تفاصيل الخبر

التحالف العوني - القواتي أراد إسقاطي بلدياً تمهيداً لإلغائي نيابياً وسقط القرار المعلّب!  

17/06/2016
التحالف العوني - القواتي أراد إسقاطي بلدياً  تمهيداً لإلغائي نيابياً وسقط القرار المعلّب!   

التحالف العوني - القواتي أراد إسقاطي بلدياً تمهيداً لإلغائي نيابياً وسقط القرار المعلّب!  

بقلم حسين حمية

8 (2)

كشفت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية أن البيوتات السياسية والشخصيات المستقلة في العديد من المناطق لاسيما في القبيات، تنورين، جونيه، زحلة وجزين، هي رقم صعب لا يمكن للأحزاب منفردة أو متحالفة أن تتخطاه بسهولة، على اعتبار أن قرار كل مدينة أو بلدة لا بد أن يكون نابعاً من داخلها وليس مستورداً بشكل معلب من قيادات سياسية من خارجها حتى بدأ التشكيك بجدوى تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بعدما وصف بـ<التسونامي> وأنه يمثل 86 بالمئة من الشارع المسيحي. فماذا يقول من واجه هذا الثنائي وانتصر عليه في القبيات العكارية؟!

<الأفكار> التقت نائب القبيات وعضو كتلة <المستقبل> النيابية المحامي هادي حبيش داخل مكتبه في مجلس النواب وحاورته في هذا الملف، إضافة الى شؤون وشجون الوضع الداخلي رئاسياً وعلى خط قانون الانتخاب بدءاً من السؤال:

ــ نبدأ من القبيات التي كانت أم المعارك الانتخابية ونسألك عن سر انتصارك فيها بالتحالف مع الشيخ مخايل الضاهر على تحالف <التيار> و<القوات> عكس زحلة وجونيه وجزين، وهل كان المقصود منها إلغاء هادي حبيش سياسياً ونيابياً؟

- لم تكن القبيات بعكس باقي المدن. فجونيه مثلاً شهدت انقساماً بين <التيار> و<القوات> في مكان ما، وزحلة شهدت انقساماً بين العائلات ولو تحالفت ميريام سكاف مع نقولا فتوش لكانا فازا على تحالف الأحزاب المكون من <التيار> و<القوات> والكتائب. وفي تنورين كانت البيوتات السياسية والعائلات متضامنة في وجه الأحزاب كحال القبيات، لكن كان معنا في القبيات حزب الكتائب. وقد أخذت المعركة هذا الطابع لأن القبيات بلدة مارونية كبيرة وتضم زعامات سياسية محلية، بالإضافة الى الوجود الحزبي، لكن تسلط الضوء على القبيات لأن الوزير جبران باسيل والدكتور سمير جعجع كانا يديران المعركة هناك بشكل مباشر، وهذا ما قالته السيدة ستريدا جعجع بالضبط عندما كشفت أن زوجها لم ينتخب في بلدية بشري لأنه مشغول بإدارة معركة القبيات، وهذا ما جعل الناس يفتحون عيونهم على ما يجري.

أسباب فشل التوافق

ــ لماذا لم يحصل توافق بينكم كما حال مناطق عديدة؟

- محاولات التوافق وصلت الى مكان ما وفشلت، ونحن نقول إن الحق يقع على الطرف الآخر. وعلى كل حال فالتوافق سقط بعدما أخذ مساراً طويلاً لمدة 3 أشهر بعدما كبّر <التيار> و<القوات> حجم المطالب ولم نصل الى نتيجة. لكن أنا لا أعتب على الوزير باسيل إذا خاض معركة القبيات بهذه الدرجة، لأن لا حلف سياسياً يجمعني معه، لكن عتبي على صديقي الدكتور سمير جعجع الذي لا نختلف سياسياً معه إلا في الجانب الشخصي، بعدما قال كلاماً نابياً بحقي منذ أشهر، لكن في السياسة كنا متفقين ولم يكن من الجائز أن يذهب الى هذا الحد في خوض المعركة ضدي، لاسيما وأن عنوان المعركة كان إسقاط هادي حبيش، وهذا ما دفع الناس للقيام بردة فعل بحيث قالوا إن قرار القبيات في مكان ما يجب أن يكون مع هادي حبيش ومع مخايل الضاهر، أو مع رئيس البلدية الحالي ومع عائلات البلدة مجتمعة، لكن الناس شعروا ان قراراً معلباً يأتيهم من بشري ومن البترون، وهذا أمر مرفوض بحيث لا تقبل القبيات كبلدة مارونية أن يملى القرار عليها من بلدة مارونية اخرى، لاسيما وأن القبيات عندما تعرّضت لانتكاسات أمنية كبيرة، دافع عنها أهلها وقدموا عشرات الشهداء، وفي مراحل الحرب الاهلية التي شهدت تهجيراً في بعض مناطق عكار، بقيت القبيات متماسكة بفضل أهلها، وبالتالي هذا العنفوان الذي يتحلى به أهل القبيات جعلهم يرفضون قرار أي رئيس حزب بتحديد عضو بلدي ومختار.

