بقلم عبير انطون
بين <نادر> و<ياسمينة> تأرجحت عيون المشاهدين، ابنة الباشا الذي سجنه الاتراك كبرت عند <نسب> امرأة فقيرة عهد بها الوالد اليها، تعلمت في مدرسة للراهبات وذاقت الأمرين حتى انها عملت خادمة بانتظار ان ترى والدها وتتعرف اليه.
القصة محبوكة بشكل جميل، والاحداث تعود بنا إلى فترة الحرب العالمية الأولى أيام الفقر والمجاعة والظلم الذي عرفته تلك الحقبة. كان الانتاج طبعاً ليضيف الكثير لو توافرت له إمكانيات أكبر، والممثلون المخضرمون، من رندا الاسمر الى نقولا دانيال والرائع فادي ابراهيم وغيرهم جعلوا الاحداث تُنتظر حلقة تلو الأخرى.
بطلة المسلسل هي الممثلة كارول الحاج. اختارت الدور لأنه حقيقي، يعبر عن حقبة واقعية من تاريخنا عدنا اليها في القرى والبيوت والازياء. وكارول <التي تنتقد نفسها بقسوة كبيرة>، سعيدة بنجاحها من خلال رد فعل الجمهور الذي ومنذ الحلقات الاولى راح يتصل بها حتى يعرف ما سيجري لاحقاً في حين تكتفي من جانبها بالرد <النهاية سعيدة وهناك تغيير كبير في مجرى الاحداث>.
أما حبيب كارول في المسلسل فهو الممثل باسم مغنية. في دور <نادر> أطل من بعد غيبة وكان لمجلة <الافكار> هذا اللقاء معه متناولاً الدور وشؤون المهنة وشجونها، فضلاً عن رأيه في مسألة الزواج المدني، هو الذي كان قد اختار عقده مع اختصاصية التغذية شيرين منسّى في قبرص عام 2012، وذلك وسط تفاعل قضية الزواج المدني في لبنان حالياً، خاصة ان هناك 54 زواجاً عقدوا لغاية الآن على الأراضي اللبنانية وإن العرقلة في وزارة الداخلية حالت دون تسجيل 43 زواجاً مدنياً من ضمن الـ54.
نادر.. قادر
ومن دور <نادر> بدأنا اسئلتنا مع باسم:
ــ كانت لك ملاحظات على دور <نادر> قبل ان تجسّده بهذا النجاح على الشاشة. ما كانت أبرز هذه الملاحظات؟
- شخصية <نادر> كُتبت بشكل جميل منذ البداية. أنا لم أضف الكثير الى الشخصية المرسومة، بل وجدت ان الحزم معقود في بعض المواقف، الا ان الأمر كان مقصوداً كما شاءه الكاتب ومعه المخرج ليكون حازماً حيث يلزم. أستطيع القول ان دور نادر لم يكن في البداية محوريّاً الى هذه الدرجة، وكان يتقاسم الادوار شأنه شأن غيره. الا ان مروان العبد كاتب كبير، وكذلك المخرج ايلي معلوف ومع هذين الرجلين المحترفين في مجالهما لا أباشر العمل بشروط، بل بتشاور وإبداء رأي.
ــ وقد تم الأخذ بهذا التشاور الذي أبديته؟
- صدقاً لم يعدّل الكثير، هناك بعض الأحداث التي جرت إضافتها فباتت شخصية نادر محورية وبات المسلسل أطول.
ــ هل توقعت نجاح المسلسل الى هذه الدرجة حتى انه ادرج ضمن تقرير في نشرة أخبار <المؤسسة اللبنانية للارسال>؟
- توقعت انه سينجح، ليس من مسلسل لايلي معلوف لم ينجح، كذلك فإن قصة مروان العبد رائعة، كما أنني أطللت عبر شاشة الـ<ال بي سي> وأنا لست وجهاً مستهلكاً فيها، طبعاً فضلاً عن الممثلين الجديرين بالتقدير من كارول الحاج الى رندا الاسمر وفادي ابراهيم والجميع.
ــ لو لم يعرض العمل على قناة <ال بي سي>، هل كان حظي بنسبة المتابعة العالية؟
- دعوني لا أجيب عن هذا السؤال حتى لا أثير اي حزازات. كل القنوات جيدة، وقناة <ام تي في> أحييها وهي منافسة كبيرة أيضاً، كذلك تلفزيون <الجديد>، وتحية كبيرة أيضاً لشاشة <أو تي في> التي عرضت مسلسل <وجع الروح> وهو مسلسل جميل يستحق المتابعة.
علامة.. فارقة
ــ لك في عالم التمثيل حوالى عشرين عاماً، هل شكل دور <ياسمينة> العلامة الفارقة الكبيرة في مسيرتك؟
- لعبت أدواراً كثيرة أعتز بها، إلا ان لمسلسل <ياسمينة> نجاحاً بطعم آخر، وأنا فعلاً سعيد به.
