تفاصيل الخبر

أمين عام ”المجلس الوطني للبحوث العلمية“ الدكتور معين حمزة: هناك نظام متطور سنعلن عن تطبيقه نهاية هذا العام والغاية منه إعطاء إنذار مبكر لأي نشاط زلزالي أو هزة أرضية!

08/12/2017
أمين عام ”المجلس الوطني للبحوث العلمية“ الدكتور معين حمزة: هناك نظام متطور سنعلن عن تطبيقه نهاية هذا العام والغاية منه إعطاء إنذار مبكر لأي نشاط زلزالي أو هزة أرضية!

أمين عام ”المجلس الوطني للبحوث العلمية“ الدكتور معين حمزة: هناك نظام متطور سنعلن عن تطبيقه نهاية هذا العام والغاية منه إعطاء إنذار مبكر لأي نشاط زلزالي أو هزة أرضية!

 

بقلم طوني بشارة

mou3in-hamze

منذ شهر تقريباً ضرب زلزال بقوة 7.3 درجات على مقياس ريختر عدة مناطق في العراق، وأفادت المصادر بأن زلزال الحدود العراقية - الإيرانية هو زلزال عنيف ضرب إيران بالقرب من المنطقة الحدودية بين العراق وإيران مساء الأحد 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 بقوة وصلت إلى 7.3 درجة على مقياس درجة العزم في مدينة حلبجة العراقية، و7.6 درجة على مقياس درجة العزم في مدينة كرمنشاه الإيرانية حيث كان مركز الزلزال مدينة كرمنشاه، ووقع في منطقة الحدود الإيرانية - العراقية بحوالى 32.2 كيلومتر (20.0 ميل) جنوب شرق مدينة حلبجة في تمام الساعة 21:18 بالتوقيت المحلي، ولقد استشعر الهزة الأرضية عموم العراق ووصل التأثير إلى الدول: إيران، والكويت والإمارات العربية المتحدة، بينما شعر سكان دير الزور والحسكة في سوريا بالزلزال بشكل طفيف، وقد تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال الأربعمئة قتيل وسبعة آلاف وأربعمئة مصاب في كلٍ من إيران والعراق.

 وبعدما شعر اللبنانيون في مناطق عدّة بحدوث هزّات تزامناً مع الزلزال، بدأ الخوف والقلق يستشريان في نفوس اللبنانيين، فهل سيتعرض لبنان لموجة تسانومي كنتيجة للزلزال ام اننا سنشهد هزات وزلازل عدة؟ وهل ان الجهات اللبنانية قادرة على مواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية؟

 

بيروت والزلازل

 تساؤلات وتكهنات عديدة سببها ان لبنان تعرض كما المنطقة المجاورة عبر التاريخ لكوارث طبيعية، من هزات ارضية وأمواج تسونامي وفيضانات وحرائق وتفجيرات صناعية وانزلاقات أرضية، وبشكل عام يمكن القول علمياً ان الزلزال والتسونامي يحدثان في المناطق عينها التي حدثت فيها زلازل خلال التاريخ، ولبنان ليس في منأى عن هذه الأخطار إذا عدنا الى التاريخ، اذ يقترن اسم العاصمة بيروت منذ العهد الفينيقي بهزات أرضية رهيبة هدمت المدينة مرات عدة وفق ما تشير بعض الدراسات العام 349 و494 و502 و551 و555 ميلادية، وكان أكبرها هزة العام 551 حين غمرت موجة عارمة من البحر المدينة كلها، وذكر ان أكثر من 30 ألف نسمة لاقوا حتفهم بعدما تحطمت الأبنية وشبت الحرائق، وفي السياق ذاته حصلت موجة من الزلازل لاسيما في الاعوام 1157 و1170 و1202 وهُدمت مدن في كل انحاء سوريا، وأدى زلزال عام 1202 الى انخساف في السواحل وغرق العديد من الجزر الصغيرة التي كانت قائمة على طول الساحل اللبناني ولم يبقَ منها سوى جزيرة الأرانب قبالة طرابلس. وبالعودة الى التاريخ ندرك انه في خريف 1759 دمر زلزال بدرجة 7,5 على مقياس ريختر مدينة بيروت، كما حصل زلزال العام 1918، وآخر العام 1956 ما زال البيروتيون واللبنانيون عامة يذكرونه، وما زالت ضرائب التعمير تدفع مع رسوم كثيرة في لبنان حتى يومنا هذا.

 إذاً هزات وزلازل عديدة تعرض لها لبنان عبر التاريخ، فهل هناك مؤشرات تدل على إمكانية وقوع كوارث طبيعية في لبنان نتيجة لزلزال العراق؟ وهل ان الجهات الرسمية قادرة على تقليص حجم الاضرار في حال تعرض لبنان لموجات تسونامي؟

حمزة والهزات الطبيعية

 

أسئلة عديدة للإجابة عنها التقت <الافكار> أمين عام <المجلس الوطني للبحوث العلمية> الدكتور معين حمزة الذي أفادنا بأن الهزات التي تسجل يوميا في الاردن وفلسطين ولبنان وسوريا والتي هي بقوة أدنى من ثلاث درجات بمقياس ريختر، تعتبر كنتيجة طبيعية لشبكة الفوالق الزلزالية في كل المنطقة، وهي تبلغ حوالى 40 هزة شهرياً، وتابع حمزة قائلاً:

- لكن الزلزال الذي حصل بين العراق وايران والذي بلغت قوته 7,4 درجات على مقياس ريختر هو حدث كبير إذ انه عندما تزيد قوة الهزة عن 6 درجات تصبح هزة مدمرة، وهذه الهزة حصلت بمناطق ذات فوالق زلزالية بعيدة ولا علاقة لها بالفوالق التي تمتد من فلسطين حتى الاردن وصولاً الى لبنان وسوريا، علماً ان الشبكة التي يتأثر فيها لبنان هي الشبكة نفسها التي تؤثر على الاردن وسوريا.

