بقلم وليد عوض
تكهرب الجو يوم الثلاثاء الماضي بين أهالي المنصورية ــ عين سعادة في قضاء المتن والقوى الأمنية المكلفة حماية ورشة قامت بعملية مد خطوط التوتر العالي بتكليف من وزارة الطاقة، ما أثار غضب الأهالي الذين يرفضون ان تمر خطوط التوتر فوق وقرب منازلهم خوفاً من أثارها الصحية عليهم وعلى أبنائهم، وقد تنادوا للاعتصام لمنع الفرق الفنية من القيام بعملها وحصلت مواجهات بينهم وبين والقوى الأمنية، لكن الملاحظ ان نائب المتن عن حزب الكتائب الياس حنكش بادر فوراً للتضامن مع الأهالي وشاركهم الاعتصام ونال نصيبه من الضربات، وحاول قدر المستطاع فض الاشكال عبثاً رغم انه وقف بين القوى الامنية والاهالي لمنع الاحتكاك بينهما قدر الامكان.
والنائب حنكش كان صادقاً مع نفسه ومع ناخبيه عندما شاركهم همومهم ومشاكلهم وبالتالي كان خير ممثل عنهم وهو النائب المنتخب منذ سنة عن دائرة المتن التي تضم بلدة المنصورية وجوارها ايضاً. فهذا النائب الصغير في العمر والمولود في بلدة رومية المجاورة للمنصورية عام 1977، متزوّج من عارضة الأزياء ومقدمة البرامج ريتا لمع ولديهما ثلاثة أولاد هم جوليا وبيتر وجويا، ويحمل شهادة بكالوريوس في التسويق من جامعة الروح القدس ــ الكسليك، وأنهى دورات تدريبية في جامعة <هارفرد> و<كلية لندن للأعمال>.
وقد بدأ حنكش حياته المهنية بالعمل مع شركة <بون جوس>، قبل أن ينتقل للعمل مع شركة <ريد بل> العالمية ويصبح مديراً لها فيما بعد، بعدما سبق ان انضمّ إلى حزب الكتائب خلال سنوات الدراسة، وتدرّج في الحزب على مدى سنوات من مساعد أمين عام إلى نائب أمين عام وصولاً إلى عضو المكتب السياسي في عام 2015. كما عُين مستشار لوزير الاقتصاد عام 2014 الى ان رشحه الحزب لانتخابات المتن عن المقعد الماروني وفاز الى جانب رئيس الحزب سامي الجميّل في انتخابات أيار (مايو) الماضي.
وهذا النائب الذي يشعر بوجع الناس وهمومهم ويقف الى جانبهم في السراء والضراء عكس نواب آخرين لا يعرفون ناخبيهم إلا في الموسم الانتخابي ولا يقفون مع أبناء دائرتهم عند المحطات الخطرة والأساسية، سبق ان شارك في اعتصامات أمام مطمر برج حمود واصفاً إياه بـ<مطمر الموت> حرصاً على صحة أهالي المنطقة والمتن، وقال خلال تحرك الاهالي في المنصورية ان القوة تستعمل ضد تجار المخدرات لا ضد الناس الأبرياء بأوامر صارمة من الحكومة، معتبراً أنه في ظل إصرار وزارة الطاقة على تمرير خط التوتر العالي فوق الأرض في المنصورية ــ عين سعادة، تستمر معركة الأهالي في رفض هذا المخطط غير المبرر والعناد والتعاطي الهش مع صحة وسلامة سكان المنطقة، موضحاً ان دور الحكومة حماية المواطنين لا القضاء عليهم، مناشداً رئيس الجمهورية ميشال عون والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التدخل لحل المشكلة ورفع الخطر عن الأهالي، كاشفاً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب منه فتح تحقيق بما حصل لكن قال بصراحة انه لا يريد فتح أي تحقيق بل يدعو لصحوة ضمير جميع المسؤولين.