تفاصيل الخبر

أمــراض الـقـلــب والأوعيــة الدمويــة هـي الـسبب الكامــن الأكثـــر شيـوعـــاً للـوفـــاة لــدى مــرضـى الـسكــري  

03/06/2016
أمــراض الـقـلــب والأوعيــة الدمويــة هـي الـسبب الكامــن  الأكثـــر شيـوعـــاً للـوفـــاة لــدى مــرضـى الـسكــري   

أمــراض الـقـلــب والأوعيــة الدمويــة هـي الـسبب الكامــن الأكثـــر شيـوعـــاً للـوفـــاة لــدى مــرضـى الـسكــري  

بقلم وردية بطرس

ال----------1ليم-جنبرت---الدكتور-عمر-حموي---السيد-فؤاد-جويدي---الماذا يموت معظم مرضى السكري بسبب مرض القلب وليس السكري؟ فمرض القلب هو الأكثر حدوثاً بين مرضى السكري، اذ يميل كل مرضى السكري للاصابة بمرض القلب وخصوصاً المرضى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. وقد توصل بحث <فرامنغهام> الى الاستنتاج ان مرضى السكري معرضون بشكل أكبر لمخاطر الاصابة بمرض القلب مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من السكري، وشمل هذا البحث اشخاصاً مختلفين في أعمار مختلفة، ومن ضمنهم عدد من مرضى السكري. وكان هدف هذا البحث هو تشخيص عوامل الخطر التي من شأنها ان تؤدي للاصابة بمرض القلب... فالعامل الرئيسي الذي من الممكن ان يؤدي للاصابة بمرض القلب لدى مرضى السكري هو تصلب الشرايين التاجية او التصلب العصيدي، وهي حالات من تراكم الكولسترول في الأوعية الدموية التي تزود القلب بالاوكسجين والمواد الغذائية. وغالباً ما يحصل تراكم الكولسترول في الاوعية الدموية قبل ارتفاع مستوى السكر في الدم الذي يحدث عند الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وفي معظم الحالات يبدأ مرض القلب بالنشوء والتطور حتى قبل تشخيص الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومن الممكن ان تحدث هذه الحالة في مختلف شرايين الجسم، وهي من الممكن ان تؤدي لاضطرابات في تزويد الدماغ بالدم، الامر الذي من شأنه ان يؤدي لحصول سكتة (جلطة) دماغية، او لانقطاع تزويد الاطراف بالدم مثل الرجلين واليدين او الذراعين، وهذه الحالات تسبب الاصابة بمرض في الأوعية المحيطة. وبالاضافة الى ان مرضى السكري يعانون من احتمالات أكبر للاصابة بمرض القلب، فانهم يعانون أيضاً من احتمال أكبر للاصابة بقصور القلب الذي يعتبر احد المشاكل الطبية الخطيرة، فعند الاصابة بهذا المرض لا يعود القلب قادراً على سحب (استرجاع) الدم من الجسم بالقدر الكافي، مما قد يؤدي الى تراكم السوائل في الرئتين ويسبب صعوبة في التنفس او تراكم السوائل في مناطق أخرى من الجسم خصوصاً في الرجلين الأمر الذي يتسبب في تورمها.

وكان الخبراء قد أكدوا خلال اجتماعهم في مؤتمر <الجمعية الأميركية للسكري> على شيوع وفاة المصابين بالسكري بسبب اصابتهم بالنوبات القلبية والجلطة حيث ان سبب وفاة 60 بالمئة من مرضى السكري يعزو لأمراض القلب وخصوصاً السكتة التي يعرف بأن 50 بالمئة ممن يُصابون بالذبحة الصدرية لا يصلون الى المستشفى أحياء. وتعد مشاكل القلب من المضاعفات المميتة التي يجب وقاية مريض السكري منها لانقاذ حياته، إذ يزيد السكر من مخاطر أمراض القلب نتيجة لارتباطه في ارتفاع الكولسترول وضغط الدم، فمريض السكري أكثر عرضة للاصابة بضيق الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والجلطة القلبية او الدماغية، وقد أثبتت الأبحاث تضاعف نسبة اصابة مرضى السكري بهذه الأمراض من مرتين لأربعة أضعاف مقارنة بالأصحاء ممن لديهم ارتفاع في كولسترول الدم فقط، وأوضحت الدراسات ان المصابين بالسكري من النوع الثاني ممن تعدوا عمر الـ65 سنة هم أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب من مرتين لأربع مرات مقارنة بغير المصابين به.

