تفاصيل الخبر

"أمونز" و "بيار حشاش" شكلا حالة إستثنائية على مواقع التواصل بقفشاتهم وانتقاداتهم اللاذعة

09/04/2020
"أمونز" و "بيار حشاش" شكلا حالة إستثنائية على مواقع التواصل بقفشاتهم وانتقاداتهم اللاذعة

"أمونز" و "بيار حشاش" شكلا حالة إستثنائية على مواقع التواصل بقفشاتهم وانتقاداتهم اللاذعة

 

 

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_76801" align="alignleft" width="254"] أمونز: أصوّب على الجميع...من دون تجريح[/caption]

 أسماء عديدة باتت أشهر من أن تعرّف لرواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يفتشون عمن يعبّرعن حالهم ، يحكي بلسانهم ، يحثهم على النقاش، يثير حشريتهم أو حتى سخطهم أو  ابتسامتهم، وقد باتت الأخيرة نادرة اليوم. ومع إعراض الكثيرين عن الشاشة التقليدية التي إما تعيد وتكرر مسلسلات "تبرم" من شاشة الى أخرى ، أو تفتح هواءها لـ"لكورونا" وتحذيراته ليل نهار، باتت مواقع التواصل الاجتماعي ملاذ الكثيرين، والوجهة الأولى للكثير من الشباب والصبايا الذين يسحبون أيضاً أهاليهم وحتى أجدادهم الى هذه المواقع فيعرّفونهم عليها وعلى طرق تشغيلها، فيبدأون بدورهم رحلتهم معها ويجدون فيها ما يرضي ذوقهم ويريح نفسياتهم على طريقة "شرّ البلية ما يضحك".

 وفي عصر"التباعد الجسدي" المطلوب اليوم وقد صححته منظمة الصحة العالمية بعد أن كانت تسميه "التباعد الاجتماعي" لعدم انتقال العدوى، تواصلت "الأفكار" مع اثنين من  "نجوم" التواصل الاجتماعي المعروفين في لبنان بانتقاداتهما السياسية الساخرة، "أمونز" (أماني دنهش) الطرابلسية المنشأ، وبيار حشاش ابن البترون. فماذا قالا عن رحلتيهما مع "السوشيل ميديا"؟ هل يعتبران نفسيهما مؤثرين؟ ومن أين يستمدان الجرأة في الانتقاد وما أبرز ما تعرضا له؟

   مع "أمونز" كان الحديث الأول..

 أعيش في دبي منذ عشر سنوات، تقول "أمونز" حيث أعمل. أنا بالاجمال أحب المزاح وتستهويني الأمور الطريفة. لا دخل لي بالسياسة أبداً، أراقبها من "بعيد لبعيد" من خلال قراءاتي من دون أن أخوّل لنفسي التحليل فيها . منذ حوالي السنة وقبل اندلاع الثورة، عرضت عبر صفحتي على "فايسبوك"  فيديو اشاركه مع الاصحاب حول مرتادي النوادي الرياضية، فاستيقظت في اليوم التالي لأجد "إنفجاراً" من المشاهدات والتعليقات. ماذا تناول الفيديو؟  تناول ذاك الذي منذ اليوم الأول لارتياده المركز الرياضي يستعرض عضلاته و"يفلقنا" بالصور، ليضحى في اليوم الثالث "مدرباً شخصياً". اختلفت الآراء، لكنه حصد متابعة كثيفة. منذ ذلك الحين بدأت رحلتي مع هذه الفيديوهات وارتفعت وتيرتها مع اندلاع الثورة ، فلاقت أصداء كبيرة، دعماً أو حتى هجوماً، خاصة من قبل مشجعي أفرقاء سياسية معينة.

وتضيف "أمونز":

 للأسف، ما زلنا في لبنان بعيدين عن تقبل الرأي الآخر، لا بل منهم من يتهجم ويجرّح، ولا يقابل الفكرة الساخرة او المنتقدة بمثيلة لها، بل يعتمد التجريح الشخصي والإساءة العائلية. شخصياً أنتقد، ألطش ،ألدع ، لكنني لا أدخل في الشخصي أبداً بعكس الكثير من التعليقات التي تناولتني، فأنا مثلا أضع حلقة في لساني، ووشماً على يدي  فـ"عملوني آتية من المريخ ".

