تفاصيل الخبر

الـسيـســــي يكـشـــف ان التفجيـــــر تـــمّ بحــــزام نــــاسف ويـشــــدد علــى مـواجـهـــــة الإرهـــــاب بـحــــزم

16/12/2016
الـسيـســــي يكـشـــف ان التفجيـــــر تـــمّ بحــــزام نــــاسف  ويـشــــدد علــى مـواجـهـــــة الإرهـــــاب بـحــــزم

الـسيـســــي يكـشـــف ان التفجيـــــر تـــمّ بحــــزام نــــاسف ويـشــــدد علــى مـواجـهـــــة الإرهـــــاب بـحــــزم

 

الانتحاري----4ودعت مصر يوم الاثنين الماضي ضحايا تفجير كنيسة البطرسية في العباسية القاهرية وعددهم 23 بعد استهدافها بتفجير انتحاري يوم الاحد الماضي، في جنازة شعبية وعسكرية مهيبة بدأت منذ خروج النعوش من مقر الكنيسة البطرسية وصولاً لكنيسة العذراء بمدينة نصر لاداء القداس على أرواح الشهداء، ثم اتجهوا لسرادق العزاء أمام النصب التذكاري، وسط هتافات مناهضة للعمل الارهابي الغاشم، حيث ردد المشيعون الهتافات التي طالبت بالقصاص من الخونة وتأكيد الوقوف معاً في مواجهة الارهاب ومنها: <مسلم مسيحي أيد واحد ضد أي متآمر>، «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، <الإعدام.. الإعدام>، في وقت لا يزال هناك 21 معظمهم من الاطفال والنساء يتلقون العلاج في المستشفيات، فيما خرج 24 بعد تحسن حالتهم.

 وترأس البابا تواضروس الثاني القداس الجنائزي لضحايا الاعتداء الذي اقيم في كنيسة العذراء في مدينة نصر شرقي القاهرة بسبب اعمال التجديد الجارية في الوقت الراهن بالكاتدرائية، المقر الرئيسي لبابا الاقباط الارثوذكس.

 

السيسي يكشف عن هوية الانتحاري

ووضعت الجثامين في صناديق خشبية حفر صليب على كل منها، جنباً الى جنب امام المذبح. وكتب على كل صندوق اسم الضحية كما وضعت الى جوارها شموع بيضاء.

وبعد الصلاة على أرواح الضحايا، اوضح البابا تواضروس في كلمة القاها: <المصاب هو مصاب مصر كلها وليس الكنيسة فقط>، وقال والدموع في عينيه: <اننا نتألم كثيراً لانتقال الأحباء ونتألم لهذا الشر ولشكل الشر الذي تخلى عن كل إنسانية والمشاعر التي أوجدها الله في الإنسان، وصار أداة في يد أشرار يؤذون بها مشاعر الوطن>.

وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على <ضرورة مواجهة الإرهاب بحزم وقوة>، موجهاً الامن المصري إلى <الاستعداد القتالي للحفاظ على أمن البلاد>، كاشفاً في تصريح له خلال مشاركته في جنازة الشهداء أن <محمود شفيق محمد مصطفى هو من فجر نفسه داخل الكنيسة البطرسية بحزام ناسف ويبلغ من العمر 22 عاماً>، وقال: <اعتقلنا عدداً من المتورطين في هجوم الكنيسة>، لافتاً إلى أن <الحكومة والبرلمان لا بد أن يتحركا لأن القوانين تكبل القضاء>، مشدداً على أن <البحث جار عن متورطين اثنين في تفجير الكنيسة ولا بد من القضاء على الإرهاب بشكل حاسم>.

 واعلن السيسي الحداد العام في البلاد لمدة ثلاثة أيام، مشدداً على <القصاص العادل لضحايا هذا الحادث>، واصفاً الانفجار بالعمل الإرهابي الآثم الذي يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه.

وتجمع عشرات من المواطنين الغاضبين أمام مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، ورددوا هتافات ضده، كما طالت الانتقادات الرئيس السيسي وشددوا على السرعة في القبض على الجناة، وكان من بين الهتافات التي تم ترديدها <طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس>، و<كنتي فين يا داخلية لما ضربوا المرقسية؟> و<ارحل ارحل يا وزير الداخلية.. عبد الغفار يا وزير التعذيب زيك زي حبيب>.

الكنيسة----1

تورط تنظيم <بيت المقدس>

وفي هذا السياق اتهمت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها جماعة الإخوان بالوقوف وراء حادث التفجير، وقالت إنه فور وقوع الحادث شكل فريق بحث متخصص من مختلف أجهزة الوزارة، ووضع الفريق تصوراً للأبعاد المختلفة للحادث وطبيعة مسرح الجريمة ونتائج الفحص التقني توصلاً للجناة، حيث أسفرت نتائج التحقيق عن توصل قطاع الأمن الوطني لمعلومات دقيقة، حيث جرى التعامل مع حصيلة تحليل تلك المعلومات وتطابقها مع نتائج فحص المعمل الجنائي لمسرح الجريمة وأشلاء جثث الضحايا، وأسفرت عن الاشتباه في إحدى الجثث التي تعود للمتهم الهارب محمود شفيق محمد مصطفى المشهور بـ(أبو دجانة الكناني)، بالتورط في تنفيذ حادث الكنيسة من خلال عمل انتحاري باستخدامه حزام ناسف.

