تفاصيل الخبر

أنـا سفـيــــر للـنـــــاس أتــــــحـدث بـلـغـتـهــــــم وأغـنـيــــــاتـي واكـبـــت الـحــــــراك الـشـعـبــــــي!  

23/09/2015
أنـا سفـيــــر للـنـــــاس أتــــــحـدث بـلـغـتـهــــــم  وأغـنـيــــــاتـي واكـبـــت الـحــــــراك الـشـعـبــــــي!   

أنـا سفـيــــر للـنـــــاس أتــــــحـدث بـلـغـتـهــــــم وأغـنـيــــــاتـي واكـبـــت الـحــــــراك الـشـعـبــــــي!  

بقلم عبير انطون

1 <طلعت ريحتكم> هكذا صدح الفنان علاء زلزلي بكلمات أغنيته الجديدة من وسط بيروت لطبقة سياسية أتت على الاخضر واليابس وجعلت الناس تختنق، فتنفجر! فما الذي دفع بالفنان الى هذا الخطاب المباشر عبر أغنية يرددها الجميع؟ من كانت الجهة وراء التغييب المقصود لعلاء زلزلي عن الساحة؟ ما الذي قاله في نجوى كرم وعاصي الحلاني ومعين شريف؟ وما جديده؟

<الافكار> التقت بالنجم الذي يلمع كلما أطل بجديد، وحاورته بعدة نقاط فكانت الاجوبة شفافة، وبدأنا بالسؤال:

ــ ما الذي جعلك تقول للسياسيين <طلعت ريحتكم> في أغنية من الحانك ومن كلمات أحمد منصور؟ هل هو كسب لتعاطف الناس ام انه نابع من حرقة فعلية تشعر بها كمواطن وفنان؟

- أحرص في حياتي الفنية على ان أتعامل مع اي موقف وطني مستجد. منذ اربعة أشهر سمعتم عبر وسائل الاعلام أغنية <لا للسياسيين> اقول فيها: <الشعب الواحد قسمتوه /خربتو بيتو جوعتوه.. .شبعنا فتنة /شبعنا ديون /شبعنا تلعبوا عالقانون / باسم المحسوبية..>. تولد الأغنية من رحم الواقع الذي نعيشه. أنا كفنان اعتبر نفسي سفيراً للناس اتحدث بلغتهم كمواطن يبغض الطائفية والتي خصصتها بأغنية أيضاً. ليكن لبنان اسمنا وديننا جميعاً. كذلك سبق وغنيت لمنتخب لبنان عندما ترشح لكأس آسيا في كرة السلة. وغنيت يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005 <غبت وروحك ما بتغيب> فكانت أغنية الساحات حينئذٍ. كما غنيت للمقاومة اثر العدوان الاسرائيلي العنيف في تموز/ يوليو العام 2006. وفي استرجاع ايضاً لأغنياتي الوطنية، واكبت المناسبات المختلفة من عيد الاستقلال، الى عيد الجيش واحداث نهر البارد، حتى انني غنيت للعالم العربي كله من دون ان اتخذ اي موقف مع هذا ضد ذاك، فما يجري ليس سوى تصفية حسابات فيما القضية المركزية ضائعة.

ويضيف علاء:

- يمكن القول انني استبقت الحراك الشعبي الذي انشدت فيه أغنية <طلعت ريحتكم> بأربعة أشهر. لمست وجع الناس عن قرب والضيقة التي يعيشونها. انا كفنان، صوتي هو الاداة لوظيفتي وأستخدمه للقضايا الانسانية والاجتماعية. لما نزل الشباب الى الشارع، دعمت الحراك بصوتي، فكما البندقية هي سلاح الجندي فان الصوت هو سلاح الفنان يحمي به مجتمعه وشبابه. اقتنعت ان ما يطالبون به، محق جداً وسوف أواكب هذا الحراك لأنني غير محسوب على حزب او جهة. نزلت الى الساحة تحت راية العلم اللبناني وحده. عرفت مغريات عديدة من حيث الحصول على جنسية اخرى غير اللبنانية ورفضتها على الرغم من كل ما في بلدنا من وجع.

 

خافوا على عروشهم!