ــ كيف كان التعامل مع كارول الحاج التي لعبت دور <ياسمينة>. هل انت راضٍ تماماً عن ادائها؟
- ومن أنا حتى أرضى أو لا أرضى؟ الشركة هي التي اختارتها و أؤكد انه من بين الأسباب التي جعلتني أوافق على الدور وجود كارول الحاج في المسلسل.
ــ لا بد أنك إطلعت على الانتقادات التي طالت السيناريو من حيث صفصفة الكلام اذا أجيز القول، اي اننا بلغتنا المحكية لا نستخدم الكلمات الأدبية كالتي استخدمت. هل وجدت هذه الملاحظة في محلها؟
- السيناريو لم يكن كله على هذا النحو. ربما مرت بعض الكلمات <الثقيلة> على الأذن، وبحسب الكاتب مروان العبد، فإن هذه اللغة كانت مستخدمة في تلك الأيام، وكانت المفردات واللغة مختلفتين عما نسمعه اليوم. ان مروان العبد يعتبر من أعمدة كتاب الدراما في العالم العربي وهو يعرف كيف ومتى يستخدم كلماته.
ــ وماذا عن المقارنة مع مسلسل <النهر> الذي عرض في السبعينات للكاتب مروان العبد ايضاً؟
- بشهادة الكاتب عينه الذي سألته عن الأمر، فإن الحقبة هي عينها، إلا ان التفاصيل مختلفة تماماً.
ــ لقد تمرست في إخراج <الكليبات> بعدد فاق الخمسين، الا انك درامياً وقّعت مسلسل <فرصة عيد> كأول تجربة لك.. هل تتدخل بعمل المخرج في المسلسل الذي تشترك فيه؟
- منذ أن بدأت بالإخراج، بتّ على قناعة أكبر بعدم التدخل بعمل المخرج، فطالما أوقّع على عقد عمل كممثل، فإنني أنصاع تماماً لأوامر المخرج لأنه بالنهاية ربان السفينة. لكن لا يلغي الأمر بعض الاخذ والرد البسيط من باب طرح الفكرة وهذا ليس مع جميع المخرجين. بالنهاية عندي <أسراري> الصغيرة في لعب دوري كما أريده وبالشكل الذي يرضي المخرج في الوقت نفسه.
ــ ما الذي حملته معك من عالم التمثيل الى عالم الإخراج؟
- وضعت عصارة خبرتي مع كل المخرجين الذين تعاملت معهم فتعلمت منهم. تهمني جداً راحة الممثل حتى يعطي أكثر، كما أنني اعطي دوراً في عملي كمخرج للكاميرا فأجعلها تمتلك احساساً هي أيضاً ولا يقتصر دورها على التنقل بين مشهد وآخر. دورها يوازي الدور الذي يؤديه الممثل.
الست ليلى.. والمسرح
ــ ما حقيقة دعوة السيدة ليلى الصلح حمادة لك لمشاهدة مسلسل <ياسمينة> في بيتها نظراً لنجاحه ومتابعتها له؟
- في الواقع، انه حصل لقاء سريع مع السيدة الصلح في حفلة توقيع كتاب الصحافي عبد الغني طليس. وان من يعملون مع السيدة الصلح يتابعون المسلسل وهي سمعت منهم بنجاحه. للصراحة كنت أنا من بادر وقلت لها: <يلا سنشاهده عندك سوياً في البيت>. وبلطافة هذه السيدة التي أجلها كثيراً، قالت: <أهلاً وسهلاً بكم> وكان أحدهم حاضراً فقام بنقل الخبر بالشكل الذي قرأتموه.
ــ وتمت الزيارة؟
- للأسف لم تسمح الظروف بالزيارة بسبب الانشغال.
ــ نجدك قريباً بعيد عن الوسط الفني. لماذا لا نجدك في غمرة الحفلات والافتتاحات الفنية العديدة؟
- هذه شخصيتي. لست بعيداً فعلاً، ألبي دعوات من أحبهم جداً، وبقدر ما يسمح الوقت.
ــ ماذا عن المسرح وكانت بداياتك فيه؟
- حلمي كان ويبقى المسرح، فأنا بدأت على الخشبة، إلا ان للمسرح متطلبات صعبة اذ يلزمه التمرين اليومي والمكثّف ونكون في غمرة انشغالاتنا بأعمال أخرى. حينما أقرر التوجه الى <المسرح>، فإنني أريده أكاديمياً.
ــ ماذا تعني بالكلمة؟
- أي انه يرسو على أسس المسرح التقليدية الكلاسيكية.
ــ والمسرح <المودرن>، او الكوميدي الناقد، هل تبتعد عنه تماماً؟
- حتى الآن نعم. اريد مسرحاً مماثلاً لما يقدمه روجيه عساف، عصام بو خالد.. هذا <المود> (الجو) يعني لي كثيراً.
ــ والمسلسلات العربية المشتركة، أين أنت منها؟
- يللا.. على الطريق. لقد جرى الاتفاق على المشاركة ببطولة مسلسل <24 قيراط> المتوقع ان يعرض في شهر رمضان المقبل، من بطولة سيرين عبد النور وعابد فهد وماغي بو غصن ومن إخراج الليث حجو وهو من انتاج جمال سنان <ايغل فيلمز> اما الكتابة فهي لريم حنا ... لقد كنت أول من شارك في مسلسلات مصرية وعربية في الماضي، من أبناء جيلي.
