تفاصيل الخبر

الـتـركـمـــــان (الـعـــــرب) انـدمـجــــوا فـــي مـحـيـطـهــــم، ولـكــن الـقـــــلب دومـــــاً مــع تـركـيـــــــا..!

18/12/2015
الـتـركـمـــــان (الـعـــــرب) انـدمـجــــوا فـــي مـحـيـطـهــــم،  ولـكــن الـقـــــلب دومـــــاً مــع تـركـيـــــــا..!

الـتـركـمـــــان (الـعـــــرب) انـدمـجــــوا فـــي مـحـيـطـهــــم، ولـكــن الـقـــــلب دومـــــاً مــع تـركـيـــــــا..!

بقلم صبحي منذر ياغي

maxresdefault تقدر مصادر تركمانية وتركية عدد التركمان في سوريا بنحو 3 ملايين نسمة، ينتشرون في معظم المحافظات السورية، وعلى رأسها حلب واللاذقية والرقة وحمص ودمشق والقنيطرة (الجولان)، وتربطهم صلات تاريخية وصلات قرابة مع تركيا التي توليهم اهتماماً خاصاً.

المحلل السياسي التركي «بورهان كوز أوغلو» لم يستبعد لجوء تركيا إلى خيار التدخل العسكري المباشر من أجل حماية التركمان في سوريا، مستدركاً بالقول: <التدخل العسكري المباشر سيكون الخيار الأخير بالنسبة لتركيا، وهو خيار أخير ولكنه غير مستبعد».

وشدّد على أنه «في حال شعرت تركيا أن الأمر بات يشكل تهديداً لأمنها القومي فإنها لن تتردد في فعل كل ما يمكن من أجل حماية نفسها كما تفعل الآن ضد تنظيم <داعش> وضد مسلحي حزب العمال الكردستاني <بي كا كا> داخل وخارج الأراضي التركية».

وأكد الزميل اسماعيل جمال ان رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، أصدر تعليماته بشأن تركمان ريف اللاذقية السوري (بايربوجاق) التي تتعرض مناطقهم لهجوم من قِبل قوات النظام السوري، وأمر رئيس هيئة الأركان التركية «هلوسي أكار> ورئيس هيئة الاستخبارات «هاكان فيدان> باتخاذ التدابير اللازمة لوقف الهجمات ضدّ القرى التركمانية.

ونُقل عن مسؤولين اتراك انتقادهم لمواقف دولتهم من قضية التركمان معتبرين أن «السياسة التركية في دعم التركمان فاشلة ومتأخرة، وكان من الواجب على الحكومة التركية التحلي بالجرأة منذ بداية الثورة السورية ودعم التركمان بشكل أكبر لحماية مناطقهم، والآن تأخّر الوقت ولا يسمح بخيارات أمام تركيا سوى تقديم مزيد من الدعم العسكري».

 

عرقلة المنطقة الآمنة

  

واعتبر الخبير الاستراتيجي والباحث في شؤون الشرق الأوسط داخل <مركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية> علي سمين، أنّ الهجمات التي تنفذها قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي، ضدّ منطقة جبل التركمان «بايربوجاق> في ريف اللاذقية الشمالي، تهدف إلى عرقلة المبادرة التركية الرامية إلى إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين.

تظاهرة-تركمانية-في-ظل-صورة-اتاتورك

التركمان.. تحت الضوء

هذا الامر دفع بالعديد من مراكز الدراسات الى تسليط الضوء على تاريخ التركمان واصلهم وانتشارهم،  اذ تؤكد الباحثة اللبنانية زاهية النجفي في دراسة لها عن الشعوب التركمانية (التركمان)، ان التركمان تسمية تُطلق على فئات من أصول تركستانية منتشرة في عدة بلدان من آسيا الوسطى والشرق الاوسط، مثل العراق وايران وسوريا وفلسطين. في الاصل التاريخي القديم، كانوا يشكلون جزءاً من مجموعة الشعوب (التركستانية، أو الناطقة باللغات التركية) المنتشرة في عموم منطقة وسط آسيا، التي تحدها الصين وايران وافعانستان وروسيا. وحالياً تشكل بلدان: تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان، وجزءاً من الصين يعرف بتركستان الشرقية، ويمكن أيضاً اضافة منغوليا.