ــ لدى الفنانين صلات واسعة مع السياسيين، ألم يأتك عتب منهم على كلمات أغنيتك؟ وهل تعتقد أنهم يأخذون الحملة على محمل الجد ام انهم يراهنون على تعب المتظاهرين وعودة الامور الى ما كانت عليه؟

- لدينا جميعاً صداقات سياسية، الا ان كلمة الشعب المحقة تبقى اقوى من الجميع. غنيت قناعاتي. سبق وحوربت بسبب مواقفي العربية والوطنية الا انني مسؤول أمام اولادي ومجتمعي وبيئتي. بالنسبة لموقف السياسيين من الحملة، فإنهم <آخذينها جد>، وقد شعروا بعروشهم تهتز في بلد يتقاسمونه علناً. كفنان، يدق بابي يومياً العديد لمساعدة معيشية من قبل ارباب عائلات لا يستطيعون إدخال اولادهم الى المدارس التي في الأساس لم يعد لهم مكان فيها، كما انهم يموتون بانتظار دورهم في المستشفيات. والآن حان دور <الفيروسات> لتتغلغل لدى اطفالنا ومسنينا، عدا عن غياب فرص العمل ما يضطر شبابنا للهجرة. هناك معاناة حقيقية والناس لم تعد قادرة على التحمل أكثر.

 ــ هناك فنانون أعرضوا عن النزول من خوفهم من حرف الحراك عن مساره.

- سمعت من يقول ان جهات خارجية تدعم المتظاهرين وتدفعهم للحراك لأجندة معينة. برأيي، الامر غير صحيح، ولو فرضنا جدلاً بأنه صحيح، فإن المسؤولين هم السبب. تريدون ان يبقى الشعب سنداً لكم، كان عليكم ان تحلوا المشاكل تدريجياً، فلما كنا وصلنا الى هنا، ولما كانت الناس تخلّت عن الزعامات كما نشهد اليوم. لقد زرعوا الخوف بين الناس من خلال <الطائفية> و<نحنا وراهم ماشين ... ونسينا الوطن>. انكشفت اللعبة. ما من احد يتبع زعيماً الا لحاجته اليه. اليوم، يقول الشعب بعد الحال المزرية التي وصل اليها على طريقة اخواننا المصريين <كده كده ميت> فانطلقوا الى الساحات. القهر يولد الكثير، والغائب الاكبر والأهم هو الأمن وهذا أوّل ما يطلبه المواطن. ترون الجرائم المختلفة في الطرقات وثمن الانسان رصاصة او سكينة.

 ــ ماذا سنسمع بعد <طلعت ريحتكم>؟

 - أحضّر الآن عملاً عن الاطفال، أغنيه بلسانهم يقولون فيه للمسؤولين كفى. فالاطفال في لبنان مظلومون، يولدون وفي ذمتّهم دين لا ذنب لهم فيه. لنعطهم الاولوية من حيث الحقوق وتأمين المستقبل. في هذه الأغنية نجد الاطفال يناشدون الدولة بالقول انه <اذا راحت عالشباب نحن ما زلنا موجودين>.

ــ ماذا عن اطفالك أنت، كم ولداً لديك؟

- أنا اب لثلاثة صبيان بأعمار متقاربة، اكبرهم في سن السادسة.

ــ هل بينهم من يهوى الفن مثل والده؟

- الكبير والصغير لديهما حس موسيقي عالٍ، أما <الوسطاني>، يحلم بأن يصبح ضابطاً. أتمنى له ذلك، وأنا الآن بصدد تحضير عمل رائع للجيش.

وبعد صمت وجيز يعود علاء لفكرة أراد التأكيد عليها لحرصه على أصوات الشباب:

- على الحراك ان يستمر مهما كانت النتائج الا انني لا أوافق على انهيار كل شيء، فينقلب الهيكل على الجميع. ليكن الهدف هو الإصلاح الحقيقي على الارض. وأطلب من الاعلام ان يتنبه للفتنة. ليتوحدوا ويضعوا خطة عمل واضحة تبرز طلباتهم من تغيير قانون الانتخاب وانتخاب رئيس من الشعب الخ.. وحين نسقوا مع بعضهم البعض مع انعقاد طاولة الحوار الاولى برزوا موحدين ومتضامنين.

معين.. ونجوى

ــ الاضطرابات ليست في الساحة الوطنية وحدها، الفنانون ايضاً عاشوها مؤخراً حيث شهدنا سجالاً حامياً بين عاصي الحلاني ومعين شريف اضطر على خلفيته سياسيون واعلاميون الى التدخل لإخماده بعد ان صرح معين بأن نجوى في أغنيتها الاخيرة <اعطيني بوسة قبل النوم> تغني ما لا يتناسب مع عمرها، فوقف عاصي الى جانبها ورد بقساوة على ابن منطقته..

