تفاصيل الخبر

الثورة في لبنان.. وفي اليوم الثالث عشر.. سقطت الحكومة!

31/10/2019
الثورة في لبنان.. وفي اليوم الثالث عشر.. سقطت الحكومة!

الثورة في لبنان.. وفي اليوم الثالث عشر.. سقطت الحكومة!

بقلم علي الحسيني

 

من الشمال الى الجنوب، هتف اللبنانيون بصوت واحد <الشعب يُريد إسقاط النظام> و<كلّن يعني كلّن>. هم ليسوا حراكاً شعبياً ولا مجموعات خرجت للمطالبة بتحسين ظرف راهن ولا حتّى للتعبير عن اخضاع تطبيق <الواتساب> لضريبة كما سبق وقيل بهدف تسخيف التحركات، بل ما يجري هو ثورة بكل ما للكلمة من معنى، ثورة على الجوع والإستهزاء بكرامات الناس، ثورة الحق على الباطل وعلى وجع الناس وأنينهم. والنتيجة، تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري، استقالته تحت ضغط الشارع في خطوة لاقت استحسان شارع، وغضب شارع آخر. لكن النتيجة، هي أن الثورة قد حققت أبرز مطالبها، وتبقى المطالب الأخرى رهناً بالأيام المقبلة.

الغليان المستمر في الشارع.. والدولة في خبر <نائم>!

كانت وما زالت الثورة في لبنان والتي أنهت اسبوعها الثاني، تُظهر للعالم أن مسارها التصاعدي لا بد وأن يتمخض عنه في نهاية الطريق، إيجابيات سوف تُسجّل للمرة الأولى في تاريخ لبنان. هذه الثورة التي أجبرت الدولة على الأخذ بعين الإعتبار جديّة ما يجري في الشارع ولو بالحد الأدنى مما تبقى لديها من شفافية ومسؤولية، أكدت بأنها انتفاضة على الواقع كله وعلى ارتكابات للمسؤولين وما ظهر منها وما بطن منها، والأبرز أن السلسلة البشرية التي جمعت وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة ابن الشمال مع ابن الجنوب والتي كانت موصولة بالعاصمة، أظهرت أن الوحدة الوطنية يُمكن أن تُسقط عروشاً وليس فقط حكومات. سلسلة من كل الأعمار أرعبت كبار الزعماء وأصغرهم وذلك في خطوة ترمز إلى الوحدة الوطنية التي تكرست خلال الأيام الأولى من التظاهرات العابرة للطوائف والمناطق والتي حفرت في نفوس اللبنانيين، الكرامة والعزّة تحت ظلال العلم اللبناني.

المطالب كانت تتصاعد في مواجهة استكبار الدولة. إسقاط الحكومة هو أقل ما يُطلب في الشارع بالإضافة إلى الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة. ولأن المطالب المعيشية ومحاربة الفساد والفقر والسرقة، هي التي وحّدت الشعب اللبناني وخاصة فئات الشباب، أخذت الحماسة هؤلاء إلى حد المطالبة بمحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة، واسترجاع الأموال المنهوبة، وهي مطالب لاقت آذاناً صاغية من أعلى الهرم في الدولة إلى أسفله، لكن السؤال الذي يُطرح: متى تُطبق هذه المطالب، ومتى سيرى الشعب اللبناني أبواب السجون تُفتح لفئة غير قليلة من السياسيين؟. وبالإضافة إلى المواكبة الإقليمية والدولية لهذه الثورة لاسيما المظهر المُشرّف الذي أطل به الشعب اللبناني، أجمعت كل الآراء على أن هذه الانتفاضة ستبدّل وجه لبنان، خصوصاً في مواجهة سلطة المال وحكم المصارف ورموز الإقطاع السياسي والمحاصصة الطائفية خصوصاً وأن الخطاب الشعبي هذه المرة، له وقع وطني عابر للطوائف والمذاهب، لاسيما لجهة بناء دولة مدنية، ومحاسبة الفاسدين من السياسيين، وإعادة المال المنهوب.

 

حزب الله يتفهم ويحاور.. ويتهم!