واضافت: بعد انتشار الاسلام بين هذه الشعوب، ومشاركتها الفعالة في الجيوش الاسلامية، بدأت تنتقل الى بلدان الشرق الاوسط والقفقاس وتشكل جزءاً من نسيج شعوبها، فظهرت الجماعات الناطقة بالتركية في ايران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين. بل انها أصبحت غالبية ونشرت لغتها التركية في آذربيجان (الايرانية والمستقلة) وكذلك في بلاد الاناضول التي أصبحت مقراً للدولة العثمانية ثم أُطلق عليها تسمية (دولة تركيا).

 

لغتهم

 

من الواضح ان عائلة الشعوب التركستانية مثل باقي (عوائل الشعوب العربية والاوروبية)، لا تجمعها أصول عرقية مشتركة بل علاقات لغوية ثقافية. فالشعوب التركستانية عموماً هم مزيج من الجنس الآسيوي الاصفر والجنس الابيض وأحياناً الاسمر. فهم في الصين ووسط آسيا بغالبية من الجنس الاصفر لا يختلفون شكلاً عن الصينيين، بينما هم في الشرق الاوسط من الجنس الابيض، وفي تركيا والبلقان امتزجوا تماماً مع العناصر الاوروبية الشقراء. أما لغاتهم فهي ضمن مجموعة اللغات التركستانية المرتبطة باللغات الألطية (Altaic Languages) التي تشمل حتى اللغات الكورية واليابانية والفنلندية والهنغارية.

ومن الشخصيات التركستانية التي لعبت أدواراً مهمــــة في تاريخ الاسلام، يمكن ذكر: الامير نور الدين الزنكي، والملك الظاهر بيبرس والسلطان قـــــلاوون. كذلك بــــرزت شخصيـــــات عظيمـــــة مـــــن العلمـــــاء الذيـــــن أثــــــروا في الحضــــارة الاسلاميــــــــة، منهــــــــــم (الخوارزمي) و(السرخسي) و(البيروني) و(البخاري) و(الفارابي).

 

تركمان بلدان الشام

تظاهرة-تركمانية-في-كركوك--العراق 

 المصادر التاريخية ترجع زمن هجرة التركمان إلى شرق المتوسط إلى أواخر القرن السابع الميلادي، حيث اندفعت القبائل التركمانية من موطنها في وسط آسيا غرباً باتجاه الشرق المتوسط، وأخذت تستقر في العديد من المناطق حيث استقر قسم منها في إيران، وقسم آخر في العراق ومناطق من بلاد الشام، ليستقروا في المناطق ذات التماس بين الدولة العربية - الإسلامية والدولة البيزنطية وأماكن الثغور من شمال العراق والشام. وقد اندمج التركمان في الحياة العامة للدولة العربية - الإسلامية بعد اعتناقهم الإسلام، وانخرط عدد كبير منهم في جيوش الدولة وخصوصاً في محاربة الغزوات الصليبية، وهو الأمر الذي مهد لهم فيما بعد، وخاصة في العهد العباسي لأن يلعبوا دوراً مهماً في بعض المراحل السياسية. كما تبوأت شخصيات منهم مناصب رفيعة في الدولة، بل تكونت سلالات تركمانية (تركية) حاكمة، مثل الطولونيين في مصر والشام والاتابكة في شمالي العراق وسوريا، والسلاجقة في العراق وايران، وغيرها من الدول والامارات.

تركمان فلسطين

ويُطلق على التركمان في فلسطين اسم <عرب التركمان> لأنهم جميعاً ينتمون إلى قبيلة تحمل هذا الاسم، ويعود زمن مجيئهم إلى فلسطين إلى أيام الحروب الصليبية، حيث شارك التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء تلك الحروب، وهم المعروفون بفروسيتهم، وقد تمكّنوا من الاندماج الكلي مع محيطهم العربي. وصاروا عرباً من أصول تركمانية.