وتُعتبر الذبحة الصدرية من العوارض الصامتة حيث تزداد نسبة حدوث الذبحة الصدرية من دون اصدار انذار بالألم في منطقة منتصف الصدر عند مرضى السكري، وقد يكون سبب هذه الظاهرة غير واضح تماماً، ولكن يربطها بعض العلماء باحتمال وجود أعصاب تالفة بسبب مرض السكري لا يمكنها نقل اشارات الألم من القلب الى الجهاز العصبي. أما بالنسبة لاعتلال عضلة القلب، فمن المعروف ان عضلة القلب تتأثر بمرض السكري وهي معرضة للتلف والفشل الوظيفي للأسباب التالية: تأثير مباشر لارتفاع نسبة السكري يؤدي الى تلف الشرايين الدقيقة، كثرة التعرض للاصابة بارتفاع ضغط الدم، كثرة التعرض للاصابة بتصلب الشرايين القلبية، احتمال وجود مواد متراكمة بين ألياف عضلة القلب قد تضعف من كفاءتها، وأسباب أخرى غامضة وغير معروفة. وقد أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية ان التغيرات الكيميائية ــ الحيوية المصاحبة لمرض السكري قد تسبب تغيرات بوظيفة عضلة القلب يمكن تصحيحها وتحسنها تدريجياً متى تم التحكم في مستوى السكر بالدم على المدى الطويل.

ولتسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن الاصابة بالسكري من النوع الثاني، وبالتزامن مع اطلاق أحدث الأدوية المبتكرة في لبنان، وأيضاً لاعطاء معلومات مفيدة حول التجارب السريرية الرائدة، وبهدف زيادة الوعي لدى الصحافيين وتثقيف الجمهور على نطاق اوسع، استضافت شركة <بوهرنجر انجلهايم> الطبية أربعة متحدثين مميزين ناقشوا النهج الجديد الشامل في التعاطي مع مرضى السكري من النوع الثاني، والذي يركز على سبل جديدة لخفض مستويات السكر في الدم، وكذلك للحد من أمراض القلب والشرايين التي يعاني منها مرضى السكري من النوع الثاني.

ماذا يقول الأطباء؟!

فماذا يقول الأطباء عن علاقة أمراض القلب بمرضى السكري؟ ولماذا يكون مرض القلب السبب الرئيسي لوفاة مريض السكري؟ وغيرها من الأسئلة أجاب عنها الأطباء الاختصاصيون في الغدد الصماء وأمراض القلب.

أولاً يعتبر مدير شركة <بوهرنجر انجلهايم> الطبية في لبنان السيد فؤاد جويدي انهم ملتزمون بايجاد حلول ملائمة لمرضى السكري من النوع الثاني ويقول:

- نحن نعلم كم هي حاسمة اللحظة التي يتم فيها تشخيص هذا المرض المزمن بالنسبة الى المريض الذي سيتعايش معه مدى الحياة. لهذا السبب نسعى لتقديم أساليب مبتكرة في متابعة هذا المرض لتلبية احتياجات المرضى، وبنتيجة أبحاثنا المبتكرة وسعينا الدؤوب من أجل تحسين حياة مرضانا فإننا نتمكن من تحقيق نقلة نوعية في دراساتنا وعلاجاتنا.

وعن الدراسات التي أجريت في لبنان يقول الدكتور منذر صالح العضو في العديد من الجمعيات المحلية والدولية (جمعية الغدد الصماء الأميركية، الجمعية الأميركية للغدد الصماء العيادية وغيرها) كما انه ساهم أيضاً في التحضير للعديد من المؤتمرات المحلية والاقليمية، وعلى صعيد الأبحاث ساهم في العديد من الدراسات المحلية والدولية، وهو يشغل حالياً منصب رئيس <الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات>:

- طبقاً لدراسات أجريت في لبنان على مرضى السكري فإن الذين يعانون من مرض السكري معرضون لخطر الاصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فعندما يعاني المريض من ارتفاع ضغط الدم ومن السكري، وهما غالباً ما يترافقان، يصبح خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مزدوجاً. ووفقاً لدراسة متعددة الجنسيات أعدتها منظمة الصحة العالمية حول أمراض الأوعية الدموية وعلاقتها بمرض السكري، تبين ان أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الكامن الأكثر شيوعاً للوفاة لدى مرضى السكري من النوع الثاني حيث تتسبب بـ52 بالمئة من الوفيات، ومن هنا أهمية الجهود المتواصلة التي تبذل في سبيل تطوير علاج لمرض السكري من النوع الثاني لا يركز فقط على تخفيض معدل السكر في الدم بل يعمل أيضاً على الحد من مضاعفات المرض خصوصاً تلك التي تطال القلب والأوعية الدموية.

