تفاصيل الخبر

”الـتـيـــار“ يتحالــف مـع ”الطـاشنـــاق“ والقـومــــي... وربمـا المـــــر  والكتائب و”القوات“ يشكّلان لائحتين من حزبيين ومستقلين!

02/03/2018
”الـتـيـــار“ يتحالــف مـع ”الطـاشنـــاق“ والقـومــــي... وربمـا المـــــر   والكتائب و”القوات“ يشكّلان لائحتين من حزبيين ومستقلين!

”الـتـيـــار“ يتحالــف مـع ”الطـاشنـــاق“ والقـومــــي... وربمـا المـــــر  والكتائب و”القوات“ يشكّلان لائحتين من حزبيين ومستقلين!

ايدي-ابي-اللمع لم يكن مستغرباً أن يسارع التيار الوطني الحر الى إصدار بيان ينفي ما ذكره منسق الانتخابات فيه نسيب حاتم عن التحالفات المرتقبة لـ<التيار> في الانتخابات النيابية المقبلة من دون أن يسميه طبعاً، وذلك لأن القيادة في <التيار> لا تزال من دون قرار في ما خص التحالفات من جهة والارتباطات والوعود المعطاة سابقاً من جهة أخرى، وهذا الضياع في حسم المواقف بات يؤثر على الواقع الانتخابي لـ<التيار> في عدد من الدوائر الانتخابية الحساسة مثل دائرة المتن الشمالي التي أبقاها القانون الانتخابي الجديد على مستوى القضاء أسوة بما حصل في قضاء بعبدا، وخلافاً للدمج الذي تمّ بين قضاءي الشوف وعاليه (إرضاء لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط)، وبين قضاءي كسروان وجبيل (تجاوباً مع رغبة رئيس <التيار> الوزير جبران باسيل).

والذين يتابعون مسار الاتصالات في شأن التحالفات في دائرة المتن الشمالي يؤكدون أن خيارات <التيار البرتقالي> ليست كثيرة في المتن وتكاد تنحصر في أحد خيارين: اما ضم النائب ميشال المر الى اللائحة المدعومة <برتقالياً>، واما استبعاده منها، ما جعل <أبو الياس> مرة أخرى محوراً تدور حوله التحالفات الانتخابية. ويشير المتابعون الى ان دعاة الرأي القائل بضم المر الى اللائحة في <التيار> ينطلقون من أن بقاءه خارجها يؤثر على الحاصل الانتخابي للائحة، ولا يرضي حزب <الطاشناق> الذي يصر على إعطائه أصوات الناخبين الأرمن وفاء لعلاقة قديمة بين المر والحزب الأقوى على الساحة الأرمنية اللبنانية، علماً أن قيادة <الطاشناق> جاهرت علناً بدعمها للنائب المر ويلعب الأمين العام للحزب النائب اغوب بقرادونيان دوراً أساسياً في إقناع قيادة التيار الوطني الحر بالتعاون مع المر الذي زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل أسابيع بناء على طلب من <الطاشناق> لفتح باب التواصل بين الرئيس و<أبو الياس> بعد التباعد الذي حصل بين الرجلين مؤخراً.

ميشال-مكتفمعارضون للتحالف مع المر

أما معارضو التعاون مع المر من داخل <التيار> فيبررون مواقفهم بالقول إن تبايناً في المواقف حاصل بين <التيار> والمر الذي كان على لائحة <التيار> في انتخابات 2005 ثم تخلى عنه في 2009 وناصر الرئيس السابق ميشال سليمان وقوى 14 آذار، ولا داعي لتكرار مثل هذه التجارب مرة ثانية. ويضيف هؤلاء ان القاعدة العونية لن <تهضم> التحالف مع المر مجدداً لأن النفور بينها وبين أنصاره بات كبيراً، لاسيما على مستوى البلديات التي يؤثر عليها المر كثيراً من خلال علاقاته مع رؤسائها والتي أظهرت الانتخابات البلدية الأخيرة انها متينة ولا <زعل> فيها. ويضيف هؤلاء ان الأرقام تقول إن ضم <أبو الياس> الى اللائحة يخسر العونيين مقعداً لأنه سيستعمل رافعتهم لضمان حاصل انتخابي لا يملكه بقوته الشخصية، وبالتالي سوف يحل محل أحد المرشحين الحزبيين المفترض فوزهم، ولاسيما النائب غسان مخيبر الذي لن يكون له مكان في لائحة <التيار> لأن المقعد الأرثوذكسي الثاني محجوز للوزير السابق الياس بو صعب الذي أظهرت الارقام الاحصائية واستطلاعات الرأي انه يحل ثانياً بعد النائب ابراهيم كنعان على مستوى مناصري <التيار> والحلفاء. كذلك يقول المعترضون أن وجود المر على اللائحة لا يعطيها أي رقم إضافي في ما خص الحاصل الانتخابي العام بل بالعكس، فإن المر سوف يأخذ من الأصوات ليزيد حاصله الانتخابي، كما سيؤدي وجوده الى سقوط المرشح الكاثوليكي ادي معلوف الذي يعتبر الحلقة الأضعف في لائحة <التيار> التي ضمت حتى الآن أربعة فقط هم: النائب ابراهيم كنعان، الوزير السابق الياس بو صعب، سامي-الجميل ادي معلوف، والأمين العام لحزب <الطاشناق> النائب اغوب بقرادونيان، ويبقى الأربعة الآخرون الذين قد يكون بينهم حزبي واحد ومستقل واحد والنائب غسان مخيبر ومرشح الحزب القومي الذي يتوقع أن يكون الوزير السابق فادي عبود.