 وهل تلقت "أمونز" التهديدات من "ضيقي الصبر والصدر" ؟

  أوه ..تجيب.. لقد تلقيت العديد منها ومن السباب والشتائم وبدنا "نشيل ونحط"، إلا أنني لا أجيب، أو أرد بوردة وقلب. ربما هي طبيعة بعض الناس التي ترتاح عندما تشتم، لكنني أسير وفقاً لقول: "ما جادلت عالماً إلا وغلبته وما جادلت جاهلاً إلا وغلّبني"..

 فهل هي التهديدات إذاً التي تجعلها بعيدة عن لبنان خوفاً من استدعائها أو توقيفها أو إيقاف تعليقاتها الساخرة مثلاً ؟

[caption id="attachment_76804" align="alignleft" width="188"] وكورونا ستايل[/caption]

بضحكة تجيب "أمونز" :

   أبداً..في شهر 12 كنت في لبنان، سأكون فيه فور انفراج أزمة "كورونا". أية تهديدات او مواقف سلبية لن تجعلني أتوقف. وبين الأسباب الاساسية لاستمراري هو أنني أتلقى الكثير من الرسائل التي تفرحني شخصياً، بينها مثلاً لإحدى السيدات المصابات بالسرطان والتي كتبت لي أنني جعلتها تضحك، بعد أن كانت الضحكة فارقتها منذ فترة طويلة . كذلك، هناك سبب ثان، وهو أنني في أحيان كثيرة أكون صوت من لا يجرؤون، أو صوت هؤلاء الذين ليست لديهم الفرصة للتعبيرعما يمكنني قوله، فأسمع منهم بأنني لسان حالهم وأعبرعنهم. أنا بطبعي جريئة ومقدامة وهذا يجعلني في رضا عما أقوم به، خاصة وأنني أرتجل ما أصوره ، ويأتي بطريقة عفوية تلقائية، لا أحضر له ولا أضع أي "سكريبت"، وكثيراً ما "تطلع معي هذه الفيديوهات لما أكون متوجهة الى عملي، صباحاً وأنا أستمع الى فيروز" .

"القرص عنة"..

 لا يغيب عن "أمونز" الجانب التوعوي في فيديوهاتها القصيرة أحياناً، بينها مؤخراً الفيديو الذي تناولت فيه فيروس "كورونا" حيث البعض، ومع العدد الذي فاق المليون ومئتين وخمسين الف اصابة من حول العالم  "لم يسمع به بعد ، ومنهم من لا يريد أن يسمع" . أعرف أن هناك من هم مجبرون على تأمين لقمة عيشهم يومياً، تقول "أمونز"، لكن هناك من لا يريدون أن يبقوا في البيت لأسباب واهية. هؤلاء وغيرهم لا يمكنك ان تأمريهم او توجهيهم إنما تتوجهين لهم بطريقة مهضومة ربما  تصل الرسالة . كذلك تناولت "الاطباء" الذين باتوا بعدد سكان لبنان، اذ تصلنا يومياً آلاف الرسائل من أطباء، هم "سنة اولى طب"، او من متطفلين على المهنة فينصحون بـ"القرص عنة" (إحدى الأعشاب اللبنانية) لمداواة "كورونا".

 وعما إذا فتحت هذه "الفيديوهات" التي تحصد نسبة متابعة عالية أبواباً جديدة لها ، تقول ابنة طرابلس البيروتية الأم ، إنها فتحت أكثر من باب، وتلقت عروضاً تجعلها تكسب المال جراء ذلك ، لكنها رفضت لأن ذلك  ليس هدفها، وحينما تصبح مجبورة عليها  فإنها ستفقد حتماً طبيعتها وعفويتها وهما العنصران الاساسيان لنجاح التعليقات الساخرة التي تنشرها ، من دون ان يمنعها ذلك من إبقاء الباب مفتوحاً أمام  من يطلب مشاركتها تمثيلاً ،أو إعداداً الخ..

