تفاصيل الخبر

أنــا أعـشـــق المجوهـــــرات الـتـي هـــي مهنـــة والـــدي ولـكـنـنــي أعـشـــق المســــرح أكثـــر!

24/12/2014
أنــا أعـشـــق المجوهـــــرات الـتـي هـــي مهنـــة والـــدي ولـكـنـنــي أعـشـــق المســــرح أكثـــر!

أنــا أعـشـــق المجوهـــــرات الـتـي هـــي مهنـــة والـــدي ولـكـنـنــي أعـشـــق المســــرح أكثـــر!

01-Tania-Assi-0609507711 هي <جولييت> اللبنانية، بطلة مسرح <البولفار> الفرنسي وبنت العائلة العريقة. ما بين نيويورك وباريس وبيروت وأحياناً إمارة دبي، تتنقّل تانيا عاصي ابنة رئيس جمعية تجار بيروت السابق نديم عاصي، إلا ان وقتها الأكبر تمضيه في عاصمة النور باريس حيث شغفها الفني الذي من أجله تركت العمل مع العائلة في مجال المجوهرات، وراحت تبحث عنه.

في كل فترة، هناك لقاء بين تانيا وجمهورها اللبناني في عروض تخصصها له ضمن جولات الفرقة اذ تستمد منه قوّة ونفساً لبنانياً عميقاً بحسب تعبيرها لتكمل الجولة.

 وبعد مسرحيات<Cache Ca$h> و<Mon colocataire est une garce> على مسارح <مونو> و<الجميزة> مؤخراً، باتت لتانيا مشاريع وتطلعات أخرى الآن. فما هي، وهل تطمح لأدوار لبنانية في بلدها الأم؟ ماذا تقول عين المخرجة فيها عن الممثلين والدراما اللبنانية، هي التي كوّنت خبرتها في مدارس تخرّج منها كبار النجوم العالميين؟

في هذا الحوار مع البطلة الفرنسية - اللبنانية نجد الاجوبة. وسألناها بداية:

ــ لنعرّف الجمهور اللبناني العريض بك. من هي تانيا عاصي وأين درست؟

- درست في الولايات المتحدة الأميركية معاكسة رغبة اهلي في العمل معهم ضمن النطاق العائلي. سافرت الى نيويورك حيث تخرّجت من أكاديمية الفنون الدرامية في المسرح الكلاسيكي تحديداً، وحظيت بعد ذلك بدور <جولييت> في مسرحية <روميو وجولييت> التي عرضناها لثمانية أشهر متتالية. بعدئذٍ ، اكملت في <مدرسة السينما والتلفزيون> وطلبوني لدور <ميرا> في عمل معاصر، وهو يدور حول مريضة في مصح عقلي، وكان دور المعوقة هذا مميّزاً. بعد ذلك تابعت دراستي في <سالي جونسون ستوديو> ومكثت في نيويورك لخمس سنوات قبل ان أبتعد عن التمثيل لمساندة الأهل في مجال المجوهرات في دبي. وشاء القدر ان أذهب في عطلة قصيرة الى باريس على أساس ان أعود اليهم وهذا ما لم يحصل. أنا أعشق المجوهرات إلا ان عشقي للمسرح أكبر.

ــ وكان دورك المسرحي الأول في فرنسا!

- صحيح، فقد انتسبت الى فرقة <كور فلوران>، وبعدها فتح لي باب التعرف الى <فابريس بليند> لدى قراءة احدى مسرحياته <Mon colocataire est une garce>  التي كتبها بالإشتراك مع <ميشال ديلغادو> والتي عرفت قبولاً واسعاً عند الجمهور الفرنسي اذ تعرض في فرنسا منذ 12 عاماً وفي خمس مدن فرنسية مختلفة، كما تعرض في أكثر من بلد من سويسرا الى بلجيكا والمغرب وتركيا وغيرها. عرض علي <فابريس> المشاركة فيها، ومنذ ذلك الحين، وأنا أشارك في جميع أعماله ونطوف في فرنسا في أربعة أعمال كوميدية مختلفة أيضاً. وفي كل سنة لنا عروض خاطفة في بيروت بسبب الارتباطات العديدة. في المسرحية الاخيرة مثلاً اضطروا الى السفر قبلي وحلّت مكاني احدى الممثلات في العروض التي غبت عنها.

