تفاصيل الخبر

التباعد على حاله بين جنبلاط وحزب الله فهل يتولى بري إعادة وصل ما انقطع؟

22/05/2015
التباعد على حاله بين جنبلاط وحزب الله  فهل يتولى بري إعادة وصل ما انقطع؟

التباعد على حاله بين جنبلاط وحزب الله فهل يتولى بري إعادة وصل ما انقطع؟

   جنبلاط-بريعلى رغم ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط <حيّد> حزب الله خلال إفادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتجنب أية إشارة مباشرة أو غير مباشرة تتصل بالمتهمين الخمسة الذين ينتمون الى الحزب والذين أشار الادعاء الدولي الى علاقتهم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، فإن هذا الموقف الجنبلاطي لن ينسحب على العلاقة المتوترة بين <أبو تيمور> والحزب الذي أدى مؤخراً الى تعطيل الحوار الذي قام بين الجانبين خلال الأشهر الماضية، ثم توقف دفعة واحدة، وغابت معه الاجتماعات المشتركة بين فريقي العمل المشكلين منذ أحداث 2008. وفيما ترفض مصادر الحزب التقدمي الدخول في التفاصيل التي أدت الى هذا التباعد المتزايد، لا تنفي أن مواقف النائب جنبلاط من الحرب السورية ومشاركة حزب الله فيها أحدثت منذ أشهر فتوراً لاسيما بعد محاولة إدخال دروز سوريا في مواجهات مع المعارضة السورية الى جانب الجيش النظامي، ثم الانتقال الى مشاركة مجموعات درزية في القتال ضد النظام وصولاً الى حد تزايد الضغوط على الموحدين الدروز لتحديد خياراتهم.

   وتضيف المصادر الاشتراكية ان النائب جنبلاط راح <يتمايز> في موقفه من الحرب السورية تباعاً، مفضلاً عدم الخوض في مواجهة، ولو اعلامية مع حزب الله على أساس ترك الحرية لكل طرف في التعامل مع الملف السوري <الشائك>، على أن يقول كل طرف كلمته ويعبر عن رأيه من دون جدال ثنائي.

   إلا ان مسار العلاقة بين جنبلاط وقيادة حزب الله، سرعان ما تغيّر بعد اندلاع الحرب في اليمن والمواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضد السعودية ما جعل التباعد المخفي بين الطرفين يظهر الى العيان بعد تأييد جنبلاط الخيار السعودي في المواجهة، ثم تركيزه على النظام الايراني <ومشروعه> وحديثه خصوصاً عن <الفرس> وأطماعهم، و<نبش> تاريخ <الأمبراطورية الفارسية>.

   وأكثر جنبلاط من توجيه الانتقادات المباشرة وغير المباشرة لقيادة حزب الله لاسيما في <التغريدات> التي كان يطلقها على صفحته في <تويتر> وصولاً الى مقاله الأسبوعي في جريدة الحزب الاليكترونية <الأنباء> الذي يعبر فيه عن توجهات الحزب ومواقفه. وعلى رغم ان جنبلاط يتجنب التعليق على مواقف حزب الله في الشأن الداخلي اللبناني إلا لماماً، لكن الانتقادات الجنبلاطية بدأت <تشطح> في اتجاه الشؤون اللبنانية من دون أن تتوسع كما هي الحال بالنسبة الى المواقف من الحربين في سوريا واليمن.

