تفاصيل الخبر

الطفلة ري - مي بندلي تعود صبية بـ «ألبوم» غنائي: أنا الآن الرقــم واحد في مبيعــات «الألـبـومــــــات» الـغـنـائـيـــــــة!  

15/01/2016
الطفلة ري - مي بندلي تعود صبية بـ «ألبوم» غنائي: أنا الآن الرقــم واحد في مبيعــات «الألـبـومــــــات» الـغـنـائـيـــــــة!   

الطفلة ري - مي بندلي تعود صبية بـ «ألبوم» غنائي: أنا الآن الرقــم واحد في مبيعــات «الألـبـومــــــات» الـغـنـائـيـــــــة!  

بقلم عبير انطون

1

اغنيتها <اعطونا السلام> انطبعت في الذاكرة الجماعية لجيل الحرب فانحفرت عميقا في الوجدان، وهي لم ولن تُنسى في بلاد عربية يردد اطفالها يومياً، <اعطونا الطفولة.. اعطونا السلام>. عندما غنتها ري - مي بندلي في القصر الجمهوري في العام 1984 امام سفراء الدول الكبرى كانت في عمر الست سنوات فادهشت العالم. بعد غيبة طويلة خارج لبنان الذي تعشقه، عادت ري مي بألبوم جديد منوع في تسع اغنيات من انتاجها بعنوان <ما نسيت>. اين كانت الغيبة الطويلة؟ لماذا انقطعت ابنة العائلة العريقة عن الفن؟ اين عائلة بندلي اليوم؟ ولماذا كل هذا الحب لطرابلس عاصمة الشمال؟

<الافكار> التقت ري- مي التي تصر على كتابة اسمها بهذا الشكل، وهو عبارة عن نوتتين موسيقيتين شكلتا مع اخواتهما طفولتها ومراهقتها ودرب حياتها..

 مع صاحبة <ايماني احلى ايمان> اولى الاغنيات التي ادتها بعمر الثلاث سنوات ونصف السنة، كان هذا الحوار بعد سبعة عشر عاماً على الغياب والهجرة الى كندا والسفر الى السويد والآن المانيا. رنّة الصوت التي احببناها في فيلمها السينمائي <أماني تحت قوس قزح> ما زالت هي نفسها، وبادرناها بالقول:

ــ كالأرجوحة اخذتنا في <ألبومك> الجديد <ما نسيت>، من الصور التي ابكتنا في اغنية <ستي> الى <ما أهضَمَك> الرشيقة الحلوة. كيف ولدت الاغنيتان؟ والى اي مدى قصدتِ التنوع؟

  - الفكرة في اغنية <ستي> تعود الى المخرج كارل سلامة المستشار الفني والاعلامي للصور و<الألبوم>. في احدى المرات ارسل لي عبر الهاتف رسالة اطلعني فيها على فكرة الغناء لـ<التيتا> ولم يكن انتهى من كتابة الكلمات، فاعجبتني جداً اذ شعرت امام كلماتها انني امام مسرحية او مسلسل مصوّر..

ــ لكن صورة هذه الجدة اصبحت منقرضة اليوم، الجدة التي تحيك الشال وتغزل الصوف وتخبر الحكايات..

 - انها الجدة التي عرفناها جميعاً ايام الحرب، تغزل الصوف وتروي الاخبار على ضوء الشمعة. هي الجدة المثالية في افكارنا وحكاياتنا.. بالمناسبة جدة زوجي كانت كذلك. انها الصورة التي كبرنا عليها. من ناحيتي، كانت جدتي شاعرة وكاتبة، فيما جدتي لناحية أبي كانت فنانة تغني، وهما فعلاً لا تشبهان الصورة النمطية للجدة..