 <غريس كيلي> و<دوغلاس>...

 ــ ماذا يعني لك ان تقدمي عروضاً في لبنان؟

- أمر يعني لي الكثير. من الجميل ان أقدم العروض بين أهلي وناسي، الأمر الذي افتقده في العروض الخارجية. ومن الجميل بالنسبة الي ان أمتع جمهوراً عانى الكثير ولا يزال، فيروّح عن نفسه.

ــ من هو جمهوركم في فرنسا؟

- الفرنكوفونيون، اللبنانيون بشكل خاص. الفرنسيون أيضاً يشاهدون عروضنا، ونحن نحصد نجاحاً بينهم. نجذب الناس لأنهم بحاجة للضحك الخفيف الممتع. لكنني اليوم، وبعد أن قدّمت كمّاً من الكوميديا الخفيفة اتطلع الى أدوار أكثر عمقاً، خاصة وان خلفيتي الدراسية هي في المسرح الكلاسيكي كما ذكرت، ومن أعرق المدارس التمثيلية في اميركا، التي خرّجت الكلاسيكيين الكبار من أمثال <غريس كيلي>، و<كيرك>، و<مايكل دوغلاس>، و<داني دافيتو> وغيرهم. إنها مدرسة عظيمة اعتبرها الافضل عالمياً.

 ــ ألم تتلقي أي عرض تمثيلي في لبنان حتى الآن؟

 - عرض علي الكثير في مجال المسلسلات، وفي المسرح أيضاً.

ــ مثل أي دور؟

- دور <جورجي> في مسرحية <كعب عالي> للمخرج جاك مارون. لم أتمكن من لعبها والبقاء لثمانية أشهر متتالية في لبنان.

ــ هل تندمين على الدور وقد نجحت فيه ريتا حايك الى جانب طلال الجردي وعمار شلق؟

- ربما.. لقد احببت الدور جداً. عندما هاتفني جاك قال لي: <سأعرض عليك دوراً في العمل الجديد الذي أترجمه عن عمل اميركي>، وقبل ان يطلعني على اسمه أجبته: لو كنت على علم بأنك تنوي تقديم عمل اميركي، لكنت اقترحت عليك اسم المسرحية المفضلة لدي وهي <سبايك هيلز> لـ<تيريزا ريبيك> فأجابني: <انها تماماً ما اتصل بك بشأنه>. الظروف منعتني من الاشتراك فيها إذ كنت في غمرة أشغال لي في منزلي في باريس. لكنني سمعت ان ريتا أدتها بشكل رائع وهي ممثلة جميلة.

<جمدة> واضحة!

 ــ هل أتيحت لك فرصة متابعة الاعمال المسرحية او الدرامية على تلفزيوناتنا اللبنانية؟

بعض الشيء. الدراما جيدة لكن هناك <نواقص> في الآداء. عناصر تفتقد الحياة في التمثيل. ما زلت أجد الممثلين يحدقون ببعضهم البعض، ينتظر أحدهم الجملة حتى آخرها ليبدأ الثاني، وهناك  تلك <الجمدة> لدى البعض التي لا يمكنني ترجمتها سوى بنقص في المشاعر والعواطف الداخلية والاحساس لدى الممثل. أحياناً، اشعر وأنا اشاهد انني أريد ان أدخل في قلب التصوير حتى اديرهم.

 ــ ماذا شاهدت تحديداً من مسلسلات؟

  - شاهدت <اخترب الحي> على قناة <ام تي في> الذي لاقى صدى طيباً لدى الجمهور. تابعت بعض المشاهد وهو جيد جداً  إلا انه يفتقد الى تفاصيل معينة حتى أعتبره كاملاً. الإخراج مهمة صعبة. أنا أخرجت مسرحية <كاش - كاش>. مثلت في أحد المشاهد دور السكرانة، وكان من الصعب عليّ ان أدير نفسي. كنت بحاجة الى من يراني، لذلك يلزمنا دائماً عين اخرى. ربما من هم في قلب العمل الدرامي لا يرون تفاصيله لذلك أقول لهم، ومن موقع المحبة، ان يستمعوا الى الرأي الآخر. الجمهور هو الميكروسكوب المكبر للأخطاء حتى الصغيرة منها.