وأضاف:

- صحيح أن بعض المرشحين هم أبناء البلدة، لكن قرارهم لم يكن حراً، بل كان ممسوكاً من معراب والبترون، وهذا ما شكّل استفزازاً لأبناء البلدة على اعتبار أن الترشيحات البلدية مسألة داخلية تخص القبيات ولا تتعلق بالسياسة العامة في البلد، ونفهم أن الحزبيين ملتزمون بقرار حزبهم لكن كان من المفترض أن يفهموا رؤساء أحزابهم أن هناك خصوصية للقبيات ولا يمكن فرض اسم ما في معركة بلدية. وما حصل أن أعضاء <القوات> في البلدة حددوا اسمين لرئاسة البلدية لكنهم قالوا إن القرار في النهاية يتخذه الدكتور جعجع، والأمر ذاته حصل مع أعضاء <التيار>. وهنا نسأل: ما علاقة جعجع وباسيل بتسمية عضو بلدية في القبيات؟

ــ هل كانت المعركة في إلغاء هادي حبيش بلدياً تمهيداً لإسقاطه نيابياً؟

- طبعاً... فالناس اعترضوا على ذلك ورفضوا إسقاطي بلدياً تمهيداً لإسقاطي نيابياً. وعلى كل حال، فالانتخابات أصبحت وراءنا ولا بد أن يعيد الجميع حساباتهم.

أنا ومخايل الضاهر

ــ هل هذا التحدي الكبير هو الذي دفع بك لإتمام المصالحة مع الشيخ مخايل الضاهر؟

- طبعاً... فعندما وجدنا أن هناك محاولة لمصادرة قرار القبيات، اتخذت القرار بمد اليد للشيخ مخايل الضاهر والذي سمعت منه أيضاً المواقف ذاتها وبأنه لا يقبل بأي شكل من الأشكال أن يصادر رؤساء الأحزاب من خارج البلدة، القرار البلدي والاختياري للقبيات، ووضعنا أيدينا بعضاً في يد بعض لخوض المعركة بدون شروط وعلى أساس أن تأخذ القبيات حقها في اختيار من يمثلها وقمنا بهذه المعركة وكتب الله النصر لنا، علماً بأن الشيخ مخايل دفع ثمناً باهظاً لقاء تدخل الأحزاب من منعه من الوصول الى رئاسة الجمهورية عام 1988، وضياع فرصة على القبيات أن يكون لها رئيس للجمهورية، وهذه المسألة أثارها العديد من أهل القبيات الذين استحضروا تلك المرحلة وقالوا بصراحة انه من غير العدل أن يسيروا وراء آخرين، ومنعت على بلدتنا أن يكون رئيس الجمهورية من أبنائها، والأنكى من ذلك أن الجميع يتحدث تحت شعار حقوق المسيحيين، وهذه كذبة كبرى لأنه يرفع هذا الشعار مزاجياً، في وقت أن حقوق المسيحيين لا تحصل عبر إلغاء المسيحيين من وراء نواب وبيوتات سياسية ومسيحية، لا بل يقال أحياناً إن معركتهم ضد الاقطاع، وهنا أسأل: أي إقطاع هذا؟ وما الفارق بين الإقطاع الحزبي والإقطاع السياسي؟! وكيف تفسر أن يأتي رئيس حزب بأصهرته وأولاده لتسلم المسؤوليات ولا يسمى هذا إقطاعاً؟! لكن إذا كان هناك نائب وصدف أن ابنه كان ناجحاً وأصبح نائباً بعده، فإنه يعتبر رمزاً للإقطاع ومن الواجب خوض المعركة ضده؟!