ــ وأغنية <ما أهضمك>؟

 - كتب كلماتها الشاعر انطوان شمعون. هو يعرف جيداً كيف افكر وكيف اشعر، فاعطاني اغنية <ما أهضمك> التي جذبتني جداً. لقد مللنا من الكلمات والحركات التي يكررها الشباب في استمالتهم للصبايا، فنجدهم يرتبكون ولا يعرفون كيف يتصرفون وماذا يقولون، فيستيعدون <الكليشهات> عينها <حياتي، عيونك سحروني.. شعرك حلو وعيونك احلى.. بحبك ومش عم نام> والى ما هنالك من كلام ممجوج مكرر، وأقول له في الاغنية:

<كلماتك عم تسبق بعضا..حكيك صاير بالمقلوب/ حركاتك منّا على بعضا شي طالع نازل بالشقلوب..>.

 تحمل هذه الاغنية نمطا مختلفاً من الموسيقى السريعة، رافقني فيها مغنيا <راب>، وقد لاقت اصداءً طيبة جداً.

ــ واغنية <فرنجي برنجي> (كلمات وألحان سمية مردكوش) مغايرة ايضاً، وفيها نوع من الانتقاد لمجتمعنا؟

- هو انتقاد بنّاء وبحب حيث نتناول فيها التعلق بكل ما هو أجنبي على حساب تقاليدنا العربية الأصيلة..

3 أبكي لبنان!

 

ــ غبت عن لبنان لفترة عشت خلالها في السويد، هل تغير عليك لبنان جداً؟

- الفارق كبير بالنسبة للبنان الذي تركته لكنني اندهشت فعلاً من عدم نسيان الناس لي. لا زالت محبتهم كبيرة في احاطة لي لم اكن اتوقعها. تغربت عن لبنان وعشت خارجه لسنوات، ولا انكر انني كنت متخوفة من رد فعل الجمهور على مغامرتي. تفاجأت بهذا الكمّ الكبير من المحبة ولا اريد لهذه المحبة ان تبوخ. لبنان يبقى لبنان وانا كلما اطأ أرضه او اغادره ابكيه.. ابكي عليه وابكي لفراقه. هنا اهلي وعائلتي واصحابي، وعندما اعود الى الخارج اشعر وكأن جزءأ مني بقي هنا.. ولما غنيت <اشتقتلك يا ارضي> كان ذلك نابعا من اعماق قلبي.

 ــ لماذا ابعدك الزواج عن الغناء، وهل ضحيت بفنك؟

- لم افكر يوماً بالزواج والغربة عن لبنان الى ان تعرفت بزوجي باسم (عمه الفنان كميل سلامة) وهو مهندس اتصالات يعمل في شركة اجنبية خارج لبنان تؤمن له ما يرضي طموحاته وتقدمه. لا اعتبرها تضحية، انه مشوار حياة ارتضيناه معاً. ما من عمل يربطنا بلبنان فتزوجنــــا وعشنا في الخـــارج للعمـــل واسسنا عائلتنا هناك. الآن باسم هو من يضحي معي منذ اللحظة التي قررت فيها العودة بـ<ألبومي>، اذ انني وضعت جهداً كبيراً لإنجازه، ولتحقيق حلمي ان امكن القول..

ــ متى كانت اللحظة الحاسمة التي قررت فيها العودة؟

- عُرض على زوجي عمل يناسبه في المانيا، فأخبرني بالامر وأجبته: <عظيم. انت تذهب الى المانيا لتستلم العمل الجديد وتتدبر الامور، وانا أعود الى لبنان لأنتج ألبومي..>. لم ينزعج ولم يتأفف. على العكس بادلني بدعم كبيراشكره عليه.

ــ تحزمين حقائبك من جديد قريباً وتسافرين، بماذا تشعرين؟

- بما ان العمل الاكبر انتهى وطرحت <الألبوم> سأعود الى بيتي والى حياتي الزوجية الطبيعية، اشتقت إليها فعلاً. لن تكون عودتي الى لبنان في فترات متقاربة كما كانت خلال فترة العمل على انجاز <الألبوم>.

