تفاصيل الخبر

أمـيـركــا وايــــران.. استـنـفــــار قـيــــادي وغـــزل ريـاضـــــي!

10/02/2017
أمـيـركــا وايــــران.. استـنـفــــار قـيــــادي وغـــزل ريـاضـــــي!

أمـيـركــا وايــــران.. استـنـفــــار قـيــــادي وغـــزل ريـاضـــــي!

 

بقلم علي الحسيني

مهندس-حرب-العراق-جون-بولتون-ضمن-فري-ترامب؟----A

مع استلام الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> مهامه الرئاسية في البيت الأبيض، برزت مجموعة عناوين أو طروحات، أقل ما يُقال فيها انها مثيرة للجدل ولا تُشبه لا في ظاهرها ولا مضمونها، أي من السياسات التي سبق واتبعها اسلافه في الحكم، مما يدل على ان العهد الاميركي الجديد سيكون مليئاً بالمفاجآت خصوصاً بعد قرار ترحيل الاجانب من اميركا وإنشاء مناطق <آمنة> في سوريا بالاضافة الى التصعيد ضد ايران خصوصاً عقب تجربتها <البالستية>، وصولاً الى العقوبات التي هدد <ترامب> بإعادة فرضها على روسيا.

 

ماذا يريد <ترامب> من سوريا؟

 

منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، أثبت الرئيس الأميركي الجديد <دونالد ترامب>  أن سنوات عهده ستكون فعلاً مثيرة للجدل، كما كانت كل التوقعات خلال حملته الإنتخابية، لاسيما على مستوى الأزمات الدموية في منطقة الشرق الأوسط، أولا من خلال قرار منع رعايا دول عربية وإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة، وثانياً عبر تأكيده أن بلاده تسعى إلى اقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن. وفي ظل الضجة الإعلامية، التي ترافق جميع الأفعال والقرارات الصادرة عن الرئيس الأميركي، لاسيما أن غالبية المؤسسات الإعلامية الأميركية والعالمية معارضة له، هناك الكثير من الأسئلة حول مستقبل الأحداث السورية، بعد أن كان الجميع يتوقع أن يذهب <ترامب> إلى إتفاق سريع مع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> على هذا الصعيد، تحت عنوان محاربة الإرهاب وعدم السعي إلى تغيير الأنظمة.

ويجوز القول انه مع بداية العهد الاميركي الجديد، يريد <ترامب> أن يفرض منذ البداية، توازن قوة مع موسكو على الساحة السورية، قبل الانطلاق نحو التحالف أو التعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية مع أي جهة، وهو سيعمد للاستفادة من حلفاء واشنطن في المنطقة لتحقيق هذا الهدف، عبر تأمين الغطاء الجوي لهم لفرض المناطق الآمنة التي يريدها، علماً أن الإدارة السابقة بقيادة الرئيس <باراك أوباما> لم تكن بعيدة عن هذا التوجه إلا أنها لم تكن تعلن عنه بشكل واضح كي لا تُحرج أمام الحلفاء الأوروبيين.

 

الأزمة السورية في عهد <ترامب>

المحلل-السياسي-العميد-امين-حطيط----A

ثمة العديد من الأسئلة التي بدأت تُطرح على بساط البحث الدولي، حول كيفية تعديل الادارة الاميركية لمواقفها إزاء توسع النفوذ الايراني في المنطقة وبالذات في العراق وسورية واليمن ولبنان؟ لكن الاجابة هي انه حتى اللحظة لا يوجد وضوح كلي في هذه المسألة خصوصاً وان عهد <باراك اوباما> كان واضحاً لجهة تفويض ايران في التوغل في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق باسم مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري ضد تنظيم داعش وأمثاله. لكن يبدو بأن هناك تلميحات بدأت تحصل لجهة التغيير الذي قد يأتي عبر البوابة اليمنية، إنما ليست هناك سياسات متكاملة بعد توضح إن كانت العلاقة الأميركية - السعودية الوثيقة المنتظرة ستنعكس على ملف اليمن بالدرجة الأولى.