- اذا أردنا ان نتكلم فنياً، فلا يوازي كل ما نسمعه اليوم النجاحات السابقة للنجوم المعروفين وبينهم النجمة الكبيرة نجوى كرم. كل فنان معرض للنجاح والفشل في عمل او في آخر وهنا يلعب الذكاء الفني دوراً كبيراً وهو ما لا ينقص نجومنا. احيانا الظروف تعاكس وأحياناً أخرى يكون الاختيار غير مصيب او ان التوقيت غير مناسب. نجوى كرم فنانة أحبها جداً ولها تاريخ من النجاح وهي مطربة قديرة، وقد تكون شعرت بأن الأغنية تأخذها الى مكان هي تريده، الا أن ذلك لا يمنع إمكانية إعادة النظر في الخيارات.

ــ تقول على الملأ بأن تعتيماً مقصوداً مورس عليك، ممن كان التعتيم وما كانت أسبابه؟

- منذ بدأت مسيرتي الفنية، ارتأيت ان اصدر <ألبوماً> كل سنتين، وكان كل إصدار يشكل حالة فنية فريدة. في العام 2005 اصدرت <ألبومي> الاخير، ونظراً للظروف التي كانت سائدة في البلد حينئذٍ، ووقوع حرب تموز في السنة التالية، وأحداث نهر البارد في السنة التي عقبتها، فقد كانت تصدر لي اغان منفردة وطنية في غالبيتها لأن الفنان جزء من مجتمعه. وهذا الأمر ساعد في عدم غياب اسمي عن الساحة وبقي الجمهور وفياً لي خاصة مع أغانٍ تخطت شهرتها الحدود اللبنانية مثل أغنية <je suis malade> التي حصدت الجوائز الاولى في مهرجان <الراي>، ولا يمكن إغفال ذكر <الدلعونا>، ونيلي جائزة <الاسطوانة الذهبية> في باريس والجزائر.. كل هذا النجاح لم يحفز الشركة المنتجة على الاضاءة على نجاحاتي واسمي.

ــ تقصد شركة <روتانا> التي كانت تنتج لك.

- صحيح. كان التعتيم مقصوداً الا انني حتى الآن اجهل الاسباب. كنت اول من وقّع مع الفنانة نجوى كرم عقداً مع هذه الشركة في بداياتها وكانت لنا نجاحات كبيرة. كل الذين تعاقدوا مع <روتانا> ومن ثمّ فسخوا العقد معها <تكلموا بالسوء بحقها>، باستثنائي لأنني لا أجيد لغة الشتائم. هل يمكن لأحد ان ينسى نجاح أغنية <تقبرني>، و<مية بالمية> و<العين علي> و<دخلك دخيلك> و<عقلي طار>؟ لم تحاول الشركة إبراز هذا النجاح ولا حتى استثماره، وكان يتم الاتصال بالمهرجانات والحفلات والبرامج لإلغاء مشاركتي فيها، حتى انني تعاقدت يوماً مع قناة <ام بي سي> لإحياء حفلتين لعيد الاضحى فتم الغاؤهما بناء على رغبة ما.. كانت أغنياتي تصل للمراتب الاولى في الإذاعات اللبنانية والعربية وأقدمها على أعرق المسارح فلا يتم ذكرها للترشح بين افضل عشرين أغنية.

ــ هل يمكن ان تكون الاسباب منافسات فنية بحتة ام قد تتعداها الى ما هو ابعد من ذلك؟

- لست اعلم السبب. لم اتحدث يوماً بلغة طائفية او بتحيز مع فلان ضد فلان. كما انني من اكثر الفنانين الذين يساهمون في إحياء الحفلات الانسانية والخيرية. السبت الماضي غنيت لكنيسة <غدراس> حتى ان المطرانية تلقبني بابن الكنيسة الروحي. اما البلدان فقد غنيت فيها جميعها دون تمييز وكنت من أوائل من غنوا في قصر المهرجانات في <كان> وفي قصر <المؤتمرات> في باريس، وفي مهرجانات <قرطاج> والجزائر، وغنيت في البرلمان الاسترالي وكنت الوحيد الذي تكلم عنه رئيس الوزراء الاسترالي. كذلك فقد كنت ضيف تقرير لمدة ساعة في <tv5> الفرنسي مشبهين إياي بـ<الفيس بريسلي>، وأجريت لقاءً مع محطة الـ<سي ان ان> العالمية وغيرها ولا أُنسى في حفلات ليالي التلفزيون في مصر ودبي وغيرها..

ــ عدت مؤخراً من مهرجان <شبيب> في الاردن. كيف كانت حفلاتك فيه؟

 - يكفي قراءة ما كتبته الصحافة الاردنية <علاء زلزلي يزلزل المسرح الروماني>.

