تفاصيل الخبر

الـ”زوتيرابــــي“ أو ”العـــلاج بالحيوانــــــات المساعـــــدة“ يثبـت فعـالـيـتــه.. وهـــؤلاء هــم مــن يستـفـيـــدون مـنــه!

28/06/2019
الـ”زوتيرابــــي“ أو ”العـــلاج بالحيوانــــــات المساعـــــدة“  يثبـت فعـالـيـتــه.. وهـــؤلاء هــم مــن يستـفـيـــدون مـنــه!

الـ”زوتيرابــــي“ أو ”العـــلاج بالحيوانــــــات المساعـــــدة“ يثبـت فعـالـيـتــه.. وهـــؤلاء هــم مــن يستـفـيـــدون مـنــه!

 

بقلم عبير انطون

مفاهيم جديدة تطرق بابنا من حيث العلاجات الجسدية والنفسية، حتى ولو ضربت جذورها عميقا في الماضي، او لربما نستخدمها بالفطرة في حياتنا ويومياتنا من دون ان ندرك انها علم فعلي وله تقنيات وأصول وقواعد. بين هذه المفاهيم الجديدة مفهوم <العلاج بالحيوانات المساعدة> او الـ<Zootherapie> الذي افتتحت لاجله <مؤسسة الكفاءات> (عين سعادة)، ولأول مرة في لبنان الـ<معهد اللبناني للعلاج بالحيوان> بالشراكة مع <المعهد الفرنسي> <Institut Francais de ZOOTHERAPIE> (IFZ) المتخصص بهذا الشأن أيضا.

فما هو العلاج بالحيوان <زوتيرابي>؟ من يقوم به والى من يتوجه؟ ما هي فوائده المتعددة وكيف يتم؟

هذه الأسئلة وغيرها حملناها الى رئيس قسم التربية في <جامعة الكفاءات> والمدير التربوي ــ التعليمي لـ<مراكز مؤسسة الكفاءات التأهيلية> السيد جيلبير حاج.

نظرة عامة..

 العلاج بالحيوانات المساعدة عرف منذ القدم وهو مجال يتنامى في مجتمعنا اليوم، حتى ان بعض المستشفيات المعروفة في اميركا ادخلته في مجالها حيث ان المريض في المستشفى يزوره الطبيب ويخبره عن <برنامج العلاج بالحيوانات المساعدة>، واذا كان مهتما يسأل اختصاصيا في المجال أن يشرح له المزيد عن البرنامج. كذلك، يعرف هذا النوع من العلاج توسعا أكبر في فرنسا وغيرها من الدول الاوروبية.

 بصورة عامة، قد يستعان في <العلاج بالحيوانات المساعدة> بالكلاب أو الحيوانات الأخرى لمساعدة الناس على التعافي من المشكلات الصحية أو التعامل معها بشكل أفضل، مثل أمراض القلب والسرطان او الاعاقة أو اضطرابات الصحة النفسية أو الجسدية أو الادراكية أو الاجتماعية، أو أيضا لتوفير الراحة والمتعة للمقيمين في دارٍ لرعاية المسنين، او حتى للمراهقين الذين يعانون من سوء التكيف الاجتماعي أو الاطفال ذوي النشاط المفرط.

العلاج بمساعدة الحيوان ليس علاجا بديلا عن الطب التقليدي، وهو غير دوائي، وقد يمارس بشكل فردي او من خلال جماعة باستخدام حيوان وسيط، يتم اختياره وتعليمه بعناية، تحت مسؤولية المحترف الذي عادة ما يكون من اختصاصيين مهنيين

صحيين واجتماعيين يتبعون تدريبا مهنيا معينا.

وفي لبنان، هناك أخصائيو علاج تلقوا تدريبات من قبل المعهد الفرنسي للعلاج في فرنسا. واليوم تتيح مؤسسة <الكفاءات> الفرصة للبنانيين للتدريب على المستوى المحلي، وذلك بفضل الشراكة بين <المعهد الفرنسي للعلاج بالحيوانات المساعدة> ومثيله في لبنان.

 وللتعمق أكثر في <العلاج بالحيوانات المساعدة> قصدنا السيد جيلبير حاج وكانت اسئلة في فلك هذا المساعد الناجح للحالات المحتاجة، وسألناه أولا:

ــ في العام الماضي أدخلتم الى <الكفاءات> تخصص الـ<زوتيرابي>. كيف يمكننا تحديد هذا المفهوم وكيف ادخلتموه الى مؤسستكم؟

- في العام 2017 بدأت مؤسسة <الكفاءات> بدورة تدريبية في الـ<زوتيرابي> لفريقها المتعدد الاختصاصات مع مؤسس ومدير عام <المعهد الفرنسي للزوتيرابي ــ فرنسا> <فرانسوا بيجير> وذلك في اطار تطوير مهارات ومعلومات فريق العمل لمرافقة كل شخص يواجه تحديات جسدية او ذهنية، وبذلك ندعم رسالة الـ<كفاءات> في تلبية حاجات ورغبات كل من

يمكنه الافادة من ذلك عبر فريق العمل. وانطلاقا من أول دورة تدريبية أكدت المؤسسة على تطوير هذا المجال، خصوصا بعدما ادخلت على بعض مراكزها بعض الحيوانات ولمست أثرها الايجابي في تحسين السلوك ومجال التواصل والثقة بالنفس. ومن هنا تم عقد بين <الكفاءات> و<المركز الفرنسي لتطوير البرنامج في لبنان> بالدعم والتعاون مع الـ<IFZ>. وفي 29/5/2019 اطلقت <الكفاءات> من خلال محاضرة مجانية <المركز اللبناني للعلاج بالحيوانات المساعدة>، وذلك تحت اشراف كلية التربية في <جامعة الكفاءات>.