ــ منذ فترة شاركت مع الفنانة ناديا الجندي بشخصية الشاه محمد رضا بهلوي.كيف كان العمل معها؟
- نعم وقبلها عدة أدوار.. ناديا الجندي فنانة كبيرة ولها خبرة وباع في مجال التمثيل وهي متميزة فعلاً وأعتز بشهادتها عني. كذلك كنت قد شاركت في مسلسل <امرأة من زمن الحب> مع الفنانة الكبيرة سميرة أحمد وصورت مع المخرج يوسف شرف الدين <الجبال حين تنهار> مع روجينا.
ــ وما سيكون دورك في مسلسل <24 قيراط>؟
- أتركه مفاجأة للجمهور العربي وهو لم يرَ ما يشبهه من قبل. لن أدخل في التفاصيل حتى لا أفضح الدور فأظلمه.
ــ كيف تجد خطّ سير الدراما اللبنانية اليوم؟
- ممتاز.. الدراما جيدة وأنا سعيد حقاً بنجاحاتها، وكنت قد تنبأت لها منذ فترة بذلك حين كان البعض يائساً ويعتقد أنها ستبقى في كبوة دائمة. الدراما تتطور بشكل جيد نسبياً نظراً لظروفنا وأوضاعنا فإنها في خط تصاعدي.
ــ هل سهل الانتاج العربي هذا الانتشار للممثلين والدراما اللبنانية؟
- ربما بطريقة غير مباشرة، ممكن انه ساعدنا في الانتشار. ان دخول النجوم العرب على الدراما اللبنانية والذين يملكون الشهرة الواسعة انعكس على المسلسلات بشكل عام وعلى الممثلين اللبنانيين، وبما ان الممثل اللبناني اثبت جدارته واحترافه فإنه أصبح مطلوباً ومعروفاً هو أيضاً.
ــ أي من المسلسلات اللبنانية لفتك مؤخراً ولم تشارك فيه؟
- لفتني مسلسل <عشق النساء>، لقد كانت الخلطة الفنية فيه نظيفة. نُفذ بالطريقة الصحيحة، كذلك <وجع الروح> على مستوى جيد أيضاً.
ــ والكوميديا، تدخلها ثم تبتعد عنها لفترات طويلة. ما السبب؟
- أحب ان أقدم الكوميديا مع فواصل زمنية متباعدة تمتد لخمس او ست سنوات. سبق وقدمت <مش ظابطة> و<المحتالة>. الكوميديا صعبة وإن لم تكن الاختيارات فيها دقيقة ومدروسة فإنها تقع بمقدمها. خذوا شخصية <سمير> مثلاً ما زال هذا الدور يترك بصمته في ذاكرة الناس. أريد دوراً يعلّم فعلاً.
ــ والسينما، هناك فورة انتاجات لبنانية والجيد فيها انها ابتعدت عن موضوع الحرب بشكل ما. أين أنت منها؟
- الانتاج جيّد، إلا أننا بلد صغير. نحن مؤهلون جداً من حيث الكفايات المهنية والتمثيلية إلا ان عددنا قليل، نسبة الى بلدان يؤمها جمهور السينما بالملايين.
الزواج الاختياري..
ــ قريباً تشارك الممثل المصري المحبوب أحمد السقا في مسلسل من انتاج صادق الصباح. ماذا عن دورك معه؟
- المسلسل بعنوان <ذهاب وعودة> وهو دور أساسي جداً، أطل فيه عبر سبع حلقات وألعب دور من يساعد أحمد السقا في حل مشكلته، من اخراج أحمد شفيق.
ــ لقد تزوجت مدنياً في قبرص من اختصاصية التغذية شيرين منسى وأنتما تنتميان لطائفتين مختلفتين، واليوم هناك عرقلة في تسجيل الزيجات المدنية في لبنان. ما هي كلمتك للمسؤولين في هذا المجال؟
- ليكن الزواج كنسياً لمن يريده كذلك، وجعفرياً لمن يريده كذلك أيضاً، والأمر عينه بالنسبة للزواج بحسب الدين الحنيف وغيره، وليكن أيضاً الزواج المدني اختيارياً لمن أراده وليحترموا عقده ويسجلوه.
ــ ما جديدك المقبل على صعيد <الكليبات> ومع أي من الاسماء الغنائية تتعاون؟
- هناك ثلاثة <كليبات> سيجري تصويرها بينها <كليبان> مصريان ولن أتكلم عنها إلا حين نباشر التصوير.
ــ ماذا عن الأجر الذي تتقاضاه. هل صحيح أنك بين الأغلى من النجوم اللبنانيين؟
- ما هذا الحديث؟ يمكنني أن أعمل بدون مقابل اذا ما أحببت العمل وأردت الاشتراك فيه. المال لم يكن يوماً مقياساً لشهرة الممثل ونجاحه.