واستطرد قائلاً:

- أكثر من ذلك، فبعض هذه الأحزاب تخوض معركة تحت عناوين متناقضة بحيث مثلاً تتحالف <القوات> مع فريد هيكل الخازن في كسروان، ويقال عنه إنه يمثل الانفتاح والتطلعات المستقبلية، لكن في الوقت ذاته تخوض ضده معركة في بلدته غوسطا وترفع شعار <محاربة الإقطاع السياسي>... فكيف ذلك؟! فهل هنا يصبح فريد هيكل الخازن اقطاعياً وهناك يصبح من الشباب الطموح المستقبلي، ولا يمت الى الإقطاع بأي صلة؟! فهذا مثل ينطبق على كل المناطق، ونحن في القبيات سبق أن جرى حوار بيننا وبين <التيار> و<القوات>، ولم نصل الى توافق، لكن لو افترضنا أننا اتفقنا وخضنا المعركة معاً، هل كنت آنذاك لا أمثل الإقطاع السياسي؟! فلا يمكن الضحك على عقول الناس الذين يملكون الثقافة، وبالتالي لا يمكن تجييش الناس ضد الإقطاع ساعة نريد، تماماً كما قيل إن المعركة ضد هادي حبيش لأنه حليف <المستقبل>، وأنا قلت صراحة إنني حليف <المستقبل> لكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أن لتيار <المستقبل> علاقة بمعركة القبيات أو لديه وجود سياسي مباشر في القبيات، أو تدخل في المعركة، وإن كنت حليف <المستقبل> فأنا أسألهم: ألم يكونوا هم حلفاء حزب الله، وهل بالتالي هذه معركة حزب الله في القبيات؟!

وتابع يقول:

- أضف الى ذلك أن <القوات> حليفة لـ<المستقبل>، لا بل التيار الوطني الحر تحالف مع خالد الضاهر الذي تحدث بسوء عن تمثال سيدة يسوع الملك وسيدة حريصا، لم يستطع تيار <المستقبل> أن يكمل الطريق معه، وإذ نرى أن التيار الوطني الحر تحالف معه وقال عنه إنه حليف استراتيجي، وبالتالي هل المعركة في القبيات أصبحت معركة خالد الضاهر على اعتبار أنه أصبح حليفاً للتيار؟!

التحالف الثنائي يمثل 50 بالمئة

ــ من خلال قراءة نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، هل سقط ادعاء <التيار> و<القوات> بأنهما يمثلان 86 بالمئة من الشارع المسيحي؟ أم أن لهذه الانتخابات خصوصية لا يمكن البناء عليها؟

- لو كنت رئيساً لأي حزب، لعمدت فوراً الى إجراء مراجعة نقدية واعترفت علناً بأنني أخطأت عندما دخلت معركة البلديات لأنها مقتل الأحزاب بكل الطوائف.   وتجربة التحالف الثنائي القواتي - العوني في البلديات كانت مقتلاً له لأن هذا التحالف دخل المعركة وهو يرفع شعار الـ86 بالمئة، أو لنقل فما فوق الـ50 بالمئة، لكن ما جرى أنه لم يحصل في أي بلدة على أكثر من 50 بالمئة، وبالتالي دخل بشعار أنه تيار جارف أو <تسونامي> حسب رأيه، لكن بعد صدور النتائج ثبت أنه لم يحصل في أفضل الأماكن على أكثر من 50 بالمئة، وبالتالي فإن نصف الشعب المسيحي ضد هذا التحالف، ولذلك لم يكن من الجائز خوض معركة ضد نصف الشارع المسيحي، هذا إذا اعتبرنا أن التحالف لديه نصف الشارع المسيحي في أقصى الأحوال، لا بل أن ثلثي هذا الشارع ضد هذا التحالف في أسوأ الحالات.

ــ ألا يفترض بالمستقلين وغير المرتبطين بأحزاب من بيوتات سياسية وشخصيات ووزراء ونواب أن يوحدوا صفوفهم في تجمع مثلاً على غرار تجمع النواب الموارنة المستقلين في السبعينات؟

- أولاً نحن لسنا ضد هذا التحالف، لكن مشكلة هذا التحالف هي أنه بدل أن يبحث عن أهداف أخرى لتحصيل حقوق المسيحيين، وجد أن أخصامه هم المسيحيون فقط، فنحن شجعنا على المصالحة وقلنا إن هوة ردمت جراء الدم المسفوك من <التيار> و<القوات>، لكن هذه المصالحة بدل ان تكون إيجابية نراها تحوّلت الى سلبية، وسمير جعجع على سبيل المثال، كان لديه حلفاء من هادي حبيش الى بطرس حرب والكتائب والأحرار والكتلة الوطنية إلخ... لكن عندما تحالف مع ميشال عون خاصم كل هؤلاء وهذا خطأ، إذ لا يجوز التحالف على حساب الحلفاء السابقين أو الأصدقاء، والأمر ذاته حصل مع العماد عون في ظروف أخرى، بحيث تصالح مع سمير جعجع وخاصم سليمان فرنجية. فالشارع المسيحي يحتاج الى وحدة مسيحية كبيرة والانتخابات أثبتت أن هذه المصالحة تمثل 50 بالمئة فقط في أقصى الحالات، ولا تجوز معاداة باقي الـ50 بالمئة دون سبب، ولا بد من الانفتاح على الآخرين ومد اليد إليهم لتحصيل حقوق المسيحيين، ولكي يبقى المسيحي شريكاً أساسياً في الحكم لا أن تصبح المعركة تهميش الـ50 بالمئة من المسيحيين.