والى أن يحسم <التيار> قراره في من سيكون رفاق دربه وما إذا كان النائب المر من بينهم، فإن ثمة من يعتقد أن خيار دخول المر <اللائحة البرتقالية> بدأ يبتعد نظراً لسلسلة انتكاسات حصلت قد تكون مؤشراً سلبياً الى إمكانية التعاون مع المر، من بينها عدم إعطاء الرئيس عون وعداً للنائب المر عندما زاره بأن يكون في عداد اللائحة المدعومة من <التيار> وترك ذلك لقرار من قيادة الحزب، وثاني الانتكاسات كانت في صدور حكم قضائي في مسألة خراج بلدة المتين بعد 40 سنة من ضمه الى بلدة بتغرين وقد ظل الحكم في مجلس شورى الدولة مجمداً طوال 5 سنوات الى أن أعيدت الأراضي الى المتين في عهد الرئيس عون، وثالث هذه الانتكاسات كانت تعيين مدير عام جديد لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان هو جان جبران (عوني) خلفاً لجوزف نصير الذي يعتبر أبرز المقربين من المر وأحد أهم المسؤولين في ماكينته. كذلك فإن الوفد العوني الذي ذهب الى مقر <الطاشناق> للقاء المر والبحث معه في الملف الانتخابي اقتصر على الوزير السابق الياس بو صعب والمرشح عن المقعد الكاثوليكي ادي معلوف، في حين غاب الركن الأبرز في المتن الشمالي النائب ابراهيم كنعان، ما دلّ على أن اللقاء لن يسفر عن نتائج عملية.

 

لائحتان للكتائب و<القوات>

ميشال-المر  

وفي مقابل الحراك <البرتقالي> - الأرمني لحسم موضوع التعاون مع النائب المر، فإن كل المعطيات تشير الى أنه لن يكون هناك تحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في دائرة المتن، علماً أن المرشح <القواتي> المعلن لهذه الدائرة حتى الآن هو ادي ابي اللمع عن أحد المقاعد المارونية. أما على جبهة حزب الكتائب، فإن المعلومات تشير الى أن رئيس الحزب النائب سامي الجميل الذي يضمن موقعه النيابي من خلال الحاصل الانتخابي المؤمّن له، يسعى الى الحصول على مقعد ثانٍ وهو يصوّب على المقعد الكاثوليكي لأن واقع المرشح <البرتقالي> ادي معلوف ليس مريحاً مما يجعل من السهل اختراقه، ولا توجد أية معطيات تشير الى إمكانية التحالف بين الكتائب والقوات اللبنانية في دائرة المتن، وان كان ثمة من يسعى الى حصول هذا التحالف، لكن حسابات الكتائب - وربما <القوات> ايضاً - لا تعطي حظوظاً كبيرة لقيام تعاون بين الحزبين المسيحيين لأن إمكانية الحصول على أكثر من مقعد ماروني في المتن ليست واردة، وبالتالي فإن هذا المقعد محجوز رقمياً للنائب الجميل ولن يكون للمرشح ابي اللمع. لذلك يتجه النائب الجميل الى تضمين لائحته مرشحاً كاثوليكياً قوياً يلقى دعم <القوات> ايضاً وقد يكون الصهر السابق للرئيس أمين الجميل القطب المالي ميشال مكتف الذي تقول المعلومات انه <تصالح> مع النائب الجميل بعد الخلاف الذي نشأ مع العائلة. ويسعى النائب الجميل تبعاً لذلك الى تشكيل لائحة تجمعه مع حزبي آخر هو الياس حنكش وحزبي ثالث عاد الى صفوف الكتائب بعد انقطاع هو الدكتور فؤاد أبي ناضر الذي تعول عليه القيادة الكتائبية لسحب أصوات من لائحة <القوات>. أما المرشح الماروني الرابع على لائحة الكتائب فقد يكون سركيس سركيس الذي لا يزال يتردد في حسم خياره مع <القوات> أومع الكتائب، علماً أن سركيس كان موّل لائحة الكتائب في الانتخابات الماضية، لكن الكتائبيين <شطبوه>!

ويقول متابعون لمسار العملية الانتخابية في المتن انه في وقت لا يتجاوز الحاصل الانتخابي لـ<القوات> الـ14 ألف صوت، فإن الحاصل الممكن للائحة الكتائب يقدر راهناً بحاصل ونصف حاصل، وهذا الأمر يبقي موضوع اللوائح مفتوحاً خصوصاً أن القيادة الكتائبية تراهن على سحب أصوات من القاعدة <القواتية>، وكذلك الأمر بالنسبة الى القوات اللبنانية التي تتطلع من خلال ضم المرشح الكاثوليكي ميشال مكتف الى لائحتها للحصول على أصوات كتائبية تقوي حاصلها الانتخابي. وتجدر الإشارة الى أن لائحة <القوات> غير مكتملة بعد وهي كانت تضم حتى نهاية الأسبوع الماضي الى أبي اللمع، رئيس حركة <مستقلون> رازي الحاج، ومكتف.

ويرى مراقبون ان الصراع الرقمي سيكون فعلياً بين النائب ابراهيم كنعان الأول في انتخابات 2005 و2009، والنائب سامي الجميل الذي يريد أن <يكسر> كنعان... وتبقى الأصوات التفضيلية هي المؤشر في قانون 2017 الانتخابي!