وتضيف تانيا:

 - هناك ممثلون يملكون طاقات كبيرة إلا انهم في التركيبة الخطأ. المصريون مثلاً لا يعانون من إدارة الممثلين. لا أعرف ايضاً اذا ما كانت بعض التقاليد والعادات تقف في وجه الذهاب حتى النهاية في المشاعر والاحاسيس وإبرازها.

ــ على من يقع اللوم هنا: على الممثل ام على المخرج الذي لا يديره بشكل جيّد؟

 - على المخرج اولاً. لا أشعر أن هناك خلفية جيدة للممثل. دخلوا في موضة تغييب ردات الفعل في التمثيل. أراقب بعضهم يتنفس وكأنه يشحن نفسه للآداء من دون ان يكون تلقائياً. هذا غير مقبول. احياناً قد يكون الممثل متعباً او يخونه إحساسه إلا ان احترافه يجب أن ينقذه. فهذا يجعلنا حاضرين دائماً. من هنا، لا أعتبر نفسي من المدرسة عينها. اللبنانيون يقومون بما هو جميل ومحترف، بمعنى انهم يجمعون العناصر كلها لتنفيذ عمل جيد، الا ان الطبيعية مفقودة وبعضهم لا يعيش الدور.

ــ هل يهمك ان تشتهري على الصعيد اللبناني في أدوار محلية؟

- بكل تأكيد. فأنا، ومع كل ما عشته في اميركا وفرنسا ودبي، يبقى بلدي المفضل هو لبنان. لكنني شخصياً لا يهمني أين أمثل بل ماذا امثل.

 وتابعت تقول:

- في النهاية، يمكنني التوفيق بين عملي في لبنان والخارج، فلا اضحي بكل ما بنيته في مسيرتي هناك، كذلك لا يمكنني ان أترك لبنان نهائياً من زاوية ما يمكنني ان أقدمه له، خاصة وان هناك ازدهاراً ملموساً فيه. في فرنسا، نقدم عروضاً أسبوعية لصالات مليئة يصل عدد مقاعدها الى ستمئة مشاهد أحياناً، وفي مسرح <مونو>، أوقف الجمهور في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر العرض مرتين ليصفق لنا، وهذا ما اعتبره اعترافاً كبيراً بنجاح عملنا. لكن، و بعد اسدال الستارة يعود كل شيء الى حاله. لو كنت أنشد الشهرة لما عملت في مجال المسرح بل في التلفزيون والسينما والآن حان دورهما.

 الضحك.. ثقافة!

u0635u0648u0631u0629-4-u062Au0627u0646u064Au0627-u0639u0627u

ــ هل اكتفيت من المسرح؟

 - في نطاق مسرح <البولفار> الفرنسي الذي نقدمه، هناك مدرستان اثنتان في باريس، والتي أنتمي اليها تعتبر احداها. لقد بتّ معروفة على نطاق مسرح <البولفار>. صحيح أن لذة تقديم العروض في مسارح ومدن لا نعرفها لا تضاهيها لذة، لكن حان الآن دور الجديد.

ــ هل من لبنانيين آخرين في مسرح <البولفار> الفرنسي؟

- ما من لبنانيين الا عدة مخرجين على مستوى المسرح، كما ان نادين لبكي معروفة على صعيد أفلامها السينمائية. وثمة ممثلة أدت عرضاً على طريق الـ<وان مان شو> تناولت قصة حياتها وكيف تركها أهلها الا انها حاربت وناضلت وأكملت حياتها.

ــ هل تفكرون بترجمة عمل لبناني الى اللغة الفرنسية وتمثيله فيها؟

- لِمَ لا؟ إلا انه في مجال مسرح <البولفار> الذي أعمل فيه، الظرف مطلوب، وكذلك حس الفكاهة، وهو نوع من الثقافة. وربما ما يضحكنا لا يضحكهم. لا أعرف... علينا أن نحاول.

 ــ هل جلت خلال زيارتك للبنان على ما يعرض على خشباته؟

 - أنوي حضور عرض <هشك بشك> في الحمرا ومسرح <ماريو باسيل> في <البلاي روم>.

