تفاصيل الخبر

الثلوج في لبنان تبشر بالخير  وتنشط السياحة الشتوية!

20/01/2017
الثلوج في لبنان تبشر بالخير  وتنشط السياحة الشتوية!

الثلوج في لبنان تبشر بالخير  وتنشط السياحة الشتوية!

 

بقلم طوني بشارة

  مارك-ليا------6

الشكاوى التي «ارتفعت» من اللبنانيين جرّاء العواصف المتلاحقة التي ضربت لبنان، مصحوبة بكمّ هائل من الأضرار، حلّت برداً وسلاماً على جباله، فالثلوج التي أتت على غير عادتها هذا العام، وغطت معظم تلك الجبال، بشّرت بموسم تزلّج واعد، هذا ما وعد به اللبنانيون أنفسهم كما أصحاب المنتجعات التي جهّزت مدرّجاتها لاستقبال متزلّجين غالبيتهم من جنسيات غير لبنانية، هؤلاء الآتون بالعشرات سيعبرون طرقات حوّلتها الثلوج إلى أودية وكثبان بيضاء من أجل ممارسة هوايتهم في بلد يعتبر من البلدان العربية القليلة التي تمتلك مقومات السياحة الشتوية من ثلوج وفنادق ومنتجعات وبنية تحتية، تتيح للسائح ممارسة أنواع الرياضة الشتوية، لاسيما رياضة التزلج التي يمتد موسمها من شهر ديسمبر (كانون الأول) وحتى أبريل (نيسان) ولا يختلف اثنان على عنوان أحلى الإجازات الشتوية في لبنان، وكأن هناك إجماعاً على اعتبار منطقة فاريا والأرز ومحيطهما العنوان الأنسب للسياحة الثلجية في لبنان.

علماً ان من أبرز محطات التزلج في لبنان الأرز وفاريا وعيون السيمان واللقلوق وكفرذبيان وقناة باكيش والزعرور حيث يتراوح ارتفاع فاريا بين 1800 و2500 متر، والأرز يتراوح فيها الارتفاع بين 2000 و3000 متر، واللقلوق بين 1650 و1950 مترا، والزعرور بين 1700 و2000 متر، محطات عديدة تسمح للفرد بممارسة هواية التزلج، تلك الهواية التي ما عادت متاحة للكثيرين بسبب كلفتها المادية المرتفعة، حتى بات يمكن القول إن هذه الرياضة تكاد تكون مخصصة للسياح والأغنياء اللبنانيين، الذين يشغلون المنازل والشاليهات في عيون السيمان أو في مشروع فقرا طوال فصل الشتاء، أما محبّو التزلج المنتمون إلى فئات أخرى من المجتمع، فعليهم الرضى بزيارة واحدة أو اثنتين سنوياً... أو في أحسن الأحوال اللعب على الثلج من دون «سكي».

منتجعات التزلج في لبنان

أما بالنسبة إلى المتزلجين من الطبقات المرموقة، فيمكنهم ممارسة رياضتهم في منتجعات لبنان الخمسة الشهيرة: الأرز في بشرّي والزعرور في المتن ومشروع فقرا في كسروان واللقلوق في جبيل و«المزار» (المعروف سابقاً بـ«فاريا المزار») ووردة في كفردبيان ـــــ كسروان، وإلى تلك المنتجعات، يضاف منتجع قناة بكيش في بسكنتا.

ويعدّ منتجعا كفرذبيان «المزار» و«وردة» الأكثر شهرةً والأكثر اكتظاظاً، أما سبب تلك الشهرة، فهو بُعد منتجع «الأرز» عن بيروت، واقتصار روّاد منتجع مشروع فقرا على «المشتركين فقط، أي كل من لديه شقة أو سهم ضمن المشروع إضافة إلى طلاب المدارس التي لديها اشتراك خاص»، فيما يستقبل منتجعا «اللقلوق» و«الزعرور» عدداً قليلاً من المتزلجين بسبب مساحتهما الصغيرة مقارنةً بمنتجعي الأرز وكفرذبيان.

 

كلفة التزلج !!!

بيتر-لوند-----4

أما كلفة التزلج فتختلف من منتجع إلى آخر. فلنأخذ على سبيل المثال منتجع <المزار> حيث يبلغ سعر بطاقة التزلج نحو 40 ألف ليرة ليوم كامل في وسط الأسبوع، و75 ألف ليرة في نهاية الأسبوع. هذا طبعاً من دون احتساب إيجار عدة التزلج الذي يراوح بين 25 ألف و45 ألف ليرة، و35 ألف ليرة بنزين على الأقلّ (لمن يأتي من بيروت وضواحيها)، و5000 ليرة للموقف، وبهذا، يُكون المتزلج قد بدأ نهاره بدفع 130 ألف ليرة على الأقلّ.. طبعاً إذا كان يملك اللباس الخاص بالتزلج (الذي لا يقلّ سعره عن الـ400 ألف ليرة)، وإذا لم نحتسب مصروف الطعام. وإذا رغب أحدهم في تعلّم هذه الرياضة فتصل كلفة دروس التزلج إلى 150 ألف ليرة يومياً.

