تفاصيل الخبر

    الطائرات الروسية تمنع اسرائيل من التحليق فوق الشمال اللبناني وحذر من خروقات ارهابية تربك الساحة الداخلية!

23/10/2015
      الطائرات الروسية تمنع اسرائيل من التحليق فوق الشمال اللبناني  وحذر من خروقات ارهابية تربك الساحة الداخلية!

    الطائرات الروسية تمنع اسرائيل من التحليق فوق الشمال اللبناني وحذر من خروقات ارهابية تربك الساحة الداخلية!

  الكسدر-زاسيبكين-الجميل لم يهدأ السفير الروسي في لبنان <الكسندر زاسبكين> خلال الأسبوعين الماضيين وهو ينتقل من موعد الى آخر، ومن مقابلة صحافية الى أخرى، ومن جلسات <شرح وتقييم> الى اطلالات ولقاءات مع رسميين وسياسيين وديبلوماسيين... كل ذلك لشرح <حقيقة> الموقف الروسي من المشاركة في الحرب السورية التي بدأت تعطي مفاعيلها ميدانياً وسط معلومات تؤكد ان التطورات الميدانية المتسارعة بدأت ترسم واقعاً جديداً على الأرض مع تسجيل تقدم الجيش النظامي في مناطق سورية عدة كانت تحت سيطرة مسلحي تنظيمي <داعش> و<جبهة النصرة> وغيرهما من المنظمات الارهابية. وعلى رغم ان الأوساط السياسية اللبنانية تتابع بكثير من الدقة ما آلت إليه المشاركة العسكرية الروسية في سوريا، فإن التركيز قائم على ما يمكن أن تحدثه هذه المشاركة من مضاعفات على الساحة الداخلية اللبنانية لاسيما على الصعيد الأمني، في وقت فُرض تحليق الطيران الروسي في الأجواء السورية واختراقه الأجواء اللبنانية لاسيما في منطقة الشمال، وإن بقيت هذه الخروقات في نطاق ضيق.

   لكن ما أقلق الأوساط السياسية اللبنانية هو عودة الأجواء اللبنانية مسرحاً لطلعات جوية اسرائيلية كثيفة تداخلت أحياناً مع المجال الجوي الذي تتحرك المقاتلات الروسية من خلاله، ما أدى الى توجيه موسكو إنذاراً الى اسرائيل بعدم تحليق طيرانها الحربي في المجال الجوي الروسي في سوريا وقرب الحدود اللبنانية ــ السورية، وقد سبقه اعتراض طائرات روسية لطائرات اسرائيلية حلقت فوق منطقة عكار الشمالية في خطوة كانت تتكرر يومياً منذ بدء الحرب السورية واتساعها لتشمل مناطق سورية متعددة، لاسيما تلك القريبة الى المطارات التي تجثم فيها المقاتلات الروسية. ولم توفر الطلعات الاسرائيلية رصد الحركة في الحياة الاقليمية اللبنانية والسورية من جهة طرطوس، فضلاً عن مراقبة حركة السفن في ميناء طرطوس، وحركة اقلاع الطائرات وهبوطها في مطار اللاذقية، إلا ان الشق الجوي في الحركة العسكرية الروسية المتنامية في سوريا والذي يترك انطباعات ايجابية لجهة <الحدّ> من الخروقات الجوية للسيادة اللبنانية، تقابله في الشق الأمني، محاذير جدية من إمكانية حصول أعمال ارهابية بقصد ارباك الساحة الداخلية التي ينطبق عليها المثل القائل <لا تهزوا واقف على شوار>، خصوصاً ان الاعترافات التي يدلي بها الارهابيون الذين تلقي القوى الأمنية القبض عليهم، أشارت الى وجود عشرات من المتورطين مع المجموعات الارهابية يتنقلون بين المناطق اللبنانية، وقد تمكنت القوى الأمنية والعسكرية من اعتقال أعداد كبيرة من الإرهابيين، بينهم من اعترف بانتمائه الى <داعش>، ومنهم من يتحايل لكنه سرعان ما ينهار ويدلي باعترافات كاملة. وتقول مصادر عسكرية معنية لـ<الأفكار> ان الوحدات العسكرية اللبنانية في جهوزية كاملة في الداخل وعلى الحدود اللبنانية ــ السورية، وهي تتصدى للمسلحين بشكل دائم لمنعهم من تحقيق أي تقدم يمكن أن يحدث إرباكاً للقوى العسكرية التي تسيطر بالنار على كل الخطوط والطرق التي يمكن أن يسلكها المسلحون لاسيما خلال الليل.

هل يتجدد تدفق النازحين؟

   وفيما تؤكد المصادر العسكرية ان <جبهة> عرسال ممسوكة، تشير الى ان مجموعات من الارهابيين نُقلت خلال الأيام الماضية من جرود القلمون لتعزيز الشمال الادلبي، ما سيؤدي الى <إراحة> الجبهة العرسالية ولو نسبياً، لكن الحذر يبقى واجباً. أما العنصر الذي يقلق الأوساط اللبنانية من دون أن تكون قادرة على الحصول على أجوبة مطمئنة، فهو ان يؤدي تجدد القتال على نحو واسع في سوريا الى تجديد موجة النزوح في اتجاه الأراضي اللبنانية ووضع السلطة أمام <أمر واقع>، في ظل تنامي التعاطف الدولي مع النازحين واللاجئين السوريين. وفي ما عدا ذلك، فإن القدرة على مواجهة المسلحين موجودة وقد حاول هؤلاء خلال الأيام القليلة الماضية <جس نبض> القوى المسلحة من خلال سلسلة اعتداءات مبرمجة وتحركات مريبة، إلا ان كثافة النار التي انهالت على المسلحين جعلتهم يعيدون حساباتهم، في وقت رصدت القوى الأمنية عودة محاولات ادخال متفجرات الى الداخل اللبناني للقيام بأعمال ارهابية، تم كشفها قبل وصولها الى مقصدها.