[caption id="attachment_76802" align="alignleft" width="188"] أمونز الجريئة والطريفة[/caption]

وماذا عن اتهامها بالتوجه الى فئة معينة، خاصة أنها تنتقد دائماً "التيار الوطني الحر" ؟

 تنفي "أمونز" الأمر، إذ إنها مستقلة ولا تنتمي الى اية جهة حزبية او سياسية. " لقد انتقدت الشيخ سعد الحريري والسيد حسن نصرالله عند الدعوة الى مقاطعة المنتجات الاميركية وكل من يطالعنا بأمر يثير التساؤل اعلق عليه. مؤخراً علقت على دعوة  وزير الزراعة لما طلب من الناس البدء بها. فهل يزرعون على البلكون ؟

   بالمقابل، تعترف "أمونز" أن هناك شخصيات تنتظرها كرئيس التيار الوطني الحر، وتستذكر لما كان في دافوس مثلاً. والآن هي تترقب رئيس الحكومة حسان دياب: "ناطرتو". وترى ان بعض الشخصيات تعرض نفسها للانتقاد أكثر من غيرها لأنها لا تعرف كيف تتوجه الى الناس ، فيما آخرون ربما يجدر بهم الانتقاد اكثر، لكنهم يدرسون طلاتهم وكلماتهم الأمر الذي يجنّبهم ذلك.

 لا تتابع "أمونز" شخصاً معيناً معروفاً بتعليقاته وتدويناته :" لقد تواصل معي بيار حشاش، وأنا احب مضمون ما يقدمه ،واتابع احياناً آخرين ،إنما لا أقلد أحداً فلكل شخصيته .

 وعما اذا كانت الانتقادات الساخرة، متاحة لها في دبي ايضاً حيث تقيم او أنها لا تجرؤ على انتقاد أي من الطبقة الحاكمة فيها تجيب "أمونز":

  لا يتركون لنا مجالاً للانتقاد. الدولة هنا تحترم شعبها والمقيمين فيها، والناس تحترم القانون وقد عاملوا المقيمين كأبناء البلد في ظل أزمة "كورونا". لا يمكن سوى شكرهم ، فهم خفضوا فاتورة الكهرباء وقدموا التسهيلات المختلفة ودعونا للبقاء في منازلنا ومساعدتنا عند اية حاجة. الدولة فارضة نفسها على الجميع والجميع يحترمها. لقد جعلوا من بلادهم جنة !

[caption id="attachment_76803" align="alignleft" width="333"] بيار حشاش: لا يسلم أحد من انتقاداتي، والخط الأحمر: إثارة النعرات الطائفية[/caption]

هذه حكايتي..

 بيار حشاش الذي ذكرته "أمونز" يعتبر في الطليعة  من حيث عدد المتابعين له في لبنان  فهو وكما يقول لـ"الافكار" الأول بحسب ما يظهره عدد من الاحصاءات، إذ يحتل نسبة 47% فيما يتقاسم الباقون النسبة المتبقية". معنا فلش بيار أوراقه وكان معه هذا الحديث، وقد قصف فيه على أكثر من جبهة:

 "الناس تتجاوب معي بشكل كبير وأحقق أرقام متابعة عالية"، يقول بيار. أول فيديو نشرته و"أخذ رهجة" كان منذ حوالي 6 سنوات تقريباً، انتقدت فيه الوزير جبران باسيل لما قال ان وزارة الطاقة يجب ان تكون للمسيحيين وقد حظي يومها بنسبة 25 الف متابع على يوتيوب  وكانت الاغاني حينها تستقطب عدداً اكبرمن الانتقادات السياسية. ومنذ العام 1997 وبناء على نصيحة صديقة لي ، فتحت صفحتي على "فايسبوك"، وبدأت الناس بمتابعتي، وانا بطبعي جريئ وطحيش.

 ونسأله: من دون مواقع التواصل هل كان لصوتك وكلماتك أن تصل؟ وهل كانت موهبتك او طريقتك الانتقادية الساخرة لتظهر؟

 "أكيد لا"، يقول بيار بواقعية، ولولا التواصل الاجتماعي لما كنت عُرفت، لكنني لطالما كنت أقول لاصدقائي من حولي بأنني سأكون مؤثراً بالناس يوماً ما، وهم يذكّرونني بذلك اليوم. من دون وسائل التواصل الاجتماعي لما كان اسمي عرف لأنني لم أستطع أن اتفق مع التلفزيونات.

هذا يعني أنها طرقت بابك، نسأل بيار فيجيب:

بعدما عرفت على "السوشيال ميديا"، اتصلت بي مختلف التلفزيونات ، حتى "او تي في" طلبوا أن اكون معهم ، لكنهم كانوا سيقيدون حريتي ويوجهون انتقاداتي وهذا ما لم اتقبله. وحده  بيار الضاهر قال لي لك ملء الحرية في انتقاد ما ومن تريد إلا انه "لم يرد ان يدفع مصاري" بينما عرض غيره 15 و16 ألف دولار في الشهر. ولأنني رفضت القيد لم أقبل .