وفيما يدفع طلاب بشري 50 ألف ليرة على مدار موسم التزلج في منتجع الأرز، لا يوجد مثل هذا العرض في كفردبيان المزار أو أنه غير رسمي، ذلك أن إدارة الشركة رفضت التعليق على الموضوع.

وباستثناء طلاب بشري في الأرز، وعدد من أهالي كفردبيان وفاريا غير المصرّح عنهم من قبل شركة <المزار>، فلا عروض للطلاب أو المواطنين اللبنانيين الذين يتعدّون عمر الـ16 أي إن سعر البطاقات للبنانيين هو نفسه للأجانب والسياح، حتى إنه على المشاة الذين يصعدون فقط لتأمل الثلج، دفع 15 ألف ليرة لكي يتمكنوا من الجلوس لعشر دقائق على مقعد الـ«تلسياج» والوصول إلى إحدى التلال!

والطريف في الأمر، أن شباب «الفاليه باركينغ» وصلوا إلى المنتجعات، لكنهم لا يقومون بمهمة ركن السيارات هناك، بل يقتصر عملهم على تقاضي مبلغ 5000 ليرة بدل مرور في أرض تابعة للدولة اللبنانية هي طريق عيون السيمان ـــــ بعلبك، بحسب أحد المتزلجين الذي وصف شركة الـ<VIP> بـ«ميليشيا> الـ<Valet Parking»، علماً أن الشركة المعنية أكدّت أنها تملك «رخصة فاليه باركينغ شرعية»، وأنها تدفع ضريبة للدولة على جميع السيارات التي تدخل.

 

حرب والرقابة على الأسعار

مواقف واحتجاجات عديدة استمعت اليها <الأفكار> من هواة رياضة التزلج، ففادي حرب ابن البترون والمقيم بشكل دائم في كندا والذي قصد لبنان في فترة العيد برفقة شقيقه حليم وزوجته دنيا، اعلمنا انه فرح بقدوم العاصفة خلال فترة الأعياد ليتمكن وشقيقه وزوجة شقيقه دنيا من ممارسة رياضة التزلج فوق جبال لبنان، وأكد حرب بأن التكلفة نوعا ما مرتفعة ولكن ممارسة هذه الرياضة ممتعة للغاية، فالثلج دفع حرب وشقيقه بالإضافة الى ممارسة رياضة التزلج الى الاستمتاع بكل شغف على عربات «atv» للسير بها على المنحدرات الثلجية في فاريا لممارسة رياضة التزلج.

بعض-المتزلجين----1 وتابع حرب:

- شقيقي وزوجته دنيا كانا قد تركا لباس التزلج في بيتنا في عشقوت أما انا فاضطررت لشراء لباس جديد ودفعت ثمنه حوالى 450 دولاراً أي ضعفي سعره في كندا، ولكن فضلت الشراء على الاستئجار لان كلفة الاستئجار اليومي هي 20 دولاراً واذا رغبت بتمضية 10 أيام على الثلج أكون قد دفعت القيمة نفسها تقريباً، واستطرد حرب: أتمنى ان تمارس الدولة عملية الرقابة على أسعار المأكولات في مراكز التزلج إذ أنها مرتفعة ومكلفة جداً، فسعر قنينة المياه 9000 ليرة اما المأكولات فأسعارها خيالية (طبق طاووق عادي 20 دولاراً ) ناهيك عن سعر بطاقة الدخول التي تقارب الـ50 دولاراً وتعرفة <الفاليه> الذي لا يمارس ابدا مهنته ويفرض عليك بالمقابل ضريبة دخول 5000 ليرة لبنانية.

 

لوند ومهمة التدريب

 