ــ من تلفتك موهبته من الممثلين اللبنانيين؟

- طلال الجردي. وأذكر انه عندما شاهدت الاداء الذي قدمه مع نادين لبكي في مسرحية <أسباب لتكوني جميلة > لجاك مارون ايضاً جعلني أنتظره لتهنئته عليه.

ــ ما هي مشاريعك الجديدة؟

- جولتنا في مسرحيتنا الحالية مستمرة حتى 17 آذار/ مارس في فرنسا. وآمل ان تكون لي أعمال في بيروت. وقد صورت مشهداً صغيراً في فيلم <عقبالكن> الذي يعالج قصة 4 نساء قاربن بلوغ الأربعين من العمر وما زلن عازبات، ويتناول السيناريو فيه نظرة المجتمع إلى النساء العازبات وموضوع الزواج بقالب نقدي اجتماعي ساخر.

جمال الغطس..

ــ هل تفكرين بالإنتاج لنفسك في فيلم تحلمين به؟ هل تساعدك العائلة في ذلك؟

- ينبغي ان أكتب اولاً، ان أجد النص المناسب. اليوم أعتقد انه نعم يمكن لأهلي ان ينتجوا لي بعدما اقتنعوا بما أفعله. ربما غيروا رأيهم المتصلب في البداية بعدما دعوتهم لحضور عملي الأول في اميركا بعنوان <ماي بلاي>.

ــ أنتم أربعة أولاد: شابان وفتاتان. هل بين اخوتك من ذهب نحو الفن والتمثيل ايضاً؟

- أبداً. وحدها امي ترسم والجميع في مجالات بعيدة جداً. لقد عتبوا علي في البداية لعدم مساندتي لهم إلا انني اتفقت معهم بما يرضي جميع الاطراف، اي ان أقدم في كل عام 20 تصميماً جديداً للمجوهرات وبذلك نحن جميعاً مرتاحون.

ــ من هي ممثلتك المفضلة؟

- عن هذا السؤال تجيب الغالبية انها ماريل ستريب في حين انني أحب <كيرا نايتلي> و<كاميرون دياز> و<سكارليت جوهانسون> و<أودري هيبورن> من الكلاسيكيات.

ــ وبين الممثلين؟ من هو نجمك المفضل؟

- <روبرت داوني جونيور>، يا لروعته! أداؤه لا يصدق. للأسف، كنت سأشارك في احد افلامه الا انه لم يرَ النور لأسباب انتاجية.

 ــ سنتكلم عن هواياتك الأخرى الآن وأبرزها الغطس؟ أين تعلمته؟

- في مسبح <السان جورج> في بيروت. كنت أغطس 3 مرات في النهار. انه جمال الصمت والانقطاع عن كل شيء ومواجهة الخطر. خطر عدم العودة من الماء، خطر الخطأ التقني، في النهاية خطر الموت. وعلى فكرة انا أخاف من أمرين اثنين فقط في الحياة: الموت والصرصار. في الغطس، كنت بمنتهى الجدية، فآكل ما يلزم قبل يوم الغطس وألتزم بأدقّ تفصيل.

ILI_1542

ــ بيروت - نيويورك - باريس - هي خط سفرك الدائم. كيف ترتبينها من حيث الفن فيها؟

- نيويورك، باريس، فبيروت.

ــ وبالنسبة لكِ؟

- شخصياً أحب نيويورك، ترين فيها ما لا ترينه في اية مدينة سواها. عندما تتركين بيتك صباحاً وتنزلين الى الشارع تشعرين بانفتاح العقل الذي تصادفينه في جميع الارجاء. فما تعلمته من هذه المدينة في يوم واحد يتطلب سنوات في مدن أخرى. فيها هذا الحلم الأميركي الذي يباع للجميع. حتى من هو بغير مأوى فيها تسمعينه يقول انه سيضحي رئيس الجمهورية يوماً ما، وما من أحد يسخر منه لأنه يؤمن بحلمه. انا انتمي الى عالم الايمان بالحلم. لكن ما أشعر به في بيروت في أعماق قلبي، لا أشعر به في اي مكان آخر. أترك هذه المدينة وأعرف موعد عودتي اليها وأبكي في كل مرة أسافر منها، فسحرها غريب عجيب!