تفاصيل الخبر

الـسيـجـــــارة عــــــدوة الـخـصـوبـــــة عـنـــد الـرجـــــال  

23/09/2016
الـسيـجـــــارة عــــــدوة  الـخـصـوبـــــة عـنـــد الـرجـــــال   

الـسيـجـــــارة عــــــدوة الـخـصـوبـــــة عـنـــد الـرجـــــال  

بقلم وردية بطرس

385057043629a268975bfcea30755993----2

مثلما هناك مخاطر خاصة بالمرأة المدخنة، هناك مخاطر خاصة بالرجل المدخّن ايضاً، إذ ان الكولستيرول والخثرات الدموية في الأوعية الدموية يمكن أن تتسبب بمشاكل في الانتصاب والضعف الجنسي لدى الرجل. وفي ما يتعلق بتأثير التدخين على خصوبة الرجل فقد أجريت أبحاث عديدة على السائل المنوي لرجال مدخنين وغير مدخنين أثبتت التأثير العكسي للمواد السامة في التبغ على الحيوانات المنوية وبالتالي الخصوبة. وعندما يتم الحديث عن عدد الحيوانات المنوية فانه لا يُهدف فقط لرفع فرص الحمل بزيادة خصوبة الرجل، وانما يهدف كذلك الى تقليل فرص الاجهاض والمشاكل المصاحبة للمواليد، حيث وجد انه اذا كان عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي أكثر من 80 مليوناً فان فرصة حدوث مشاكل لدى المواليد تتقلص من 6 بالمئة لمن لديهم العدد أقل من ذلك الى 1 بالمئة، كما ان فرصة الاجهاض تنخفض الى 6 بالمئة في حين تكون 12 بالمئة لدى البقية، أما عن الأشكال الطبيعية في الحيوانات المنوية فان نسبة الأشكال غير طبيعية لدى المدخنين تفوق نظيرتها لدى غير المدخنين وخصوصاً تشوهات الرأس، كما ظهرت زيادة في عدد الكريات الحمراء والبيضاء في السائل المنوي والتي توحي بالتهابات المجاري التناسلية التي تؤثر بدورها على نقل الحيوانات المنوية في الأنابيب الناقلة، هذا الى جانب التأثير على قدرة الحيوانات المنوية على الحركة. كل هذه الأمور في التأثير السلبي للتدخين تجعل من الضروري أخذ حملات الاقلاع عن التدخين على محمل الجد، بل وتجعلها مسؤولية على عاتق المؤسسات الطبية وخصوصاً مؤسسات الخصوبة وعلاج العقم.

والأمر نفسه بالنسبة لتأثير الكحول على الرجل من ناحية الانجاب وغيرها، اذ كشفت دراسة ان ادمان الكحول يضعف على الأرجح الحياة الجنسية للرجل، كما يقلل فرصه في انجاب الأطفال.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت ان الاكثار من شرب الكحول قد يدمر الصحة الانجابية للمتزوجين. كما أظهرت دراسة حديثة ان احتمال حدوث اجهاض يزيد بمعدلات أعلى اذا كان الرجل يشرب الكحول. ومن المعروف أيضاً ان الرجال الذين يشربون الكحول هم الأكثر عرضة للاصابة بعوارض نقص هرمون <تستوسترون>.

فالي اي مدى يشكل التدخين والكحول خطورة على صحة الرجل وخصوصاً بما يتعلق بالانجاب؟ ولماذا؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على البروفيسور رائف خليل رضا الاختصاصي في جراحة المسالك البولية والعجز الجنسي والعقم (وهو أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية وأستاذ محاضر سابق في جامعة باريس والجامعة العربية، وعضو الجمعية العلمية للعديد من المؤتمرات الطبية الدولية، وأيضاً عضو الجمعية الفرنكوفونية لجراحة المسالك البولية والتناسلية، وعضو الجمعية الدولية للعجز الجنسي والعقم، كما انه أشرف على الكثير من الأطروحات العلمية في الكثير من الجامعات، وهو باحث وكاتب للعديد من المقالات الطبية العلمية).

