تفاصيل الخبر

الـزعـيــم ولـيــد جـنـبــلاط اخـتــار اسـم تـيـمــور لأنــه باللغــة الكرديــة يعنــي «الــروح الفولاذيـــة »!

12/06/2015
الـزعـيــم ولـيــد جـنـبــلاط اخـتــار اسـم تـيـمــور  لأنــه باللغــة الكرديــة يعنــي «الــروح الفولاذيـــة »!

الـزعـيــم ولـيــد جـنـبــلاط اخـتــار اسـم تـيـمــور لأنــه باللغــة الكرديــة يعنــي «الــروح الفولاذيـــة »!

 

بقلم علي الحسيني

منذ أقل من عشرة أيام وقف زعيم الجبل النائب وليد جنبلاط الى جانب نجله تيمور مخاطباً حشداً من جمهور إلتف من حولهما داخل قاعة الاستقبال في قصر المختارة بالقول <مثلما كنتم الى جانبي منذ لحظة استشهاد والدي كمال جنبلاط وحتى خلال-مهرجان-النصر-في-الضاحية-الجنوبيةاليوم، أريدكم ان تبقوا الى جانب تيمور وليد كمال جنبلاط في جميع المراحل>.

في العام 1982 وفي ظل الاجتياح الاسرائيلي شهد قصر المختارة ولادة تيمور وليد جنبلاط أول حفيد للزعيم الوطني اللبناني الشهيد كمال جنبلاط، من أم شركسية الاصل تدعى <جيرفيت>، وقد جاءت ولادة تيمور في زحمة أحداث كبرى ومفصلية وبعد زمن قصير على اغتيال جده وتسلم والده الزعامة الدرزية، وهي حقبة امتازت بالاغتيالات والموت والحروب، حتى قيل ان اختيار وليد جنبلاط اسم تيمور لنجله متعلق بالظروف القاسية التي كان يمر بها آنذاك، وكدلالة منه على تعلّقه بجذوره ومعناه باللغة الكردية <الروح الفولاذية>.

 

الظهور السياسي الأول

 لتيمور جنبلاط

من زمن وصاية النظام السوري على لبنان وما تخلله من مراحل صعبة مروراً بالانسحاب من لبنان وقيام الثورة السورية لاحقاً والتي وقع على اثرها الخلاف بين والده من جهة وبين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله من جهة أخرى، وفي معمعة المواقف المتشنجة التي خرجت عن كل طرف حتى قيل إن سيف الموت قد وقع بينهم، أطل تيمور جنبلاط سياسياً للمرة الاولى خلال مهرجان الانتصار الذي أقامه حزب الله بعد حرب تموز/ يوليو 2006 في قلب ضاحية بيروت الجنوبية وقيل يومئذٍ ان جنبلاط الأب تقصّد إرسال ابنه الى هذه البقعة المقاومة حتى يصلب عوده.

لم تكن زيارة تيمور هي الاخيرة للضاحية، إذ انه عاد وزارها خلال الاحتفال بذكرى تغييب الامام موسى الصدر، وكانت له زيارات أخرى مع والده للسيد نصر الله. وفي أحد اللقاءات معه، خاطب جنبلاط نجله بالقول <لقد سقط هادي نجل السيد حسن شهيداً خلال مقاومته الاحتلال الاسرائيلي، تماماً كما سقط جدك شهيداً على طريق فلسطين>. ويومئذٍ كانت الإشارة الاولى لانطلاق حامل الإرث السياسي في عالم السياسة مواكباً لحركات أبناء طائفته للتعلم منهم نوعية الحياة التي يعيشونها والتغيرات التي تطرأ عليهم من جراء هبوب الرياح الاقليمية. وفي أصدق وصف للمرحلة التي يمر بها تيمور اليوم ضمن عملية تأهيله لوراثة الزعامة ما كان قد أطلقه والده منذ فترة ان تيمور يتلقى في المختارة علم <دروز جولوجيا> أي علم الطائفة الدرزية، وربما تكون الحياة في قصر المختارة ومواكبة أهل الجبل كل يوم بيومه، أهم بكثير من جامعة <السوربون> التي تخرج منها تيمور خصوصاً اذا كانت المادة الاساسية كيفية إدارة المعادلة الدرزية في لبنان.

 

التواصل مع الخارج

مع-والده-في-السيارة

خلال زيارة وليد جنبلاط للسعودية للقاء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، طلب جنبلاط من الديوان الملكي الإذن بالسماح له باصطحاب نجله تيمور للقاء الملك فكان له ما أراد، كما زار ملك الاردن عبد الله الثاني والتقى عدداً من القيادات السورية مثل حكمت الشهابي ومحمد ناصيف أبو وائل، لكنه لم يلتقِ ولا مرة الرئيس الاسد. ومع هذا من المعروف ان تيمور لم يتآلف بعد مع الإعلام فما زال بعيداً بأشواط عنه، لربما تكون ضمن عملية مدروسة مسبقاً على يد عدد من المستشارين والمقربين منه على رأسهم الوزير وائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومفوض الإعلام في الحزب رامي الريس، فهؤلاء من الحلقة الضيقة التي تحيط بوريث المختارة وتجمعهم به صداقة متينة، لكن ورغم هذه الصداقة إلا ان معظمهم يتهرب من الإجابة حين يسألون عنه.