ــ في اي مجال عملت في السويد؟ وما كانت اسباب انقطاعك التام عن احياء الحفلات والمهرجانات؟

- انقطعت لانني انتقلت الى حياة جديدة تماما ليس فقط لناحية البلد بل ايضاً لناحية الزواج والحياة العائلية. اردت التأقلم والتمركز الهادئ. فالسويد بلد جميل، ومن الجيد انهم يتحدثون هناك بالانكليزية ايضاً مما سهل الأمور علي نوعاً ما. لم تكن المرحلة الاولى من انتقالنا سهلة، الا انه بيني وبين نفسي كنت اشعر بأنني لا بد أن أعود يوماً، وبدأت منذ العام 2004 اجمع الكلمات والالحان التي تعجبني واحضّر لها. في السويد علّمت اللغتين الفرنسية والانكليزية كما درّست الموسيقى وتحديداً العزف على البيانو لتلامذة سويديين وبعض التلامذة اللبنانيين الذين يتعلمون اصول العزف والغناء الكلاسيكي مع <الفوكاليز> ومن خلال التمارين الصوتية.

 

طرابلس.. وعائلة بندلي

ــ انت من عائلة بندلي الفنية العريقة. هل اتعبتك الحياة الفنية التي بدأتها طفلة، فكانت <استراحة المحارب> مطلوبة؟

- ابداً.. الموسيقى تجري في دمي... لقد فتحت عيني ضمن عائلة موسيقية، وكنت اعتقد وانا طفلة ان كل الناس تسير بالنمط الذي اعيش فيه، اذهب الى المدرسة، اعود للغداء والدرس، ثم تبدأ التمرينات على المسرح وعلى الاغنيات الجديدة الخ. عشت هذا الجو الذي لم اعرف غيره. زادني ذلك فرحا وقد اغناني كثيراً. في السويد افتتحت لنفسي <ستوديو> صغيراً في بيتي يضم بيانو وبعض الآلات الموسيقية وبعض الأغنيات، وكان ذلك يروي عطشي فعلاً.

ــ لم تعودي من خلال العائلة والعمل معها.. اين عائلة بندلي اليوم؟

- يعيشون في الشمال، اصدروا <ألبوماً> منذ فترة كرّموا من خلاله الفنانين الكبار وقدموا عملاً جميلاً.

ــ هل تفكرين باستعادة أغنياتهم وتوزيعها بشكل جديد؟

- افضل عدم القيام بالامر، ذلك ان الأغنيات وليدة وقتها، وقد كانت جميلة جداً في ايامها ولا اريد ان اشوّه صورتها وطابعها بإضافة ما هو عصري عليها.. ليس هذا هدفي. افضل تقديم اغانٍ جديدة، كما أنني اخشى ان اعدت توزيعها ان ينسى الجمهور النسخة القديمة فتفقد قيمتها.

ــ الجميع يذكر اغنية <اعطونا السلام> التي طبلت الآفاق وكنت قدمتها في القصر الجمهوري في عهد الرئيس امين الجميل. هل تلقيت اتصالات التهنئة بالعودة او هل تم اي تواصل معك؟

- اذكر انني التقيت بالرئيس الجميل لآخر مرة في <مونتريال> في كندا سنة 1991 حيث غنيت بمناسبة عيد الاستقلال <اعطونا الطفولة>، لم يجرِ بعدها اي تواصل. أستعيد تلك المرحلة من خلال الصور التي التُقطت حينئذٍ، وقد علمت ان الاسطوانة الجديدة وصلتهم..

ــ ماذا تعلمت من الغربة؟

- علّمتني الغربة قيمة البيت وقيمة امي والعائلة..الحياة الزوجية مشوار غريب يبدأ بالحب والشغف والسعادة، وبعدها تتوالى الصعوبات ويأتي ما يجعلنا نكبر قبل الأوان، الا انه بفضل زوجي واهله وبفضل دعم أهلي أجد الامور أسهل. هذا الدعم لا يشعر به الانسان وهو طفل ويحتاجه اكثر عندما يكبر. منهم استمد القوة واشكرهم لكونهم الى جانبي.