وحتى أواخر العهد العثماني كان التركمان يحافظون على لغتهم التركية. ولكن خلال القرن الأخير انتقلوا لاستخدام اللغة العربية وانخرطوا كلياً في المجتمع الفلسطيني. عدد التركمان يصل اليوم إلى أكثر من عشرة آلاف نسمة، ووجودهم ملموس جداً في (مخيم جنين) للاجئين وفي كل المحافظة. أغلبيتهم الساحقة تُعتبر موالية لحركة <فتح> ولديهم ممثلان في المجلس التشريعي الفلسطيني وهما جمال الشاتي وفخري تركمان.

تركمان سوريا

 

ويتوزع تركمان سوريا في منطقة الفرات والجزيرة. وهم يتشابهون كثيراً مع تركمان العراق وينقسمون الى نوعين: التركمان الذين يقطنون في المدن الكبيرة مثل حمص وحلب ودمشق وحماه ويعتبرهم السوريون أتراكاً، وهم في الواقع أسر تركمانية أصيلة استعربت بمعظمها بسبب التزاوج والاندماج والانصهار مع أشقائهم وأخوانهم العرب. أما الاسر التركمانية التي تعيش في القرى والارياف المنتشرة في الربوع السورية، وخاصة القرى المنتشرة حول اردوغان-خلال-زيارته-الكواشرة-في-لبنان-2011حلب واللاذقية وحمص وحماة، يطلق عليهم السوريون صفة التركمان.

وقد عاش عدد لا بأس به من التركمان في الجولان بعد هجرتهم من فلسطين. وقد نزح التركمان عام 1967 إلى دمشق وأهم مناطقهم: جوبر ومساكن برزة والحجر الاسود وعش الوروار والقدم والتضامن والميدان وخان الشيخ والكسوة والمزة والقنيطرة وبعضهم توزع في مناطق من دمشق ويُطلق عليهم اسم تركمان الجولان. وتسكن عشائر تركمانية على ضفاف نهر البليخ في تجمع حمام التركمان.

ويؤكد احمد نجد (تركماني سوري) ان التركمان في سوريا كانوا يُمنعون من الكتابة أو الحديث باللغة التركية في ظل نظام الأسد. ويؤكد جمعة والي وهو من تركمان لبنان ويحمل الجنسية اللبنانية وسبق وان ادى الخدمة الاجبارية في الجيش اللبناني ان سياسة الاستيعاب التي طُبقت على تركمان العراق، قد بلغت ذروتها في عهد نظام صدام حسين، وتم تطبيقها على التركمان السوريين مبكراً في العقد الثالث من القرن التاسع عشر، حيث جرى حرمانهم من كافة الحقوق القومية والثقافية، ولم تكن لديهم مدارس لتعليم أطفالهم لغتهم الأم، عكس الطوائف الأخرى، حيث مُنع إدخال أي مطبوعات باللغة التركية مثل الصحف والمجلات والكتب، وعلاوة على ذلك، اعتُبر امتلاك هذه المطبوعات جريمة وخيانة. وكذلك منعت دور السينما من عرض افلام تركية.

 

التركمان.. والثورة السورية

 

تؤكد مصــــــادر سوريـــــــة معارضـــــــة لـ<الافكـــــار> ان الالوية العسكرية التركمانية السورية تشكلت عام 2012 ويبلــــــغ عدد أفرادهـــــا 10 آلاف مسلــــــح. وهــــم بين مجموعات مسلحة أخرى تلقت تدريبا عسكريا تركيا، وتنشط في المنطقة التي أُسقطت فيها الطائرة الروسية. وليس للمجموعات أي بنية عسكرية صارمة، وتُدعى المجموعة العاملة في محافظة اللاذقية <لواء جبل التركمان>، وقد تشكلت عام 2013، وتتألف من 12 وحدة. وقد شُكلت مجموعة أخرى عام 2015، وهي مرتبطة بـ<الجيش السوري الحر>.

وتفيد التقارير أن المجموعات التركمانية تعمل إلى جانب وحدات الجيش السوري الحر ومجموعات مسلحة أخرى منها <جبهة النصرة> و<أحرار الشام> شمال اللاذقية. والخصمان الرئيسيان لهذه المجموعات هما الجيش السوري النظامي وتنظيم <الدولة الإسلامية>.

