تفاصيل الخبر

”التحالف الرباعي“ في طرابلس أمّن فوز جمالي لكنه لم يستطع رفع نسبة الاقتراع عن 13 بالمئة!

25/04/2019
”التحالف الرباعي“ في طرابلس أمّن فوز جمالي  لكنه لم يستطع رفع نسبة الاقتراع عن 13 بالمئة!

”التحالف الرباعي“ في طرابلس أمّن فوز جمالي لكنه لم يستطع رفع نسبة الاقتراع عن 13 بالمئة!

إذا كانت نتائج الانتخابات الفرعية في طرابلس يوم أحد الشعنينة عند الطوائف التي تتبع التقويم الغربي، لم تحمل مفاجآت لجهة الفوز المتوقع للسيدة ديما جمالي كي تعود لتحتل أحد المقاعد السنية عن طرابلس في مجلس النواب، فإن المفاجأة الكبرى تمثلت بالنسبة المتدنية للاقتراع والتي لم تتجاوز 13 بالمئة، وثمة من تحدث عن نسبة 12 بالمئة، لكنها <نُفخت> بنقطة إضافية للأسباب المعنوية المعروفة. والواقع انه لولا ارتفاع نسبة الاقتراع في أقلام البداوي والقلمون لكانت نسبة الاقتراع لامست 6 بالمئة فقط!

وعلى رغم ان وجود خمسة مرشحين في مواجهة السيدة جمالي، أحدهم النائب السابق مصباح الأحدب، <بدّد> أصوات الناخبين المعارضين لـ<تيار المستقبل> إلا ان ثمة من رأى انه لو توحد المرشحون المعارضون والتفوا حول مرشح واحد لكانت الانتخابات حملت مفاجآت كثيرة، خصوصاً ان تحالف <المستقبل> بزعامة الرئيس سعد الحريري و<تيار العزم> بزعامة الرئيس نجيب ميقاتي، وحضور النائب محمد كبارة والنائب السابق محمد الصفدي وانضمام الوزير السابق أشرف ريفي الى خيار دعم جمالي بعد مصالحة مع الرئيس الحريري... كل ذلك لم يجعل الأرقام في صناديق الاقتراع تتجاوز الـ19 ألف صوت التي أعادت السيدة جمالي الى ساحة النجمة. وكان لافتاً وجود أوراق بيضاء كثيرة، إضافة الى الأوراق التي اعتبرت ملغاة من دون معرفة أسباب الإلغاء.

وفيما اعتبر مراقبون ان فوز جمالي وتيار <المستقبل> أكد ان الرئيس الحريري الذي وضع كل ثقله الرسمي والسياسي والمعنوي الى جانب جمالي هو الأول طرابلسياً الا ان النتائج أظهرت انه ليس زعيماً وحيداً للفيحاء بل هو أحد زعمائها لأن المشهد السياسي الطرابلسي عكس وجود <زعامات> طرابلسية أسقطت الآحادية التي كانت قائمة في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وقد أحسن الرئيس الحريري في <الاعتراف> بهذه <الزعامات> وإقامة تحالف واسع معها لأن أي مواجهة مع الرئيس ميقاتي أو مع اللواء ريفي، كانت ستبدل كثيراً في نتائج صناديق الاقتراع، لأن القراءة السياسية لتوزع الأصوات أظهرت ان لكل من <الزعماء> ميقاتي وريفي والصفدي وكبارة، حصة في فوز جمالي، وان بدا وكانهم لم <يمونوا> على قواعدهم الانتخابية بدليل نسبة الاقتراع المتدنية.

 

تنافس في انتخابات فرعية سابقة

 

وترى مصادر سياسية متابعة ان الحجة التي أعطاها <التحالف> الطرابلسي الداعم للسيدة جمالي بأن الانتخابات الفرعية لا تستقطب عادة نسب اقتراع كبيرة إذ لا تدور فيها معارك سياسية، حجة غير واقعية لأن 90 بالمئة من الانتخابات الفرعية التي حصلت بعد الطائف شهدت مواجهات سياسية حادة لعل أبرزها تلك التي حصلت في المتن في العامين 2002 و2007 حيث شهدت تنافساً حاداً وصل الى قلب العائلة الواحدة، كما حصل في 2002 بين غبريال المر وابنة شقيقه النائب ميشال المر السيدة ميرنا المر أبو شرف والتي انتهت باعلان فوز غبريال المر، ثم الطعن بنيابته وأصدر المجلس الدستوري <فتوى> عدّ فيها المرشح الثالث يومها غسان مخيبر فائزاً بـ1700 صوت، في مقابل أكثر من30 ألف صوت نالها كل من غبريال المر وميرنا المر أبو شرف. كذلك فإن المعركة كانت قاسية في 2007 بعد شغور أحد المقاعد المارونية باستشهاد النائب والوزير بيار أمين الجميّل، والتي دارت بين والد النائب الشهيد الرئيس أمين الجميّل ومرشح <التيار الوطني الحر> الطبيب كميل خوري والتي انتهت بفوز خوري على الرئيس السابق للجمهورية ورئيس حزب الكتائب بفارق لم يتجاوز 300 صوت. وفي الانتخابين الفرعيين كانت نسبة الاقتراع عالية نسبياً إذ بلغت في العام 2002 نحو 46 بالمئة وفي العام 2007 بلغت 47,8 بالمئة.

وما حصل في المتن، تكرر مثله ــ وإن اختلفت الظروف والأسباب ــ في العام 1997 في عكار (خالد الضاهر وفوزي حبيش ومخايل الضاهر) وفي جبيل (اميل نوفل) والبقاع الغربي (هنري شديد والمرحوم روبير غانم)، وفي العام 2003 في دائرة عاليه بعد وفاة النائب بيار حلو حيث تنافس نجله هنري مع مرشح <التيار الوطني الحر> المهندس حكمت ديب، ففاز الأول، بينما حقق الثاني أرقاماً عالية. وبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كرت سبحة الاغتيالات التي طاولت النواب الشهداء جبران تويني ووليد عيدو وانطوان غانم بعدما كانت طاولت النائب والوزير الشهيد بيار الجميّل. وفي بعبدا توفي النائب ادمون نعيم. وقد لعبت <التسويات> دوراً في تأمين ملء الشواغر (باستثناء  المتن) فحل بيار دكاش محل نعيم، وغسان تويني محل نجله الشهيد، ومحمد الأمين عيتاني محل وليد عيدو على رغم وجود مرشح منافس هو ابراهيم الحلبي الذي نال نحو 3500 صوت، فيما نال عيتاني أكثر من 30 ألف صوت.

وبعد انتخابات 2009 بوقت قصير توفي النائب هاشم علم الدين فشهدت دائرة المنية ــ الضنية معركة جدية بين مرشح <المستقبل> كاظم الخير ومرشح <8 آذار> كمال الخير ففاز الأول رغم تحقيق الثاني رقماً مرتفعاً نسبياً. وتكررت المنافسة في دائرة الكورة بعد وفاة النائب فريد حبيب بين القوات اللبنانية من خلال مرشحها فادي كرم والحزب القومي الذي رشح وليد العازار، ففاز الأول بفارق 1400 صوت فقط. وفي جزين كانت المعركة الفرعية قاسية بين أمل أبو زيد وابراهيم عازار بعد

وفاة النائب ميشال الحلو سنة 2014، ففاز أبو زيد بدعم من <الثنائي الشيعي>. والمفارقة انه في انتخابات 2018، خسر أبو زيد وفاز ابراهيم عازار بدعم من <الثنائي الشيعي> نفسه!