تفاصيل الخبر

التحالف العربي يعلن عن اعتراض صاروخ "حوثي" في سماء الرياض

27/01/2021
التحالف العربي يعلن عن اعتراض صاروخ "حوثي" في سماء الرياض

التحالف العربي يعلن عن اعتراض صاروخ "حوثي" في سماء الرياض

  

[caption id="attachment_85233" align="alignleft" width="444"] قوات للتحالف العربي في اليمن.[/caption]

أعلنت المملكة العربية السعودية يوم السبت الماضي عن اعتراض صاروخ في أجواء  العاصمة الرياض أطلقته جماعة الحوثيين من اليمن، كما أظهرت بيانات نشرها موقع فلايت رادار تعطل حركة الملاحة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وذكر الإعلام السعودي الرسمي أن التحالف بقيادة المملكة تمكن من "اعتراض وتدمير هدف جوي معادٍ تجاه الرياض، في وقت، أفاد سكان وشهود عيان بسماع دوي انفجار في سماء الرياض، ونشر مغردون على تويتر لقطات لسحب دخانية يتوقع أنها نتيجة اعتراض الصاروخ.

وفيما أفاد موقع مطار الرياض بتأخير في وصول العديد من الرحلات، دون أن يذكر ما إذا كان ذلك مرتبطاً بمحاولة استهداف المدينة، أظهر موقع "فلايت رادار24" (flightradar24) توقف حركة الملاحة في مطار الرياض وتحوّل الرحلات إلى مطار الدمام، الا ان المتحدث باسم قوات الحوثيين يحيى سريع نفى استهداف الرياض، وأكد في تغريدة على "تويتر" أن الحوثيين يعلنون عن أي عملية ينفذونها بكل فخر وشرف واعتزاز، بحسب تعبيره، وأن الرد على هذه الدول هو حقهم الطبيعي والمشروع طالما استمر العدوان، كما قال.

  إدانة عربية لاستهداف الرياض

وأعربت الإمارات والكويت وقطر ومصر والأردن ولبنان في بيانات عن استنكارها للمحاولة الحوثية واعتبرتها عملاً خطيراً ضد المدنيين ومنافياً لكل الأعراف والقوانين الدولية، كما أكدت تضامنها مع المملكة ووقوفها إلى جانبها فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وصون أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.

من جانبه، قال الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إن هذا الاعتداء الإرهابي، لا يستهدف أمن السعودية فحسب، وإنما أمن منطقة الخليج واستقرارها. كذلك أدان الدكتور يوسف العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، المحاولة الحوثية وأشاد بيقظة وكفاءة تحالف قوات دعم الشرعية في اليمن التي تمكنت من اعتراض الصاروخ وتدميره.

[caption id="attachment_85232" align="alignleft" width="350"] المتحدث باسم التحالف تركي المالكي يستعرض صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون العام الماضي.[/caption]

إلى ذلك، دعت الحكومة اليمنية، أمس، دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ قرارات تصنّف الجماعة الحوثية المدعومة من إيران على لوائح الإرهاب، على غرار القرار الذي اتخذته واشنطن، فيما أعلن رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك عن زيارة مرتقبة لسفراء الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة المؤقتة عدن، في رسالة دعم بعد الهجوم الإرهابي الحوثي على مطار المدينة وسقوط عشرات القتلى والجرحى.

 فقد أعربت الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولات جماعة "أنصار الله" الحوثية استهداف مناطق مدنية في الرياض بالمملكة السعودية، من خلال صاروخ اعترضته الدفاعات الجوية السعودية. وجددت الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، تضامنها الكامل مع السعودية "إزاء هذه الهجمات الإرهابية الجبانة، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها".

وأكد البيان أن "أمن الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة (الإمارات) تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها".

وأعربت مصر، في بيان صحفي نشره مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية اليوم، مُجدداً عن مواصلة دعمها ووقوفها بجانب المملكة العربية السعودية، فيما تتخذه من إجراءات للدفاع عن أراضيها وصون أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها، وفي مساعيها الدؤوبة لمواجهة كل صور الإرهاب وداعميه.

 كما أعادت مصر التأكيد على "استنكارها الشديد لمِثل هذه الاعتداءات التي تستهدف الشقيقة السعودية".

 ودانت وزارة الخارجية اللبنانية محاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية الاعتداء صاروخياً على مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. وشددت في بيان، على تضامنها مع السعودية ضد أي تهديد.

 كما أشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى أن "الاعتداءات الحوثية على الرياض رسائل ايرانية مدانة هدفها التخريب على الحلول السلمية لازمة اليمن"، وقال في تصريح له على وسائل التواصل الاجتماعي امس : "متضامنون مع المملكة وقيادتها في مواجهة التحديات والمخاطر أيا كان مصدرها".