في الشق السوري وهو الطبق الاساس والرئيسي اليوم، فما زالت روسيا هي اللاعب الابرز على هذا <المسرح> ويبدو ان ادارة <ترامب> جاهزة لعقد الصفقة معها على أساس الأخذ والعطاء طبقاً لفن الصفقات والعمليات التجارية وليس استناداً إلى الحجة الأخلاقية كما فعلت إدارة <أوباما>. وهنا تشير بعض المعطيات إلى أن سياسة الرئيس السابق <اوباما> القاضية بضرورة رحيل بشار الأسد، هي كانت سياسة بالاسم فقط، ولم تدخل أبداً حيز التنفيذ. فبشار الاسد ما زال موجوداً. ولذلك ربما ستكون السياسة الجديدة مبنية على الإقرار باستمرار وجوده إنما مع تصنيفه منبوذاً والعمل على عزله قولاً وليس فعلاً. وحتى بعض التلميحات أوضحت، ان مسألة الاشاعات التي خرجت منذ فترة والتي تحدثت عن عملية اغتيال تعرض لها الاسد وانه يخضع للعلاج في احد مستشفيات لبنان، ثم أشاعة خبر موته في وقت لاحق، قد تكون مقدمة لعمل ما قد يستهدف حياة الرجل في مرحلة لاحقة.

اما الكلام الاكثر تداولاً في الشأن السوري اليوم، فهو ان إدارة <ترامب> ستتخلى عن سياسة تغيير النظام في سورية وستتبنى بدلاً منها سياسة عزل الأسد، أي أن التغيير سيكون فقط في السياسة المعلنة بحيث تعترف بما هو واقع، إنما مع استمرار إجراءات العزل وتكثيفها لأن هذا الرجل ارتكب جرائم حرب ضد شعبه وسيبقى منبوذا. لكن وفي كل الاحوال فإن المفاوضات الأميركية الروسية لم تبدأ بعد ومن المبكر التدقيق في عناصر الصفقة الكبرى التي قد يريد كل من الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> والرئيس <دونالد ترامب> إبرامها، فالأمر أكثر تعقيداً من مجرد ملف سورية أو حتى ملفي سورية وأوكرانيا معاً. هي صفقة المصالح الكبرى ولن تكون بالضرورة سهلة أو قريبة. لكن الى حين حصولها، ستبقى روسيا هي التي تدير الملف السوري مع تركيا وإيران فيما يستمر التغيب العربي الملحوظ عن المسألة السورية تحت عذر معارضة اختطاف روسيا للملف السوري من مجلس الأمن ونقله إلى العاصمة الكازاخستانية <استانة>، او الى جنيف لاحقاً.

ترامب-يستعد-للمنازلة----A تكامل مع السعودية أم هدنة؟

 

يبدو أن الرئيس الأميركي الجديد يريد تكرار اللعبة التي قام بها الرئيس الروسي في الفترة السابقة، أي تلك التي كانت فاصلة بين انتخاب <ترامب> وتسلمه السلطة، حيث نجح <بوتين حينها> في قلب موازين القوى في الميدان السوري، عبر انجاز تحرير مدينة حلب الاستراتيجية التي تعتبر العاصمة الثانية لسوريا بالإضافة الى جذب الرئيس التركي <رجب طيب أردوغان> الى جانبه، الأمر الذي ترجم من خلال مؤتمر الاستانة، الذي جمع وفدين من الحكومة والمعارضة برعاية مباشرة من أنقرة وموسكو وطهران، وكان من المتوقع أن يستفيد من هذا الواقع في أي مفاوضات مع القيادة الأميركية الجديدة، إلا أن <ترامب> يسعى إلى إعادة التوازن مع موسكو قبل لقائه مع <بوتين>، كي لا يجلس على طاولة المباحثات من موقع الخاسر.

من هذا المنطلق، جاءت دعوة الرئيس الأميركي إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا، خلال اتصاله الهاتفي مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، كونه يدرك جيداً أن الرياض غير راضية عن مسار المفاوضات الذي تقوم به انقرة مع طهران وموسكو، وبالتالي يريد الإستفادة من دورها في تحقيق اهدافه لاسيما أنهما يتشاركان العداء لإيران، مع العلم أنه في السابق كان قد أعلن نيّته أن تدفع البلدان الخليجية ثمن الحماية التي تقدمها الولايات المتحدة لها، وكان البعض يتوقع أن يكون هناك تداعيات سلبية لوصوله إلى البيت الأبيض على العلاقات السعودية الأميركية.