ــ بعض اللبنانيين شعروا بهذا الزلزال، وكثر الحديث عن تخوّف من حدوث هزة وتسونامي في لبنان؟ فهل فعلاً نحن معرضون لهزة مشابهة؟ وما قضية التسونامي المحتمل حدوثه؟

- بعض اللبنانيين شعروا بالزلزال لكونه مدمراً، ونحن في <المركز الوطني> سجلنا الهزة التي حصلت بين العراق وايران واعتبرناها مدمرة، وللأسف حصلت ليلاً مما زاد عدد الضحايا وقد تعرضت لها مدن فقيرة ومناطق ريفية حيث توجد المنازل التي لا تتوافر فيها معايير البناء المقاوم للهزات الارضية.

وتابع حمزة قائلاً:

- لا نحن ولا غيرنا لديه القدرة على توقع حدوث هزات وزلازل، والطريقة الوحيدة للتخفيف من اضرار الزلازل تكمن في توافر بناء مقاوم للهزات وهو للاسف غير معتمد لا في لبنان ولا سوريا ولا الاردن، ونحن لا نخاف من الهزات ولكن نخاف ان تحدث في مناطق حيث البناء غير مجهز، فمثلاً عندما حصلت هزة في اليونان بقوة 6,5 درجات لم يسجل وقوع الا ضحية واحدة وتهدم حائط منزل واحد على اعتبار ان الابنية في اليونان مجهزة هندسياً بمواصفات تقاوم الهزات.

ــ وماذا عن التسونامي؟

- لقد سبق وتعرضنا لتسونامي منذ حوالى 120 سنة، والتسونامي هو نتيجة لزلزال او هزة ارضية تحدث بوسط البحر وتتولد عنها موجة بحر بعلو يتراوح بين 6 او 10 أمتار وقد تجتاح المناطق الساحلية.

ونحن بإمكاننا متابعة التسونامي عن طريق اجهزة تسمى <المانيغراف> وهي تقيس تغيرات ارتفاع الموج، ولدينا في لبنان جهازان: واحد في معهد علوم البحار في البترون والثاني في القاعدة البحرية في مرفأ بيروت، وهما مرتبطان بشبكة انذار مبكر لتسونامي ومشترك فيها 27 دولة مطلة على البحر المتوسط، وفي حال حصول اي موجة يتم توجيه إنذار من الدولة التي حصلت فيها الموجة ويعمم على كل دول المنطقة ونحول التعميم فوراً الى هيئة ادارة الكوارث الموجودة في السرايا الحكومية والتي بدورها تأخذ الاجراءات لإبلاغ كل الهيئات المختصة بالسلامة العامة لأخذ الاجراءات اللازمة.

ــ لقد حصل تبليغ سابق عن تسونامي ممكن حدوثه لهيئة ادارة الكوارث ولم يتم تبليغ المواطنين عنه، فما سبب ذلك؟ وهل ان الوقت الفاصل ما بين حدوث الموجة ووصولها الى لبنان كافٍ للحد من اخطار التسونامي؟

- في السنوات الماضية حصل بالفعل اكثر من إنذار عن احتمال تشكيل موجات تسونامي بسبب الهزات قرب كريت ونحن عند ورود الإنذار نبلغ عنه، وننتظر حتى نتأكد من وجهة هذه الموجات على اعتبار ان النشاط الزلزالي الذي يحدث يرسل ارتداداته التي تؤدي الى حدوث تسونامي باتجاهات مختلفة، وهذا الامر يتابع اثناء توجه موجة التسونامي، فإذا كان توجهها نحو مناطقنا نبلغ المواطنين واذا كان التوجه نحو مناطق اخرى نلغي الانذار.

ــ ولكن، هل ان الوقت الفاصل ما بين تبلغكم الانذار والتريث في تبليغه للمواطنين وذلك للتأكد من وجهة التسونامي، كفيل للحد من اضرار التسونامي؟

 - ان موجة التسونامي الممكن حدوثها من جزيرة كريت الموجودة على مسافة 1000 كلم غرب الشاطئ اللبناني ومهما كانت سرعتها تبقى بحاجة الى حوالى 40 دقيقة للوصول الى الشاطئ اللبناني، وهذه الفترة كفيلة لأخذ الاجراءات والتبليغ بالانذار المبكر، علماً ان الاجهزة اللبنانية مدربة وبشكل ممتاز على كيفية التعامل مع هكذا موجات لتجنب اضرارها، وهناك نظام متطور سنعلن عن تطبيقه نهاية هذا العام والغاية منه إعطاء إنذار مبكر لأي نشاط زلزالي او هزة ارضية.

ــ تتكلم وكأن التسونامي أمر واقع حدوثه لا محالة؟

- منذ 20 سنة ونحن نسمع عن قدوم زلزال ضخم وتسونامي مدمر، ولكن ليس بإمكان احد توقع او عدم توقع حدوث الزلزال او التسونامي، ولكن هنا لا بد من التذكير بأن التسونامي يأتي نتيجة لهزة ارضية فوق الـ6 درجات وتتولد عنها موجة تحملها التيارات باتجاهات مختلفة وان اثرها قد يمتد الى المناطق الساحلية اللبنانية.

وأنهى حمزة كلامه قائلاً:

- حديثنا هنا ليس لإثارة الرعب، ولكن نتمنى ان يكون ذلك حافزاً اساسياً للبلديات او الوزارات بألا تسمح إلا بالبناء المقاوم للهزات وهي الطريقة الوحيدة للحفاظ على سلامة المواطنين.