 وإدانة دولية وأممية

 

[caption id="attachment_85234" align="alignleft" width="333"] مطار الرياض الدولي.[/caption]

دولياً أعربت الأمم المتحدة عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة استهداف العاصمة السعودية الرياض، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" في تصريح: "نحن على دراية بتلك التقارير التي تفيد بأن القوات السعودية اعترضت هجوماً جوياً استهدف العاصمة الرياض".

وأضاف: "ندين بشدة كل الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية، ونذكر جميع الأطراف بضرورة الامتثال للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتخاذ خطوات لحماية المدنيين"، مشدداً على ضرورة "التحقيق بشكل شامل، في جميع الانتهاكات المحتملة للقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها".

 كما أصدرت كل من ألمانيا وفرنسا بريطانيا بياناً مشتركاً أدانت فيه تعرض الرياض لمحاولة شن هجوم بالصواريخ.

ودانت الولايات المتحدة، القصف الصاروخي على الرياض، وقالت وزارة الخارجية ، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن واشنطن "تدين بشدة الهجوم الأخير على الرياض بالمملكة العربية السعودية. نقوم بجمع المزيد من المعلومات، لكن يبدو أنها كانت محاولة لاستهداف المدنيين".

وأضاف البيان أن "مثل هذه الهجمات تتعارض مع القانون الدولي وتقوض كل الجهود المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار".

وتابعت الخارجية: "سنساعد شريكتنا المملكة العربية السعودية في الدفاع ضد الهجمات على أراضيها ومحاسبة أولئك الذين يحاولون تقويض الاستقرار"، تزامنا مع "العمل على تهدئة التوترات في المنطقة من خلال الدبلوماسية المبدئية، بما في ذلك من خلال إنهاء الحرب في اليمن".

 قتال التحالف العربي في اليمن منذ العام 2015

يشار إلى أن التحالف العربي والحكومة اليمنية أكدا مراراً أن "انتهاكات الحوثي تشكل خطراً على الأمن والملاحة الدوليين"، كما حذرا مراراً من "محاولة الميليشيات استهداف المدنيين"، مؤكداً في الوقت عينه أنه "ماضٍ في ردع جرائم الميليشيات الإرهابية".

وتتعرض السعودية لهجمات متواصلة من قبل ميليشيات الحوثيين في اليمن ، الا ان  الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون نادراً ما تصل إلى أجواء العاصمة السعودية التي تبعد نحو 700 كلم عن الحدود اليمنية.

ويقاتل التحالف في اليمن منذ 2015 الحوثيين المتحالفين مع إيران والتي شنت هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على مدن سعودية.

 وقد  بدأ التدخل العسكري العربي بقيادة السعودية  ضد الحوثيين في 25  آذار (مارس) 2015، تحت مسمى "عملية عاصفة الحزم" استجابة لطلب من رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي بسبب هجوم الحوثيين على العاصمة المؤقتة عدن التي فر إليها الرئيس هادي، ومن ثم غادر البلاد إلى السعودية، وتستهدف غارات التحالف الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أطيح به في عام 2011 في ثورة الشباب اليمنية. ولكنه تحالف لاحقاً مع الحوثيين.

وتشارك في العمليات طائرات مقاتله من مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر (استبعدت من التحالف في حزيران ( يونيو) 2017) والبحرين، وفتحت الصومال مجالها الجوي والمياه الإقليمية والقواعد العسكرية للائتلاف لاستخدامها في العمليات. وقدمت الولايات المتحدة الدعم اللوجستي للعمليات. وتسارعت أيضاً لبيع الأسلحة لدول التحالف. ونشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أفراداً عسكريين في مركز القيادة والسيطرة المسؤول عن الضربات الجوية بقيادة السعودية في اليمن، ودعت السعودية باكستان للانضمام إلى التحالف لكن البرلمان الباكستاني صوت للحفاظ على الحياد. ووفرت باكستان سفن حربية لمساعدة التحالف في فرض حظر على الأسلحة من الوصول للحوثيون.

 كما بدأت قوات التحالف منذ 14  تموز (يوليو) الماضي بعملية برية في عدن أطلق عليها اسم "عملية السهم الذهبي"، حيث شاركت قوات يمنية تدربت في السعودية في القتال الميداني، بغطاء بحري وجوي من التحالف، ودخلت القوات عن طريق البحر مدعومة بمئات العربات المدرعة والدبابات التي قدمتها السعودية والإمارات العربية المتحدة، وأستطاعت إخراج الحوثيين من عدن وأجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية لحج والضالع وشبوة وأبين. وتوقفت تلك القوات في حدود محافظة تعز ومحافظة البيضاء، وتقدمت قوات أخرى قادمة من السعودية في شمال اليمن وأستعادت السيطرة على أجزاء واسعة من محافظتي مأرب والجوف.