ــ لماذا اخترتِ طرابلس ومحطة القطار فيها لتصوير غلاف <الألبوم>؟

- طرابلس هي بيتي الاول، فيها نشأت وكبرت، وفيها الاصحاب الحقيقيون. عندما كلمني كارل (سلامة) بشأن محطة القطار فرحت جداً لانه بذلك يجسد الصورة الافضل للتعبيرعن المشاعر التي اكنّها لهذه المدينة الغالية علي..العودة الى طرابلس هي بمثابة العودة الى البيت.

 <بكرهــــــك>!

2 

ــ كيف جرى التعاون مع الفنان مايك ماسي، وانتِ بعيدة عن لبنان، كيف تعرفت به؟

- كان مايك من المعجبين بي وقد تواصل معي بطريقة غريبة نوعاً ما، اذ بعث لي برسالة نصية كتب فيها <بكرهك>، ورحت اتساءل ما الذي فعلته حتى يكرهني هذا الشاب، ومن يكون اصلاً، اذ كانت المرة الاولى التي اسمع فيها باسمه. وعندما استعلمت منه عن سبب هذه الرسالة شرح لي ان اغنياتي تذكره بطفولته، بسني الحرب، بأيام صعبة وحلوة في آنٍ معاً، واخبرني عن احدى الحفلات التي اراد اهله اصطحابه إليها للاستماع لي، فإذا به من فرط حماسه يغرق في البكاء ما جعل اهله يعتقدون بانه مريض ولا يريد ان يفسد عليهم مشوارههم فأعادوه الى البيت.. وقد اسمعني <ألبومه> بعنوان <يا زمان> في السيارة، وكنت اول شخص يستمع اليه، فاحببت الاسلوب والنفس، وكان التعاون معه.

ــ هل انتِ راضية عن الاصداء ونتائج المبيعات لـ<ألبومك> الجديد؟

- راضية والحمد لله، نحن لسنا في عصر مبيع <الألبومات>، بل نحن في عصر يتجه فيه الجمهور الى <الانترنت> والاستماع الى الأغنيات عبر التطبيقات، وما زلت بعد شهر واسبوعين الرقم واحد في مبيعات الـ<فيرجين> والاصداء رائعة.

ــ هل يحفزك ذلك الى <ألبوم> جديد؟

- نعم وقد بدأت بذلك، واذا لم يكن ألبوما كاملا فانكم ستستمعون بكل تأكيد الى اغانٍ منفردة. سأنتظر حتى تأخذ جميع أغنيات هذا <الألبوم> حقها، بدءاً من كل التي ذكرناها الى <ليش> التي كتبتها بنفسي، و<أكيد بحبك>، و<لو فيي>، و<صورة>، و<بسمع اسمك>، وأعدكم بان اسم ري - مي سيبقى على الساحة.

ــ اطلالتك في لبنان بعد غياب كانت في العام 2012 وقد خسرت كيلوغرامات عديدة.. هل كان الريجيم لزوم العودة و<الألبوم>؟

- ابداً. نمط العيش في الخارج يجعلنا نكدس الكيلوغرامات، ووسط انشغالي لم اكن اتنبه لهذا الجانب. للحقيقة ان اصابة احد افراد العائلة بمرض سببه السمنة جعلتني اتخذ القرار بتنظيم طريقة مأكلي.

ــ ما هي امنية ريمي مع حلول العام الجديد؟

- اتمنى من قلبي ما يتمناه الجميع حالياً وان كان اصبح بمثابة <كليشيه>، السلام في العالم كله، وعلى الصعيد الشخصي ان يبقى جميع من حولي بصحة جيدة. وهل من أمنية أغلى من هذه؟