عودة التوتر مع ايران

مع تولي <ترامب> الرئاسة رسميا فإن إيران ستبدأ التحضيرات للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة، والتي ستجري في شهر أيار/ مايو المقبل. هذا التطور سيؤثر بشكل مباشر في سياق الأحداث المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية. وقد تمثلت أول التأثيرات في إعلان أحد القيادات السابقة لقوات التعبئة والحرس والثوري، ووزير النفط السابق رستم قاسمي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، وبالتزامن مع ذلك أعلن وزير الاتصالات السابق المحسوب على التيار المحافظ التقليدي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

لكن وعقب تجربتها الصاروخية الباليستية الأخيرة، لم تأبه إيران للتحذيرات الأميركية بل هزأت من إدارة <ترامب>، في تصعيد هو الأول من نوعه منذ وصول <ترامب> إلى البيت الأبيض، وذلك بعد <تغريدة> غاضبة له حذر فيها ايران بشكل رسمي، وذلك بعد ساعات من تهديد مستشار الأمن القومي <مايكل فلين> لها. واعتبر <ترامب> أن إيران يجب أن تكون ممنونة للاتفاق النووي الذي وصفه بالمريع، الذي أنقذ ايران من الانهيار بعد منحها 150 مليار دولار. وسئل عن استبعاد عمل عسكري ضد إيران بعد تجربتها صاروخاً بالستياً يوم الأحد الماضي، فاكتفى بالرد: لا شيء مستبعداً.

بدورها الخارجية الإيرانية ردت على واشنطن بالقول إن تصريحات <فلين>، تكرارية ومستفِزة ولا أساس لها. كذلك، صعد كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي بالقول إن إيران لن ترضخ للضغوط، ووصف <ترامب> بعديم الخبرة وأن الحكومة الأميركية ستفهم أن تهديد إيران لا نفع منه. وأكد ولايتي أن إيران لا تحتاج لإذن من أي دولة أخرى لتدافع عن نفسها. وفي السياق نفسه، حذر خبراء دوليون من تبعات التوتر القائم بين اميركا وايران وبأنها قد تتضمن إعادة فرض عقوبات على طهران. والمُقلق أيضاً، تمثل في خطاب <ترامب> الذي أعلن فيه انه سيعمل على إعادة فتح باب التفاوض بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وأنه يعتقد أن الاتفاق أعطى لإيران ما لا تستحق.

أما التصريح الابرز والاكثر حدة، فقد برز على لسان وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان الذي شدد على ان الاختبار الصاروخي الإيراني لا يتعارض بتاتاً مع الاتفاق النووي، وقال إن إيران ستواصل برامجها بمزيد من السرعة والدقة، وفي إطار التنمية الدفاعية لن تبحث عن أي شيء غير أهدافها ومصالحها، ولن تسمح لأي أحد بالتدخل في شؤونها.

 

ولايتي-يصف-ترامب-بعديم-الخبرة----Aالعقوبات تتجدد على الجمهورية الاسلامية

بعد إطلاق صاروخ <باليستي> متوسط المدى ضمن تجربة ايرانية جديدة، والمعطوفة على استهداف الحوثيين للبارجة السعودية والتي أرسلت على أثرها واشنطن المدمرة <كول> الى باب المندب، فرضت إدارة الرئيس <ترامب> عقوبات جديدة على إيران وعلى عدد من الشركات ومؤسسات شريكة أخرى، ومسؤولين في كل من الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، والصين، على علاقة بتزويد إيران بالتكنولوجيا المستخدمة في صناعة الصواريخ الباليستية. وتُحظر تلك العقوبات القيام بأي نشاطات في الولايات المتحدة أو التعامل مع المواطنين الاميركيين. وقد قال القائم بأعمال مدير قسم العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية <جون سميث>: ان إيران تواصل دعم الإرهاب وتطويرها لبرنامج من الصواريخ <الباليستية> يشكل تهديداً للمنطقة، ولشركائنا، وللعالم وللولايات المتحدة.

لكن لا يبدو حتى الآن ان العقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة <ترامب>، ذات تأثير على قرار سابق بتخفيف العقوبات الذي اتخذته إدارة الرئيس السابق <باراك اوباما>، ضمن حزمة من الإجراءات، التي تم بموجبها التوصل لاتفاق نووي بين إيران والغرب. لكن العقوبات هذه، قد تزيد في مكان ما، من الضغوطات الممارسة على ايران بشأن برنامجها الصاروخي، بينما تقول طهران ان تجربة اطلاق الصاروخ الباليستي الأخيرة لا تتنافى مع قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن. وفي تطور جديد قالت الحكومة الإيرانية إنها لن تستخدم القوة ضد أحد إلا في حالة الدفاع عن النفس. وتحدى وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في <تغريدة> له دولاً لم يسمها، حيث قال: لن نستخدم القوى إلا في حالة الدفاع عن النفس، ودعونا نرى إذا كان بإمكان أي من الجهات التي تشتكي أن تقوم بذات الشيء.