ويستهل البروفيسور رائف رضا حديثه عن تاريخ التبغ في حياة الانسان والمواد التي يتكون منها قائلاً:

- يرجع تاريخ شتلة التبغ الى الرحالة <كريستوفر كولومبس> الذي حمل معه شتلة التبغ الى أوروبا بعد اكتشافه قارة أميركا عام 1492. وقد اعطى <جان نيكوت> سفير فرنسا في البرتغال عام 1560 اسم عائلته لمادتها الأساسية <النيكوتين>، بعد ان أهدى التبغ الى ملكة فرنسا حينئذٍ <كاترين دي مادسيس> لكي تعالج من ألم الشقيقة الذي كانت تعاني منه ونصحها باستنشاقه. يحتوي دخان السجائر على أربعة آلاف مكون منها 481 مادة، وتدرج تلك المواد على شكل أربع مجموعات رئيسية منها <النيكوتين> وأول أوكسيد الكربون والمواد المسرطنة والمواد المهيجة وكميات معروفة بالآثار السلبية على القلب والأوعية الدموية مثل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية والجهازين العصبي والهضمي وأمراض العين والفم والأسنان، وهو يؤذي الرضع وأهم ما يجب معرفته الدور السلبي للتدخين على الأعضاء التناسلية - الجنسية.

 

البرودة وضعف الرعشة

ويتابع:

- لهذا قمنا بدراسة علمية حول تأثير التدخين على الوضع الجنسي والعقم لدى الذين كانوا يراجعوننا ويشكون من حالات ضعف جنسي وعقم في كافة الفئات العمرية، وكنت قد ألقيت هذه المحاضرة في المؤتمر الأول لجراحي المسالك البولية والتناسلية الفرنكفوني في العاصمة التونسية بين 8 - 10 شباط (فبراير) من عام 2007. وشملت هذه الدراسة 400 مريض منهم 300 رجل و100 امرأة ممكن كانوا يشكون من حالات ضعف وهبوط في الرغبة الجنسية عند الرجال مقابل برودة جنسية وضعف في الرعشة الجنسية عند النساء، وقد أجريت لكل من النساء والرجال الفحوصات المخبرية في الدم للسكر والدهونات وغاز الدم، وفحوصات هرمونية للهرمونات القندية، وكذلك للـ <برولاكتين> او الهرمون الحليبي و«الاستراديول>، ونتيجة لهذه الفحوصات ثبت في هذه الدراسة ارتفاع في نسبة الكريات الحمراء. ان 100 مريض لديهم زيادة في دهن الدم. 120 مريضاً لديهم انخفاض في دهن الدم. 184 مريضاً لديهم زيادة في شحميات الدهن. 125 مريضاً كان لديهم زيادة في <بي سي او 2> حفظ ثاني أوكسيد الكربون. 133 مريضاً كان لديهم انخفاض <بي او 2> ضغط الأوكسجين. 100 مريض كانوا يعانون من انخفاض الهرمون الذكري (30 بالمئة). 64 مريضاً من الرجال لديهم ارتفاع في الهرمون الحليبي (16 بالمئة). 55 مريضاً من الرجال كان لديهم زيادة في <الاستراديول> (19 بالمئة). أما الهرمونات عند النساء فقد أظهرت أن: 65 بالمئة منهن كان لديهن هبوط في <الاستراديول>. 23 بالمئة لديهن ارتفاع في الهرمون الذكري. وقد لجأنا الى <Test Fogrestiom> خصوصاً ان مدة التدخين كانت لا تقل عن سنتين وبمعدل علبة الى علبتين من السجائر، وقد ساعد هذا الاختبار المهم في تحديد الاعتياد. اعتياد خفيف: لا يوجد (صفر حالة). اعتياد متوسط: 50 حالة منهم 32 رجلاً و18 امرأة. واعتياد قوي: 218 حالة عند الرجل و82 حالة عند المرأة. وكانت الأعمار تتراوح ما بين 30 - 70 سنة عند الرجال. و20 - 44 سنة عند النساء، وكانت أعلى نسبة عند الرجال ما بين 30 - 40 سنة أما عند النساء فكانت ما بين 30 - 35 سنة. وكان اجراء لفحص < Hospital anxiety and depression> واذا ما نظرنا الى مجرى الدم في الأعضاء التناسلية نرى انه يتأثر تأثيراً مهماً في بعض الحالات وخصوصاً عند المعتادين بدرجة شديدة بحيث يؤثر بالاضافة الى الهبوط في الهرمون الذكري على زيادة الناحية العصبية والمركزية التي تعمل على التأثير في الهرمون الذكري والذي بنتيجته يتأتى العجز الجنسي عند الرجل وما يرافق ذلك من حالات قلق واحباط. أما الرغبة الجنسية عند الرجل فكانت متدنية في بعض الحالات نظراً لأن الرغبة هي عامل نفسي وهرموني، واذا ما لاحظنا القلق والأحباط وما يرافقهما من هبوط في الهرمون الذكري تكون النتائج العلمية قد أثبتت في هذا المجال انعكاس الوضع النفسي والهرموني على الوضع الجنسي. كل هذه الاختبارات والأبحاث وضحت السلبية عند بعض الحالات التي كانت تشكو من العجز الجنسي وخصوصاً المصحوبة بانخفاض في الهرمون الذكري عند الرجل، مع التذكير بأن <أوكسيد النتروجين> يتدنى عند حالات الادمان القوي والمعروف علمياً ان <النيكوتين> يؤثر سلباً على المادة المنشطة المسؤولة عن الانتصاب، وخصوصاً ان <النيكوتين> يعمل على التأثير على الخلايا التي تفرز <أوكسيد النتروجين> وبنتيجته يحدث ارتخاء العضلات وهذا ما يفسر الخلل الجنسي عند الرجل وحالات وعوارض القلق والانحطاط.