 

حضور حفلتي بخمسمئة دولار

 

ــ هل يبقى الجمهور وفياً للفنان حتى لو غاب قليلاً؟

 - جمهوري لم يخذلني مرة. مؤخراً، كنا نشهد في الحفلات اسماء لثلاثة فنانين سوياً حتى يتمكنوا من إحياء حفلة. في سهرة رأس السنة كنت بمفردي وحضرني 750 شخصاً ووصلت أسعار البطاقات الى 500 دولار.

ويضيف علاء:

 - ما يُسمى بالحضور الفني، لا يعني إطلاق الشائعات والمناوشات بين الفنانين حتى تبقى اسماؤهم متداولة، والحضور لا يكون في المشاركة عبر لجان التحكيم للمواهب، فكلمة <بزنس> ليس لها معنى سوى اطلاق النجاحات عبر أعمال رائعة ومميزة وجديدة في الأغنيات الواحدة بعد الاخرى، وقد تأتي أغنية تشكل قنبلة لمؤديها، كأغنية <on va s’aimer> مثلاً للشاب خالد. النجوم العالميون من <خوليو ايغليسياس> الى <ريكي مارتن> وغيرهما لا نراهم يومياً على الشاشات، انما يصدرون أغنيات تشكل ضربات موفقة يجوبون بها العالم اجمع.

2ــ ما الجديد الذي تستعيد به ساحتك الآن؟

- انتهيت من وضع اللمسات الاخيرة على اسطوانة جديدة وهي بعنوان <جنون علاء زلزلي>. كان من المُفترض ان تنطلق بالتزامن مع عيد الاضحى المبارك، الا انني تريثت بعض الشيء وقد يحين الموعد قبل السنة الجديدة بإذن الله.. في <ألبومي> الجديد جنون كبير بموسيقى لم تعهدوها من قبل، وقد تعاونت فيه مع عمرو منصور، مجد عسيلي، علي حويلة، معتصم حمزة، مدين، تامر عاشور، أما توزيع الاغاني فكان لنادر زلزلي والالحان تعود لي.

 ــ ولمن الانتاج؟

 - لي بالطبع. لقد أدركت امراً مهماً اشارككم في معرفته. ان الشركة المنتجة للفنان يمكنها ان تشكل عقبة امام انتشاره بالشكل المطلوب نظراً للاحتكار الذي تفرضه من حيث توزيع الأغنيات وتصويرها.

ــ الموضة الرائجة اليوم هي لغناء الشارات من قبل النجوم لبنانيين وعرباً. أين انت من هذا الاتجاه؟

- سبق وعُرض عليّ العديد منها لم توافقني. على الفنان ان يشعر بكلمات الأغنية ويعيشها وهناك العديد من الشارات الغنائية التي نجحت والكثير منها فشلت بالمقابل. الفنانون الثلاثة الذين نجحوا فيها هم مروان خوري الذي يحترم صوته وفنه ويعرف ما يناسبه ليغنيه، وآدم وهو فنان لم يأخذ حقه علماً ان صوته رائع، والفنان وائل جسار.. اليسا أيضاً أدّت جميلاً في أغنية مسلسل <لو>.

 ــ والتمثيل هل نراك فيه؟

 - لم يحن وقت التمثيل بعد، علماً انني سبق وشاركت في فيلم اميركي بعنوان <Operation Golden Phoenix>. الكثير من الفنانين دخلوا تجربة التمثيل ولم يوفقوا، وأنا لا أريد ان أخرّب نجاحاتي التي حقّقتها في مجال الغناء.

ــ النجم عاصي الحلاني دخل تجربة <العراب> كيف وجدته؟

- برأيي تركيبة المسلسل كلها غير موفقة. هناك خطأ في مكان ما وربما القصة لم تكن مُحبكة بالشكل المطلوب، علماً انه استقطب اسماء لامعة. عاصي يحب التجارب الجديدة ويقدم عليها. <برافو عليه>، هو يحاول في مختلف الاتجاهات غير أنّ هذا لا يمنع من التريث أكثر.

ــ هل لديك صداقات فنية؟

- الصداقات عديدة لكنني لن اذكر اي اسم.

ويزيد ممازحاً:

- منذ فترة وجيزة كان عدد من الاصدقاء الفنانين مجتمعين فقلت لهم: من الآن وصاعداً سأعتمد مبدأ المعاملة بالمثل. لا تذكروني في لقاءاتكم فلا أذكركم.. والبادي أظلم!