ــ هل يمكن اعتبار الـ<زوتيرابي> علاجا، ام <وسيطا> او <طبا بديلا> أم <حالة مواكبة> ومن يمكن ان يستفيد منه؟

- العلاج من خلال الحيوانات المساعدة ليس بديلا للطب، بل هو علاج يمكنه ان يخفف من الدواء للمستفيد منه، بشكل خاص الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات سلوكية كالشلل الدماغي مثلا او صعوبات معينة، كما يمكن ان يستفيد منه المسنون او ذوو الاحتياجات الخاصة بينها حالات التوحد، كما وايضا لمن يعانون من تأخر ذهني او صعوبات اجتماعية معينة.

 ــ هل له دور في مساعدة من يعانون من الـ<الألزهايمر> من كبار السن كما سمعنا، وكيف؟

- ان وجود الحيوانات مهم جدا للمتقدم في السن وهو يساعد على التركيز وخلق التوازن له في حياته اليومية.

ــ من اية خلفية علمية يكون الوسيط المعالج (طبيباً، معالجاً نفسياً، اجتماعياً..؟) وما الذي يجب ان يدرسه من مواد؟

- على المعالج ان يكون من حاملي اختصاص يمكنه من القيام بدوره كمثل الـ<ergothérapeute> اي المعالج الوظيفي من خلال المهارات الفنية او اليدوية لمن يعانون اضطرابات جسدية او عصبية او ادراكية، او المربي المختص، او الأستاذ، أو المعالج الحركي ــ النفسي، كما وأيضا معالج النطق، او المعالج الحسي ــ الحركي، أو المعالج الفيزيائي أو الممرضة، اي الشخص الذي يملك معلومات عن كل حالة مرضية يمكن ان يواجهها، فضلا عن معرفته التامة بكيفية تطبيق العلاج من خلال الحيوان المساعد وذلك بحسب كل اختصاص.

ــ هل تلمسون تغييرا أحدثه هذا الجانب العلاجي في مراكز التأهيل لديكم؟

- طبعا، وهذا ما دفع <الكفاءات> الى تطوير هذا المجال في لبنان.

 ــ هل يمكن ان يطبق في السجون أيضا؟

- بكل تأكيد. هذا ما يتم حاليا في فرنسا من خلال التعاون بين <المعهد الفرنسي للعلاج من خلال الحيوان المساعد> ووزارة الداخلية فيها، ونتمنى تطويره في لبنان وادخاله الى سجونه.

ــ كيف تتم طريقة العلاج: افراديا، جماعيا؟ وهل آثاره افضل على الذكور او الاناث؟

- يتم العلاج من خلال مرافقة وذلك في حالات فردية أو جماعية، وهنا طبعا، ان كانت جماعية فبأعداد مقتضبة. اما تأثيره على الذكر او الأنثى فيختلف بحسب الحالة.

ــ ما هي افضل انواع الحيوانات المساعدة للعلاج، وهل تبقى الاولوية لـ<الكلاب>..؟

- مؤكد انه ليس اية فصيلة من الكلاب إذ يجب ان تكون هذه مختارة بعناية كبيرة وان تخضع لتدريب متخصص ودقيق، وعادة ما يتم الاختيار ما بين <golden retriever, Berger australien, caniche> كذلك، يتم الاختيار بحسب الحالة التي سيرافقها الحيوان والتي ستستفيد من العلاج بمساعدته. كذلك فان العلاج من خلال الحيوان لا يقتصر على الكلاب فقط انما يمكن ان يتم من خلال أنواع أخرى من الحيوانات كالحمار، او المهر، او الأرنب او ما يسمى خنزير تركيا (cochon dinde).

ــ هل من شواهد على من استخدموا هذا العلاج في <مراكز الكفاءات التأهيلية> وشعروا بتحسن في جانب او في آخر؟

- نعم. فمثلاً في <مركز التوحد> التابع لـ<مؤسسة الكفاءات> اعطيكم مثل <بشارة> الذي يتعلم الاهتمام ليكون مسؤولا عن <شامبي> وهو كلب عهد اليه الاعتناء به ما يساعد <بشارة> على تطوير قدراته وسلوكياته من ناحية المسؤولية، الثقة بالنفس وكيفية التواصل.

ــ ماذا عن المحاضرات لرئيس <المركز الفرنسي للعلاج بالحيوانات المساعدة> السيد <بيجير>، خاصة وان مفهوم الـ<زوتيرابي> يتوسع في فرنسا بشكل أكبر؟

- سيكون للمحاضر <بيجير> ثلاث محاضرات في خلال السنة الدراسية في <جامعة الكفاءات> وذلك ضمن دورات تدريبية متخصصة في هذا المجال تحت إشراف كلية التربية في الجامعة... وسوف تكون الأبواب مفتوحة لكل مهتم بمجال العلاج من خلال الحيوان المساعد..