على وقع الإشتباكات الحاصلة في أكثر من نقطة اعتصام على امتداد الثورة، بين متظاهرين يُصنفون أنفسهم أنهم جمهور حزب الله وآخرين يصرّون على الإستمرار في شعار: <كلن يعني كلن>، كان شرح أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، لكل الواقع الذي تمر فيه البلاد مؤكداً أن الحراك شعبي وعفوي وصادق غير خاضع لأيّ حزب أو سفارة، وان الحزب لا يستطيع المشاركة كي لا يأخذ الحراك مساراً آخر. ودعا نصرالله أيضاً إلى ملاقاة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي سبق له أن دعا إلى الحوار مع المتظاهرين وفتح الباب أمام إعادة النظر في الواقع الحكومي، لكنه جدّد التأكيد على أنّ أيّ حلّ لا يجب أن يقود إلى الوقوع في <فخّ> الفراغ بأيّ شكل من الإشكال، لأنه سيؤدّي، في ظلّ الأوضاع الراهنة، إلى الفوضى والإنهيار.

لكن بعدها لم يتردد نصرالله في توجيه الإتهام المباشر بأن الحراك، بنشاطه وشعاراته ومواقفه، لم يعد حركة شعبية عفوية، متحدثاً عن مبالغ طائلة تنفق على الذين يدّعون قيادة الحراك وطالب الكشف عن مصدرها، بالإضافة إلى حرف المطالب الشعبية عن وجهتها، وإستخدام بعض الساحات لتوصيف المقاومة بالإرهاب والتصويب على سلاحها. ودعا إلى تشكيل قيادة موحدة للتفاوض مع السلطة، لكنه أكد وجود قيادة غير معلنة لأسباب كثيرة، وتضم بعض الأحزاب والجمعيات والأطر، منها فئة وطنية وصادقة وأخرى تضم أحزاباً سياسية كانت في السلطة ولها إرتباطات خارجية، بالإضافة إلى تجمعات وكيانات سياسية تشكلت في الآونة الأخيرة، لم تنجح في الوصول إلى المجلس النيابي، بالرغم

من الأموال الطائلة التي أنفقتها، وجهات أو شخصيات ترتبط بسفارات وأجهزة مخابرات خارجية، في حين أن هناك من يعتبرون أنفسهم من قادة الحراك لكن هم من أفسد الفاسدين.

جبور.. <القوات> تُذكّر وتنفي وتُحذر!

كلام نصرالله والسلطة والأوراق الإصلاحية، لم تنزل جميعها لا برداً ولا سلاماً على القوات اللبنانية التي راحت إلى العمق من خلال استقالة وزرائها. في سياق الإستقالة وتوجيه الإتهامات للثورة، يؤكد رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب <القوات> شارل جبور لـ<الافكار> أن استقالة القوات جاءت في سياق طبيعي أولاً لكون القوات كانت رفضت موازنة العام 2019، ثانياً كانت تتجه الى رفض موازنة 2020، وثالثاً عبّر رئيس الحزب سمير جعجع بشكل واضح على طاولة الحوار الاقتصادية في بعبدا في الثاني من أيلول الماضي أن القوات لا ترى في الحكومة الحالية القدرة على مواجهة التحديات الإقتصادية والمالية وتعتقد أن عامل الثقة بالنسبة الى الرأي العام اللبناني لا يُمكن أن يُستعاد إلى من خلال حكومة جديدة وتحديداً حكومة اختصاصيين. وعندما أطلق الحكيم هذا الموقف على طاولة الحوار خرجت انتقادات كثيرة للقوات ورئيسها، حيث اعتبر البعض أن لجعجع 4 وزراء وكيف له يطالب بالخروج من الحكومة من اجل تأليف حكومة جديدة.

