عاد نجم <الكوميديا> محمد سعد الشهير باسم <اللمبي> للظهور على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل <فيفا أطاطا>، الذي يجسد من خلاله شخصيتي <اللمبي> و<أطاطا>، ويغوص من خلالهما في فترات تاريخية مختلفة، حيث تتفجر العديد من المواقف الضاحكة.
وأكد محمد سعد أن تقديمه لشخصيتي <اللمبي> و<أطاطا> لا يعتبر نوعاً من التفتيش في دفاتره القديمة، لأن هذا <الكاراكتير> محبوب ومقبول من الناس إلى جانب أنه عندما يكرر شخصية يراعي أن يقدمها بمضمون مختلف، موضحاً أن فكرة المسلسل بدأت من عند المنتج جمال العدل.
وقال محمد سعد إنه لا بد أن يكون هناك تنوع، وأن سوق الدراما لا بد أن تستوعب كل الأنواع الفنية، لأن هناك جمهوراً من الممكن ألا يشاهد محمد سعد ويشاهد غيره، والعكس، موضحاً أن هدفه الأول هو رسم البسمة على وجوه المشاهدين.
ــ ما الذي دفعك لخوض تجربة الدراما التلفزيونية بعد ابتعادك عنها العام الماضي؟
- <مكانش ينفع أن تكون الحكاية ورا بعضها>، خاصة انني بمسلسلي الجديد <فيفا أطاطا> أنتقل إلى نوعية أخرى من الدراما مختلفة تماماً عن آخر عمل قدمته وهو <شمس الأنصاري>، أي من <تراجيدي> إلى كوميدي، لذلك كان من الضروري أن أتوقف لفترة من الزمن لأستجمع نفسي.
ــ إذن هل كان ابتعادك هدنة لترتيب أوراقك مرة أخرى؟
- ليس ترتيب أوراق، لأن معنى ذلك أنه كان هناك شيء قدمته من قبل
وكان <مش مضبوط>، ولكن نستطيع أن نقول إن ظروف العمل وسوق الدراما تتطلب ذلك، خاصة أن حضور كل فنان يرجع إلى طريقة تفكيره، فهناك من يفضل أن يظهر كل موسم رمضاني وهناك من يفضل الانتظار لعام أو عامين.
اتصال من جمال العدل
ــ لماذا اخترت شخصيتي <اللمبي> و<أطاطا> لتعود بهما الى جمهور التلفزيون؟
- الذي اختار الشخصيات هو المنتج جمال العدل، وعرض عليّ الموضوع وأبلغني بأن هناك سيناريو جيداً عن شخصية <اللمبي> و<أطاطا>، خاصة أنه لم يتم تناولهما تلفزيونياً من قبل، ووافقت لأنني على دراية وخبرة في العمل الفني، وأعلم أن الناس يحبون شخصية <أطاطا> و<اللمبي> ولديهم استعداد لمشاهدتهما، خاصة إذا جرى تناول الشخصيات بشكل جديد، وبالفعل قرأت السيناريو وأعجبت بالفكرة لأن سامح سر الختم ومحمد نبوي كتبا سيناريو جيداً.
ــ ألم تخف وأنت تراهن على شخصيتي <أطاطا> و<اللمبي> أن يتهمك البعض بأنك تفتش في دفاترك القديمة؟
- لم أفكر في ذلك على الإطلاق، خاصة أن هذا <الكاراكتير> محبوب ومقبول من الناس، إلى جانب أنه عندما أكرر شخصية أراعي أن أقدمها بمضمون مختلف، فمثلاً عندما قدمت شخصية <اللمبي> لأول مرة في فيلم <الناظر>، اختلفت عن فيلم <اللمبي> نفسه، واختلف مرة أخرى في <اللمبي 8 جيجا>، وأقصد أنه طالما الموضوعات مختلفة سنشعر باختلاف الشخصية، وإلا لكان إسماعيل يس <قعد في البيت> وهو كان نجم نجوم <الكوميديا> في زمانه، عندما قدم سلسلة <إسماعيل يس> المعروفة للجميع، فالناس أحبته وعرفته بحركات <بقه> (أي فمه) وحركاته التي لو استغنى عنها <مش هيبقى إسماعيل يس>. كما أعتقد أن المنتجين لديهم الخبرة، والتاريخ الفني يعيد نفسه بمعنى أنه <طول ما الكاراكتير حلو وحراق والناس عاوزاه في مواضيع جديدة سينجح لأن فيه أرضية عند الجمهور>.
