تفاصيل الخبر

التعليم عن بعد ودور الاهل في تنظيم اوقات اولادهم بعد اقفال المدارس بسبب "كورونا "

26/03/2020
التعليم عن بعد ودور الاهل في تنظيم اوقات اولادهم بعد اقفال المدارس بسبب "كورونا "

التعليم عن بعد ودور الاهل في تنظيم اوقات اولادهم بعد اقفال المدارس بسبب "كورونا "

 

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_76321" align="alignleft" width="328"] المعالجة النفسية اوريلي بطرس[/caption]

 

المعالجة النفسية اوريلي بطرس: على الاهل تعزيز قدرات اولادهم خلال فترة الحجر المنزلي الصحي!

 

كيف يقضي الاهل واولادهم الوقت في منازلهم خلال فترة الحجر المنزلي الصحي بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد" في لبنان بعدما أقفلت المدارس ابوابها لحماية التلاميذ من خطر الإصابة بهذا الفيروس؟ فالاهل يحاولون ايجاد أفضل السبل للتعامل مع وجود أولادهم داخل المنزل وتنظيم نشاطاتهم بعيدا عن التوتر والقلق الذي يعيشه الاهل في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها لبنان والعالم ككل... وحيث ان فترة الحجر المنزلي الصحي قد تطول، فبالتالي على الاهل تدارك الأمر وتنظيم الامور لكي لا يعتاد الأولاد على الفوضى وقلة التنظيم والتركيز. لهذا يعتبر الخبراء التربويون انه على الاهل تعويض الوقت الذي يخسره اولادهم بعيدا عن المدرسة واعتبار فترة العزل فرصة للتعلم الذاتي عند الاطفال، اذ عليهم ان يدركوا امورا اساسية يحتاجها الطفل خلال فترة بقائه في المنزل ومنها القيام ببعض الأنشطة مثل الرسم والتلوين والتمارين الرياضية والمشاركة في الطهي، كما على الاهل الجلوس مع اولادهم وإجراء حوار ونقاش معهم من دون إعطاء الأوامر فحسب عن أسباب العزل الذاتي وفوائد البقاء في المنزل لتجنب التقاط فيروس "كورونا". ويبقى العامل الأهم في نجاح الاهل في تنظيم أوقات اولادهم والتواصل معهم خلال فترة بقائهم في المنزل، عدم تركهم فترات زمنية طويلة رهينة للألعاب الإلكترونية والأجهزة الرقمية، بل أيضا استغلال ذلك الفضاء الالكتروني الواسع وتسخيره للتعلم والمعرفة لدى الأولاد اما عبر التعلم المنهجي الذي تقدمه المؤسسات العلمية الخاصة والعامة او من خلال متابعة البرامج والافلام الوثائقية والتعليمية.

 

المعالجة النفسية اوريلي بطرس وكيفية تنظيم الوقت لاشغال الاولاد بانشطة مفيدة ومسلية!

 

[caption id="attachment_76319" align="alignleft" width="170"] السيدة جويل الحلو وابنتها جوليا[/caption]

ونسأل المعالجة النفسية اوريلي بطرس عن كيفية تنظيم الاهل للوقت خلال فترة الحجر المنزلي الصحي فتقول:

- ان تنظيم الوقت امر مهم واساسي اذ على الاهل ان يشرحوا أولاً لاولادهم سبب البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة في هذه الفترة بسبب انتشار فيروس "كورونا". وطبعا يجب الاخذ بعين اعتبار عمر الولد فاذا كان صغيرا يمكن شرح الوضع بطريقة سهلة، واذا كان في عمر يقدر ان يستوعب الواقع فيمكن الشرح اكثر عما يحصل بسبب هذا الوباء. وكما تعلمين انه بسبب اغلاق المدارس وبقاء التلاميذ في منازلهم يتم التعليم عن بعد وهذا يساعد التلميذ ليبقى في اجواء الدراسة. وعلى الاهل تخصيص وقت للدرس، اذ لا يمكن ان يقضي الولد النهار بأكمله وهو يدرس، وهنا يأتي دور الاهل بتنظيم الامور مثلا: اذا كانت أمام المنزل فسحة خضراء فيمكن ان يلعب الاولاد لبعض الوقت، واذا كانوا يقضون الحجر المنزلي الصحي في القرية فيمكنهم ان يلعبوا في احضان الطبيعة. كما على الاهل تخصيص بعض الوقت لمشاهدة التلفاز واستخدام الألعاب الإلكترونية، وايضا للمطالعة والرسم والتلوين، والقيام ببعض الألعاب التي كنا نلعبها عندما كنا صغارا، اذ انه اليوم بإمكان الام ان تخصص وقتا اطول مع أولادها لتلعب معهم او ربما يغنون ويرقصون معا لانه لا يجب أن يقضي الأولاد طوال النهار أمام شاشة التلفاز او الهاتف الجوال وما شابه دون القيام بالحركة والأنشطة التي تنمي الشخصية والذهن.