ويُضيف جبور:

- القوات اللبنانية بدأت ترى وتحديداً مع موازنة العام 2019، أن إمكانية مواجهة التحديات الاقتصادية تتطلب فريق عمل مختصاً، والاكثرية الوزارية الحالية عاجزة عن تحقيق ذلك ومواجهة هذه الأزمات وعاجزة عن نقل لبنان إلى شاطئ الأمان وبالتالي طرحت هذه الفكرة ورأت في الوقت عينه ان الورقة الإصلاحية التي طرحها الرئيس سعد الحريري، لا حاجة لنقاش بنودها لأن المشكلة هي من يُطبق هذه الورقة الإصلاحية. القوات اللبنانية وغيرها من القوى السياسية، قدموا العشرات من الأوراق الإصلاحية، ولذلك كنا نتجه بهذا الواقع الى الإستقالة وجاءت الثورة الشعبية ولم يعد هناك من إمكانية أن تستمر القوات في الحكومة وهي اليوم تتمسك بهذا المطلب وهو إستقالة الحكومة الحالية، وتشكيل حكومة بديلة تتحمل مسؤوليتها وضرورة أن تكون من اختصاصيين.

ويُتابع:

- ما حصل من ثورة ليس بالمصادفة، إنما هو نتيجة إهمال متراكم بطريقة مقاربة الأمور والمسائل ويكفي العودة إلى أدبيات القوات اللبنانية في السنتين الأخيرتين ليتبين التركيز المستمر على ضرورة معالجة الواقع والخلل الاقتصادي الحاصل والفساد المستشري وتحديداً عندما رفضنا الموازنة. الناس وبكل صراحة، ملّت من الخطابات والبيانات الوزارية وفلسفات وأوراق في وقت تختلف الأمور على أرض الواقع عن كل ما يُحكى عنه أو يُحكى عن تطبيقه. واليوم المطلوب نقل لبنان الى مرحلة سياسية أخرى. ونؤكد ان ما حصل في الشارع هو نتاج هذه السلطة وممارساتها، ولا يُمكن اليوم الخروج مما نحن فيه إلا من خلال إشعار المواطنين أن هناك عملاً جدياً، حكومة جدية وأشخاصاً جدداً موثوقاً بهم.

ويقول:

- هناك محاولات لاجهاض هذه الثورة من قبل من هم في السلطة وذلك على غرار ما يحصل في العالم، إلا اننا نعتقد بأن هذه الثورة في حال نجحت فهي تستطيع أن تحد من ممارسات الحكومة وفسادها. ولذلك راحت هذه القوى الى اتهام الثورة وشعبها بالتآمر من اجل ضرب الثورة وتقطيعها وتجزأتها. وللجميع نقول إن هذه الثورة شعبية لبنانية يُحركها كل مواطن لديه حسّ المسؤولية يئن ويجوع ونزل الى الشارع حفاظاً على كرامته ولقمة عيشه وعلى مستقبل أولاده.

ويرى أن اتهام الثورة بالتآمر لا يخرج عن محاولة تفشيلها، لأن هذا الطرف اعتاد على منطق أن كل ما يختلف مع رؤيته هو مؤامرة، وهو بذلك يتهم السواد الأعظم من الشعب اللبناني بالمؤامرة. هل بكركي ودار الإفتاء هم من داخل هذه المؤامرة، وهل الجامعات والمدارس والمؤسسات هم أيضاً في صلب هذه المؤامرة. هذا كلام لا يندرج ضمن منطق ولا يُمكن أن يُصدقه عقل أو عين ترى كل هذه الجموع كيف تنطلق الى اماكن الإعتصامات من تلقاء نفسها، والصغار قبل الكبار. كما وأننا لا نرى في إستقالة الحريري، إلا موقفاً وطنياً وجريئاً عبر عنه ابن عائلة دفعت ثمن الإستقلال الثاني غالياً، وهي دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

فايد: الحشود لم تعد تملك رفاهية الإنتظار!