بدوره فإن الدكتور سليم جنبرت أستاذ علم الغدد الصماء والرئيس الأسبق لقسم الغدد الصماء والأيض في مستشفى <أوتيل ديو دو فرانس> (كما انه زميل <الكلية الأميركية لأمراض الغدد الصماء> وعضو في كل من <جمعية الغدد الصماء>، و<الجمعية الأميركية للغدد الصماء العيادية>، و<الجمعية الأوروبية لأمراض الغدد الصماء>، و<جمعية الغدد الصماء الفرنسية>، و<جمعية تصلب الشرايين الأوروبية> و<الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري>، وهو عضو سابق في المجلس التنفيذي لـ<مجموعة البحر الأبيض المتوسط لدراسة مرض السكري>، كما أنه الرئيس المؤسس لـ<الفصل اللبناني من الجمعية الأميركية للغدد الصماء العيادية>) يقول:

- ان الحد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية هو عامل أساسي لدى متابعة مرضى السكري. كما ترتبط المتلازمة الأيضية ومتلازمة مقاومة الأنسولين معاً بالزيادة في نسبة مخاطر الأمراض القلبية الوعائية حتى في حال عدم وجود حساسية مفرطة تجاه <الغلوكوز>. ويساعد اكمال دورة رعاية سنوية في تحقيق نتائج أفضل للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، كما يمكن للتقييم المنتظم ان يحول دون حدوث مضاعفات او اي نتائج سلبية أخرى مرتبطة بهذا المرض. ولقد اقترحت في الآونة الأخيرة طريقة جديدة لخفض نسبة السكر في الدم من خلال تعزيز افرازه في البول، وقد أطلق على هذه الفئة الجديدة من الأدوية اسم مثبطات البروتين الناقل للـ<صوديوم> و<الغلوكوز 2> (مثبطات <اس جي ال تي 2>) لأنها تثبط عمل مستقبلات البروتين التي تساهم في استيعاب <الجلوكوز> على المستوى الكلوي.

ونظراً للارتباط الوثيق ما بين أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري أجرت شركة <بوهرنجر انجلهايم> الطبية بناء على طلب ادارة الغذاء والدواء الأميركية تجارب سريرية للتأكد من ان هذه الفئة الجديدة من الأدوية لن يكون لها تأثير سلبي على القلب والأوعية الدموية لدى المرضى الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. وقد كانت تجربة سريرية طويلة الأجل راقبت تأثير الدواء عند أكثر من 7000 مريض من البالغين الذين يعانون من السكري من النوع الثاني. كما كانت <EMPA – REG OUTCOME> تجربة غير مركزية مزدوجة التعمية تم فيها اختيار المرضى بشكل عشوائي وجرت مقارنة النتائج مع دواء وهمي. وقد تم تصميم هذه الدراسة لتقييم تأثير دواء جديد يضاف الى بروتوكول الرعاية المعتمد حالياً بالمقارنة مع دواء وهمي على خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني ولم تتم السيطرة على مستوى <الغلوكوز> في الدم لديهم. لم تثبت الدراسة ان الدواء آمن فحسب، بل أظهرت أيضاً بشكل مفاجئ ولأول مرة نتائج ايجابية في ما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية وجاءت النتائج على النحو التالي:

انخفاض المخاطر بنسبة 38 بالمئة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أقل من الدواء الوهمي. انخفاض المخاطر بنسبة 35 بالمئة لدخول المستشفى بسبب قصور القلب. انخفاض المخاطر بنسبة 32 بالمئة للوفاة من مختلف الأسباب مجتمعة مقابل الدواء الوهمي. انخفاض المخاطر المركبة بنسبة 14 بالمئة التي تؤدي للموت والناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية مثل احتشاء عضلة القلب غير القاتل او السكتة الدماغية غير المميتة عند اضافة الدواء الى بروتوكول الرعاية المعتمد لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والمعرضين للاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وبدوره يقول الدكتور عمر حموي مدير قسم أمراض القلب التداخلية في <مركز كليمنصو الطبي> (عمل كأستاذ مساعد في كلية الطب في <جامعة انديانا> في الولايات المتحدة حيث فاز بجائزة <تشارلز فيش> لأستاذ العام تقديراً لتميزه وتفانيه في التدريس، ويهتم بشكل خاص بطب القلب التداخلي وبتخثر الدم والتجلطات وعوامل الحماية منها، وقد شارك في تجارب عدة لدراسة هذه العوامل، وهو يهتم كذلك بالوقاية من السكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم وعسر شحميات الدم، ويساهم في العديد من مبادرات التوعية العامة والوقاية ويلقي محاضرات بشكل دوري حول هذه المواضيع محلياً واقليمياً):

- في الواقع لقد أُثبت تأثير مرض السكري على أمراض القلب والشرايين وتمت مناقشته بشكل واف. ومن المعروف ان أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأول للوفاة لدى الأشخاص الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني، إذ ان علاجات مرض السكري بالأدوية المتوافرة بما فيها الأنسولين، لم تكن مفيدة في علاج المضاعفات على مستوى القلب والشرايين، لذا فقد أثارت نتائج التجارب السريرية حماسة كبيرة، إذ لا يقتصر مفعول الدواء على علاج السكري بل يتخطاه ليؤثر ايجاباً على القلب والأوعية الدموية حتى لدى مرضى السكري من النوع الثاني الذين يعانون من أمراض قلب متقدمة، انه لاكتشاف علمي مذهل حقاً.