*بما ان الام تقضي اليوم بأكمله مع أولادها، كيف يمكن لها ان تتعامل مع كل هذه الضغوطات؟

- هناك مسؤوليات وضغوطات عدة تواجه الامهات خلال فترة الحجر المنزلي الصحي على الصعيد الجسدي والنفسي والذهني، ولهذا على الام ان تنظم الوقت بشكل جيد سواء لأولادها او لنفسها، اذ عليها ان تقوم ببعض التمارين الرياضية خلال اليوم او ربما تشارك أولادها معها في اعداد الطعام لكي يقضوا وقتا ممتعا سويا.

التعلم عن بعد!

*وما رأيك بالتعلم عن بعد؟

- طبعا مع اقفال المدارس منذ اسابيع وربما تطول الفترة اكثر، فان التعلم عن بعد يعتبر جيداً لكي يظل الولد بأجواء الدرس، لكن هناك بعض الاهالي الذين يستطيعون تدريس اولادهم ومتابعة التعلم عن بعد بشكل جيد، فيما هناك آخرون لا يعرفون ذلك مما يشكّل حاجزا أمام الأولاد للتعلم بهذه الطريقة، وبالتالي سيتلقى بعض الاولاد التعليم فيما آخرون لن يتلقوه بهذه الطريقة. ويجب ألا يغيب عن البال ان هناك أولاداً يعانون من الصعوبات في التعلم وبالتالي من الصعب أن يتعلموا بهذه الطريقة خصوصا اذا لم تكن الام متعلمة وتعرف استخدام الانترنت وما شابه... انما طبعا تبقى للتعلم عن بعد أهمية في هذه الفترة.

*برأيك عندما ينتهي وباء "كورونا" وتفتح المدارس ابوابها، هل سيحتاج الاولاد لبعض الوقت للتأقلم مع اجواء المدرسة بعد فترة من البقاء في منازلهم؟

- لا شك انه بعدما ينتهي الوباء ويعاد فتح المدارس سيحتاج التلاميذ لبعض الوقت للتأقلم

لأنهم اختبروا تجربة جديدة من نوعها اي البقاء لفترة طويلة داخل منازلهم، ولكن لن يكون هناك عائق للتأقلم لانه سبق ان اغلقت المدارس ابوابها مع بداية الثورة في شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. ولهذا المطلوب في هذه الفترة اشغال الاولاد بانشطة مختلفة لكي لا يؤثر ذلك سلبا على نفسيتهم وسلوكهم، كما على الاهل ان ينشغلوا ايضا بالقيام ببعض الانشطة للتخلص من التوتر والقلق نتيجة ملازمتهم المنازل.

 

امهات يتحدثن عن كيفية تنظيم وقت اولادهن خلال الحجر المنزلي الصحي!

 

[caption id="attachment_76320" align="alignleft" width="158"] السيدة ليان جوزف نمور وابنتاها جوزيان وكلارا[/caption]

السيدة جويل الحلو معلمة تلتزم بالحجر المنزلي الصحي مع ابنتيها (جوليا وانجيلا) منذ صدور القرار باقفال المدارس لحماية صحة التلاميذ وسلامتهم، وهي تقول بهذا الخصوص  :

-  شعرنا بادىء الامر عندما أقفلت المدارس وكأنها عطلة نقضيها سويا، ولكن بعد يومين كان لا بدّ من وضع برنامج يومي لكي تتعلما وتمضيا وقتا ممتعا في الوقت نفسه. اذ اخصص لهما وقتا للدرس فكما تعلمين انه يتم اليوم التعلم عن بعد، وطبعا يجب ان يُخصص وقت للعب والترفيه، اذ نستمع إلى الموسيقى سويا وايضا نرسم ونقوم بالتلوين وبعض الالعاب التي تنشط الذهن والقدرات الى ما هنالك، ولا شك انه بالرغم من القيام بهذه الأمور فان ابنتيّ تشعران احيانا بالملل والضجر ولكنني اشغلهما بالعديد من الامور اذ اطلب منهما ان تشاركاني بإعداد الـ(كوكيز) في المطبخ، وهما يستمتعان كثيرا عندما نقوم بذلك سويا.