وهناك لواء آخر من التركمان يُطلق على نفسه اسم <لواء السلطان سليم> وهو موال للأكراد، وقد شارك مقاتلوه في القتال إلى جانب وحدات الحماية الشعبية الكردية. وكانت منطقة شمال اللاذقية قد شهدت اشتباكات بين الألوية المذكورة من جهة وقوات النظام وقوات إيرانية ومقاتلي حزب الله من جهة أخرى.

مقاتلان-من-تركمان-سوريا 

تركمان العراق

يعود تأريخ استيطان التركمان في العراق إلى سنة 54 هجرية، وقد تعمّق وجودهم التاريخي في العراق منذ تلك الفترة وحتى عام 1918 أي ما يقارب تسعة قرون من السيادة التركية في العراق. ومع دخول طغرل بك إلى العراق، تتابع دخول أعداد ضخمة من الأتراك للعراق وعلى شكل موجات بشرية متلاحقة. وقد بدأ إطلاق اسم التركمان على أتراك العراق في عهد السلاجقة. وبرز من بين تركمان العراق اثنان من أبرز شعراء الشعوب الناطقة بالتركستانية هما: سيد عماد نسيمي وفضولي البغدادي، ويُلقب الشاعر فضولي البغدادي بـ<أمير شعراء التركمان>، وهو شيعي توفي في كربلاء وما زال حتى اليوم يمثل مرجعاً مهماً في الادب التركماني في العراق وتركيا وأذربيجان.

 مناطقهم

 

ينتشر تركمان العراق منذ فترة تتجاوز الألف عام في المناطق الشمالية والوسطى، في محافظات الموصل وأربيل وكركوك وديالى وصلاح الدين وفي بعض أحياء مدينة بغداد. ولقد عملت الأنظمة التي توالت على الحكم في العراق ومنذ العام 1957 على تغيير الواقع السكاني لمناطق الاستيطان التركمانية إضافة إلى تغيير وحداتها الإدارية. وشملت مناطق التمركز عام 1957 الموصل وأربيل وكركوك وديالى. إلاّ أنه بفعل سياسة التعريب وهجرة عشرات الآلاف من العوائل العربية، وهجرة الأكراد إلى كركوك بعد هدم العديد من قراهم، أُضعف حضور التركمان.

 

تركمان لبنان  و<أخت الرجال>

حسب المعلومات والتحقيقات الميدانية هم أتراك منسيون في عكار منذ 400 عام. جاء بهم السلطان التركي سليم الاول ايام العثمانيين ليشكلوا «خط امداد> للجيوش التركية في ذاك الزمن، وبقوا على مدى هذه القرون الاربعة هناك في ظلال الشجر الوارف وداخل بيوت صغيرة داكنة، تركمان-يحتفلون-بعيد-النوروزيقتاتون من مواسم بعلية.

وشكلت الكواشرة لبعض القرى اللبنانية الاخرى «سنداً» ابان الحكم العثماني للبنان. ويتحدث الحاج محمد اليوسف عن امرأة اسمها مريم كانت «اخت الرجال> وكانت «متخاوية> مع باشا حلب التركي ولها مركزها بين الاجاويد. ويقول: « يوم عمل العسكر التركي على تنكيل المناطق القريبة بالكواشرة لجأ اليها مختارو البلدات فكانت تحمل عكازها وتذهب خلف الجنود الذين ما ان يروها حتى يقدموا لها احترامهم وتأمرهم بالانسحاب فينسحبون». اما الفائدة الكبرى التي نالها الكواشريون من كونهم تركمان فتمثلت بحمايتهم من طغيان وجشع البكاوات والباشوات وغيرهم الذين عملوا على تطويب املاك الناس باسمائهم.