 

روح رياضية ايرانية

لم تنعكس التهديدات والعلاقات التي تأرجحت على كف عفريت خلال الايام السابقة بين اميركا وايران ومنع ادارة <ترامب> الايرانيين ومجموعة بلدان من دخول الاراضي الاميركية، على الشأن الرياضي او الحدث الذي تستضيفه في الرابع عشر من الشهر الجاري، في مدينة <كرمنشاه> الواقعة شرق طهران. فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي الاحد الماضي أن اللجنة الخاصة فى وزارة الخارجية الإيرانية وافقت على إعطاء تأشيرات لفريق المصارعة الأميركي لدخول إيران. وقال في تصريح صحفي: بالنظر إلى القرار الأميركي العنصري بعدم دخول المواطنين الإيرانيين لأميركا، وبالنظر إلى حكم القضاء الأميركي ببطلان هذا القرار، ومع مراعاة رسالة الاتحاد الإيراني للمصارعة والاتحاد الدولي للمصارعة، تم الموافقة على إصدار تأشيرات للفريق الأميركي للمصارعة، للمشاركة في المسابقة الدولية للمصارعة المقرر انطلاقها فى مدينة <كرمنشاه> الإيرانية.

وكما هو معروف، فإن الخارجية الإيرانية كانت قد قررت التعامل بالمثل مع المواطنين الأميركيين بعد قرار الإدارة الأميركية بوقف دخول المواطنين الإيرانيين إلى الولايات المتحدة. وهي بذلك تكون قد برهنت عن حسن نية تجاه اميركا وتحديداً في ما خص الشأن الرياضي الذي يجب ان يبقى بعيداً عن السياسة حتى ولو تأزمت العلاقات بين الدول وأدت الى قطيعة سياسية في ما بينها.

 

حطيط: <ترامب> لن يغامر

في حرب ضد ايران

 

الكاتب والمحلل الاستراتيجي العميد المتقاعد امين محمد حطيط، يعتبر أن وصول <ترامب> إلى الحكم هو نتيجة فشل القوى الصلبة والقوى الناعمة في السیاسة الاميركية وتردي الاقتصاد والنزعة الاميركية للتغيير بقصد الالتفاف إلى الداخل والتخلي عن شؤون العالم. كما ان انتخاب هذا الرجل، سيمكن من انتشار النزعة العنصرية والقومية الذاتية وتدفع اميركا إلى سلوك مسار التعصب. وفي السياسة يعتبر حطيط ان <ترامب> سيلتزم في سياساته نحو الشرق الأوسط مبدئين: الأول عدم اللجوء إلى القوة العسكرية كما فعل الجمهوريون قبله وعدم تقديم خدمات مجانية للإرهابيين كما فعل الديمقراطيون، وسيمتنع عن استعمال القوة التي تقود إلى حروب بأي شكل من الأشكال، بل قد يفتح المجال لحلول سياسية في المنطقة.

واستبعد حطيط إلغاء الاتفاق النووي الايراني لأن <ترامب> لايمتلك اي بديل له، فمن يعتقد ان البديل هو القوة العسكرية فإنه مخطئ، وأنا أعتقد أن <ترامب> أتى لتخفيف أعباء اميركا العسكرية في الخارج. ولكن يجب القول ان العلاقة مستقبلاً بين الولايات المتحدة وايران ستكون حذرة، لأن <ترامب> لن يستطيع أن ينفتح على ايران ولا ايران تثق بكل اميركا ولا بالجمهوريين، ففي المرحلة الأولى ستكون العلاقات حذرة وخافتة لكن بعد عمليات جس النبض، وربما خلال سنتين وعلى ضوء ما سيقوم به <ترامب> من عمل حيال الملف النووي الايراني وكيفية ادارته لتعهدات اميركا بالنسبة للأموال الايرانية ستقرر ايران كيف ستتعامل معه مستبعداً أن يجازف <ترامب> بعمل عسكري ضد ايران.

