافلام الناجحة جسر الثقة الذي كان مفقودا في السابق.

ــ هذه الاعمال الناجحة، على الشاشة الفضية بشكل خاص، اي منها تابعت لورا مؤخراً؟

- للأسف ولا فيلم، وذلك بسبب الارتباط بالمسرح مع جورج او في التصوير نهاراً، الا ان الاصداء حول اكثر من فيلم لبناني في هذه الفترة كانت جيدة.

وعن رؤيتها ككاتبة نصوص لسيناريو <اند اكشن>، قالت لورا:

- الفيلم عرض علي كممثلة وليس ككاتبة وبناءً على هذا الأمر شاركت فيه واقتنعت بدوري كما هو مفصل، مع ادخال هامش محدد من الارتجال بموافقة الكاتب.

 وسألناها اذا ما كان الكاتب الممثل يوفق أكثر في الادوار التي يكتبها لنفسه او في تلك التي يفاجئه بها غيره فتشكل تحديا بالنسبة له، فتجيب لورا المتوقفة حالياً عن الكتابة للتركيز على التمثيل:

- لكل واحدة لذتها..  فالدور الذي يكتبه المؤلف لنفسه يكون مفصلا بحسب نقاط ضعفه فيخفف منها أما نقاط قوته فيركز عليها، كذلك فان الدور الذي يصل الممثل من كاتب آخر يجعله في تحد مع نفسه، وقد يستخرج منه ما قد لا ينتبه اليه هو نفسه من مكامن ضعف وقوة أيضاً.

3وأضافت قائلة:

 - الشخصية التي لعبتها لورا في <اند أكشن> تحمل ما يشبه شخصيتها الحقيقية وفيها ما يناقضها تماماً، وهي سهلة - صعبة في الوقت عينه. التحدي الأكبر كان في مساحة الدور، فأنا موجودة <من الجلدة للجلدة> الأمر الذي اقلقني فالجمهور لن يعذرني لأنني سبق ولعبت أدوارا في المسرح والتلفزيون، في حين قد يكون عذر من حولي مخففاً كأنطوني توما في تجربته التمثيلية الاولى الى اسماعيل أحمد الآتي من خلفية رياضية.

 وعندما سألناها عن العمل مع انطوني تجيب:

- هو شاب رائع، عفوي، لذيذ، مهضوم، طيب القلب، وهو شخص محترم جداً، وكان التعامل معه كصديق، وأبارك له نجاحه في تجربته التمثيلية الاولى.

صحة السينما..

منتج الفيلم جورج بو منصور يوقع في فيلم <اند أكشن> اسمه للمرة الاولى في فيلم سينمائي. لقد جاء الى الشاشة الذهبية من مجال مختلف تماماً، وهو درس  <الصحة العامة> في الجامعة الاميركية إلا ان الفن يدخل في أول هواياته، لكن ما الذي حمسه لهذا العمل؟

يقول بو منصور لـ<الافكار> انه بمجرد ان قرأ القصة قال في نفسه: <لم لا؟> .

- وجدت فيها الفرصة المناسبة لنبدأ من مكان ما، ورأيت في الفيلم نفساً جديداً لكسر الروتين في الافلام اللبنانية، فهو شبابي ويتوجه اليهم لأنهم يعتبرون الركيزة الاكبر لجمهور السينما.

1 ويزيد بو منصور قائلاً:

 - لقد سبق وعملت مع جاد الخوري كاتب النص على عدد من المشاريع من ضمن الجامعة وكانت جميعها جيدة، وكان بيننا نقاش دائم واطلاع على تفاصيل التقدم بالفيلم.

واذا ما شجعته الخطوة الاولى على خطوات أخرى في المجال، يقول المنتج ان الأمر مرهون بنسبة اقبال الجمهور: <شباك التذاكر هو الامتحان الاساسي علماً ان الاصداء حتى الآن طيبة جداً، ما يحمسنا على التفكير بخطوات جديدة وان كان الحسم مبكرا بعد>.

ويزيد قائلاً:

- تعرفون انه بعد اي عمل يجري القيمون عليه تقييماً له من مختلف نواحيه، وهذا ما قمنا به، وكنا راضين عن الممثلين وأدائهم. هناك ربما بعض الأمور الانتاجية او الاخراجية التي كان يمكن ان تنفذ بطريقة مختلفة، شأن كل عمل سينمائي يجري النظر اليه بعين الناقد القاسية بعد الانتهاء منه.

وعما اذا تضمن الفيلم <رسالة صحية> ذلك ان منتجه آتٍ من <خلفية صحية>، يبتسم ويقول:

- قد يكون هناك رسائل غير مباشرة في هذا الاتجاه الا ان رسالة الفيلم الاولى تركزت على الطفولة وعلى المرأة ووجوب احترام حقوقها واحترامها فكرياً وجسدياً، وبالطبع على المجتمع اللبناني الذي تدور القصة فيه بمختلف مجالاته وأطيافه وشوارعه..