وبحسب تقرير أصدره عضو <مركز الدراسات الاستراتيجيّة الشرق أوسطيّة» في أنقرة <أويتون أورهان> تحت اسم «الأتراك المنسيّون: التركمان المختبئون في لبنان»، فإنّ هذه القرية وغيرها من القرى المحيطة اكتشفها في العام 1988 السفير التركي في لبنان آنذاك، ابراهيم ديشليلي. ويروي الأهالي القصة كما حصلت في ذاك العام حين كان العسكري خالد اسعد يخدم لدى قسم «الهندسة العسكرية> في الحازمية حيث مبنى السفارة ويقوم مع رفاقه العساكر بتسييج السفارة. تحدث اسعد مع حراس السفارة باللغة التركية فتعجبوا وطلبوا منه ان يقابل السفير، وبعدما قابل السفير طلب منه احضار عدد من عجائز القرية، ومنذ ذلك الوقت توطدت العلاقة بين تركمان البلدة والسفارة ومعها توطدت العلاقة مع تركمان عيدمون. وقد تدفّقت المساعدات التركية على التركمان في المنطقة منذ اكتشاف وجودهم في العام 1989. وإثر عدوان تمّوز/ يوليو 2006 الإسرائيلي على لبنان، قدّمت تركيا مدرستين جاهزتين إلى الكواشرة، كما بادر وزير الخارجيّة التركي أحمد داوود أوغلو إلى افتتاح مركز للرعاية الصحية في المنطقة. أمّا في عيدمون، التي لا تبعد سوى 15 دقيقة عن الكواشرة، فيشير تقرير <أوهران> إلى أنّ 75 بالمئة من السكّان هم من التركمان فيما الباقون من المسيحيّين اللبنانيّين. لكن على عكس الكواشرة فإنّ معظم سكّان هذه البلدة بالكاد يتكلّمون التركيّة. ومع ذلك فإنّ الحكومة التركيّة تولت مشاريع بنى تحتيّة في عيدمون مشابهة لتلك التي في الكواشرة، بما فيها بناء مدرسة ونظام صرف صحّي. وبحسب التقرير نفسه يُعرّف معظم تركمان الشمال عن أنفسهم بأنهم مسلمون سنّة لبنانيون ويدعمون بقوّة تيّار <المستقبل>.

والتركمان في لبنان ينتشرون ايضا في منطقتي البقاعين الاوسط والشمالي في دير زنون وفي عدوس قرب بعلبك، ويقول احد المشايخ التركمان (ابو محمد) لـ<الافكار>: <اننا تركمان ونفتخر، ولكننا في الوقت نفسه لبنانيون، ولدنا هنا وأكلنا وشربنا من نعيم هذا الوطن، وعدد من ابنائنا في الجيش والقوى الامنية اللبنانية،  ولنا حضورنا الانتخابي وعلاقتنا الوطيدة مع معظم الاطراف السياسية والطوائف، وبالطبع لدينا مطالب وحقوق مثل باقي ابناء الوطن. وفي لبنان جمعية باسم <رابطة التركمان في لبنان> مركزها في طرابلس -  شارع السراي القديم عند مدخل الأسواق، من أهدافها العمل على تقوية الروابط الاجتماعية وأواصر الصداقة بين العائلات والعمل على اندماج مجتمعاتنا الصغيرة بالمجتمع الوطني الكبير>.

 

وفي ايران..

يقع إقليم <تركمن صحراء> في شمال شرق إيران على حدود جمهورية تركمانستان، ويشترك الشعب التركماني في إيران بصلات قبلية وثقافية وتاريخية مع الشعب التركمانستاني. وكسائر المجموعات العرقية في إيران، لا تتوفر أية إحصائيات رسمية عن عدد نفوس التركمان، غير أن نشطاءهم يقولون إن تعدادهم يصل إلى ثلاثة ملايين نسمة تقريبا، وهم يعيشون في محافظات <غُلستان> و<خراسان رضوي> و<خراسان شمالي> في إيران.

ويشير الزميل صالح حميد في هذا المجال الى ان الأغلبية الساحقة من التركمان من المسلمين السنة ومن أتباع المذهب الحنفي، ولهذا السبب فإنهم يعانون من التمييز المضاعف الديني والقومي، وعدم المساواة في القوانين كباقي المواطنين السنة في إيران. وقد أصدرت <مجموعة مدافعي حقوق الإنسان التركمان في إيران> بياناً استنكرت فيه محاولات السلطات الإيرانية <فرسنة> هؤلاء والقضاء على اللغة التركمانية في إقليم <تركمن صحراء> (شمال شرق إيران).

فهل بات التركمان من الشعوب التي تبحث عن هوية وتبحث عن وطن وسيادة ؟