أما بالنسبة الى عضو المكتب السياسي في <تيّار المستقبل> راشد فايد، فهو يعتبر أن من اللبنانيين لم يقتنعوا بداية بمقررات مجلس الوزراء، حسب إحصاء بث خلاصته تلفزيون محلي، ليس لأن مضمونها لم يكن مقنعاً، بل لأنها لم تكن تكفي لتلبية ما يطالبون به، أي أن الرسالة وصلت من بعبدا متأخرة، وبدت كإعلان نوايا، وترجمتها تستلزم وقتاً، والحشود المنتشرة من شمال لبنان إلى جنوبه، لم تكن تملك رفاهية انتظار التغيير في نمط العمل الوزاري، الذي لا يشجع ماضيه على التفاؤل. والرئيس سعد الحريري مرر سلة قوانين تحمي الليرة وتمنع إنهيار البلاد، وتوجه برسالة إلى المجتمع الدولي عن جدية لبنان في إحداث إصلاحات إقتصادية نقدية. لكن اللبنانيين كانوا ينتظرون إجراءات تعيد ثقتهم بالدولة، بتغيير عقلية الحكم عبر انتخابات تشريعية جديدة بقانون جديد عادل يسقط فرص الإستبداد السياسي والمحادل. وما فعله الحريري باستقالته، كانت الخطوة الأبرز لاستعادة هذه الثقة.

ويتابع:

- في انتظار استكمال نصر الشعب من خلال تحقيق بقية ما يصبو اليه من محاسبات، حملت الأيام الأخيرة دلالات عدة وهي: أكد انفراد العلم الللبناني بقيادة المحتشدين في كل المناطق، واسقاط الهويات الصغرى من أحاديثهم، أن محاولات السياسيين (لاسيما أحدهم) إحياء النزعات الطائفية، بحجة <الحقوق>، لا تعنيهم، خصوصاً أن التأطير الطائفي لم يكن سوى ستارة تحجب المحاصصات السياسية الشخصية. وأسقطت الهتافات والتصريحات الشعبية، هالة القداسة التي فرضها السياسيون لأنفسهم على العامة من الناس، و<أنزلتهم> من عليائهم المزعومة. وهذه حال الأحزاب أيضاً. ولم يترك شباب الإنتفاضة الشعبية لأي من الاحزاب، كل الأحزاب، أن يتلطى خلف شعاراتهم، أو أن يمسك بطرف يافطة، لأن <كلهم...يعني كلهم> ولأن هؤلاء الشباب على وعي كاف بأن من هو في المعارضة اليوم، كان له، في يوم سابق، باع طويلة في تشييد مدماك الفساد في البلاد، فعبور نهر الفساد المتدفق، لا يجف بلله بمجرد الوصول إلى الضفة المقابلة، ضفة حديثي النعمة، فكيف حين يتحول النهب إلى رياضة وطنية لدى اغلبية الطبقة السياسية.

 وأكد فايد أن مشاركة الشباب الكاسحة كانت أشارت منذ البداية إلى تغيير جذري في المشهد المقبل، فأعمار أغلبهم تتفاوت بين أقل من 18 سنة و28. كما أثبتت الوقائع أن ما سمي ديموقراطية توافقية هو قناع للمحاصصة بمعناها الواسع، وأن وحدة اللبنانيين هي منجاتهم من اللعب السياسي بمصائرهم، تحت حجج حقوق الطوائف، وأن <آلهة> السياسة المزعومين، ليسوا كذلك، والثورة على سطوتهم ممكنة، بدليل أن الثنائي الشيعي أُجبر على الإنكفاء، بعدما حاولت ميليشياته فرض وهرتها، لاسيما في صور.

ويخلص فايد إلى أن الحشود في كل لبنان، حملت عناوين واحدة، برغم غياب قيادة موحدة، ما يؤكد أن المرارة واحدة لدى كل اللبنانيين ولا تفرق بينهم أي من الهويات الدنيا، على الاقل حالياً. ولعل قوة هذا الحراك الوطني الرئيسية في أنه بلا قيادة محددة، وإن كان لا بد ممن يوجه، ما يصعب إحتمال تمرير أي مساومة.

 

اسرائيل تدخل على الخط.. والشعب يُسقط المحاولة!

