تفاصيل الخبر

«التمديد » دقّ أبواب السفارة السعودية في بيروت وعسيري باقٍ الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية!

22/08/2014
«التمديد » دقّ أبواب السفارة السعودية في بيروت وعسيري باقٍ الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية!

«التمديد » دقّ أبواب السفارة السعودية في بيروت وعسيري باقٍ الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية!

1في الوقت الذي كان فيه السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري يهمّ  بمغادرة العاصمة اللبنانية في طريقه الى الرياض ومنها لاحقاً الى اسلام اباد كسفير لبلاده في باكستان، أتت الإشارة الملكية بالبقاء في بيروت واستكمال مهماته الديبلوماسية بقرار من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رغم ان السفير عسيري أنجز زيارته الوداعية وشارك في معظم لقاءات التكريم التي أقيمت على شرفه بالتزامن مع لقاءات مماثلة أجرتها حرمه لوداع الصديقات اللبنانيات وأركان السلك الديبلوماسي وغيرهم..

وإذا كانت الروايات قد اختلفت حول أسباب قرار العاهل السعودي باستمرار سفيره في لبنان، فإنها أجمعت على رغبة سعودية واضحة بعدم الابتعاد عن الساحة اللبنانية كما حصل في السابق، لأن هذا البعد كانت له تداعيات سلبية ولا بد بالتالي من استعادة الحضور السعودي الفاعل، سياسياً وديبلوماسياً و...إنسانياً أيضاً لتعزيز دور الاعتدال والانفتاح على التطرف وما يؤدي اليه من ممارسات إرهابية وعدوانية.

وتقول مصادر مطلعة إن قرار بقاء السفير عسيري في بيروت يعتبر إجراء مكملاً للقرار السعودي بالطلب الى الرئيس سعد الحريري بالعودة الى لبنان محمّلاً بمليار دولار هبة لتسليح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لمواجهة الإرهاب، إضافة الى ضبط الساحة السنية بعد خروقات التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، ولا بد من مواكبة كل هذه المهمات ديبلوماسياً، الأمر الذي فرض بقاء السفير عسيري الذي بات ملماً بتفاصيل الوضع اللبناني وعلى تماس مع مختلف القيادات السياسية ومنفتحاً على كل التيارات، وهذا ما تريده المملكة في سياق <خارطة الطريق> التي تعتمدها في لبنان والمستوحاة من الاستراتيجية التي حددها العاهل السعودي في مواقفه الأخيرة.

لا رئيس يتسلم أوراق اعتماد السفير الجديد

وتضيف المصادر أن انتقال السفير عسيري الى باكستان، كان سيفرض تعيين سفير جديد للمملكة في لبنان ما سيحدث إرباكاً للديبلوماسية السعودية والدولة اللبنانية في آن نتيجة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، بحيث يتعذر على السفير الجديد تقديم أوراق اعتماده ليستطيع ممارسة عمله الديبلوماسي بالكامل، ولأن يبقى <قائماً بالأعمال> ريثما ينتخب الرئيس العتيد ويقدم إليه أوراق اعتماده كما ينص الدستور. علماً أن متابعة الملفات المفتوحة والتطورات السياسية والأمنية تحتّم وجود «سفير» يتمتع بكل المزايا والصلاحيات. كذلك الأمر بالنسبة الى متابعة ملف الهبة المالية التي قدمها العاهل السعودي لدعم القوى العسكرية والأمنية، والهبة السابقة بملياراتها الثلاثة التي لا تزال تواجه مصيراً غامضاً، وهي مسائل تتطلب عناية السفير المعتمد والملمّ بكل التفاصيل، وهو أمر ما كان ليتوافر بأي سفير جديد خصوصاً إذا لم يسبق أن تعاطى في الشؤون اللبنانية.

متابعة سعودية للاستحقاق الرئاسي

وتشير المعلومات الى ان الاستحقاق الرئاسي بات من المواضيع الأساسية التي تتابعها القيادة السعودية بعدما كانت قد آثرت الابتعاد عن هذا الملف <الشائك> بنظرها، والسفير عسيري استطاع خلال وجوده في لبنان من نسج علاقات مع الأطراف اللبنانيين كافة، ما يمكّنه من نقل صورة دقيقة الى المسؤولين السعوديين حيال ما يجري في هذا الملف مع تنامي الدعوة الى ضرورة حسمه بسرعة. ولعل متابعة مسار التحرك الذي يعتزم السفير عسيري معاودة القيام به بعد <تمديد> ولايته الديبلوماسية في بيروت ستظهر التوجه السعودي المرتقب في الاهتمام أكثر بتذليل العقبات التي لا تزال تواجه انتخاب رئيس جديد، علماً أن السفير عسيري سيبقى في بيروت الى حين إنجاز الاستحقاق الرئاسي فيمهد الطريق أمام من يخلفه لينتقل مرتاح البال الى إسلام اباد حيث تصر السلطات الباكستانية على أن يكون هو لا غيره سفيراً سعودياً لديها!

وفيما فاجأ القرار السعودي ببقاء السفير عسيري في بيروت جميع المسؤولين والسياسيين، بدأت المصادر الإعلامية المختلفة تتحدث عن <دور> لهذه المرجعية أو هذا السياسي... في تمديد إقامة السفير السعودي، علماً أن أكثر من طرف كان تمنى بقاء السفير في بيروت فترة أطول. وقد حرص الرئيس تمام سلام على الإشارة الى أنه كان قد <تمنى> على العاهل السعودي إعادة النظر بقراره نتيجة حساسية الوضع اللبناني وخبرة السفير عسيري بالملف اللبناني، إضافة الى غياب رئيس للجمهورية يتقبل أوراق اعتماد السفير الجديد.

تجدر الإشارة الى أن السفير عسيري شكر ثقة الملك عبد الله وقال إنه فخور بها، منوّهاً بحكمة العاهل السعودي وبقراراته.