علم: أميركا في أزمة كبيرة

المحلل-السياسي-جورج-علم----A 

من جهته يرى المحلل السياسي اللبناني جورج علم ان تصريحات الرئيس الأميركي الجديد، <دونالد ترامب>، بأن الإعلام هو المسؤول عن احداث وقيعة بينه وبين المسلمين بأنه غير صحيحة، فالذي يُحدث الفتنة هو <ترامب> نفسه، من خلال مواقفه العنصرية التي يتخذها. كما أن الاعلام هو مرآة الحاكم والحكم والإدارة، وبالتالي الإعلام لم يخترع شيئاً، مشيراً إلى أن هذا التصريح يحاول من خلاله <ترامب> الخروج من مأزق تلك التصريحات العنصرية، إلا أنه عندما يتحدث يغرق أكثر وأي رد فعل من قبله يزيد من تفاقم المشكلة. وأوضح أن هناك سياسة خارجية صدامية، إلا ان الواقع المرير هو أن هناك انقساماً خطيراً في الولايات المتحدة على مستوى الإدارة، وقال إن القرار الذي اتخذه <ترامب> في ما خص منع بعض الدول من السفر الى الولايات المتحدة هو قرار رئاسي نعم، لكن في المقابل هناك قانون في اميركا وهذا القانون يسمح لكل الرعايا الذين نالوا تأشيرات، بالدخول الى اميركا من اي موطن كانوا. لذلك يجوز القول ان القرار لا يُلغي القانون. ولا يجب ان ننسى أمراً غاية في الاهمية وهو ان هناك مشكلة مع الكونغرس الذي هو بأكثريته من الجمهوريين. والاشرار الذين تحدث عنهم <ترامب> او الذين قصدهم في كلامه، هو كلام بحاجة الى توضيح، وكلامه هذا يؤكد بأن هناك أزمة كبيرة على المستوى الداخلي في اميركا، ربما تضاهي بحجمها وعمقها الازمة التي يفتعلها <ترامب> على مستوى الخارج، والازمة هذه تتفاقم يوماً بعد يوم، وهذا ما نشاهده من خلال التظاهرات التي لا تكاد تهدأ في منطقة، حتى تندلع في منطقة أخرى.

الأزمة آتية لا محالة

قد يكون <ترامب> الرئيس الأميركي الأوحد الذي يرسم ملامح أزمات بلاده التي ينوي خوضها بعد اقل من شهر واحد على استلامه السلطة، والازمة هذه تتمثل بصراع او استفزاز مُقبل ينوي <ترامب> خوضه ضد العديد من الدول وتحديداً ايران، وذلك من خلال الاسماء التي بدأت تُطرح لتكون ضمن فريق عمله المُقبل.

ويبدو ان <ترامب> مستعد لتقديم مهندس حرب العراق <جون بولتون>، ليكون نائباً لوزير خارجيته وهو شخص من المحافظين الجدد غير متصالح مع الاتجاهات الجديدة، والذي كان يوصي بشن حملة قصف ضد إيران في نيسان/ أبريل 2015، حتى بينما كانت مفاوضات <مجموعة الخمسة زائد واحد> توشك على الوصول إلى نهايتها الناجحة. ولذلك يُمكن ان يكون اختيار <ترامب> لهذا الرجل للعمل في وزارة خارجيته أشبه بحك عود الثقاب مباشرة بعلبة كبريت الحروب. كما يأتي أيضاً، ترشيح <ترامب> المنافي للعقل للرئيس التنفيذي لشركة <إكسون موبيل>، <ريكس تيلرسون>، لشغل منصب وزير الخارجية، والذي يشير بوضوح إلى أنها ستتم مقاربة القضايا الإقليمية كما كان الحال دائماً تقريباً من خلال عدسة أمن الطاقة، وأن مستويات ما قبل <أوباما> من الانحناء والاحترام الكبير لدول البترول الخليجية سوف يستعاد بالكامل.

أما التعيين الذي ربما يكون الأكثر إثارة للقلق، هو تعيين المحترف المصاب برهاب الارتياب والعظمة <مايكل فلين>، مستشاراً للأمن القومي. و<فلين> هذا كان قد شارك في تأليف كتاب تم دفعه الى النشر بتسرع قبل انعقاد المؤتمر الوطني الجمهوري والمعنون <ميدان المعركة>، بالاشتراك مع وسيط إيران - <كونترا> السابق، <مايكل ليدين>، الرجل الذي مارس ضغوطاً قوية بلا هوادة من أجل خوض حرب مع إيران منذ التسعينات. وقبل غزو العراق، كان <ليدين> قد أدلى بمشورة سيئة السمعة عندما قال: يمكن للمرء أن يأمل فقط بأن نحول المنطقة إلى مرجل، بسرعة من فضلكم>.