تفاصيل الخبر

اليعقوب أمام تحدي ترميم العلاقات اللبنانية ــ السعودية وتسلم عون أوراق اعتماده مرهون بوقف الحملات ضده!

01/12/2017
اليعقوب أمام تحدي ترميم العلاقات اللبنانية ــ السعودية  وتسلم عون أوراق اعتماده مرهون بوقف الحملات ضده!

اليعقوب أمام تحدي ترميم العلاقات اللبنانية ــ السعودية وتسلم عون أوراق اعتماده مرهون بوقف الحملات ضده!

 

وليد اليعقوبلا يذكر متابعون للشأن الديبلوماسي في لبنان أن حظي سفير  جديد يصل الى بيروت لتسلمه مهامه الديبلوماسية، باستقبال مماثل لما حظي به السفير السعودي الجديد في لبنان وليد محمد سالم اليعقوب لدى وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي الأسبوع الماضي من استقبال شارك فيه عشرة سفراء عرب كانوا في صالون الشرف ينتظرون الديبلوماسي السعودي العائد الى لبنان برتبة سفير بعدما عمل فيه من العام 2010 الى العام 2014 مسؤولاً عن شؤون السعوديين في أيام السفير علي عواض عسيري الذي غادر بيروت في ظروف لا تزال ملتبسة من دون أن يتمكن من توديع الرسميين اللبنانيين كما تقتضي الأعراف والتقاليد الديبلوماسية. لقد درجت العادة ان يكون في استقبال أي سفير جديد يحلّ في لبنان، أركان سفارته يتقدمهم القائم بالأعمال، وممثل عن وزارة الخارجية، لأن الديبلوماسي القادم لا يكون قد قدم أوراق اعتماده الى وزير الخارجية والمغتربين، ومن ثم الى رئيس الجمهورية خصوصاً انه لا يستطيع أن يمارس عمله الديبلوماسي الكامل قبل قبول أوراق الاعتماد من رئيس الجمهورية. إلا ان الأمر اختلف بالنسبة الى السفير اليعقوب الذي شعر منذ اللحظة الأولى لوصوله الى بيروت بأن الأعراف تبدلت والقواعد تغيرت لاسيما بعدما وجد في استقباله <نظراءه> السفراء العرب، إضافة الى حشد اعلامي غير مسبوق.

 

هل تستمر الحملات ضد عون؟

 

ولا يختلف اثنان على ان مجيء السفير اليعقوب الى بيروت يتزامن مع ظروف دقيقة تمر بها العلاقات اللبنانية ــ السعودية لاسيما بعد الملابسات التي رافقت اعلان رئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض وعبر شاشة <العربية> التي يملكها سعوديون، فضلاً عن الحملة الاعلامية والسياسية الواسعة التي يتعرض لها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مسؤولين واعلاميين سعوديين قالوا الكثير بحق رئيس الجمهورية الذي يفترض أن يتسلم أوراق اعتماد السفير اليعقوب وفقاً للأصول. وفي هذا السياق تقول مصادر ديبلوماسية ان استمرار الحملات الإعلامية ــ وأحياناً السياسية ــ ضد الرئيس عون على خلفية الموقف الذي اتخذه بعد نتيجة الغموض الذي رافق وضع الرئيس الحريري خلال وجوده في الرياض، أحدث سابقة في العلاقات اللبنانية ــ السعودية، لاسيما وان وسائل الإعلام السعودية التي أطلقت هذه الحملات ولا تزال، تعكس عادة وجهات نظر القيادة السعودية وتعبّر عنها بأمانة ودقة، فضلاً عن انه لم يصدر عن المسؤولين السعوديين أي موقف يشير الى ان ما تنشره وسائل الإعلام السعودية <لا تلزم> القيادة السعودية بشيء. وهذا التجاهل السعودي الرسمي للحملات الاعلامية ضد رئيس الجمهورية، وعدم وضع حد لها، يضاف الى سلسلة ممارسات ديبلوماسية سعودية <تجاهلت> موقع رئيس الجمهورية ودوره ومسؤولياته الوطنية.