فرملة الخطر
ــ قلت ان المنتجين هم من يختارونني لهذه النوعية، لماذا لا تفرض رأيك عليهم في ما تريد تقديمه، خاصة أنك تتحمل مسؤولية العمل؟
- لأن أول سطر أبدأ منه في أي عمل أقدمه، أن أكون <حابب> وأكررها للمرة الثانية <حابب> وإذا كنت ترى وضعي في هذه النوعية خطراً عليّ، فأنا أؤكد أنني أستطيع <فرملة> هذا الخطر في الوقت المناسب، عن طريق الاختلاف الذي أسعى له في التناول والموضوع، والدليل على ذلك أن كل تجاربي السابقة حققت نجاحاً وإيرادات عالية وآخرها <اللمبي 8 جيجا> و<تتح> الذي كان شخصية مختلفة تماماً، والمشكلة أن الناس عندما تحب فناناً تريد أن تراه في كل الأدوار وهو يضحكهم، سواء وهو قاتل أو بطل وغيرها من الشخصيات، لأن الناس أحياناً تحب شخص الفنان نفسه ويصبح مثلاً أعلى بالنسبة لهم.
ــ شخصيات المسلسل ليست غريبة عليك، هل كانت لك وجهة نظر في تقديمها أو اخترت أزمنة معينة من التي يتناولها المسلسل وأردت توصيلها للمشاهد؟
- دائماً أقول كلمة واحدة وهي <إن أم كلثوم بتقول آه> ولكن <كل واحد منا يأخذها على الجرح الذي يؤلمه>، بمعنى أنك تقدمين العمل <الكوميدي> ولكنك تضعين السم في العسل <عجبك كل معجبكش ما تاكلش>، ومن الطبيعي أن يكون للمخرج رؤية تحترم ولا يصح أن نقدم عصراً معيناً لأن المسلسل يتعرض لأزمنة مختلفة مثل عصر الكفار أو العصر الحالي ونستهين به، والمضحك في الموضوع أن الشخصية تدخل العصور المختلفة وهي لا تعرف عنها شيئاً، مثل <إيه اللي جاب القلعة جنب البحر>؟، والإضافة تكون مشتركة، فالمخرج يقول وجهة نظره والشخصية تقول وجهة نظرها من خلال التمثيل و<الإيفيهات> والإضافة تأتي من أن تكون الشخصية <ملمسه> في بعض الإسقاطات، والانتقادات، والموضوع أيضاً يضع الفكرة الرئيسية التي هي حل المشاكل المجتمعية التي تقابل الناس من خلال البطل ودخوله معهم في هذه العصور، ولكن ليس بشكل نشرات الأخبار التي توجع القلب ولكن بطريقة <شر البلية ما يضحك>. في الحقيقة السيناريو مكتوب بعناية شديدة هذه المرة، وهناك المايسترو سامح عبد العزيز ومجموعة من المساعدين المتفهمين لكل ما يريد قوله والاتجاه الذي يريد أن يأخذ العمل له.
مخاطرة رمضان
ــ ألا تعتبر الرهان على عمل كوميدي في رمضان مخاطرة؟
- لا بد أن يكون هناك تنوع، وسوق الدراما لا بد أن تستوعب كل الأنواع الفنية، لأن هناك جمهوراً من الممكن ألا يشاهد محمد سعد ويشاهد غيره، وهناك من ينتظرني ولا ينتظر غيري، لأنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، والفنانون سلع لها من يفضلها ويحبها ومن لا تستهويه، وهذا يتضمن النوع الذي يقدمه الفنان، وفي النهاية العمل هو الذي يجذب المشاهد سواء كان كوميدياً أو تراجيدياً، كما أن الناس معذورة لو لم تشاهد كل الأعمال لأن الشهر لا يحتمل متابعة الكل، لذلك هناك من يتابع ما لم يشاهده بعد شهر رمضان.
ــ ما تفسيرك لقلة الأعمال <الكوميدية> هذا العام؟
- (يضحك) ليس لدي تفسير معين، ربما هناك اتجاه أو <حد عملنا عمل>، ولكنني أعتقد أنها عملية مرتبطة بعقلية كل منتج أو فنان، وما يريد أن يقوله أو يوصله من رسائل معينة، فهناك من يريد أن يقولها في عمل <كوميدي> وآخر في <تراجيدي>، لأن الفن ليس تسلية أو متعة فقط، ولكن لا بد أن يكون له هدف ومضمون ورسالة، لذلك أنا أحب دائماً أن أقدم رسالة من خلال أعمالي، لأن هناك من يعتقد أن الضحك و<الكوميديا> استسهال، مع أن رسم البسمة على وجه المشاهد أصعب بكثير من أن نجعله يبكي.