وعن حالات البرودة الجنسية لدى النساء يشرح الدكتور رضا:

 - أما حالات البرودة الجنسية لدى النساء فسببها النفسي واضح من حالات القلق وسواها وانخفاض الهرمون <الاستراديول> بالاضافة الى الناحية الميكانيكية وما يرافقها من انخفاض في افرازات المهبل المساعدة، فكل هذه الأمور مجتمعة تؤثر سلباً على الناحية الجنسية عند المرأة وتحدث البرودة الجنسية لديها. لذا فإن القلق والانحطاط والخلل الهرموني في <الاستراديول> ما يفسر علمياً انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء، وبنتيجة الأمر ان التدخين يؤثر سلباً على كل من الرجل والمرأة عكس الدعايات الاعلامية والاعلانية المناقضة للواقع العلمي، ولهذا فان التعريف العلمي للانتصاب عند الرجل يقول بأنه عمل عضلي دموي مرتبط بتأثير الهرمون والأعصاب والواقع النفسي، وكل هذه الأمور نراها تختل مع الادمان على التدخين عدا ان البرودة الجنسية هي نفسية وهرمونية نراها تظهر عند المرأة المدخنة وخصوصاً في حالة الادمان القوي، مع التذكير ان للعمر دوراً أساسياً في زيادة عامل الخطورة وخصوصاً بعد سن الخمسين، وعدا عن مضار التدخين هنالك عوامل خطيرة أخرى عند الرجل، ومنها إمكانية الإصابة بأمراض القلب والشرايين وهبوط الهرموني الذكري. والواقع ان للوضع التناسلي تأثيراً في نقص وزن المولود عند امرأة مدخنة حامل وهو ما يلاحظ في الكثير من الدراسات والأبحاث بالإضافة الى عوارض ومضاعفات جانبية دون ان ننسى الموت المفاجىء عند الرضع والأطفال نتيجة التدخين السلبي من الأهل وعلى الطبيب الشرعي ان يأخذ ذلك في الحسبان.