صحيح ــ تضيف المصادر الديبلوماسية المتابعة ــ ان القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري لم يغب عن قصر بعبدا عندما استدعي في إطار التشاور في الأزمة الحكومية وفي حقيقة ما قيل عن ان الرئيس الحريري كان <محتجزاً>، ولا غاب عن التهاني بعيد الاستقلال في القصر أيضاً، إلا ان الصحيح أيضاً ان مثول السفير اليعقوب أمام الرئيس عون لتسليمه أوراق اعتماده موقعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأصداء الحملة على رئيس الجمهورية مستمرة، من شأنه أن يشكل احراجاً للسفير الجديد الذي يفترض أن تكون أولى مهامه ترميم العلاقات اللبنانية ــ السعودية والاستفادة من خبراته الواسعة بالشأن اللبناني للبحث عن مخارج حلول لمرحلة ما بعد <جلاء الغموض> حول الرئيس الحريري بعد انتقاله من الرياض الى باريس ومنها الى قبرص فبيروت.

وفي اعتقاد المصادر الديبلوماسية أيضاً، انه ما لم تهدأ الحملات الاعلامية السعودية على رئيس الجمهورية، فإنه ــ أي الرئيس ــ لن يكون <متحمساً> لاستقبال السفير السعودي الجديد ما يعني أن أوراق الاعتماد لن تقبل إذا ما استمرت الأجواء على ما هي عليه. يضاف الى ذلك ان الرياض لم تبت بعد، لا سلباً ولا ايجاباً، ترشيح لبنان للسفير الجديد من خارج الملاك فؤاد كبارة الذي عينه مجلس الوزراء منذ أكثر من أربعة أشهر وهو لا يزال ينتظر قبول الترشيح. وتشير المصادر نفسها ان اختيار السفير اليعقوب ليكون رئيساً للبعثة الديبلوماسية السعودية العاملة في لبنان لم يأت من عدم لاسيما وانه من الدائرة الضيقة بقيادة المملكة ولاسيما من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهو عمل لفترة طويلة مع وزير شؤون الخليج في المملكة ثامر السبهان الذي حاول من خلال التغريدات التي أطلقها عبر حسابه الخاص على موقع <تويتر> ان يرسم أطراً جديدة للسياسة السعودية في لبنان لا تأتلف مع ماضي هذه العلاقات ومتانتها وتجذرها.

 

من مهماته: ترميم العلاقات

في المقابل، تعتبر مصادر مطلعة على الموقف السعودي، ان تعيين اليعقوب سفيراً والتحاقه بمركز عمله في هذه الظروف يدلل على حرص المملكة على علاقاتها مع لبنان لاسيما وانها رفعت التمثيل الديبلوماسي من قائم بالأعمال الى سفير، فضلاً عن المام هذا السفير بالملف اللبناني من كل جوانبه، وقربه من القيادة السعودية الجديدة التي يمثلها ولي العهد خير تمثيل. وتضيف المصادر نفسها ان من أولى مهام السفير يعقوب ستكون إعادة <ترميم> العلاقات بين البلدين من جهة، والاشراف على ترجمة مواقف المملكة من الملف اللبناني الراهن، لاسيما رفضها للدور الذي يلعبه حزب الله داخل لبنان أولاً، وخارجه في سوريا والعراق واليمن ثانياً. وفي هذا السياق، تؤكد المصادر ان السفير اليعقوب سوف يكون قادراً على الرد على الحملات ضد القيادة السعودية ــ إن وجدت ــ بأسلحة من <العيار الثقيل> لاسيما عبر وسائل الإعلام، حيث أفادت المعلومات عن وجود خطة اعلامية سوف تظهر معالمها في القريب العاجل وفق استراتيجية جديدة يشرف على تنفيذها السفير اليعقوب بالتعاون مع اعلاميين لبنانيين في وسائل الإعلام كافة المرئية والمسموعة والمكتوبة.