ــ هل ترى أن العمل <الكوميدي> مظلوم؟
- لا، بالعكس فهو يفرض نفسه وبقوة وبإيرادات عالية مع احترامي لباقي الأعمال.
ــ ما هي الرسالة التي تحاول توصيلها للجمهور من خلال مسلسل <فيفا أطاطا>؟
- العمل يعتمد على مدرسة <الميتوتدر> وهي المخزون أو التراكم الفني لدى المشاهد من خلال متابعته طوال سنوات حياته للأعمال الفنية، <حلوة الجملة الطويلة الجميلة اللي أنا مش فاهم منها حاجه دي>، وأن الناس دائماً تحب الأساطير والخيال، وحتى لو أصبح عمرها 70 سنة تحب تسمع وتشوف الحواديت، أو تشاهد فيلم كرتون، ولذلك نحن ركزنا على هذه النقطة. وفي النهاية، الكنز الحقيقي مهما اختلفت العصور أو الأزمنة موجود داخل الإنسان نفسه، كما أن هدفي الأول هو إدخال البسمة على المشاهدين حتى لو من خلال تناول مشاكلهم ونقل صورة من مأساتهم وهذا ليس بالأمر السهل.
أنا و.... <إيمي>
ــ كيف رأيت التعاون مع النجمة الشابة إيمي سمير غانم؟
- في الحقيقة إيمي كانت مفاجأة بالنسبة لي، ولم أكن أتخيل أنها تمتلك كل هذه الأدوات الفنية، من حفظ للدور، وسرعة بديهة في تلقي <الإيفيهات> وتكملتها، بل وخلق <إيفيهات> من تلقاء نفسها، إلى جانب أنها تمتلك خفة دم غير طبيعية تضحك كل من في ورشة العمل، فنحن أمامها نشعر وكأننا في مباراة فنية، لذلك أنا أعتبرها مكسباً للمسلسل، ولست وحدي الذي أقول هذا الكلام، فكل العاملين بالمسلسل أشادوا بموهبتها، وعلى رأسهم المخرج سامح عبد العزيز. وفي الحقيقة وبدون مجاملة كل الممثلين المشاركين في العمل بذلوا أقصى مجهود لكي يخرج العمل بشكل محترم، وعلى رأسهم الفنان سامي مغاوري وأحمد وفيق وهياتم وسامي العدل وعبد الرحمن أبو زهرة وحمدي هيكل.
ــ كيف ترى التعاون مع العدل <غروب> والمخرج سامح عبد العزيز؟
- الحقيقة أن العدل <غروب> كجهة إنتاج محترمة في تعاملاتها، والمنتج جمال العدل وضع ميزانية ضخمة للمسلسل ولم يبخل على العمل بأي شيء، حتى يخرج بشكل جيد وينال إعجاب المشاهدين، وأنا لا أجامل ولكن سيتضح هذا الامر للمشاهد من خلال رؤيته لمواقع التصوير والملابس والديكورات، إلى جانب أنه استعان بالماكيير الفرنسي <دومينيك>، الذي يقوم بعمل ماكياج شخصية <أطاطا>، فهي شركة تهتم بالعمل الفني من ناحية المضمون إلى جانب كونه عملاً تجارياً، وهي تجمع بين الاثنين، وبالنسبة للمخرج سامح عبد العزيز، فقد تعاونت معه من قبل وأثق في إمكانياته، خاصة أننا حققنا نجاحاً وإيرادات عالية في السينما، وقد بذل مجهوداً كبيراً في المسلسل فهو <مايسترو العمل>.
ــ هل لديك مشاريع سينمائية جديدة؟
- أجهز لفيلم مع المؤلف أحمد عبد الله، وفيلم آخر مع المؤلف نادر صلاح وسأقدم شخصيات جديدة عليّ تماماً ستكون مفاجأة للجمهور، وهناك فيلم ثالث بشخصية تحمل اسم <أبو حصوة>، سيكون بعيداً عن كل ما قدمته من قبل.