كما أكد مصدر أمني أن الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى يبلغ من العمر 22 سنة، وهو من مواليد 10 تشرين الاول (أكتوبر) 1994، من قرية عطيفة التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، وهو عضو فيما يسمى <تنظيم أنصار بيت المقدس> منذ عامين. كما انه طالب جامعي ومطلوب أمنياً ما دفعه للهرب الى سيناء منذ شهرين عبر قناة السويس، وظل متواصلاً مع الجماعات الإرهابية، إلى أن صدرت له تكليفات من تنظيم <بيت المقدس> بتنفيذ التفجير الانتحاري في الكنيسة البطرسية، مشيرة الى أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية وسعت دائرة الاشتباه في حادث التفجير الكنيسة وطرحت وجود فرضية أن يكون الانتحاري غيّر ديانته في بطاقته الشخصية، مؤخراً، في إطار تخطيطه للعملية.

وهذا التفجير يأتي بعد أيام على انفجار عبوة ناسفة بالقرب من نقطة أمنية بشارع الهرم الرئيسي بمحافظة الجيزة، وهو ما أسفر عن مقتل 6 من أفراد الشرطة، علماً بأنه سبق ان استهدفت الكنائس في مصر، حيث تم الاعتداء على كنيسة القديسين في الاسكندرية في ليلة رأس السنة الميلادية عام 2011 ما ادّى الى وقوع 21 قتيلاً، اضافة الى ان المتشددين الإسلاميين استهدفوا في الماضي أهدافاً قبطية في مصر بغية زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد.

تنديد محلي وعربي ودولي شامل

ولاقى التفجير الإرهابي تنديداً محلياً وعربياً ودولياً واسعاً، إذ أدان رئيس الوزراء إسماعيل شريف الهجوم، وقال إنه لن ينال من قوة النسيج الوطني المصري، مضيفاً أن المسلمين والمسيحيين في مصر يقفون صفاً تشييع-الضحايا---2واحداً ضد ما وصفه بالإرهاب الأسود.

بدورها أصدرت أسرة الرئيس المعزول محمد مرسي بياناً أدانت فيه التفجير ووصفته بالآثم، وقالت في البيان إنها <تقدم خالص العزاء للإخوة المسيحيين في هذا المصاب الفادح الذي يؤلم كل مصري حرّ>، وأضافت أن <الدم المصري كله حرام، والمقدسات كلها خط أحمر>.

وبينما دعت الكنيسة القبطية للوحدة الوطنية، ذكرت مصادر أن البابا تواضروس سيقطع زيارته لليونان ويعود إلى مصر.

ووصف شيخ الأزهر أحمد الطيب الانفجار بالعمل الإرهابي الجبان، وقال إنه جريمة كبرى في حق المصريين جميعاً، وعبر مفتي مصر شوقي علام عن موقف مماثل.

من جهته أكد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين طلعت فهمي أن لا علاقة للجماعة بسفك الدماء، كما أنها ليست لها أذرع مسلحة. كما استنكر الهجوم حزبا مصر القوية والوسط المعارضان وحزب النور السلفي.

عربياً، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ببرقية عزاء ومواساة للرئيس السيسي، وقال في البرقية: <علمنا ببالغ الأسى بنبأ التفجير الإرهابي الذي وقع في الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، ونعرب لفخامتكم عن إدانتنا الشديدة لهذا العمل الإرهابي الجبان، مؤكدين وقوف المملكة العربية السعودية مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها>.

كما بعث كذلك كل من الأمير محمد بن نايف ولي العهد والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ببرقيتي عزاء ومواساة للرئيس المصري في تفجير الكاتدرائية.

وأرسل أمير الكويت صباح الجابر الأحمد الصباح برقية تعزية في ضحايا التفجير للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبدورها أدانت تونس بشدة التفجير، وشجبه أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

كما نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) <بجرائم تسعى إلى خلط الأوراق في المنطقة وإدخال أهلها في دوامة الاتهامات المتبادلة>.

وندد بالتفجير رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري ونواب وشخصيات سياسية

وجددت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع أو المسببات، وقدم البيان التعازي والمواساة لذوي الضحايا وللشعب المصري، متمنياً السيسي----3الشفاء العاجل للمصابين.

دولياً أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجوم <الإرهابي الخسيس والجبان>، وعبرت الدول الأعضاء بالمجلس عن تعاطفها البالغ وتعازيها لعائلات الضحايا وللحكومة المصرية.

وحث المجلس كل الدول بموجب التزاماتها بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة على التعاون بنشاط مع كافة السلطات المعنية لتقديم المسؤولين عن الهجوم للعدالة.

من جانبه أكد الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> في برقية تعزية لنظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة محاربة الإرهاب الدولي <بشكل حازم ومشترك>، مؤكداً استعداد روسيا لمواصلة التعاون الوثيق مع مصر في مواجهة هذا التهديد.

من جهتها، قالت الولايات المتحدة في بيان صادر عن البيت الأبيض الأحد إنها <ستواصل العمل مع شركائها لهزيمة مثل هذه الأعمال الإرهابية>، وأكدت التزامها بأمن مصر.

في السياق نفسه، عبر وزير الخارجية الأميركي <جون كيري> لنظيره المصري سامح شكري عن تضامن بلاده مع مصر في مواجهة ما وصفه بالإرهاب الغاشم.

كما استنكرت بريطانيا تفجير الكنيسة المرقسية، وقالت إنها تقف مع مصر لهزيمة الإرهاب.