وبالسؤال عما اذا كانت هي نفسها تشعر بالقلق والملل بسبب ملازمة المنزل منذ اسابيع فتقول:

- عندما أتابع نشرات الأخبار وما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي اشعر ببعض القلق، ولهذا أحاول الا اقضي وقتي بمتابعة متواصلة للاخبار لانها تؤثر على نفسيتي، لهذا اشغل نفسي بالعديد من الامور، فمثلا قمنا بتغيير ديكور غرفة ابنتيّ وطلبت منهما ان يرتبا الجوارير، كما انني اخصص وقتا لهما كي تتحدثا مع أصدقائهما على الهاتف لكي يبقى التواصل معهم. وكوني معلمة كنت اقضي وقتي بتحضير الدروس وما شابه واليوم ايضا أقوم بالتدريس اونلاين، ورغم ذلك فانني اجد الوقت الكافي لتمضيته مع ابنتيّ وللقيام بأنشطة مختلفة. كما اننا نصلي سويا اذ انه من المهم جدا ان تكون هناك مشاركة في الصلاة كونها تبعث فينا الراحة النفسية والطمأنينة.

وعلى الصعيد الشخصي آخذ بعض الدروس (اونلاين) وهي مجانية، كما اخصص بعض الوقت لنفسي لتعزيز قدراتي.

 

السيدة ليان جوزف نمور وتمضية الحجر المنزلي الصحي مع ابنتيها في القرية!

تعتبر السيدة ليان جوزف نمور وهي ام لابنتين (جوزيان وكلارا) انه على الاهل تنظيم الوقت بشكل جيد لكي يستفيد اولادهم من فترة قضاء الحجر المنزلي الصحي، وهي تتمكن من ذلك كونها معلمة وتدرك اهمية اشغال الولد بانشطة تعزز قدراته الذهنية، وتقول:

- منذ اليوم الاول لإقفال المدارس حرصت على أن اقوم مع ابنتيّ بالأمور بشكل منتظم، اذ نستيقظ باكرا لانني لا أريدهما أن تعتادا على النوم والاستيقاظ بوقت متأخر، اذ اذكرهما دائما بان المدرسة ستفتح ابوابها قريبا ان شاء الله، وبعدما نتناول الفطور، اخصص وقتا للدرس في الفترة الصباحية لانه اليوم يتم التعلم عن بعد وبالتالي فانهما تدرسان بشكل اعتيادي وكأنهما في المدرسة، وبعد ذلك تلعبان ومن ثم نبدأ باعداد الغداء سويا، وبعد الغداء نقضي بعض الوقت نتحدث ومن ثم تلعبان في حديقة منزلنا في القرية لاننا توجهنا الى القرية منذ اقفال المدارس لكي نستمتع بالطبيعة ونتنشق الهواء العليل. ومن الأنشطة التي تقوم بها ابنتيّ قراءة القصص والرسم والتلوين، كما أن ابنتي الصغرى تحب التدريس اذ تستخدم اللوح بشرح درسها وكأنها معلمة تدرّس التلاميذ.

وعن تلبية احتياجات المنزل وابنتيها وتحضير الدروس (اونلاين) تقول:

- كأم علي ان البي احتياجات ابنتيّ وفي الوقت نفسه يجب ان احضر الدروس لتلاميذي، اذ علي ان اظل على تواصل مع المدرسة لاتابع عملي ولتحضير الدروس، وبالتالي اصبح العمل مكثفا ما بين العائلة والتدريس. لا شك أن هناك شعوراً بالملل احيانا ولكن يبقى تنظيم الوقت الحل الانسب في هذه الفترة الصعبة التي نعيشها في لبنان وهذا حال مختلف بلدان العالم. وبالرغم من الضغوطات علي ان اجد بعض الوقت لنفسي اذ اهتم بشكلي واموري الشخصية لكي اخفف عن نفسي الشعور بالقلق الذي يشعر به كل اللبنانيين مع انتشار وباء "كورونا"، وانني دائما ما اقول بأنها مرحلة وستمر بالرغم من كل شيء.