 ونسأله عن مهنته  قبل شهرته على" السوشال ميديا"  فيجيب: كنت اعمل في مجال ماكينات التنحيف، أؤجر الآلات الرياضية المنحفة لمراكز التجميل. الآن، اعمل استشارياً في مجال التواصل الاجتماعي وأجني "بيغ ماني" (مالاً وفيراً )عبر "فايسبوك" و"تويتر" .

وبشفافية يطلعنا بيار على السر: عندما تجدونني اقوم بـ"شير" لأمر ما من دون ان يكون السبب مفهوماً، فاعرفوا أنني اقبض المال مقابل ذلك. تعاقدت ايضاً مثلاً مع تطبيق "ماي ساي" لمدة عام، وكذلك مع ما تقدمه البلديات. أما الحملات الانسانية، فإنني أنشرها على موقعي مجاناً.

 وعما يجعل موقعه ناجحاً، يؤكد بيار"إنني أرد على متابعيي فرداً فرداً، فأنا أصادقهم" ، فيما لا يرد من يحصد عشرين ألف متابع عليهم .

 وعما إذا كان سيترشح للانتخابات النيابية من جديد؟ ينفي الأمر، فهو قام به قبلاً من موقع ساخر، اما الانتخابات المقبلة فإن معركته فيها فستكون جدية في وجه أحد التيارات السياسية الكبيرة .

  وعن اتهامه بالتعرض للتيار الوطني الحر ورئيسه دون غيره يرد بيار: أنتقد الكل. فنقول له: البعض يقول إنك تقبض المال لتهاجمهم، فيجيب "يدفعولي ليشوفوا..أنا  مش مخلي حدا". أبتعد فقط عن زعماء الطوائف الكبار الرئيس بري السيد نصرالله والرئيس الحريري حتى لا أثير حساسيات الشارع . حتى التيار الوطني الحر، لما كنت واجهتهم بهذا الشكل لو انهم لم يتعاطوا معي بعدائية كبيرة وأكثر من مرة، آخرها الاسبوع الماضي .

 ولما نذكّره بأنه أخبرنا أن "أو تي في" اتصلت به ليكون معها أجاب بيار أن ذلك يعود لفترة سابقة في الماضي "حينها ما كنت هاجمتهم بعد".

 وفي رقابة يمارسها على نفسه في انتقاداته الساخرة يؤكد بيار أنها تلك التي تهاجم الاديان او تثير النعرات. فإذا ما  تهجم أحدهم على الإسلام او على المسيحية فإنني أدافع عن الدين . "مشروع ليلى" مثلاً كنت ضدهم. لست ضد الالحاد هذه حريتهم، لكنهم تجاوزوها لمهاجمة الدين المسيحي.

  بلا مخ..معقول؟!

وعن شخصيات تستفزه للرد عليها يسمي بيار بغير رئيس التيار الوطني الحر كلاً من نديم قطيش وفارس سعيد ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي..ووراء كل اسم سبب معين برأيه.

 وليتمكن من الانتقاد، ما الذي يقرأه او يشاهده بيار؟

 يقول: كل حياتي أتابع أخبار الـ"ال بي سي آي"، إلا انني توقفت عن متابعتها مذ مقدمة "يا بلا مخ". لا يمكنهم أن يتوجهوا للناس بهذه الطريقة ، بكرا "بيقولولي يا بلا مخ على شي تاني". بت أتابع أخبار" ان بي ان ".

 وعما إذا ما عرف الندم يوماً على انتقاد أو سخرية وجهها يقول إنها حصلت أكثر من مرة فاعتذر، وبالاجمال يكون ذلك بناء على خبر مغلوط أو خاطئ.

 يؤكد بيار نهاية أنه يدعم الكثير من المواهب الشابة عبر صفحته وقد باتت اسماؤهم على مواقع التواصل معروفة. أما هو فمتأثر شخصياً والى حد كبير بالفنان زياد الرحباني، وبذي الموهبة الفذة عادل إمام وطبعاً "مستر بين" الذي قد تكون بعض حركات وجهه في فيديوهاته مستوحاة منه.