حزب الله يرصد ويقيّم

 

   في المقابل امتنع حزب الله عن التعليق المباشر على مواقف جنبلاط و<تغريداته> وتصريحاته، وصدرت توجيهات الى وزراء الحزب ونوابه بعدم تناول زعيم المختارة بأي موقف، الأمر الذي وصفته مراجع مسؤولة في الحزب بأنه <رصد وترقب وتقييم> في انتظار القرار، لاسيما وأن الحزب لا يزال يريد أن يستمر <الستاتيكو> (الأمر الواقع) القائم في العلاقة مع النائب جنبلاط انطلاقاً من <تفاهم عميق> كان حصل بعد أحداث أيار (مايو) 2008. وتضيف المراجع نفسها الى ان القرار بامتناع الحزب عن التعليق على <حملات> جنبلاط المتكررة خصوصاً بعد أحداث اليمن، لا يزال قائماً على رغم ان في بعض كلام الزعيم الدرزي مساس مباشر بـ<الخطوط الحمر> التي لا تبقي الحزب صامتاً عادة حيال الأطراف السياسيين اللبنانيين إذا ما تجاوزوها. لكن هذه المراجع تؤكد ان السيد نصر الله غير راغب راهناً في <كسر الجرة> مجدداً مع جنبلاط لأن إعادة <التحامها> لن يكون سهلاً هذه المرة، وهو ــ أي السيد نصر الله ــ يراهن على أن يعيد جنبلاط قراءة الأحداث جيداً ــ وهو قارئ مميز للمجريات الاقليمية والدولية ــ ويعيد النظر في مواقفه لاسيما وان قاعدة الحزب <لم تستسغ> بعض ما قاله <أبو تيمور> في حق قيادة حزب الله عموماً والسيد نصر الله خصوصاً لاسيما عبارته الشهيرة التي توجه بها الى السيد: <شو صاير عليك>.

نصرالله-جنبلاط

بري يدخل على الخط!

   غير ان ثمة من يدفع داخل قيادة الحزب الى الرد ولو بصورة غير مباشرة على النائب جنبلاط واعتماد سياسة <الرد التدريجي> لأن هذا الفريق يرى في المواقف الجنبلاطية المؤيدة للدور السعودي في اليمن، محاولة لإعادة المياه الى مجاريها بين الرياض والمختارة، ويمكن أن تنسحب الى تيار <المستقبل> وحلفائه في <14 آذار>، الأمر الذي يؤشر الى خروج جنبلاطي من وسطية إلتزمها خلال الأعوام الماضية واقتراب أكثر من <14 آذار>. ويستعيد هذا الفريق في حزب الله <التبدل الجنبلاطي> الذي حصل بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و<التموضع> الذي اعتمده لسنوات الى أن بدأ يعيد النظر فيه تدريجاً وصولاً الى المشاركة في الحكومة التي شكلها الرئيس نجيب ميقاتي ووفر لها <السيبة> التي ارتكزت عليها مع حزب الله وحركة <أمل> والعماد ميشال عون، إضافة الى الرئيس السابق ميشال سليمان الذي كان لا يزال في تلك الفترة <وسطياً> قبل أن يبدّل في أدائه ومواقفه ويقترب أكثر الى <ثوار الأرز>.

   وسط هذه المعطيات، تلوح في الأفق مؤشرات توحي بامكانية اعادة المياه الى مجاريها ولو تدريجاً بين الحزب وجنبلاط لاسيما بعد موقف الزعيم الدرزي في المحكمة الدولية وحصر الاتهمات باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بالنظام السوري. وفي هذا السياق تقول مصادر متابعة ان اتصالاً مطولاً تم بين الرئيس نبيه بري والنائب جنبلاط تم التداول خلاله بالتطورات الراهنة وبضرورة إعادة التواصل بين عين التينة والمختارة تمهيداً لإعادة فتح القنوات المقفلة مع قيادة حزب الله، لاسيما وان جنبلاط حرص على ابلاغ الرئيس بري قبل توجهه الى <لايستندام> للإدلاء بإفادته، ان رئيس حركة <أمل> هو الوحيد الذي أبلغه جنبلاط بهذه الخطوة، كما كان لقاء بين الرئيس بري وموفد النائب جنبلاط الوزير وائل أبو فاعور، وتضيف المصادر نفسها ان لقاء مرتقباً بين بري وجنبلاط من شأنه أن يعيد وصل ما انقطع!