بطاقة تيمور جنبلاط

تخرج تيمور جنبلاط في العلوم السياسية من الجامعة الاميركية في بيروت وحائز شهادة ماجيستير في العلاقات الدولية ودراسات الأمن من جامعة <سيانس بو> الفرنسية، ومتزوج من ديانا زعيتر شيعية من البقاع، وله ولد وبنت هما فؤاد وسابين وهو نائب رئيس مؤسسة وليد جنبلاط للدراسات الجامعية ومدير عام معمل سبلين للتربة. وينقل احد الاصدقاء المقربين من تيمور عنه انه يحب أصدقاء الطفولة الذين عرفهم في مدرسة الـ<اي سي> في بيروت وأنه يلتقيهم كلما سنحت له الفرصة، وهو مولع بالتاريخ الاوروبي وأخبار السينما العالمية ويتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة. وينفي الصديق ان يكون والد تيمور قد وضع له خريطة سياسية للسير عليها، فالشاب مدرك تماماً لكل خطوة يقوم بها ويحسب الأمور بالميزان لكنه قليل الكلام لأنه يفضل الاستماع الى الناس عوضاً عن الكلام.

صفات تيمور جنبلاط

يصف مقربون من تيمور انه أقل حدة من والده في طباعه وأقرب الى صفة الهدوء التي كانت مميزة لجده كمال جنبلاط. لكنه كريم كوالده لا يرد محتاجاً وهو غير متسرع ويكثر من الأسئلة للاستفسار والدراية. ذكي ومتواضع ويحترم الناس، مستمع جيد أكثر مما هو متحدث، وشخصيته قوية كوالده. ولتيمور اهتمامات أخرى مثل حبه للموسيقى والتاريخ ويمارس الرياضة في نادٍ خاص، غالباً ما يشاهد في بعض مقاهي بيروت الفخمة يقرأ كتاباً أو يضع سماعات على أذنيه مستمعاً الى الاغاني، شارداً وكأنه منفصل عن العالم. لم يتصرف الشاب الجنبلاطي يوماً بما يوحي برغبة دفينة لديه بتقمص دور الزعامة. كثير من التواضع الذي لا تجد منه الا القليل عند أبناء الزعماء السياسيين في لبنان، يعشق قيادة السيارات كوالده ومتحرّر مثله من المرافقة الأمنية. واليوم أصبح تيمور وليد جنبلاط حاضراً للدخول الى قلب اللعبة السياسية متكئاً على إرث جده وزعامة والده واحتضان أبناء طائفة الموحدون الدروز له.

صداقات تيمور

يصافح-والده

لا صداقات فعلية تجمعه بالوسط السياسي وإن كان الامين العام لتيار <المستقبل> أحمد الحريري الأقرب اليه من بينهم. وفي عز الخلاف الذي كان قائماً بين والده وبين الرئيس سعد الحريري على خلفية بعض المواقف السياسية بقيت علاقته بأحمد الحريري متينة ولم تنقطع. لا صداقة تجمعه بالنائب سامي الجميل ولا بطوني سليمان فرنجية، بل مجرد صحبة عادية من خلال التواصل عبر الهاتف. أما بالنسبة الى علاقته بحزب الله فهي جيدة لكنها ليست وطيدة وهناك احترام موجود بينه وبين عدد من المسؤولون الكبار في الحزب. اما علاقته بالرئيس نبيه بري فهي أكثر من جيدة وخصوصاً مع نجله الأصغر باسل الذي تجمعه به صداقة عمر تعود لزمن الحلف المعمّد بالدم بين الرئيس بري ووالده في زمن الحرب اللبنانية.

رغم الصعوبات.. تيمور قدها

منذ أسبوعين حمل الشاب تيمور جنبلاط عن والده مهمة استقبال الوفود الشعبية والاستماع اليهم كل على حدة بحسب مطالبهم. استمع الى مدائح الشعر بحقه وبحق جده ووالده وكان يقف على خاطر الكبير والصغير. سأل الناس عن همومها ومشاكلها واستمع الى نصائحهم واعداً إياهم بملاحقة قضاياهم وحل مشاكلهم. ومن بعيد كانت نظرات الوالد تراقبه وترسل اليه إشارات بكيفية التصرف في عدد من القضايا خصوصاً المتعلقة بالشجارات العائلية. لكن وبعد أن انتهى تيمور من استقبال الحشود وتفرغ للجلوس مع الحلقة الضيقة منه ومن والده قال لهم: <كل ما تعلمته في حياتي أضعه في كفة، وما أتعلمه من الحياة اليوم أضعه في كفة أخرى>.