ــ وهل يمكن لهذا التحالف أن يتم تجاوزه رئاسياً؟

- نحن نحترم هذا الرأي، لكن في المقابل لا بد لهذا التحالف أن يحترم الرأي الآخر، وإلا إذا كانت هناك ديكتاتورية جديدة تفرض على الشارع المسيحي فنحن لا نسير بها. ورأينا يقول إن الظروف لا تسمح للعماد عون أن يكون رئيساً إلا إذا اتفقنا معه على جملة مبادئ، وبالتالي نحن مع إنهاء الشغور وإذا كان العماد عون هو الاسم المطروح فهذا يقتضي حصول اتفاق سياسي معه على الثوابت التي نؤمن بها وعلى سلة متكاملة، فلا مشكلة على الصعيد الشخصي مع العماد عون، لكن في السياسة نحن مختلفان.

وأضاف:

- وبالتالي فحتى رئيس الكتلة سعد الحريري لا مشكلة لديه في الشخص إذا زال العامل السياسي الذي يمنع تأييد العماد عون. واليوم اتفق الدكتور جعجع مع العماد عون رئاسياً فنحنا نحترم ذلك لكن لا بد له أن يحترم حلفاءه الأساسيين الذين لا يزالون حتى الساعة يؤيدون الوزير سليمان فرنجية.

ــ على ذكر الرئيس الحريري كيف قرأت إطلالته الرمضانية بعد الانتخابات البلدية حيث كان البعض يتوقع أن يرفع من وتيرة خطابه ويصعد الى حد التطرف؟

- ما استرعى انتباهي في أول إطلالة له، هو دعوته لإجراء مراجعة نقدية لنتائج الانتخابات البلدية لمعرفة الأخطاء التي حصلت كي يعمد الى تصحيحها لأننا في النهاية نرى أن سقوط سعد الحريري معناه ضربنا جميعاً. وأنا كماروني شمالي من القبيات أرى أن سعد الحريري يمثل الاعتدال اللبناني.

ــ توافق على ما قاله النائب وليد جنبلاط بأنه إذا أفل نجم الحريري فإن الاعتدال السني يصبح في خطر؟

- أكيد، وأنا تربطني علاقة جيدة بالرئيس سعد الحريري، وهذا شأن آخر وتفاصيل، لكن ما يهمني كمواطن لبناني ابن بلدة القبيات الموجودة في بحر سني نحترمه ونحبه، هو الحفاظ على العيش المشترك في هذه المنطقة، وسعد الحريري هو الضمانة للحفاظ على هذا العيش. وأرى أن تراجع شعبية سعد الحريري في الشارع السني هو ما يقلقني على وجودي كلبناني وعلى التركيبة اللبنانية ككل، خاصة وأن المنطقة تذهب نحو التطرف وسط حمام دم يجري في المنطقة وطمأنتنا كلبنانيين هو تيار كتيار <المستقبل> يمثل الاعتدال، وما سمعناه من سعد الحريري رغم كل الطعنات التي تلقاها حتى من حلفائه المسيحيين، يزيد في قناعتي بأن <الحريرية السنية> هي ضمانة خاصة عندما تتمسك بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وأنا لا أدافع عن سعد الحريري، إنما أقول الحقيقة كنائب ماروني لأن سعد الحريري دفع ثمن اعتداله في شارعه السني، إضافة الى مطالبة البعض له بأن يصعد ويذهب نحو المزيد من التطرف، لكن ما قاله سعد الحريري يدفعنا لأن نمد اليد له للحفاظ على لبنان الذي يتعرض لخطر داهم جراء التطرف الحاصل في المنطقة، وكلامه كان كبيراً عندما أعلن بصراحة أنه يتحمل أخطاء الانتخابات البلدية، لكن كل همّه كان الحفاظ على المناصفة.