كعادته، حاول الإسرائيلي التسلّل من خلف الإنقسامات في لبنان وفي عزّ الثورة، باتجاه الداخل اللبناني وذلك بكلام لرئيس وزراء العدو <بنيامين نتنياهو> عبّر فيه عن رؤية خبيثة مستعيداً الوصف الرسمي الذي كانت تطلقه تل أبيب على <الربيع العربي> باعتباره <هزة أرضية> ستؤدي الى إعادة إنتاج بيئة إقليمية مغايرة لما كانت عليه. ووضع ما تشهده الساحتان اللبنانية والعراقية في سياق واحد حيث قال: نحن نرى ماذا يجري في الشرق الاوسط. الشرق الاوسط ــ مرة أخرى ــ يمر بهزة أرضية. لبنان والعراق وسوريا تشهد عواصف. وكل هذه المناطق تسيطر عليها إيران.

ولم تنته محاولات اللعب الإسرائيلي على وتر ما يجري في لبنان بالكلام الذي قاله <نتنياهو>، فمساء الاثنين الماضي أعلنت مديرية التوجيه ــ قيادة الجيش اللبناني أنَّ عدداً من المواطنين تلقّوا طلبات صداقة عبر <فايسبوك> باسم <Jamal Fa>» تبيّن أنّها تابعة لجهاز مخابرات العدوّ الإسرائيلي (الموساد)، يعرض فيها مبالغ مالية لكل من يتعامل معه. ودعت المواطنين إلى التنبّه وعدم الانجرار وراء هذه المحاولات الهادفة إلى اختراق المجتمع اللبناني بهدف إشاعة الفوضى وخلق الفتن.

في هذا السياق التقت <الأفكار> عدداً من الوجوه المعروفة بالحراك، فكان تأكيد منها أن لا الاسرائيلي ولا غيره يُمكن اللعب على أي وتر للدخول الى لبنان. الجيش مُتنبه والشعب واع لكل محاولة من شأنها أن تُحرف الثورة عن خطها الحقيقي. فلبنان لن يقع في فتنة أهلية وهذه الحشود أكبر دليل على وحدتنا. أما إذا كان البعض من السياسيين يُريد أن يضرب الثورة بمجرد كلام لا يُقدم ولا يؤخر من رئيس وزراء العدو، فنقول أن لا <نتنياهو> ولا أي أحد يُمكنه أن يُعطل الثورة أن يؤخرها عن مطالبها المُحقة. الثورة مُستمرة، ونقول لـ<نتنياهو> ولغير <نتنياهو>: نحنا قدها وأكتر.

 

وأخيراً... فعلها الرئيس الحريري!

في وقت كانت تتجه فيه الامور الى التدهور ميدانياً على خلفية ما حصل على جسر <الرينغ> والذي امتد لاحقاً الى ساحة رياض الصلح حيث احرقت خيم المتظاهرين خلال مواجهات مع مجموعات مؤيدة لجهات جزبية، فاجأ الرئيس الحريري الجميع بتقديم استقالته من <بيت الوسط> قائلاً: منذ 13 يوماً والشعب اللبناني ينتظر قراراً بحل سياسي يوقف التدهور. وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجاً نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية. أضاف: لا أخفيكم وصلت إلى طريق مسدود وصار واجباً عمل صدمة كبيرة من أجل مواجهة الأزمة، مضيفاً <سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية ميشال عون وللشعب اللبناني، تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير>.

بعدها توجه الحريري إلى قصر بعبدا الرئاسي حيث التقى رئيس الجمهورية لدقائق قدم فيها الاستقالة بشكل رسمي، وخرج دون الإدلاء بتصريحات. وفي وقت سابق، تحدثت وسائل إعلام محلية في لبنان عن أن الحريري أجرى اتصالات بالأحزاب السياسية، عبر فيها عن رغبته في الاستقالة. وأشارت إلى أن بعض ممثلي هذه الأحزاب حاولوا ثني الحريري عن موقفه، لكنه أصر عليه. وكان لافتاً أن فريقاً مقرباً من الرئيس عون، صرّح عبر وسائل الإعلام أن الحريري فاجأ الجميع باستقالته وأنه لم يُناقش موضوع الإستقالة مع أي فريق ولا حتى كانت بالتنسيق مع رئيس البلاد، وهذا يُعتبر <طعنة> للدولة والعهد.