اما بيتر لوند فأعلمنا انه يستغل فترة وجوده في منتجع كفرذبيان ليمارس مهنة التدريب على التزلج للمراهقين من جهة وللتمتع برياضة لطالما احبها من جهة أخرى، واعلمنا لوند بأنه يوجد اليوم في لبنان ستة منتجعات يتخللها عدد من المنحدرات الصالحة للتزلج، وهناك مراكز مخصصة لتلبية حاجات المتزلجين وراكبي ألواح التزلج ذوي المهارات المختلفة، وبالإضافة إلى ميادين التزلج، توفر تلك المنتجعات لهواة التزلج العميق ومسارات السير على الثلج فرصة لاستكشاف المساحات المخصصة لهذين النوعين من الرياضة. وهكذا نرى أن لكل هاوٍ يزور لبنان ما يتناسب وحاجاته. ويتسم كل منتجع في لبنان بطابع خاص يميزه عن غيره، إلا أن منتجع فاريا مزار ببنيته التحتية ذات المستوى العالمي، ومنتجع الأرز بجوه الساحر الخلاب هما المكانان اللذان يستقطبان أكبر عدد من السائحين، وتابع لوند: <ان تكلفة الدخول الى المنتجعات الستة تختلف من منطقة الى أخرى وتتراوح ما بين الـ30 والـ48 دولاراً أي بسعر وسطي 35 دولاراً، وهذا الاختلاف عائد للتفاوت بالخدمات بين منطقة وأخرى>، ونوه لوند أنه يفضل مبدئياً ممارسة هذه الهواية في منطقة كفرذبيان، وهو يتمكن من دفع ثمن بطاقة الدخول عن طريق ممارسة مهنته وهي تدريب الطلاب والهواة على التزلج، وأضاف: <ان ساعة التدريب للأطفال تبلغ 45 ألفاً اما للكبار فهي 50 الفاً، والحمد لله [جون-وربي-فهد------3أتمكن كل مرة من تدريب حوالى 5 اشخاص مما يسمح لي بممارسة هذه الرياضة من جهة والحصول على مردود مالي لا بأس به من جهة أخرى>.

ربى وإصرار زوجها

 على تعلم التزلج

اما ربى فهد التي كانت برفقة زوجها جون، فتقول بأن هذا الأخير يحب التزلج كثيراً، وهي تسعى جاهدة لتعلم بعض قواعده على الرغم من الخوف الذي يعتريها أحيانا وتفضل لو كانت قد تعلمت هذه الرياضة في سن مبكرة، إلا أن زوجها جون يصر على تعلمها هذه الرياضة بالرغم من تكلفتها المرتفعة حيث تبلغ كلفة تمضية نهار واحد لها ولزوجها مع احتساب سعر بطاقة الدخول والاكل ما لا يقل عن 200 دولار، وبالرغم من التكلفة الباهظة فإن زوجها يصر على ممارسة هذه الرياضة مرتين على الأقل شهرياً.

اما روي افتيم المغترب اللبناني في البرازيل فيؤكد إنه بشكل عام قد أمضى وقتاً رائعاً في مركز التزلج، فكفرذبيان ليست <فيربييه> (في جبال الألب السويسرية) أو كندا لكن التزلج في لبنان له رونق آخر بحسب قوله، إذ ان  الطقس هنا أكثر اعتدالاً مع سماء زرقاء رائعة، وهذا الامر تراه فقط في لبنان.

كذلك، فإن رواد التزلج اللبنانيين أبدوا إعجابهم أيضاً بالموسم، فغينادي خازن اكد بأن نوعية الثلج كانت جيدة والطقس كان رائعاً، وخازن متزلج قديم من المتن أشار بأنها بداية واعدة مقارنة بالسنوات الماضية، لأنها عادة إما تثلج كثيراً او تثلج بعد فوات الأوان، كما عقد خازن آمالا على زيارة السياح العرب للبنان بعد مبادرة الرئيس وزيارته لمنطقة الخليج.

 

1280x960-----2مارك ليا واستياؤه من معاملة أصحاب

المنتجع لأبناء المنطقة

مثل معظم المتزلجين المحليين، أبدى مارك ليا إعجاباً أقل من افتيم بالأسعار التي، مرة أخرى، ازدادت بشكل كبير عن الموسم الماضي اذ يقول ليا: <أصبح التزلج مكلفاً جداً، وأقرب الى الترف، لم يعد نشاطاً مؤنساً كما في السابق، فقد ازداد السعر حوالى 20,000 ل.ل. عن السنة الماضية في عطل نهاية الأسبوع، فبطاقة ليوم واحد لشخص راشد في عطلة نهاية الأسبوع في منتجع <المزار> تكلف الآن 47 دولاراً و27 دولاراً خلال أيام الأسبوع. والذين يريدون استعمال منحدر <الملجأ> الإضافي فعليهم دفع 63 دولاراً خلال نهاية الأسبوع و33 دولاراً خلال منتصف الأسبوع، علما انني ابن المنطقة وكنا نحصل في السابق على اشتراك موسمي بتكلفة 50 دولاراً ولكن أصحاب المنتجع قاموا بإلغاء هذا الاشتراك وعاملونا مثلما يعاملون السياح والمغتربين، علماً انه في منطقة بشري، لابن بشري معاملة خاصة حيث يدفع رسم اشتراك موسمي يبلغ 50 ألف ليرة لبنانية فقط.