الكحول أيضاً هي السبب

البروفيسور-رائف-خليل-رضا-----1

ــ والى اي مدى يعتبر الادمان على الكحول سبباً أساسياً للعجز الجنسي؟

- يعتبر الادمان على الكحول من الأمراض القاتلة في العالم حيث دلت الاحصاءات العالمية ان الكحول تشكل العامل الثالث للوفيات في فرنسا والرابع في الولايات المتحدة، فضلاً عن تأثيرها على سائر أعضاء الجسم مثل الدماغ والكبد والعظام والقلب كما على الوزن. وللكحول تأثير أيضاً على الوضع التناسلي الجنسي بحسب دراسة أجريتها على حوالى ثلاثين مريضاً ممن كانوا يعانون من اضطرابات تناسلية جنسية مختلفة، وقد بينت الدراسة ان استهلاك الكحول من قبل هؤلاء الأشخاص ألحق ضرراً على المحور الغددي النخامي - الملكي، وأحدث اضطرابات في استقلاب <الأدروجين> و<الأستروجين>، وعجزاً جنسياً كمحصلة لهذه الاضطرابات مع تأثيرات لهذا العجز على الرغبة والرعشة الجنسية في بعض الأحيان.

ــ وكيف تتحول الكحول في الجسم؟

- لفهم أثر الكحول على الرجل يجب ايضاح كيفية حدوث استقلاب الكحول في الجسم. هذا الاستقلاب يحدث بنسبة عالية جداً في الكبد (90 بالمئة) والباقي يطرد عن طريق الرئة والكلية، ويحتاج هنا الاستقلاب الى خمائر <انزيمات> منها: < ADH> و <MEOS> ولهذا الاستقلاب تأثير على خلايا < Leydig> التي تفرز الهرمون الذكري <تستوسترون> تحت تأثير المحور الملكي - النخامي حيث يعمل الهرمون على التأثير على هذه الخلايا لافراز الهرمون الذكري، وفي حال انخفاض الهرمون الذكري في الدم يؤدي ذلك الى ضعف جنسي وصولاً الى العجز الجنسي الكامل، وكذلك لديه تأثير على الاخصاب كماً ونوعاً. كما لاحظنا خللاً في الهرمونات القندية من المحور الغددي الملكي - النخامي، اما الهرمون <الاستراديول> الذي معدله الطبيعي في الدم هو 56 ملغ في الملليتر فان ارتفاعه عند البعض يؤثر سلباً على افراز خلايا للهرمون الذكري. وفي المجمل ان اختلال هذه الهرمونات يحدث ضرراً جنسياً أساسياً قد يتبعه العقم في بعض الأحيان حسب الكمية المستهلكة من الكحول.

ــ وماذا عن الحالات والنتائج؟

- أجرينا دراسة بين عامي 1995 و1997 على ثلاثين مريضاً تتراوح أعمارهم بين 25 - 65 سنة ممن كانوا يتعاطون الكحول منذ سنة على الأقل ومعظمهم قد تجاوز بتعاطي الخمر 5 سنوات وكانوا يشكون من اضطراب جنسي. مع التذكير ان في بعض هذه الحالات كان بعض المرضى يشكون من الضعف الجنسي والعقم معاً. وأظهرت دراستنا بعد المعاينة السريرية والمخبرية وجود عشرة مرضى يعانون من ضمور، وكانت هناك 4 حالات تتعلق بمشاكل في الكبد، وحالتا تشمع كبد مع تضخم في الثديين، وعشرة مرضى يعانون من ارتفاع خمائر الكبد، وكذلك 14 مريضاً يعانون من انخفاض الهرمونات القندية في الدم، و20 مريضاً يعانون من انخفاض معدل الهرمون الحليبي، و9 مرضى يعانون من ارتفاع <الأستراديول> في الدم، و8 حالات عقم (تحسن وضعهم بعد التوقف عن شرب الكحول). أمام هذه الحالات من العجز الجنسي كان لا بد من علاج تراوح بين 6 - 24 شهراً، وطلب من جميع المرضى التوقف الكامل عن شرب الكحول بالاضافة الى بعض حالات التأهيل الجنسي. ولهذا كان التحسن كاملاً عند المتوقفين عن الكحول اذ ان الكحول تشكل ضرراً على الجسم من الناحيتين العضوية والنفسية، وهي تؤثر خصوصاً على الهرمونات الجنسية وعلى رأسها الهرمون الذكري، أما بالنسبة للنساء فقد أظهرت دراسة عالمية مدى تأثير الكحول على <الاستراديول> و<البرجسترون>، وعند الحوامل تؤثر الكحول على وزن الطفل وتتسبب بتشوهات مختلفة وغيرها.